أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!














المزيد.....

حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


ثمة كثيرون، من الأصدقاء من حولنا، لطالما كنا نسألهم، منذ بدايات العقد الأول من الألفية الثالثة، عن الكتب الأخيرة، التي قرؤوها، ولطالما كانت أجوبتهم جميعاً، متشابهة، متناسخة، مكررة للمضمون، وللذرائع ذاتها التي صرنا نستظهرها:
لم نعد نقرأ؟
هذا الاعتراف الخطير قد يكون عادياً إن سمعناه، من بعض هؤلاء الذين لم يقرأوا يوماً ما، خلال عقود حيواتهم، خارج مناهجهم الدراسية، وكثيراً ما كانوا يندهشون من أمور هؤلاء الذين لا شغل لهم غير اقتناء الكتب، وقراءتها، وتبادلها، والحديث عن عناوينها ومضامينها، ومؤلفيها، وماعلاقتها باللحظة، أو الغد، أو حتى الأمس، بل عما فيها من معارف ومعلومات ثمينة، تكاد تتواجد حتى في الروايات، وليس أدل على ذلك رواية" الساعة الخامسة والعشرون لقسطنطين جيورجيو-مثلاً- التي تتحدث عن لحظة الانتقال إلى اللحظة الصناعية، وماتتركه من أسئلة عن تأثيرات ذلك على واقع وفكرالإنسان. هذه الرواية التي يمكن اعتبارها - وبعيداً عما فيها من عالم الحروب والمعتقلات والتعذيب وثقافة الكراهية - محاكية للحظة ولوجنا العالم الافتراضي، وهوما يمكن استقراؤه من قبل الناقد الحصيف، وهوما يقاس على أعمال أخرى كثيرة لكثيرين من الروائيين العالميين والمحليين، إلى درجة أن أعمالهم هذه، وبعيداً عن إثقالها المعلوماتي- تكاد تكون مرجعاً في التاريخ والاجتماع وحتى العلوم، وهومايمكن قبوله، إن كان ضمن إطارلعبة مشوقة، مفيدة، ناهيك عن بقية عناصرهذا العمل الإبداعي.
وإذا كنت قد تناولت شكلاً إبداعياً، فهناك- في المقابل- أشكال أخرى في مجال السرد الأدبي والشعر، ناهيك عن النقد، أوالدراسات والبحوث، بل والعلوم. كل هذه الأشكال والأجناس هي ممكنة السوح في عولمها من قبل القارىء، ولطالما كانت لها جاذبيتها، قبل أن ينقض عليها العالم الافتراضي ويتم استبدال الأداة القرائية التاريخية: القراءة، بماهو افتراضي، عبر الإبحار في العالم الأزرق، والاكتفاء بالرّذاذ المعلوماتي-غالباً- بدلاً عن الهطل المألوف، وإن كانت غوايات هذا الرذاذ الأزرق تقود إلى الغرق الذي يشطُّ بالمبحر في ذلك العالم البديل، بعيداً عن أسئلة لحظته، ويدخل في دوامة كبيرة، تجعله يكتفي بالصورة والماء الإلكتروني، بدلاً عن نكهة الحبر الذي لطالما كانت له غواياته!
وإذا كانت الدراسات والاستبيانات التي أجريت، من خلال سبر آراء شرائح كثيرة، من الناس، حول علاقتهم بالكتاب- ونحن هنا أمام العلاقة مع القراءة العريقة- توضح أن حالة اغتراب عظمى حدثت مع الكتاب، و إن القارىء الجديد المواظب على الإلكترونن في غياب الوعاء الورقي هوقارىء تقليدي، في الأصل، إذ ثمة ندرة من باتوا يقرؤون الكتاب الورقي، بل ومتون الكتب الورقية- إلكترونياً- على نحو مطول، ولعل الرواية تأتي في مقدمة الكتب المقروءة، ضمن دائرة القراءة، وذلك لأسباب عديدة، لامكان لشرحها هنا.
ما أريد أن أقوله، هوأننا، وضمن محيط الأسرة، بتنا في فترة الحجرالصحي نتبادل مالدينا من كتب ورقية، وبات أبناؤنا وبناتنا- الطلبة- الذي وجدوا هامشاً من الوقت، ولوبسيطاً- بسبب استمرار محاضراتهم وواجباتهم افتراضياً- باتوا يقبلون على قراءة هذه الكتب، وهو ما حدث مع أكثر من أسرة أعرفها، بل ثمة أصدقاء باتوا يسألوننا عن عناوين كتب ما، وكنت أمازحهم:
صفحات وأغلفة الكتب الورقية تحتفظ بفيروسات كورونا إلى وقت طويل!
وكأنني بكورونا، ومن ضمن مراجعاته المفتوحة، على الجهات كلها، والتي تعنى بالتفاصيل جميعها، بات يعنى بالكتاب الورقي، يشدنا إليه، لنملأ به أوقاتنا، ضمن هذه الفسحة المتلاطمة من الزمن، بعد أن وجد كثيرون من بيننا، لاسيما هؤلاء الذين ليس لديهم ما يملؤون به فراغهم، ليعيد بذلك الاعتبارإلى هذا الكتاب، بعد عقدين كاملين من هجرته!
ترى، هل ستترك هذه المحطة الفاصلة، بين مرحلتين من حياتنا: ماقبل كورونا ومابعدها، ونامل ألا تطول، أثرها، وتعيد للكتاب فعالية سحره، وجاذبيته التي تشدنا إليه، بل وتبهرنا به، وتجذبنا إليه، كما كنا نفعل من قبل، لاسيما إن شراء الكتاب، لايزال مستمراً، وإن بنسبة لاترتقي إلى المطلوب، ولعل من بين مشتري الكتاب من يتعاملون معه كقطع ديكورية ، نتيجة نوستالجيا إلى عصرالقراءة الورقية. عصرهيمنة الورق!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!
- منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
- من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...
- محاكمة أولى لدولة عظمى الصين في قفص الاتهام
- الكاتب في محنته الكبرى: وجريمة إعدام الآخر لذنب لم يرتكب
- سجون ومعتقلات الدكتاتور كورونا رؤساء وقادة ونجوم وهامشيون!
- في حرب كورونا الكونية العظمى أطباء وممرضون وطواقم صحية مقاتل ...
- مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامر ...
- خلطة أمي لمعالجة كوفيد19
- السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!
- كورونا وأسئلة الوجود والعدم غياب دارالعبادة وحضورالله
- ماقبل كورونا مابعد كورونا
- قيامة كورونا: إعلام خارج التغطية
- الموت في زمن ال-كورونا-
- الطبيب الأمي
- إنها الساعة


المزيد.....




- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!