أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كش أيها الإمبراطور في وداعية مجرم حرب كوني














المزيد.....

كش أيها الإمبراطور في وداعية مجرم حرب كوني


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


بعد أن يئس الأطباء. الخبراء. العلماء. وزراء الصحة في العالم. هيئة الصحة العالمية عن إيجاد علاج شاف، ولقاحات ضد كورونا، قلت في نفسي: علي ألا ننتظر أحداً بعد اليوم. في البحرعندما يغرق المرء، وليس من أحد حوله، ولا أحد يسمع صوته، ولامنقذ، على المرء أن يعتمد على نفسه، وألا ييأس، لاسيما حين يؤمن بأن هناك إلهاً منقذاً. ثم رحت أمضي محدثاً نفسي: لابد من أعود إلى حياتي الطبيعية، وإن كنت سأرفع نسبة الحرص بعد الآن، مستفيداً من دروس كورونا، المتشددة، في الحرص، لاسيما إنني اكتشفت، تلقائياً، أن كثيراً من النصائح التي أمطرها علينا الإعلام بأشكاله: المرئي، والمسموع، والمكتوب، وما بين هذا وذاك الافتراضي منه كان فائضاً لالزوم له، لاقاعدة طبية، أوعلمية له. مجرد خرافات، وتسال.
نظريتي تجلت في تطبيقها العملي، علي. علي أنا. إذ إنني، بعد مرور شهرين ويومين، رحت أزور بعض الأصدقاء المقربين. بعض الأقارب، متخلياً عن القفازات، حاملاً معي عبوة تعقيم اعتيادية، من عبوات زمن ماقبل حرب كورونا الكونية، بالإضافة إلى مطهرأنفي حلقي، أستخدمه عند الضرورة. وقد جاء هذا القرار التاريخي، المتأخر، بعد أن خففت الجهات الحكومية إجراءاتها، وماعاد المواطن يرى دوريات الشرطة في- أمكنة السيران- وهم يدققون، ويخالفون المواطن الذي لايطبق التعليمات الرسمية المعلنة.
محور قراري الشخصي تجلى في فكرة جد بسيطة، مفادها" لطالما إن هؤلاء المعنيين العظام في العالم، من أطباء، وخبراء، وعلماء، وجهات طبية رسمية لما تكتشف اللقاحات والأدوية المعالجة لوباء كورونا، بعد، وبات الناس يخرجون إلى الشوارع، فإن هذا ليعني أن سطوة كورونا قد ولت، وأنه لابد سيولي الأدبار، ويغادر الديار، ويعود إلى الأوكار، أولعله، فر، وطار، بعد أن مارس دكتاتوريته كأي قاتل كوني، ظهرعلى مسرح الحياة، وسجل اسمه في صفحات التاريخ، بحبرأسود. ثم شطحت مخيلتي إلى فكرة جد غريبة، كدت أعلنها، عبروسائل الإعلام، وما أسهل ذلك، كأن أقول:
سقط فيروس كورونا في نسخته الكوفيدية وبات مجرد أنفلونزا عابرة، ضمن معسكرالأنفلونزات المهزومة. ثم رحت أسألني: الانفلونزات المهزومة عبارة جذابة، معبرة، ويمكن أن يتمَّ تأليف كتاب فيها، أستعرض فيه، من خلال وجهة نظر ثقافية، لا علمية، أو طبية، تاريخ الأنفلونزات، واحداً واحداً، وطبيعة كل منها، وآثارها، وواقعها، ومستقبلها، بل والحديث عن ماضيها، وجبروتها وسقوطها. ثم قلت في نفسي:
سقوط الأنفلونزات. عنوان أقوى من السابق، ولابدَّ من اعتماده، بدلاً من العنوان الأول
وفجأة، رحت أسألني:
علام اعتمدت في بشراي هذه إلي، وليس إلى العالم الذي غدا كل فرد فيه عالماً بشؤون كورونا، فجاء جوابي سريعاً:
لقد تكيفت أجسادنا مع هذا الفيروس، على نحو طبيعي، واعتماداً على مقولات بعض قادة العالم الذين راحوا ينذروننا أن لا أحد في العالم ينجو من كورونا، فإننا- لامحالة- التقطنا هذه الفيروس من دون أن نشعر به، ودارت معارك طاحنة في أجسامنا، إلى أن تخلصنا منه.
راقت لي الإجابة، ورحت أفكر بتعميقها، لأن ما توصلت إليه عبارة عن فكرة يمكن اختصارها في سطر كتابي، واحد، ولربما في أقل من سطر واحد، لكنه يصلح أن أسكب على حبره بعض الماء، أمدده، ليصبح أكثرشفافية، وأوسع مقروئية من قبل الناس الذين ما إن يروا منشوراً فيسبوكياً. مقالاً. دراسة. نصيحة. فيديواً. خبراً عن هذا الوباء اللعين حتى يقرؤوه، ويوزعوه على المقربين منهم.
إذاً، ساعتب رأنني الآن، في مرحلة مابعد كورونا، وإن كنت لما أزل أجد أن- حرب الأشهر الأربعة الماضية- تركت وراءها أثراً عميقاً في نفوس الناس، إذ إنه بمجرد عطسة واحدة في حافلة نقل عام يكاد نصف ركاب الحافلة يحاولون الفرار، والنزول، في أقرب موقف، وكتم الأنفاس، وتشديد الكمامات، إن لم يسمح أحدهم لنفسه ويوجه كلمة، أو حتى لكمة للعاطس!
أجل، إنني، أتحدث عن حالة شخصية. عن قناعة شخصية، لايمكن لها أن تعمم، لأن من سمعوا أصداء وعيد، ونذيركورونا، من الصعب عليهم أن يصدقوا أي حديث عن أن العالم قد كنسه، لاسيما أننا لما نزل نسمع أن شبحه مخيم، ولعل الانفراج الوهمي الذي دعت إليه حكومات العالم بعد تدهوراقتصاداتها، وتقهقر إنتاجها، وازدياد مديونات بعضها، لم يكن إلا نتيجة مأزق عام انزلق إليه العالم، وبتنا على حافة هاوية كبرى، إلى الدرجة التي دعت بعض من كانوا يرافعون عن- ثقافة حقوق الإنسان- أن يغضوا النظرأمام انتهاكات كبيرة تتم هنا أو هناك؟!

من مخطوط بعنوان:
جمالياتُ العزلة
في أسئلةِ الرُّعب والبقاء!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت التلفزيون
- بطاقة تعريف بكويئن إرهابي: أسئلة عن هوية فيروس لقيط
- في الإفطار الجماعي وفتوى الإمام الأب..!
- فعاليات ثقافية عائلية: مسابقات ومعارض تشكيل ومسرح
- رابطة/ الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد ودعوة مبكرة لأحز ...
- وداعا أيها البلبل الكردي الشادي بافي بيكس
- سقوط النظرية التقليدية
- طائرُ يفكُّ الحجرَ الصحيَّ
- فيلم كوني طويل
- صالة - أونلاين- رياضية!
- دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أض ...
- هكذا كانوا يدفنون ضحايا الجائحة!
- جهاز التنفس
- احتفالية النصر في الحرب الكونية الجديدة قاعة وأضواء ومعدات ب ...
- أجراس!
- قف، لاتصافحني! -نصوص ميكروسكوبية.....-
- استشرافية التفاؤل: في مواجهة شبح كوني
- لاتؤجل- كورونوية -اليوم إلى الغد!
- اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس
- كورونا يدخل بيتنا


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كش أيها الإمبراطور في وداعية مجرم حرب كوني