فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 13:48
المحور:
الادب والفن
كانتْ لِي حلبْ ...
طهارةٌ كبرَى
وطهارةٌ صغرَى...
فِي ياسمينِ الحديقةِ
زرعتُ ...
مائدةَ إفطارٍ
هيَّأْتُ ...
إبريقَ شايٍ
بِنُكهةِ الترابْ...
ودَوْرَقَ شوقٍ
لِأرشفَ أصابعِي...
وفنجانَ دَبْكَةٍ
على سجادةِ القمرِ
بينَ مطرٍ وعصفورٍ...
كانتْ لِي بعْضُ
قطراتِ الهديلِ ...
أرُشُّ مرآةَ "بَلْقِيسْ "
يغنِّي الماءُ لِ " عَشْتَارَ "...
صرخةَ " زَنُّوبْيَا "
فِي جديلةِ الحياةْ...
كانتْ لِي
في عريشة بَلَحٍ...
منفضةُ شمسٍ
يستحمُّ فيهَا النهرُ ...
متحرراً
منْ صفقةِ الحَكْيِ...
بينَ خلخالٍ غزالةٍ و صهيلِ النوارسِ
في حكايةِ ...
الألفِ غمَّازةٍ و شامةٍ
تشفِطُ الدمَ
منْ شرايينِ الموتْ...
على أجنحةِ الدَّوْرِيِّ
في كنيسةِ القيامةْ...
كانتْ لِي
قصيدةٌ منْ غضبٍ ...
وغزَلِيَّاتٌ محرَّمةٌ
أَيسْرَجْتُهَا ...
لتتحرَّرَ المرايَا
منَْ الْبِلَّوْرْ...
ولَا يتشظَّى الحطبُ
على مشطٍ ...
اِفتدَى
بضفائرِ العاجِ ...
شيْباتِ الْكَرَزِ
في لوحاتِ " فَرْزَاتْ ...
كانتْ لِي
فِي حلبْ...
أعناقُ زرافاتٍ
تحولُ الشجرَ أغنيةً خضراءْ...
ينحتُ منَْ الزغاريدِ
ناياً لِصبيَّةٍ ...
تغزلُ نهاراً أبيضَ
للمواويلْ...
كانَ لِي
في حلبْ...
سربُ جوارحَ
وكرسيٌّ ...
ينسجُ منْ قدميْهِ العاريتيْنِ
مشتلَ زعترٍ ...
و سلةَ مفاتيحْ
ورصاصةْ...
علَّقَ شهيدٌ أصابعَ أمِّهْ
و قامةَ أُختِهْ...
فيرقصُ رغيفٌ
منْ تُخْمَةِ الأنقاضِ
و نشوةِ الجوعِ...
و تستردُّ حلبُ
حليبَ أمِّهَا منْ نَخَاسَةِ العدمْ...
فِي حلبْ الآنَ ...!
امرأةٌ
تنتظرُ تحتَ الفراشاتِ
شمعةً...
تحرقُ أجنحةَ الإنتظارِ
تكتبُ بِنهديْهَا
قصائدَ ضوءٍ ...
على صدرِ الشَّهْبَاءِْ
و تُنهِي رحلةَ النخيلِ
على أطواقِ اليمامْ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟