أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحاج - وقفة مع الخطاطة العراقية التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة بين المعالم والخرائط والآيات















المزيد.....

وقفة مع الخطاطة العراقية التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة بين المعالم والخرائط والآيات


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


خطاطة موصلية شقت طريقها بإرادة لا تلين وواصلت الليل بالنهار لتخرج من بين أناملها لوحات مذهلة ليست كبقية اللوحات أدهشت المختصين وعشاق الخط العربي في أرجاء المعمورة ، تصدر وسمها عن مدينتها، ام الربيعين ، بمنارتها الحدباء وخارطتها المطرزة بدعاء النبي يونس عليه السلام ” لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ” ، مواقع التواصل الاجتماعي ، خطاطة حظيت أعمالها بإعجاب المختصين وكبار الخطاطين والتشكيليين فضلا عن المتابعين ، تميزت خطاطة الموصل الحدباء ومبدعتها “جنة عدنان احمد عزت” التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة بين المعالم والخرائط والآيات القرآنية. بالخط على الخرائط الجغرافية و معالم العراق ما شكل علامة فارقة في مسيرتها الواثقة فمن تكون :
* حصلت الشقيقتان الموهوبتان ( فرح عزت وجنة عزت ) على شهادة في الخط العربي من الخطاط التركي الكبير ، حامد الأمدي ، في إسطنبول أعقبه حصولهما على شهادة مماثلة من عميد الخط العربي ، سيد إبراهيم المصري ، ولما يتجاوز عمر فرح 13 عاما وجنة 10 اعوام ، متى بدأت هذه الموهبة لديك وكيف تم صقلها لتنال إعجاب ورعاية عمالقة الخط في الوطن العربي ؟
– والدي رحمه الله كان مولعا بالخط العربي وكان بيتنا يضم لوحات لعمالقة الخط أمثال حامد الامدي ,كنت صغيرة لا أجيد الكتابة والقراءة الا انني ملت اليها وأحببتها الى درجة انني كنت أمسك الورقة والقلم واقلدها كأي لوحة رسم ، لاحظ والدي عشقنا للخط فقرر ان يوجهنا التوجيه السليم واخذنا الطريق الى الاستاذ الموصلي” يوسف ذنون ” حفظه الله ، فكانت الانطلاقة من هناك ,اضافة الى سفرات سنوية الى تركيا نتدرب خلالها على يد الخطاط حامد الامدي ، وعندما بلغت العاشرة من العمر تأهلنا لنيل الاجازة من الامدي وسيد ابراهيم في مصر.
*انت القائلة ” لولا استاذي الكبير الموصلي، يوسف ذنون عبد الله، في بداية مشواري لما وصلت الى ما وصلت اليه الان، لأن التعليم الصحيح منذ البداية هو الأساس ” ، حدثينا قليلا عن تلكم المحطة المضيئة والتقدير العالي الذي منحه إياك كبير الخطاطين العراقيين بما لم يحظ به أحد سواك .
– فعلا كانت محطة مضيئة فلولا اضاءتها تلك الفترة لما ازداد بريق اعمالي اليوم ، اعتبر نفسي محظوظة لأني عاصرت حقبة العم يوسف ذنون الموصلي . وكل من تتلمذ على يديه اعده محظوظا لأن العم يوسف عندما يعلم الخط فانه يعلمه بكل أمانة وحرص وتفان وبعد مرور سنوات وفراق طويل معه بسبب الغربة ,عاود ذاك الضوء لينير من جديد بحصولي على أعلى تقدير في تأريخ الخط العربي من العم يوسف ,حيث لم يحظ بهذا التقدير العالي سوى العم يوسف والمرحوم هاشم الخطاط البغدادي من أمير الخط العربي حامد الامدي ومن ثم انا والحمد لله وبهذا اكون قد حصلت على ثلاث شهادات في الخط من عمالقة ، وبعد ان منحني العم يوسف هذا التقدير العالي وانا في الخمسين الان , وشاع الخبر ,قال لي ان بعض الخطاطين طلبوا منه ان ينالوا هذه المرتبة وان يمنحهم ما منحني اياه ,فقال لهم لن امنحها لأي أحد والذي يرغب بالحصول عليها فليأخذها من جنة!
* جنة الموصلية وفي سابقة من نوعها إتخذت من احدى الجوائز التي حصلت عليها قلادة لا تفارق جيدها أينما حلت و ارتحلت ، ما السر في ذلك ؟
– هي ميدالية وليست قلادة ومن شدة تعلقي بها وبالخط الذي يحتويها بخط ذنون الموصلي والتي حصلت عليها منذ طفولتي احببتها جدا وعز علي رؤيتها وهي في محفوظة في صندوقها الى جانب ميداليات أخرى ,فقمت بثقبها و حولتها الى قلادة ترافقني على الدوام .
* الأبعاد اللونية تشكل قاعدة اساس في لوحاتك المبتكرة ، برأيك هل في المزج بين اللون والتشكيل والتعبير يكمن السر في حجم الإبهار الذي يشع من لوحاتك فيخلب الألباب أينما عرضت ؟
– بصورة عامة انا اركز على الحرف وقوته اكثر مما أركز على ممازجة الالوان ,,فتعبيري الوحيد هو قوة الحرف وكيفية صياغته لكي اعبر عنه كما فعلت في معظم لوحات الخرائط، ونظرتي الى أعمالي لا تكمن في بهرجة الألوان بل ببهرجة قوة الحرف وقوة تركيبه داخل الشكل المطلوب.
*اكثر ما يشد الانتباه الى أعمالك تلك الممازجة الرائعة بين الآيات القرآنية والخرائط الجغرافية حتى اصبحت مدرسة بحق ولعل من اشهر لوحاتك في هذا المجال ، خارطة الوطن العربي التي خطت داخلها الآية القرآنية الكريمة ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “، اضافة الى خارطة العراق التي يتوسطها دعاء ايوب عليه السلام ، هل هذه مدرسة جديدة تفردت بها ، ام انها حلقة وصل في سلسلة ابداعية سبقك اليها آخرون وسيواصل تقليدها لاحقون ؟
– هذه مدرسة خاصة لجنة عدنان لم يسبقن احد الى فكرتها واعدها أيقونتي وهويتي عبرت عنها بهذا الاسلوب لكي اطرح فكرا فنيا واسلوبا متجددا له بعد آخر غير تقليدي ليكون انطلاقة يتتلمذ عليها الخطاطون ، فالخرائط بحد ذاتها عبارة عن كراسة لخط (جلي الثلث) حيث تتوفر فيها كل انواع ربط الحروف وانواع التراكيب والجرأة في تركيبة الحرف ليقعد في محله داخل أشكال غير هندسية.
*أهم الجوائز التي حصلت عليها الخطاطة ، جنة عدنان ، في المحافل العراقية والعربية والدولية وأقربها بعد القلادة الى قلبها النابض ؟
– اهمها كردانة من الذهب الخالص قدمت لي قبل عام 2003 عن طريق السفارة العراقية خلال اقامتي تلك الفترة في دولة الامارات العربية المتحدة وهي معي حتى الان واعتز بها جدا (اذا ردي فيه تحسس بسبب الاوضاع السياسة الحالية فهذا ليس ذنبي) انتم سألتموني وانا ارد بكل مصداقية.
* الخطوط العربية انواع فهناك الخط الكوفي ، خط النسخ ، الخط الديواني ، خط الرُّقعة ، خط الثُلث ، الخط الأندلسي ، الخط الفارسي ، ترى في اي من هذه المدارس أوالخطوط تجد جنة الموصلية نفسها ؟
– اجد نفسي في اصعب انواع الخطوط وهو (جلي الثلث) و( الطغراء) فمنذ صغري تأقلمت أناملي وعيني على هذا النوع الصعب والجميل جدا جدا، في ذات الوقت الذي ارى فيه خط (جلي الثلث ) واحدا من اجمل الخطوط العربية .
* ماذا عن الخطوط السبعة الأخرى التي تندرج ضمن مدارس الخط العربي كخط الإجازة، المغربي ؟
– اخترت منها خط ( الطغراء ) كونه خطا تربطه علاقة وطيدة بخط جلي الثلث فكل مخطوطاتي بالطغراء حروفها جلي ثلث اصلية .
* أي الأحبار والأوراق تفضلين في أعمالك ؟ واي الأقلام تستخدمين ، البلاستيكية ، ام أقلام البوص المصري او الصيني ؟
– الورق الابيض الصقيل هو المفضل عندي وفي بعض الاحيان أضيف إليه بعض المواد او الالوان من باب التجميل والتغيير, فأما ان اطليه بالقهوة او بألوان بلاستيكية خفيفة او بالحبر المخفف ، اما القصب فأنا عادة ما استخدم القصب البني والاصفر ولا أستخدم الاقلام .
* ماذا يمثل لك هؤلاء ببضع كلمات ” ابن مقلة ، ابن البواب، هاشم البغدادي ، محمد صالح الموصلي، صادق الدوري ، روضان بهية ، عبد الكريم الرمضان ، جاسم النجفي ” ؟
ج – نجوم ساطعة في سماء فن الخط العربي. رحم الله من رحل ,وحفظ الباقين.
* مشاريعك المستقبلية ؟
– قيد التفكير.
*كلمة اخيرة
كلماتي لجمهوري في العراق والوطن العربي جسدتها في الخرائط وهي رسالة لهم جميعا اكثر مما هي كلمة،
اما كلمتي او نصيحتي للخطاطين فأقول لهم ,الخط العربي أمانة في أعناقكم وليس لعبة في ايديكم.
تجدر الإشارة الى ان الخطاطة الموصلية كانت قد فقدت ابنها الوحيد حسين العمري في مجزرة " مسجد النور بمدينة كرايست جرج النيوزيلندية حيث تقيم مع زوجها هناك برصاص احد النازيين الجدد بعد مهاجمته المسجد وقتله اكثر من 50 شخصا داخله كان من بينهم ابنها ، خصت جنة عدنان كل بلد عربي بخارطته التي تتوسطها آية كريمة تحاكي واقعه ، بدأتها في نيسان 2014 وانتهت منها في نيسان 2016 ، خارطة العراق ( رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين ) ، لبنان ( كأنها كوكب دري ) ، فلسطين (ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين ) ، عمان ( جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا )، السودان ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله .. ) ، جزر القمر ( الله لا إله إلا هو ) ، الكويت ( و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ، جيبوتي ( جزاؤهم عند ربهم جنات عدن ) ، موريتانيا ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) ، اليمن ( لقد كان لكم في سبأ آية .. ) ، الجزائر ( و أشرقت الأرض بنور ربها..) ، الصومال ، ( يسقون من رحيق مختوم ) ، البحرين ( يخرج منها اللؤلؤ و المرجان ) ، تونس ( و زيتونا و نخلا .. ) ، الأردن ، ( ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيء لنا من أمرنا رشدا )، المغرب ( رب المشرق و المغرب و ما بينهما … ) ، مصر ( و أوحينا إلى موسى و أخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا ) ، الإمارات ( سورة الفاتحة ) ، ليبيا ( و لا يؤوده حفظهما ) ، سوريا ( و جزاهم بما صبروا جنة و حريرا ) ، السعودية ( وطهر بيتي للطائفين و العاكفين والركع السجود ).



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطباء التخدير .. متاعب مهنية ومخاطر صحية وفصول عشائرية وحساد ...
- حوار مع شيخ المذيعين العراقيين نهاد نجيب ...
- مع انتشار كورونا عالميا وظهوره في النجف ..المختبرات الطبية ق ...
- حكاية راعي غنم إنتقل من الرسم على الرمال الى أفيشات هوليوود
- سيناريو-كوكو..ورونا-رعب الشعوب وتخريفات العركجية!
- أيها الفُجار إن التجارة نبل وشطارة ﻻ خسة وحقارة!
- حين ينتحب”جبر “المقهور لعل الضمير “الديكتا موقراطي “العربي ي ...
- رفع الملامة قبل إنهيار العمامة في العراق !
- اﻵيفونيون ..الهواويون..السامسونجيون وظاهرة الإبتزاز و ...
- #الباكونا_أسوأ_من_كورونا !!
- لماذا أحب محمدا ﷺ ؟! (1)
- لاشيكاغو ولاقندهار ولاجماعات طائفية تتفاخر ببطة وتلعب بنار!
- -الله كريم والرب رحيم- ..حدث معي وودت إخباركم به !
- ذكريات عراقية لاتخلو من السوداوية مع الثلج الأبيض!!
- التحشيش الفكري ودوره في خلط الأوراق وصناعة الذيول !
- لماذا فشلت التظاهرات الشعبية ..مؤقتا !
- أين ساسة العراق أس البلاء من رحمة الفقراء وتراحم الضعفاء ؟!
- #لا_لصفقة_القرن
- خيالُ الكتابِ الجامحِ وسيناريوهات -المخابرات- = أفلام سينمائ ...
- البطالة أم الرذائل الدائمة والاحقاد القائمة وموقظة الفتن الن ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحاج - وقفة مع الخطاطة العراقية التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة بين المعالم والخرائط والآيات