فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 20:49
المحور:
الادب والفن
يَا أصابعَ صَبْرَا وشَاتِيلَا ...!
أصابعِي
تُراقصُ ألمِي...
في جمجمتِي ألفُ سؤالٍ وسؤالٍ
عمَّنْ سرقَ منْ صدرِي
البرتقالَ...؟
عمَّنْ خبَّأَ في أحشائِي
جرحَ الياسمينِ...؟
شربتُ نَسْغَ الزيتونِ ...
في حماماتِ التَّسخِينِ
أكلتُ خبزاً مُدَمَّساً
بالطينِ...
لَاحلُمَ لِي في تربةِ الأحزانِ
صبرَا تسألُنِي الآنَ :
مَنْ تورَّطَ في أتُونِ الريحِ ...؟
مَنِْ اقتلعَ عورةَ البئرِ ...؟
لَا مفاتيحَ
تفتَحُ البابَ...
على الخيامِ أنفاسُ شَارُونْ
تفترسُ الخيامْ...
في المطاعمِ شعبٌ
يأكلُ الشَّتَاتْ...
هيَ شَاتِيلَا مَشْتَلٌ
يُورِقُ الغيابْ...
في كفِّي أسئلةٌ
عنْ امرأةٍ ...
تولدُ مِنَْ الرمادْ...
في أصابعِي رصاصاتٌ
لَا أجوبةَ لهَا
في شُقُوقِ التاريخِ...
لَا دهشةَ
في وسادةِ العناكبِ ...
يَادمِي المَسْبُوكَ
على صفيحِ الولَائمْ...!
لَا تنسوْا أنَّ لِخواتِمِي
أصابعَ سليمانْ... !
و أنَّ للهدهدِ
رقبةَ بَلْقِيسْ
تعلقُ عليهَا مفتاحَ الماءْ ... !
كفِّي أُدَثِّرُهُ بِلُهاثِ الأحفادِ...
فلَا تنسوْا
أنَّ للجثثِ خاتمَ الربِّ...!
جسدِي ...
اِمتداداتُ الحياةِ في الصمتِ
جسدِي ...
زُحْمَةُ أطفالٍ في الحَلَمَاتِ
للربيعِ أجراسٌ تُقْرَعُ
في جوْقَةِ الأرقِ...
اِمْشُوا ...!
اِمْشُوا في قلقِي الشاحبِ
مِنَْ الصدإِ ...!
فالحِرْذَوْنُ
لَا يكتمُ أسرارَ الجرحِ...
فُؤَادِي
ممَرٌّ لدمِكُمْ في دمِي...
أَيَّتُهَا السماءُ...!
لَا تُغْلِقِي زرقةَ الماءْ...!
العصافيرُ تطيرُ
دونَ أجنحةِ الهواءِ...
في قصيدةٍ مَا
تنتحرُ رسائلُ الوطنْ...
بينَ البحرِ و البرِّ
يصهلُ الغيابُ
أربعاً و ثلاثينَ صهيلًا ...
أَيُّهَا الوطنُ ...!
أخالُكَ حُلْماً
نامَ
نامَ
نامَ
و تَكَوَّمَ في حصنِ الأوجاعْ...
سِرْ يَا وجعِي
خارجَ خارطةِ التَّنْجِيمْ...!
و تَعَرَّ
منَْ الألوانْ...!
للحجارةِ
ذاكرةٌ لَا تنسَى ...
أنَّ اليومَ كانَ دماً
في خاصرةِ المناجلِ ...
كانَ دمعاً أخضرَ
على رموشِ المعاولِ ...
مسحَ عنَّا
قلَقَ الطَّلْقْ...
فمتَى يُخْلَى سبيلُ
التفاؤلِ...؟
تَعَالَ أيُّهَا الوطنُ ...!
مازالَ في الوطنِ
مُتَّسَعٌ للحُلُمْ...
تَعَالَ أَيُّهَا الحُلُمُ ...!
مازالَ في الحُلُمِ
مُتَّسَعٌ للحبّْ...!
تَعَالَ نَمُتْ حُبًّا ...!
لَا نموتُ إلَّا مرةً
و إِنْ تَكَرَّرَتْ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟