أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - #يا أصحاب_العقارات_خفضوا_الإيجارات















المزيد.....

#يا أصحاب_العقارات_خفضوا_الإيجارات


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 15:08
المحور: المجتمع المدني
    


قديما قيل" في ظل حكومة فاضلة الفقر عار، وفي ظل حكومة سيئة الغنى هو العار" وبما أن العراق خصوصا والأمة العربية عموما تعيش اليوم أسوأ حقبة في تأريخها على الإطلاق في ظل حكومات بيروقراطية غاية في السوء والانتهازية والتناحر والتنابز فيما بينها ،وفي أمثالهم قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم :"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم " ومعنى تصلون عليهم أي تدعون لهم بالتوفيق والسداد والصلاح ،وبما أن الغنى في الغربة وطن ، والفقر في الوطن غربة ، فبإماكني أن أجزم بأن ثلاثة أرباع العراقيين صاروا غرباء في بلدهم الأغنى ثروة على سطح الكرة الارضية ،الأفقر شعبا في العالم، مواطنون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ليس لمعظمهم دار تمليك تأويهم ولا شبر من أرض في بلادهم تؤنسهم وتسترهم وتحميهم ،إنما هي مشتملات صغيرة بعضها لاتتعدى مساحته الـ 30 مترا وسط أحياء بائسة مكتظة بالسكان ومفتقرة للخدمات ، أو شقق مستأجرة في عمارات متهالكة، أوعشوائيات متناثرة في أقاصي النواحي والمدن ،أو تجاوزات هنا وهناك الى حين ميسرة،أو بيوت من طين وصفيح لاتقي من قيظ صيف ولا من مطر وبرد شتاء ولا ريح ،أو خيام نزوح تعيش على مساعدات المنظمات الانسانية ،واحدة تغدو عليهم كل شهر والأخرى كل شهرين أو ثلاثة - بالتفاطين - تروح !
نعم لقد إلتزمت بحظر التجوال الشامل ونداء - خليك بالبيت - طيلة الأيام الماضية بإستثناء بعض - الزغل - ولا أكتمكم سرا - ضجت ، إحتصرت ، إختنقت - فقررت كسر الحظر مؤقتا والخروج في جولة ليلية تحت جنح الظلام سيرا على الأقدام لشراء بعض اللوازم المنزلية الضرورية ولكن بحذر فأمطرت السماء بشدة وتبللت ملابسي وخلال المطر رمقت إمرأة محجبة تفترش الرصيف وتبيع اكياس النايلون ولا أظنها تستجدي لأن لا أحد في الشارع بإستثناء النزر اليسير من أمثالي ، وبعدها بدقائق لمحت كادحا محني الظهر يحمل كيسا كبيرا وضع داخله فانيلات وجواريب وكفوف رجالي ونحوها ،رمقني بنظرة متشحة بالحزن وسلم عليَّ قائلا " بلازحمة عليك اريد استشيرك بموضوع " قلت له " تفضل حبيبي الغالي " قال " تتصور هذا الشهر اصحاب العقارات راح ياخذون الايجار من المستأجرين أم لا ..صاحبة العمارة التي أسكن احدى شققها مقيمة في الاردن ووكيلها المسؤول عن جمع بدلات الايجار شهريا موجود في العراق ولا اظنه سيتخذ هكذا خطوة من دون موافقتها ..فشدكول انت ،راح تعفينا من الايجار لو لا ؟!" وكأنه يستخير اكثر من كونه يستشير لمعرفة الاجابة مني سلبا أو ايجابا ،قلت " ان شاء الله تعالى تعفيكم " ففرح الرجل ايما فرح وكأنني قرأت له مستقبله فيما لا أدري واقعا هل ستعفيهم صاحبة العقار أم لا ، الا انه كان يريد ان يتعلق بأي كلمة طيبة تطيب خاطره ولا اظن ان الله عز وجل سيخيب رجاءه لطيبة قلبه ولحاجته الماسة وفقره المدقع ..ستعفيهم جميعا بإذنه تعالى انا متأكد من ذلك استنادا الى فرح قلب نقي تعلق صادقا بالله وان كان كل ما حوله لايشي بأنها ستعفيهم ...وقبل أن يودعني دمعت عيناه وامتزجت بقطرات المطر وقال " عمري تجاوز الـ 62 عاما ولم يعد بمقدوري العمل بهذه الطريقة المهينة واخشى ان اقع يوما ولا معيل لبناتي واولادي سوى الله تعالى !!

أطرقت رأسي ولم أنبس ببنت شفة ولا أدري أأحزن على المرأة المحجبة التي تفترش الرصيف لتبيع اكياس النايلون تحت المطر اثناء حظر التجوال ..أم على هذا الكادح الذي يحمل بضاعة لن تباع لأن القلائل ممن يتجولون في الشارع غايتهم شراء المواد الغذائية والطبية ولا شيء غير ذلك ..ولكن رحمة الله قريب من المحسنين ..وقد اعجبني بوست قرأته قبل قليل خلاصته : " العراقيون اليوم قسمان ، الاول يخشى الموت بكورونا ..والثاني يخشى الموت من الجوع ، وفاتهم قول الباري عز وجل ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) حقا وصدقا ان الصدقة والرجوع الى الله تعالى وعبادته وتقواه هي الحل ، عودوا الى الله واستغفروه وتذكروا قول الباري عز وجل : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا".
اليوم وفي ظل أزمة وباء كورونا الطاحنة ونتيجة لفرض حظر التجوال الإجباري،وتطبيق الحجر الصحي ،وفصل المدن والمحافظات عن بعضها وإرغام الناس على الجلوس في بيوتها ومعظمها مستأجرة وفقدان الأجراء اليوميين والعمال والكادحين والكسبة لمصادر رزقهم الوحيدة حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت كل ذلك تزامنا مع انخفاض اسعار النفط الى اقل من 20 دولارا للبرميل الواحد بعد خصم تكاليف استخراجه لصالح الشركات الاحتكارية التي - شفطت - نفط العراق في جولة التراخيص المشبوهة التي وقعها - الشمر ستاني - في ليلة ظلماء أفتقد فيها البدر مقابل فتات من موائدها ،حتى صار كوفيد - 19 من أمامهم والفقر من ورائهم توجب على أصحاب العقارات الموسرين ومن منطلق انساني ، شرعي ، وطني ، أخلاقي إما تخفيض الإيجارات على المعسرين، وإما التنازل عنها لشهر أو ثلاثة أشهر ، وإما تأجيل استحصال الايجارات لحين زوال الغمة وعودة الحياة الى طبيعتها وتحسن الأوضاع وإستعادة الكادحين لمصادر رزقهم الحلال ، وعودة الأجراء اليوميين الى وظائفهم ، والعمال الى مصانعهم ليمثل صنيعهم هذا قمة النبل والعطاء والانسانية فهل من مستجيب ؟ وعلى الحكومة القيام يخطوات مماثلة تتمثل بإلغاء الفوائد على القروض والسلف ، إلغاء الضرائب ، زيادة مفردات الحصة التموينية والاسراع بتوزيعها بين المواطنين ، ايقاف فواتير -الماء والكهرباء - وإسقاط جميع الديون السابقة بذمة المواطنين فورا ، وإلزام شركات الاتصال والنت بعدم استحصال ما بذمتهم للشهر الجاري والذي يليه - يعني كافي لفط براس العراقيين لمدة 17 سنة - علما ان أجور الاتصال والنت في العراق هي الأغلى في عموم العالم ، وخدمتها هي الاسوأ على الاطلاق في عموم المنطقة فهل من مجيب ؟ اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلال الفقراء.. معونات المتعففين.. مطابخ الخير للغير بعصر كور ...
- #ياأصحاب_المولدات_خفضوا_أسعار_الامبيرات
- #حولوا_تكاليف_مجالس_العزاء_للفقراء
- #علاجك_بزمن_الكورونا_مجاني_الكتروني
- كيف أستثمر وقتي أيام الحجر الصحي الإجباري وحظر التجوال ؟!
- كورونا فضَحَهُم ..كوفيد-19عرَّاهُم !
- إحتكارك_بزمن_الوباء_جريمة
- فوبيا المؤامرة تدفع على الدوام للمؤامرة !
- #أطلقوا_سراح_الأبرياء
- خدعة أمريكية إستباحت وطن !
- كورونيات محلية في الذكرى ال 17 لغزو العراق !
- #إيجارك_بزمن_الوباء_علينا
- الغروب الأخير والشروق الأول!
- طائر حلق بجناحي -ماجدولين الرفاعي- في سماء الحرية الملبدة با ...
- حوار مع مبدع من بلادي في مدينة المفكر والشاعر الألماني غوته ...
- عراقيون فقدوا أمنهم وأسنانهم ..أين يكمن الخلل ؟!
- إضاءة على الدراما العراقية المترنحة بين ألق-موس الحلاق- ومقص ...
- وقفة مع الخطاطة العراقية التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة ...
- أطباء التخدير .. متاعب مهنية ومخاطر صحية وفصول عشائرية وحساد ...
- حوار مع شيخ المذيعين العراقيين نهاد نجيب ...


المزيد.....




- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - #يا أصحاب_العقارات_خفضوا_الإيجارات