فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6572 - 2020 / 5 / 24 - 22:59
المحور:
الادب والفن
فِي الْبدْءِ ...
كانَ الفنجانُ يرقصُ على خِصرِ
شرفتِي ...
و أنَا أُمَسِّدُ فرْوَ قِطِّنَا
بِأنفاسِنَا...
أُمَسِّدُ أشعارِي
بِغَيْماتِكَ...
لِأَهطلَ مطراً على عشبِ
أحلامِكَ...
فِي الْبدْءِ...
كانتْ شهرزادُ تخرجُ
منْ ليلِهَا...
تُقدمُ لكَ الصباحاتِ
بِرِمْشِهَا...
وهيَ تعْصِرُ عطرَهَا قميصاً
لجسدِكَ...
لَمْ تكُنْ فقطْ سَقْسَقَةَ مَجَازٍ
لَمْ تكُنْ فقطْ إِيقاعَ عصفورةٍ...
لَمْ تكُنْ فقطْ سؤالاً لِشَوَارِبِكَ
لَمْ تكُنْ فقطْ جواباً لأصابِعِكَ...
لَمْ تكُنْ فقطْ ورقةَ طريقٍ
وأنْتَ تَسْتَعِيرُنِي مِنِّي ...
كَيْ تطيرَ إلَى دَوَاتِكَ
فَتَتْرُكَ لدخانِ السجائرِ...
مُتَّسَعاً
لِلُغةِ التَّمْوِيهِ...
وأنَا الْمُتَوَرِّطَةُ بصمتِكَ...
بِخوفِكَ...
بِتردُّدِكَ
بِكَ...
مَاذَا سأَقُولُ الآنَ لِي ...!
و أنَا أراكَ في مِرآتِي...؟
مَاذَا سأقولُ للعصافيرِ
وأنتَ تحتفظُ برِيشِهَا فِي صمتكَ...؟
مَاذَا سأقولُ للقطِّ
وقدْ أَنْفَقَ مُوَاءَهُ فِي رحيلِكَ...؟
مَاذَا سأقولُ لِحَبَّاتِ الْهَالِ و الْبُنِّ و الْمطرِ
وهيَ تَنْفَرِطُ منْ أصابعِي ...
عِقْدَ لُؤْلُؤٍ
لَا يليقُ بِرَقَبَتِي...؟
مَاذَا سأقولُ لِلْبَجَعِ ...
وأنتَ تُقَدِّدُ البُحَيْرَةَ
وجبةً سريعةً لِلدُّودِ ...؟
مَاذَا سأقولُ لَكَ
وأَنْتَ تُهَرِّبُنِي مِنِّي
كَمَا يُهَرَّبُ الْبُخارُ مِنَْ الماءِ ...؟
مَاذَا أقولُ لِلْحِكَايَةِ ...
ونحنُ نرتدِي النِّهَايَةَ
خارجَ النَّصِّ...؟
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟