أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !














المزيد.....

طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قديما قال الحكماء" ما فائدة ان يكون العالم من حولك واسعا وانت تسعى اليه بحذاء ضيق" ولن نتحدث هنا عن نعلي بشر الحافي، ولا عن حذاء ابو القاسم الطنبوري، ولاخفي حنين ، أونعال أبو تحسين العراقي الذي ضرب به صورة صدام حسين أمام الكاميرات ، ولا عن حذاء منتظر الزيدي وقد ألقى فردتيه على الرئيس الاميركي الاسبق " جورج بوش " الذي قال فيه الرئيس الاميركي الحالي ترامب مؤخرا وفي تصريح لصحيفة نيويورك بوست ، إن" غزو العراق عام 2003 على يد الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن كان أسوأَ قرار في تاريخ الولايات المتحدة" ولا عن حذاء سندريلا أوحذاء شجرة الدر أو قبقاب دريد لحام في حارة " كل من إيدو إلو" ، وإنما حديثنا يدور حول ذلكم النصرالذي يبدأ بزوج من الأحذية وينتهي بها، ففي حزيران 1940 عمد عمال المصاعد في برج ايفل الى تعطيلها بعد احتلال النازيين لباريس، وعندما سئلوا عن السبب قالوا "لا نريد لأحذية النازيين ان تحلق فوق رؤوسنا بسماء فرنسا"، ويقال ان الاديب الروسي الكبير تولستوي كان لا يبدع في كتاباته الا اذا خلع حذائه وسار حافي القدمين تحت الأمطار ليستشعر الآم الفقراء عن كثب، كذلك كان الشاعر الألماني شيللر لا يكتب حرفا الا اذا خلع حذاءه ووضع قدميه في لوح من الثلج !
ومن تراجيديات- الأحذية - ان العراقيين وأنا واحد منهم قد عانوا الأمرين من ظاهرة سرقة الأحذية إبان الحصار الجائرالذي فرضته اميركا على العراق 13 عاما ظلما وعدوانا وافضى الى مصرع مليون وربع المليون عراقي ، حيث كان السرّاق يتسللون خلسة الى المساجد اثناء صلاة الجمعة والجماعة ليسرقوا عددا من أحذية المصلين وكان على المجني عليه ان يهرول حافيا من فوره الى سوق الحرامية عقب انتهاء الصلاة ليشتري حذاءه من هناك من دون ان ينبس ببنت شفه!
ومن ابجديات ما تعلمناه في مراكز تدريب المشاة ان شجاعة الجندي من عدمها يمكن معرفتها من خلال حذائه العسكري، فالجندي الذي يقتل مرتديا حذاءه يعد جنديا شجاعا آثر الموت في سبيل الوطن على الهروب من ارض المعركة ، على النقيض تماما من الجندي الذي يموت حافيا !
ولعل أشهر شخصية تخصصت بصناعة الأحذية الرجالية الفاخرة في العالم هي الراهبة السابقة إيطالية المولد، فرنسية الجنسية اولغا بيرلوتي ، فأمام هذه المرأة خلع المشاهير احذيتهم لأخذ المقاسات وبسبب زوجين من احذيتها المبتكرة تفجرت فضيحة كبرى في فرنسا اطاحت برئيس وزراء فرنسا الاسبق رولان دوما ، بعد ان تلقاهما رشوة من عشيقته !
وبعيدا عن اولغا بيرلوتي ولكن ليس بعيدا عن الأحذية ، فقد ألقى الدكتور زوران جكومفتش ،عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي البوسني محاضرة قيمة - كنت حاضرا فيها - للتثقيف الانتخابي بشأن أفضل السبل للفوز بالانتخابات العراقية وسط هذا الكم الهائل من الاحزاب والتحالفات والتيارات والتبعيات قال فيها وبالحرف الواحد : "لقد طلب مني الامين العام للحزب ان ارفع له مذكرة تتضمن اهم احتياجات الحزب للفوز في الانتخابات المقبلة فبعثت اليه برسالة من سبع كلمات فقط ، نريد 1000 زوج من الأحذية محلية الصنع وظن الامين العام للحزب البوسني ان ما يطلبه د. زوران في رسالته لا يعدو ان يكون مجرد شيفرة سرية اشبه ما تكون بشيفرة – دافنشي – فبعث في طلبه وذهب زوران ليؤكد أمامه الطلب معللا ذلك بالقول "لديَّ الف متطوع على اتم الاستعداد لنصرة الحزب وتوزيع الكراسات وتعليق الملصقات واللافتات والبوسترات وتوزيع الهدايا وتحشيد الناخبين لصالح حزبنا في كل مكان سيرا على الاقدام في طول البوسنة وعرضها ولذلك فهم بأمس الحاجة الى 1000 زوج من الأحذية المصنوعة محليا لتشجيع المنتج الوطني أولا ولمحاربة الخصخصة ثانيا وللقضاء على البطالة ثالثا ، ولا يخفى على جنابكم ان هذه المطالب الثلاثة انما تمثل اهداف حزبنا في حملتنا الانتخابية المقبلة".
ومن روائع - الاحذية - ان بلدية العاصمة الأمريكية واشنطن كانت قد أطلقت نداءً الى السكان المحليين تطالبهم فيه بالتبرع بأحذيتهم المستعملة لبناء أرضية اكبر ملعبين لكرة السلة وهي اللعبة الشعبية الأولى في امريكا فتبرع الناس بعشرة آلاف حذاء خلال ايام ودخلوا موسوعة غينس للأرقام القياسية وهكذا يبدو جليا ان طريق الالف ميل يبدأ فعلا بخطوة واحدة الى الأمام ولكنها خطوة من الف زوج من أحذية محلية الصنع أو يزيد.
الطريف ان صناعة الاحذية المحلية قد انتعشت بعد ايقاف الصين مصانعها بسبب كورونا ، اذ من المعروف أن الاحذية الصينية الرخيصة نسبيا قد اجتاحت العالم من اقصاه الى اقصاه ، وبما ان الحكمة تقول "لمع حذاءك تغض عدوك " فأنصح بأن نبدأ طريق الـ 1000 ميل بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع ملمع جيدا من شأنه أن يقضي على البطالة،ولتشغيل الايدي العاملة المحلية وإيقاف المستورد الاجنبي والحفاظ على إحتياطي العملة الصعبة من التسرب الى الخارج ،حذاء محلي صلب من شأنه أن يواجه السفالة ويركل مؤخرات الفاسدين والحثالة ويلقي بهم بربطة المعلم في براميل التأريخ وووالزبالة !اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و اله ...
- شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !
- حرامي لاتصير من -ربيع الجياع - لاتخاف !
- -دراما رمضان -العربية كانت للتمييع والتخليع فصارت للتطبيع وا ...
- نساء أحببن محمدا ﷺفنطقنَّ الشهادتين رغما عن أنف المشك ...
- عراقية لها في رثاء زوجها نمط خاص !
- قلوب تهفو الى مكة والمدينة بينها لمشاهير أجانب أسلموا فحجوا ...
- ألق يتجدد طيفا من بغداد الى كتارا
- قبل أن ينقرض الرجال ..الرجال!!
- رمضان بين “مواقع الرحمة “و”قنوات الصرف الصحي” الفضائية !!
- أنقذوهنَّ قبل نضج التين والعنب ..ملاك ليست الأولى ولن تكون ا ...
- مبادرات إنسانية لتجاوز الحقبة الكورونية !
- هااااااي -جيسيكا مير-معك أطفال العراق ...ووولكن ؟!
- النظارة الزرقاء+ المُخبرين والمُخبرات = إنهيار الحضارات !
- ركلات -الإقصاء والإخصاء - الترجيحية!
- الامبريالية الالكترونية -وإستحمار- العقول !
- سنريهم آياتنا في الآفاق ...
- كورونا والنظام الدولي البيلدبيرغي اللاإنساني الجديد !
- كل شيء عن الدراما..الإذاعة..التلفزيون..المسرح..السينما العرا ...


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !