أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - بنفسجة العتم














المزيد.....

بنفسجة العتم


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6568 - 2020 / 5 / 19 - 04:45
المحور: الادب والفن
    


ــــ بنفسجة العتم ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمظفر النواب .



بنفسجةَ العتمِ
سَجّي شَذاكِ على جَسدي
أستَغِبْ حَلمتيكِ بذرذرةِ النورِ
في نَزَواتي الحزينة
توامضَ قلبي وشفَّ قميصي
وتأتي الطلاوةُ من قدميّ
كأنَّ زواجَ الأرانبِ في صوتكِ الشبقيِّ
على قمرٍ يشتهي نفسَه في السكينة
منَ العدلِ يُؤخذُ صمتُ القناني بِخمري
أتَثملُ سيدتي بالفراغِ
وتُؤثر زورقَ صيدٍ
وتنسى خِضمَّ الهوى وخِضَمّي
وحضنَ السفينة
أزورقُ صيدٍ إذا غَمَزَت موجةٌ أغرقَتهُ يضاهي سفينةَ عشق؟
على صدرها يتكسّرُ موجُ الليالي
ويشهقُ عن جانبيها المدى والنجوم
ويَزَّخرَفُ الماء.. ويَزَّخرَفُ الماء
عُمر الزوارق ما ابتعَدَت ليلتين
وضَعضَع أضلاعها النَّوء
واستسلمَت للدُوارِ
يُهَسهِسُني الموج
تطربني دوخةُ البحرِ
عينايَ بوصَلتا شجنٍ لنهود الصبايا
فأنى توجَّع نهدٌ تغمَّدتهُ بالتُقى
والنوايا اللعينة
لَكَم جِئتُ والدمع في أذنيّ
لِما قد سَمِعت وكفكفتُ نفسي
أنا مُخطئ أذنيَّ
أو الأذنان تقوّلتا الصمتَ
أو قال فالصمتُ يحكي خبايا كثيرة
بنفسجُ...إني مريضٌ بلونٍ
تضوّع من فُمَّكِ الإبطيّ
كأنْ كوةً من مرايا تُقبّل زهرة لوزٍ مطيرة
كأن جلاجل أطفال كلّ العراق بجسمي
تجيش على صدرِ شاميةٍ
تتدرج بالأقحوان
إذا ما تهامسَ صوتُكِ ما بينه واختمَرتِ
إلهي بحقِّ الخمائرِ
كيف وصَلتَ لهذي الخميرة؟
وكيفَ سَحَبتَ لها ليلةَ القدرِ في عينها؟
وتنازلَ عن صدرها الخصر
حتى يكاد اختفى
فانبرت سرةٌ توَّجتها الخطايا أميرة
وكيف على رَسْلِ قُدرتكَ المشرئبةِ
قد نتأ النهد
يقذفُ من حمم الحُسن
أو يستحي كصلاةٍ صغيرة
سجودي لنهدٍ خَلَقْتَ
لصُنعِ يديك أُصلّي
فما أتجرأ أرفع وجهي إليكَ مباشرةً
من حيائي ووجدي ورقةِ حالي
وأشياءَ بيني وبينك جِدُّ خطيرة
أشحتُ عن الزهرِ إلّا البنفسجَ
أو ما يَتنفس عنه
بدونِ البنفسجِ أنفي بدون بصيرة
أحبكِ لي شافعٌ أنني
من فحولِ نخيل العراق
إذا لم يَضُمّكِ سعفي
فمن حُزني أو حُسنِ حظي
سَمَقْتُ احتجاجاً على الكون
أن ليالي الوصال قصيرة
وأدري الذي بيننا زمنٌ لا يُداوى
وغمّازةُ تتبوأ خَدَّكِ دارت عليها العطورُ
كأن السماءَ هنا دُفِنت في نوايا وثيرة
صهيل الأصابعِ حين تشمُّ شَذاكِ
يَبثُّ الأجِنّة تحت ضلوع العذارى
ويوجعهنّ المخاض
فيمسكنَ أشياءهنّ المثيرة
أيها الحب مثلي فاعشق
وإلّا فدعني أكُنْكَ
أبَطِّن أرحامهن وأسجي الفراغات
بين ضلوعي لأضلاعهن
وأرمي المرامي الخطيرة
أليس الهوى أجوَد الجود؟
نُعطي ونُعطي ونُعطي
ولسنا نُطالِب
إلا فمن يَتقبّلَ منا العطاء؟
ويعرفُ من لذّة الريق
طيب السريرة.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا جئتم حانتي ..
- مملكة الأمس
- أشياء للتداول هذه الأيام
- إلى صديق ..
- وماهم ..ولكنه العشق
- زنزانته .. وماهم ولكنه العشق
- جنين ..
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الثاني والأخير
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الأول
- اسماعيل زاير في حوار مع مظفر النواب
- حوار مع مظفر النواب لعلاء المفرجي
- كيف نبني السفينة في غياب المصابيح والقمر
- أخبرني الناعي
- آه جابر البيلسان
- مأمور البلدية
- إصبعه المغرورق بالحلوى
- في قفص الاتهام
- في المصالحة بين التضورات واصوات إناث الكناري ...
- صورة زيتية لشيخ الخليج
- إلى توفيق العبايجي


المزيد.....




- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - بنفسجة العتم