أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - فوبيا المؤامرة تدفع على الدوام للمؤامرة !















المزيد.....

فوبيا المؤامرة تدفع على الدوام للمؤامرة !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شخصيا أؤمن بالمؤامرة بعمومها بصفتها سنة تدافع كونية بين البشرعلى وفق مصالحهم كجزء من الصراع البشري منذ فجر التأريخ على سطح الكرة الارضية ، يجيد استخدامها من يجيد ويخفق فيها من يخفق ،بمعنى انها داخلة في إطار الحرب والخدعة والمناورة وفرض الارادة وبسط النفوذ، السيطرة على الثروات ، تحقيق المكاسب ، توسيع الممالك والامبراطوريات ، الثأر التأريخي ، إحداث التغيير الديمغرافي ، تصديرالعقائد والايدولوجيات وصدام الحضارات بصرف النظرعن نبل وإنسانية تلك الوسائل من عدمها ، والبقاء يكون بذلك التدافع في الاعم الاغلب اما للاقوى واما للاصلح واما للادهى وإما للاصدق ، الا انني لا أؤمن بنظرية المؤامرة والتي يحلو لي تسميتها بـ" فوبيا المؤامرة " والذي اراه وصفا اكثر دقة من سابقه وأقرب للصواب منه لكون الأخيرة لاتدخل في سنة التدافع بقدر دخولها في اطارالتسويغ والتبرير وبمثابة - الشماعة - التي يعلق المهمشون ، المسحوقون ، المظلومون ، المهزومون كل هزائمهم وأخطائهم وخطاياهم عليها على مدار الساعة ، بل ويتوسع بعضهم ليفسركل ما يجري من حوله كونيا بمقتضاها على وفق هواه ، حتى القرارالجيد و الانجاز الحسن الذي ينجز على يد خصمه يفسره على انه سيء للغاية ويجب مناهضته ورفضه والتقليل من شأنه وان كان يصب في خدمة الصالح العام !
قبل يومين سألتني احدى الزميلات العزيزات قائلة" شنو رأيك بحظر التجوال والمبالغة بأخبار فايروس كورونا ..أكيد كلها لعبة لإنهاء التظاهرات !" قلت " الكورونا حقيقة وحظر التجوال قرارصائب وان كنت اشكك في مدى إلتزام العراقيين به على الوجه الامثل !" زعلت الزميلة !!بمعنى انها تريد ان تتذاكى انطلاقا من فوبيا المؤامرة واية اجابة تشكك بتذاكيها ذاك تعد بحد ذاتها من وجهة نظرها مؤامرة فوق المؤامرة وربما اعتبرتني من اتباع النظام ايضا من جراء ذلك !
المصاب بفوبيا المؤامرة - الشيعي - يفسر توقيت حظر التجوال مع زيارة الامام الكاظم على أنها مؤامرة - سفيانية ..أموية ..يزيدية ، عباسية ، عثمانية ، صهيونية ،اميركية ، سعودية، قطرية ..الخ - لمنع الزيارة وليس بوسعه تفسيرها على نحو افضل واقرب للحقيقة من ذلك اطلاقا وبناء عليه فلن يلتزم بالحظر ..والا قلي بربك كيف تفسر الجمعة المليونية الوحيدة في مدينة الصدر في هذا التوقيت الحرج من تأريخ المنطقة والعراق والعالم ووباء كورونا المستجد يسقط دولا متقدمة ويجعلها خارج نطاق السيطرة كإيطاليا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا ، اليوم وبعد ان شاهدت صورا لألوف الاتباع وهم يفترشون الارض فيما نظراؤهم وهم ألوف ايضا في الزيارة سيرا على الاقدام قلت في نفسي : " لقد اوقفتم الجمعة لقرون طويلة مع ان النص القرآني صريح وواضح وغير قابل للتأويل بوجوب اقامتها والسعي اليها ، اوقفتموها بذريعة انها فرض مشروط لاتقام على الوجوب الا بوجود الامام المعصوم او بوجود نائب الامام او بوجود الحاكم العادل مبسوط اليد لأنها - واجب تعييني - فيما تقام على سبيل التخيير لا الوجوب بمعنى - واجب تخييري- بغيابهم فمن شاء صلى الظهر ومن شاء صلى الجمعة ويبدو ان الجميع قد اختار الخيار الثاني - صلاة الظهر جمعا مع العصر - بدلا من اداء الجمعة منفردة في جماعة ..ولم تقم الجمعة عندهم الا بعد الثورة الايرانية 1979 وبهذا يحق للجميع السؤال " اذ كنتم قد عطلتم الجمعة قرونا متواصلة من دون مسوغ شرعي ، اليس من باب اولى تعطيلها مؤقتا لبضعة اسابيع بسبب كورونا المستجد القاتل حفاظا على الصحة العامة ؟الا ان الديماغوجية تتدخل هنا بقوة وتحول من دون ايقافها مادامت مصلحة القيادة في اقامتها قائمة ولو لم تكن كذلك لأوقفت ولسيقت الذرائع لإبقافها على طبق من ذهب وما على الاتباع سوى الطاعة الواجبة والإتباع من غير نقاش ..اوقفوها في زمن الرخاء فتوقفت ..صدر الامر بإقامتها في زمن الوباء فأقيمت ..وما هكذا تورد ياسعد الابل !
المصاب بفوبيا المؤامرة - السني - يفسر توقيت اغلاق المساجد وايقاف الجمع والجمعات في هذا الوقت على انه مؤامرة لإضعاف السنة في العراق وكسر ارادتهم وتحجيمهم والتضييق عليهم واقصاءهم وتهميشهم اكثر واكثر وبناء عليه تراه متضايقا من الحظر انطلاقا من هذا المفهوم اكثر من حزنه على فوات أجر الجمعة والجماعة واعمار المساجد ماديا ومعنويا ووو!
المصاب بفوبيا المؤامرة - من الناشطين والتنسيقيات - يفسر حظر التجوال على ان الهدف منه هو إنهاء الاعتصامات والتجمعات والتظاهرات في جميع الميادين والساحات بعد اربعة اشهر من اندلاعها برغم كل التضحيات ولا شيء آخر سواها وبناء عليه فلن يلتزم بالحظر!
المصاب بفوبيا المؤامرة - العلماني - يفسر الحظر على انه تقييد للحريات الشخصية ومحاولة - الاحزاب الاسلاموية - فرض ارادتها لغلق البارات والملاهي والنوادي والكافيتريات والمطاعم والمتنزهات والسينمات وما شابه ولاشيء آخر غيرها وبناء عليه فلن يلتزم بالحظر!
المصاب بفوبيا المؤامرة - الموالي لإيران - يفسر الحظر على انه محاولة لحجر الناس في منازلهم تمهيدا لفرض رئيس وزراء جديد مزدوج الجنسية - اميركي- خلفا لعلاوي وقبله عبد المهدي رغما ان انف الموالين لإيران ورغبتهم وبناء عليه فلن يرضى بالزرفي ولن يطبق الحظر !
المصاب بفوبيا المؤامرة - الموالي لأميركا - يفسر الحظر على أنه محاولة لإنقاذ الجماعات التابعة لإيران من الرد الاميركي على عملياتها ضد معسكراته في العراق وبناء عليه فلن يؤمن بالحظر !
المصاب بفوبيا المؤامرة -يساري الهوى - يفسره على انها مؤامرة امبريالية غربية وحرب بايولوجية انطلقت من مختبرات امريكا لتخفيض اسعار النفط وبيع اللقاح المخبأ حاليا بترليونات الدولارات لاحقا فضلا عن تدمير الصين وروسيا اقتصاديا ..المصاب بفوبيا المؤامرة - غربي الهوى - يفسره على انه مؤامرة صينية شيوعية وحرب جرثومية انطلقت من مختبراتها للسيطرة على العالم وشراء اسهم الشركات الغربية في اراضيها بأبخس الاثمان وتدمير اوربا وافلاسها ...!
وهكذا تستمر التوصيفات للحظر مزاجيا ترافقه التفسيرات الواحدة تلو الأخرى من دون ان يعترف أي منهم بأن الحظرما هو الا إجراء طبي طبيعي دقيق أوصانا به النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم قبل المنظمات الصحية العالمية بـ قرون طويلة تلجأ اليه الامم ساعة انتشار الجائحات الوبائية القاتلة لحماية مواطنيها من الخطر الداهم ...وابوك الله يرحمه !
ومايصدق على العراق في ذلك يصدق على الوطن العربي كله من المحيط الى الخليج والنتيجة = ان الشعوب العربية لم تلتزم ولن تلتزم بالحجر الصحي ولا بالحظر لأنهما بنظرها وعلى اختلاف مكوناتها مجرد ..مؤامرة وكما يقول المثل الشعبي " كل واحد عدوه كبال عينه " !



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #أطلقوا_سراح_الأبرياء
- خدعة أمريكية إستباحت وطن !
- كورونيات محلية في الذكرى ال 17 لغزو العراق !
- #إيجارك_بزمن_الوباء_علينا
- الغروب الأخير والشروق الأول!
- طائر حلق بجناحي -ماجدولين الرفاعي- في سماء الحرية الملبدة با ...
- حوار مع مبدع من بلادي في مدينة المفكر والشاعر الألماني غوته ...
- عراقيون فقدوا أمنهم وأسنانهم ..أين يكمن الخلل ؟!
- إضاءة على الدراما العراقية المترنحة بين ألق-موس الحلاق- ومقص ...
- وقفة مع الخطاطة العراقية التي أذهلت العالم بلوحاتها المزاوجة ...
- أطباء التخدير .. متاعب مهنية ومخاطر صحية وفصول عشائرية وحساد ...
- حوار مع شيخ المذيعين العراقيين نهاد نجيب ...
- مع انتشار كورونا عالميا وظهوره في النجف ..المختبرات الطبية ق ...
- حكاية راعي غنم إنتقل من الرسم على الرمال الى أفيشات هوليوود
- سيناريو-كوكو..ورونا-رعب الشعوب وتخريفات العركجية!
- أيها الفُجار إن التجارة نبل وشطارة ﻻ خسة وحقارة!
- حين ينتحب”جبر “المقهور لعل الضمير “الديكتا موقراطي “العربي ي ...
- رفع الملامة قبل إنهيار العمامة في العراق !
- اﻵيفونيون ..الهواويون..السامسونجيون وظاهرة الإبتزاز و ...
- #الباكونا_أسوأ_من_كورونا !!


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - فوبيا المؤامرة تدفع على الدوام للمؤامرة !