أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كورونا يدخل بيتنا














المزيد.....

كورونا يدخل بيتنا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


التوقيت خاطئ!
قالت لي زوجتي، بعد أن أيقظتني صباح اليوم، وهي تعلمني أن شركة التأمين في مدينة إيسن التي نقيم فيها، قد أرسلت اثنين من العمال لتركيب بلور الباب الداخلي لبيتنا. نهضت، كالملدوغ من سريري. فركت عيني، وسألتها: لاضير، ليدخلا! فردت علي: ويحك، كيف تقول ذلك ونحن منذ شهر وبضعة أيام في حالة حجر صحي، حتى أبناؤنا. وابنتنا وأقرباؤنا وأصدقاؤنا لم يزورونا ولم نزرهم. هرعت صوب الباب الخارجي وأنا لما أزل في- لباس النوم- سلم علي الرجلان، فآذنت لهما بالدخول. استغربت زوجتي موقفي وقالت لي بالكردية:
أجل، ولكن بعد أن نعقمهما
أخجل، أن أقول لهما ذلك، لنترك الأمر بعد خروجهما!
يكون الفيروس انتشر، وهيمن على البيت، وفرخ، وملأ الدنيا
إذاً، ما العمل؟
كان الرجلان لايزالان يدخلان- أدوات العمل- ولوح الزجاج- إلى البيت، وقفت أمامهما زوجتي وفي يديها أكثرمن بخاخ للتعقيم وقالت بألمانية تكاد أن تكون غيرمفهومة:
هل ممكن أن نعقمكما؟
قال الألماني الأشقرالطويل مبتسماً
حسناً، وبكل سرور!
خجلت في قرارتي، ولمتها على ماقالته لهما، إلا أنه وزميله الأشقر الأصغرسناً تقبلا الأمر، و تولينا تعقيمهما بأكثر من مطهر. كانا يبتسمان، وهما يواصلان عملهما. قالت لهما ابنتي التي أيقظتها وأخاها أمهما ليترجما لنا:
البلور انكسرعندما فتحنا الباب الخارجي وهبت عاصفة قوية
رد عليها أيان: ليس من شأنهما أن يسألانا لم انكسر البلور، ثم هذه ليست المرة الأولى التي يكسرفيها هذا الزجاج
دخلت زوجتي بعد أن أتت بثلاثة فناجين قهوة لنا:
البلورالذي أتونا به هذه المرة أقوى، وأجمل، وأنه"محجر" و غيرشفاف، كما زجاج المرة السابقة، علينا أن ننتبه عليه جيداً..!
قال العامل الألماني الكبير مازحاً:
ونحن لن نشرب قهوتكم
ردت عليه زوجتي بخجل ببضع كلمات بالألمانية مؤكدة أنها راعت الشروط الصحية
وبعد أن انتهيا من العمل، وشكرناهما، راحا يجمعان أدوات العمل، ويكنسان نثار كسرالزجاج المتناثرة على الأرض يضعانها في كيس خاص، وقبل أن يخرجا قال لنا الشاب الصغيرالمرافق للمعلم الذي تولى إدارة تركيب زجاج الباب وبالكردية:
عقموا فناجيننا أيضاً، لكننا غيرمصابين بكورونا حتى الآن
ضحكنا معاً، إذ كانت مفاجأة لنا أن يكون العامل الأشقرالصغير ذي الملامح الأوربية كردياً، بينما راحت زوجتي تستدرك الأمر وقالت:
أخشى أن يكون زميلك هو الآخر كردياً
فضحكنا الثلاثة وراح هو يشرح لمعلمه ماقالته لي أم العيال، فشاركنا بالضحك وهو يقول:
لا، لسنا مصابين بالكورونا
وبعد أن خرجا، رحنا نستعيد تفاصيل حديثنا الخاص أنا وزوجتي، وهي تقول:
أرجو ألا أكون قد أخطأت!
قلت لها:
ماقلته لهما أمرطبيعي وقد تقبلاه برحابة صدر
كان على الشركة أن تراعي ظروف الحجر الصحي، فهي تأخرت كثيراً حتى لبَّت مطلبنا، ولطالما أنها تأخرت أشهر عدة، ومضى وقت البرد، ونحن الآن في الربيع فقد كان في إمكانها الانتظار ريثما ينتهي الحجراللعين
لهم نظامهم الذي يتبعونه ولاسلطة لنا عليهم
الشاب كان ذكياً لم يعلن عن كرديتي إلا في لحظة مغادرة البيت
كان عليه أن يعلن عنها في البداية فلربما أخطأنا
أجل، كان يمكنه أن يترجم لنا ولا نوقظ أيان وأخته هلز ليساعدانا في الترجمة، باعتبار أن- ألمانيتنا- لا تكفي استكمال وضع زجاج بديل بشكل كامل
ثم ضحكت
انصرفت زوجتي إلى تعقيم الممرين الداخلي والخارجي. الباب الخارجي. مقبضه. مقبض الباب الداخلي. مربع إطاره. أرض الغرفة، ثم فتحت النوافذ
ثلاثة أيام مرت، وهي لم تنس ماتم، بل لاتزال تتساءل:
كيف سمحت الشركة بإرسال العاملين في فترة الحجر، فأنا سأظل خائفة حتى أربعة عشر يوماً آخر، بل حتى واحد وعشرين يوماً، فلقد جاء أمس في فيديو لطبيب أمريكي من أصل عربي قوله:
فيروس كورونا ينتقل عبرالهواء ويظل عالقاً به ثماني ساعات وأكثر!
وتستطرد فتقول:
وذلك الشاب اللعين لم لم يقل لنا أنا كردي؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
- حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!
- منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
- من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...
- محاكمة أولى لدولة عظمى الصين في قفص الاتهام
- الكاتب في محنته الكبرى: وجريمة إعدام الآخر لذنب لم يرتكب
- سجون ومعتقلات الدكتاتور كورونا رؤساء وقادة ونجوم وهامشيون!
- في حرب كورونا الكونية العظمى أطباء وممرضون وطواقم صحية مقاتل ...
- مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامر ...
- خلطة أمي لمعالجة كوفيد19
- السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!
- كورونا وأسئلة الوجود والعدم غياب دارالعبادة وحضورالله
- ماقبل كورونا مابعد كورونا


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كورونا يدخل بيتنا