أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !















المزيد.....

النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما تزال تلك المحاضرات العلمية والفضائية والكونية القيّمة، التي ألقاها على مسامعنا الدكتور أنيس الراوي عبر الاذاعة والتلفزيون فضلا عن البث الحي في الفترة ما بين 1999 - 2003، ماثلة في الاذهان، ونخص منها بالذكر تلك المحاضرة التي سلط فيها -الراوي- الضوء على دور التلوّث البيئي والاخلاقي في إنهيار الأمم، وسقوط الحضارات ، وقبل أيام وجدتني مدفوعاً بما تراكم في ذهني وترسب في ذاكرتي من تلكم النفائس العلمية بما أصبح قابلا للاستدعاء من اللاوعي مع كل غصة يسببها جهل العوام وتفجرها أكاذيب الساسة والمتخرصين ، وصرت أبحث في بطون الكتب مستثمرا الحجر والحظر الكوروني المقيت لعلي أجد بين صفحاتها ما يروي ظمأي وتعطش القراء ويشبع نهمهم بشأن العلاقة الطردية بين التلوث البيئي والاخلاقي من جهة ، والسقوط الحضاري من جهة أخرى فوجدت نفسي أقف وجها لوجه أمام حقيقة كان قد فجرها عالم البيئة الكندي جيروم نرياجو، في ثمانينات القرن الماضي لايلبث صداها يتردد في الأوساط العلمية الى يومنا هذا، حيث عزا -نرياجو- سقوط الامبراطورية الرومانية الى أمرين إثنين رئيسين ، أولهما التحلل الاخلاقي، وثانيهما التلوث البيئي بعنصر الرصاص السام!!
ويكشف لنا -نرياجو- أن الرومان كانوا مولعين بشكل عجيب بإستخدام أواني الطبخ المصنوعة من الرصاص، وذلك لإعتقادهم الخاطئ بقدرة الرصاص على تحسين مذاق الأطعمة وحفظها، بل وأضافوا الرصاص الأحمر الى توابلهم انطلاقاً من ذات الترهات التي لا أساس لها من الصحة، كما حرصوا على تصنيع الخمور بأواني الرصاص، ظنا منهم بأنها تحسن مذاق الخمر، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف الى اصابة 19 امبراطورا من اباطرتهم الثلاثين بالتسمم الحاد، كنتيجة حتمية لمعاقرتهم الخمور الملوثة بالرصاص وبشراهة، ما أسفر عن اصابتهم بإعاقات ذهنية وعضوية خطيرة أثرت بشكل كبير على قراراتهم التي اتسمت بالجنون ويأتي في مقدمة هؤلاء المعتوهين الامبراطور كاليغولا، الذي أمر بتأليه احدى شقيقاته بعد موتها بل وأدعى الالوهية لنفسه أيضاً.. ويأتي بالمرتبة الثانية الطاغية نيرون الذي أحرق نصف روما احتفاء بعيد ميلاده، ولا نذيع سرا، اذا ما قلنا بان للمخبرين السريين في روما القديمة قصب السبق في صعود هؤلاء الاباطرة، ولهم القدح المعلى في بقائهم بسدة الحكم لأطول فترة ممكنة، عابثين بمقدرات الشعب، ومتلاعبين بعقول ابنائه ومصائرهم. فذاق الشعب الامرين بعد ان وجد نفسه محشورا بين مطرقة الطغاة المجانين، وسندان المخبرين السر..سريين الكيديين فوقع الجمل بما حمل، وسقطت روما والى الابد بثالوث الابتذال والادعاء والتلوث!
وبإسقاط معاصر على تأريخ العراق الحديث نجد ان ثلث الشعب العراقي قد قضى نحبه وذهب ضحية المخبر السري الكيدي الذي لم يرقب قط في مؤمن إلا ولا ذمة، وعلى مدى 10 عقود من عمر الدولة العراقية، بينما ذهب الثلث الآخر ضحية للتلوث الأخلاقي، والطائفي، والبيئي، والمناطقي وضحية للحروب العبثية المدمرة، في حين ظل الثلث الأخير يبكي على ماضيه وحاضره وأطلاله المدمرة ، نادبا حظه ، باحثا عن بصيص نورٍ في نهاية النفق المظلم ، بل قل باحثا عن نفق اساسا وان كان بلا - نور ولاكهرباء وطنية اضافة الى اللاوطنية الاهلية السحب - ولكن من دون جدوى اذ ان التلوث بكل صوره ماض فينا على قدم وساق وفي مقدمتها التلوث السياسي والفكري مع تكاثر وعاظ السلاطين ،وذيول السياسيين ،وارباع العشائريين ،وانصاف المتعلمين ، واخماس المثقفين ، فضلا عن المخبرين الكيديين والمخادعين والمنافقين - واللوكية - كتكاثر بدائيات النوى والفايروسات بالانشطار !
وبصريح العبارة أقول اذا كانت الخمر أم الخبائث، فإن الطغاة ووعاظ السلاطين والمخبرين السريين وأشباه المثقفين أبوها:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة .. ولكن تفيض الكأس عند امتلائها
ولاشك ان النظارة الزرقاء تلعب دورا فاعلا في تعمية الحقائق وتشويهها فـ "رحلة أبو نظارة زرقا" على سبيل المثال وهي صحيفة سياسية اجتماعية اصدرها يعقوب صنوع ، في مصر اواخر القرن التاسع عشر، زعم حينها بأنها ناطقة باسم القومية العربية، ومناهضة للاستعمار بكل اشكاله، ولكن من يقلب صفحاتها ويقرأ سطورها بإمعان يجدها صحيفة مناهضة للاستعمار الانكليزي لمصر.. مهادنة للاستعمار الفرنسي لكل من تونس والجزائر، ويتفاجأ القراء بإصرار اسرة تحريرها على استخدام اللغة العامية-اللهجة المصرية الدارجة على وجه التحديد- واعتبارها لغة وحيدة للتخاطب مع الجماهير العريضة، وهذا لعمري هو الغزو الفكري والثقافي والعولمة بأبشع صورها، ذاك ان الدعوة الى العامية دعوة مشبوهة قادها الكتاب - المتثيقفون - لمحو لغة القرآن الكريم والفصحى وصولا لإشاعة ما يعرف بالادب واللغة الاقليميين، وقد شن ما يسمى بعميد الادب العربي طه حسين ، هجوما شرسا على هؤلاء حتى لقب بـ" عدو العامية " وحمل بشدة على ما يكتبونه وينظمونه قائلا وبالحرف " لا أعتبره أدباً وإنما أعتبره انحطاطاً للأدب ، صحيح أن للعامية أزجالها وأشعارها ولكن هذا شيء ، وأن تتغلب العامية على الفصحى ، وتصبح لغة الأدب فهذا شيء لا يحتمل كذلك فعل شاعر النيل حافظ ابراهيم ، فما صنعه يعقوب صنوع ببساطة يعد محاولة بائسة لالباس -اللادينية- وبلغة محلية متهافتة ثوبا قوميا تحرريا فهي تهاجم استعمارا بشعا لتصافح آخر اكثر بشاعة في الوقت نفسه وسط حيرة الجماهير التي اختلطت عليها الالوان بعد ان البسها(صنوع) نظارته الزرقاء وبمهارة يحسد عليها، فجعلهم يسيرون خلف افكاره زرافات كما يسير النائمون. الأمر الذي اعاد الى اذهاننا ما ذكره الفوطي في احداث بغداد لعام 646 هـ حيث ذكر ان موتا كثر ببغداد في ذلك الوقت متمثلا بمرض يظهر في الحلق يسبب اختناقا ازعم انه(النكاف) تسبب بموت خلق كثير، فسرت شائعة تقول ان الجنيّة(ام عنقود)قد مات ولدها في البئر من دون ان ينقذه احد، فقررت الانتقام من اطفال بغداد، فنصب الجُهّال خيمة عند البئر واقاموا عزاءً-لابن الجنيّة- لعلها ترفع لعنتها عن ابنائهم وهم يرددون..
ام عنقــود اعذرينا مات عنقـود وما درينا
لما درينا كلنا جينا لا تغضبين منا فتخنقينا
ولو لم يرتدِ عوام بغداد كما اليوم نظارة(صنوع) الزرقاء لما نصبوا مجلس عزاء لعنقود لأنه وببساطة شديدة غير موجود، ولو لم يلبسها بعضهم لما سار نائما الى صناديق الاقتراع، لينتخب كل من هب ودب من شذاذ الافاق وكل من لم ولن يقدم للعراق شيئا قط ، سوى كونه مزدوج الجنسية والولاء والتبعية ، ولكونه مخلوقا مجهولا بشهادة جامعية لا تعرف اصلها ولا فصلها وديدنه طيلة توليه المنصب هو مهادنة - الإستدمار- الشرقي ، ومعارضة الإستدمار الغربي أو العكس بالعكس حتى انه يتهم كل معارضيه وفي الحالتين بإنهم لايريدون خيرا للعراق والكل يعلم بأنه وحزبه هما سبب دمار العراق ومحو هويته وحضارته واضمحلال اعتداده على غير عادته حضاريا بنفسه بين الامم ، ولن يكون ولاء هؤلاء واذنابهم للعراق الواحد الموحد ولا لشعبه المظلوم يوما قط وعذرا لطه حسين وحافظ ابراهيم والاعتذار موصول للقراء الاعزاء ذاك أني مضطر لإستعارة عبارة عامية شائعة أجدها مناسبة لتوصيف الادعياء من فاقدي الولاء والنزاهة والوطنية في عدم استعادتهم لرشدهم ولا خدمتهم لشعبهم " لو مطي يركب مطي " ! اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...
- اذا كنت حريصا على صوم رمضان في عصر الكورون فأقرأ هذا المقال
- اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء ...
- اﻷ---فواه عاشقة اﻷ---رانب ﻻ---تقيم أمة ...
- من ألاعيب رعاة البقر في ذكرى إحتلال العراق - صرف أنظار القطي ...
- الإيجاز في تعريف وطرق الوقاية من فايروس التاج ..حوار مع الدك ...
- حوار من خلف الزجاج مع فايروس التاج !
- إضاءات على اللغط المثار بشأن تصوير الإعانات والصدقات في عصر ...
- هلموا لرعاية الأيتام وكفالتهم فلايرعاهم الا الكرام
- نظرات في التعليم عن بعد بسبب كورونا (كوفيد - 19 )!
- جانب من مقترحات وصحافة – المحجر – !
- أكثر السياسيين تصريحا وتغريدا ومطالبة ..أقلهم عملا وأكثرهم خ ...
- الخياطة ..الحرفة التي كادت أن تندثر بدأت بخياطة البدلات لتنت ...
- #يا أصحاب_العقارات_خفضوا_الإيجارات
- سلال الفقراء.. معونات المتعففين.. مطابخ الخير للغير بعصر كور ...
- #ياأصحاب_المولدات_خفضوا_أسعار_الامبيرات


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !