أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد سعدي ناصر - المِثْليّون والطَحين العراقي !















المزيد.....

المِثْليّون والطَحين العراقي !


رائد سعدي ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان لم تَخُنّي الذاكرة ، كان ذلك عام 2007 حينما كنتُ في زيارة عَمَل الى احدى دوائر الدفاع المدني في احدى المدن العراقية ، واذا بي استمع لحديث احد الضباط الشباب وهو يتحدث مع زميله الضابط الشاب نادبا حظه لعدم تعيينه في دائرة اصدار جوازات السفر ، حيث ادّعى بأن عدداً من زملائه الآخرين ممن يعملون في دائرة الجوازات يَحصلون على مبالغ خيالية يوميا جراء اجبار المواطن على دفعها كـ ( رشى ) مُقابل انجاز جواز السفر عوضا عن تأخير انجاز ذلك الجواز لأشهر او سنوات !!
هذا الضابط المُتحدِث قال حينها لزميله ما نصه:
( البارحة شفتُ زميلنا الضابط فُلان وهو يَعُدّ نفسه للسفر للامارات العربية في اجازة استراحة ومتعة لمدة اسبوعين ..)
واضاف قائلا :
( سألتُ زميلنا فُلان : زين شكد ينرادلك فلوس ؟
فأجابني فُلان : الفلوس خيرٌ من الله ، والبارحة مَررت على المدير العام ( السيّد ) واعطيته هدية ( دفترين من الدولارات ) !! حتى أضّمِنَ الأجازة ، وحتى أضمنَ بقائي بدائرة الجوازات بَعْد ما ارجع من الاجازة !!)
الصورة اعلاه هي مثال فقط من ملايين الصور من الحياة اليومية للعراقيين بعد عام 2003 ولغاية يومنا هذا ونحن في الشهر الخامس من سنة 2020 ، ومثل هذه الصورة ربما تُوضّح للعالم احد الاسباب العديدة لأنطلاق التظاهرات الشعبية الواسعة مؤخرا في عموم العراق ضد الاحزاب الدينية والطائفية التي استلمت السلطة في العراق بعد ازاحة الدكتاتور المجرم صدام على يد القوات الاجنبية عام 2003 ولحد اليوم .
فالصورة اعلاه يَعرف امثالها وتفاصيلها كل العراقيين ، فليس هناك دائرة خَدَمية او غير خدمية في العراق دون وجود زِحامات مُصْطنعة فيها من اجل سهولة الاستمرار في سرقة واهانة واضطهاد العراقيين في ابسط حقوقهم .
أمثال الصورة اعلاه ربما تُفَسِر لنا سَبب فقدان المئات من المليارات من الدولارات من اموال العراق وفقدان الماء والكهرباء في العراق وفقدان الحرية والأمن وتوقف الصناعة والانتاج المحلي وتَخلف الدراسة والتعليم والاسكان والصحة الزراعة والري وتفشي البطالة وهِجْرة وتَهْجير اكثر من خمسة ملايين عراقي داخل او خارج بلدهم بعد عام 2003 لغاية يومنا هذا .
حياة اغلب العراقيين بعد عام 2003 باتت جحيما ينحدر بشدة الى الهاوية في كل نواحي الحياة دون استثناء بل باتَ الشباب مُجْبرين على الانتحار بعد فقدانهم الامل في ابسط مقومات العيش الكريم ، أو انهم يُقْتَلون في ساحات التظاهر على يد ميليشيات الاحزاب الدينية والطائفية الحاكمة والسارقة لحياة وكرامة واموال وحضارة العراقيين .
الشيء الوحيد الذي تتمييز به صور العراق وسط هذا الانحدار نحو قعر التخلف في كل نواحي الحياة هو ما تَجده من كثرة أنتشار مَظاهرالتَدَيّن المُصْطنع لدى كل البسطاء المُستفيدين من طغمة الاحزاب والميليشيات الدينية الحاكمة ، حيث تَجِدُ كثرة رَفْع شعارات وأفكار دينية وآيات قرآنية بعدما أصبح الأدعاء أوالتظاهر بالتَديّن هو الممر الوحيد أو الهوية الوحيدة المَسموح بها لمن يَريد أن يَعيش ولو في أسفل الظروف من الكرامة والحياة والحقوق الانسانية .
الاحزاب والميليشيات الدينية العراقية ، سُنيّة كانت ام شيعية ، يَهمها جدا التركيز دائما على ما هو تحت الملابس الداخية من اعضاء جسم الانسان الجنسية والتناسلية ، فهم يُمْتِعون انفسهم سرا بشتى انواع الممارسات العاطفية والجنسية ، عادية كانت أم مثلية ، في وقت يُعْلِنون فيه ( ظاهريا ) كامل التزامهم بما يُقَيّد النشاطات العاطفية أوالتناسلية للبعض مِنْ البَشَر مِن المثليين ، بل ان هذه الاحزاب والميليشيات الدينية يُحاولون فَرْض هذا التَقْييد على جميع الآخرين بالقوة ، فهُم يَدّعُون بأن العراقيين أو المسلمين يَختلفون عن بَشَر الغَرب الذي يَعْتبر ان النشاط العاطفي او الجنسي للانسان هو حق من حقوقه الانسانية الخاصة والمشروعة طالما كان طوعياً.
في الايام الاخيرة اشارت اخبار العراق الى اختفاء مئات الاطنان من مستودعات الطحين في مدينة النجف العراقية اضافة الى مَوّجات حرائق غريبة وغير طبيعية متتالية تلتهمُ مَزارع الحنطة في اماكن متفرقة من العراق في وقت تَحتاج فيه الجارة ايران للمزيد من العملة الصعبة لقاء تصدير منتوجاتها الزراعية الى العراق ، مما يدل على استمرار الاعمال الاجرامية المتنوعة والمتواصلة بحق العراق والعراقيين طيلة السبعة عشر عاما الماضية ولحد الساعة ، بينما تحاول الاحزاب والميليشيات الدينية العراقية في المُقابل خِداع أو ( ألهاء ) العراقيين عن أوضاعهم المأساوية هذه وذلك بالاعراب عن الاعتراض الشديد على قيام سفارة الاتحاد الاوربي في بغداد بالأمس برَفْع عَلَم يَرمز الى مُعارضة انتهاك حقوق الانسان المِثلي في كل انحاء العالم .
ما أريد قوله بأختصار انه :
اذا كان المِثليون يَسرقون مليارات وطحين العراقيين ، فحينها نقفُ بشدة ضد رَفْع عَلَمَهم على ارض العراق .
اذا كان المثليون يَقتلون المُتظاهرين العراقيين السلميين المُطالبين بالتحضر والحرية ، فحينها نَشجبُ رَفْع عَلمهم في سفارة الاتحاد الاوربي في بغداد .
اذا كان المثليون يَقطعون الألسن و يَلْغُون العقول ويَفْرضون على الآخرين افكار واحكام البدو الذين عاشوا في صحراء السعودية قبل 1450 عام ، فحينها نَشجبُ رَفْع عَلمهم في بغداد .
اذا كان المِثليون يَسرقون مدارس ومستشفيات وشوارع وبيوت ومَزارع ومصانع ونفط وموانيء ومطارات وملاعب وملاهي العراق ، فنحن نَستحي جدا من رفع علمهم في العراق .
اذا كان المثليون يَفرضون علينا اجباريا ان نَعتَبرَ ان شرف الانسان هو فقط ( تَحتَ ملابسه الداخلية ) ، وليس في مدى ( صدق الانسان ) وعمله من اجل الآخرين ، فحين ذاك لا يُشَرِفنا رفع عَلم المثليين .
ولكن : اذا كان مِنْ المثليين مَنْ هُم ليسوا بالمواصفات السلبية اعلاه ، وكان العَلَم المَرفوع في بغداد هو رَمْز عالمي لوَقف هَجمات من يُريد ان يَحرم اولئك المثليين من حقهم في حياتهم الشخصية ، فحين ذلك لا يَسعُنا الا ان ( نَشْكُرَ) الاتحاد الاوربي لمَسعاه الانساني الذي يُراد به ان يَجعلنا مثل بقية البشر المُتحضر الذي يُعارض الاعتداء على حقٍ شخصي بَحْت مَنَحَته الطبيعة او الله لانسان ما عراقيا كان أم لَمْ يَكنْ !



#رائد_سعدي_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلاميون يَرفضون مُحاسبة قَتَلة الشعب العراقي !
- وزارة الاتصالات العراقية وفَساد البريد العراقي !!
- نقابة القَنّاصين العراقيين !
- ( ألف قنّاص ) ليست الكتلة الاكبر في العراق !
- قادة بغداد دُكْتُورا في فِكْر ( القائد ) !!
- بأنتظار مُحاكمة بقية سُراق وقنّاصي العراقيين !
- خُذوا عمائمَكم وأفيونَكم وأرحَلوا !
- المرجعية الدينية تُطالب اللصوص والقناصين بوضع خارطة طريق للش ...
- بأسم ( الدِين ) كتْلونا الحَرامية !!
- هؤلاء ( الثمانية ) هُمْ مَنْ قَتَلوا المتظاهرين العراقيين عا ...
- نَصْ الخِطاب المُلغى لرئيس وزراء العراق
- لاجئة ايرانية : هذا هو سبب دمار ايران !!
- أبتسم لُطفاً مع حِكَمْ من تأليفي !!
- برلين يوم الثالث من أكتوبر
- استقالة مُشرّفة لمحافظ عراقي !
- هذه هي أسماء كبار سراق أموال العراق عام 2018
- الاسلام يحارب الحضارة في العراق ومجتمعات الشرق / 3
- الاسلام يحارب الحضارة في العراق ومجتمعات الشرق / 2
- الاسلام يحارب الحضارة في العراق ومجتمعات الشرق / 1
- الجنس عند المسلمين الشرقيين – 3 –


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد سعدي ناصر - المِثْليّون والطَحين العراقي !