أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماقبل كورونا مابعد كورونا














المزيد.....

ماقبل كورونا مابعد كورونا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 00:53
المحور: الادب والفن
    




إنه جرحك ضمده أنت!

"." نقطة أول الرعب!؟
لن أقدم- هنا- سيرة فيروس كورونا، فهذا ليس شأني، ولن أزجَّ نفسي في مواجهة أمر ليس من دائرة اختصاصي، و للسبب ذاته لن أتابع الخطَّ البياني للآفة التي أصابت الصين، في قلبها، أو خاصرتها: أووهان، فذلك شأن تابعه العالم كله، من أقصاه إلى أقصاه، عن قرب أو بعد، بل عن قرب، لأن ماكان يجري في-الصين- فإنه كان يتم أمام أعيننا، في غرف نومنا، وصالات بيوتنا، كانت الصين تلعق جراحاتها، ويفتك بها الرعب العظيم، إلاأنها اتخذت إجراءاتها بصرامة. كانت الصين، في المدى المنظور وحدها، وإن تمت إعلانات أممية عن المساعدة، من قبل هذا البلد أو ذاك، لكن كل أدواتها مواجهاتها لهذه الآفة التي اشتعلت في البلاد كانت ذاتية. الآخر، كان يقدم تسليط الأخبار، ومنه من كان يضخم حجم الآفة بما يفاقم حجم الرعب. ثمة من تشفى بالصين لأكثرمن سبب، وهوإما من الصنف الذي له مواقف من نظامه، أو من له مقاصد اقتصادية، أو سياسية، أو من كانت له مآخذه على ذائقته. عاداته. فلكلوره. تراثه. ثقافته"المطبخية"!
لاشك في أنه لو بقي الأمرفي حدود الصين، ومن هم ضيوف البلد، أو حصراً من هم في مقاطعة أووهان، لربما نظرالعالم كله إلى الأمربنظرة-لا أبالية- وهي نتاج عوامل كثيرة، رسختها ثقافات أنظمة الحكم في الكثيرمن بلدان العالم، ومن بينها نظام الحكم في الصين الذي كان له موقف سلبي مما يجري في سوريا، وهكذا بالنسبة إلى سواه، وكان عامل المصلحة هو المعيار في تقويم تراجيديا السوريين العظيمة.أجل، أتحدث عن النظرة- اللاابالية- التي باتت تنال من كل منا، بهذا القدرأو ذاك، فالحريق الذي يلتهم بيت جاري لاشأن لي به إن لم يمتد إلى داري. تلك الثقافة المشؤومة. ثقافة الخلاص الفردي الذي أصاب العالم، وهي ثقافة خارج سلم الأخلاقيات الأصيلة لدى الإنسان الذي غادرلحظته الوحشية، باتجاه آدميته، وعاطفيته، وتربيته السامية على مرالعصور، قبل عودته الأخيرة القهقرى إلى الخلف، نتيجة ماسمي ب"مصالح الأنظمة"!

و مع انتشارأنباء اجتياح هذه الآفة العالم، خارج مهادها الصين، وفي كل الجهات: غرباً، وشرقاً، جنوباً، وشمالاً، وقلبا أو مركزاً، بدأ الصوت الإنساني"ابحثوا عن الديك" وهومثل سمعته من أسرتي، ومفاده أنه عندما سرق جمل أسرة ما، بعد سرقة ديكها، ومن ثم خروفها، ونعجتها، وبقرتها، فقال الأب لأبنائه الذين أهملوا مايتم:
ابحثوا عن الديك!
كان هذا النداء الأول الصائب الذي سننسااه، أنى تجاوزنا الازمة، على عادتنا. على عادة طبيعتنا، وباتت الأنظمة تخاف على كراسيها، على نحو جدي، وبات كل منها يتحسس حدود خصوصيتها، خشية أن يتم اختراق بلدها، وينتشرهذا الوباء، ويتفاقم، ويفقد امتيازاته، وتنكشف عوراته، وإن كان أول إعلان عن حصانته الداخلية: نحن بخير، الفيروس لن يخترق بلادنا، وهوما كان يطرح من قبل أكثرالأنظمة فشلاً، وهشاشة، ودكتاتورية، بل تم نشر آلاف الطرائف من قبل المواطن المغفَّل. ابن ثقافة هذه البلدان، وهو من داخلها أو من خارجها، عن الصين، وبات العمل لتشويه صورة الصين، ومحاولة نسف صيته، وتجارته، وعظمته، لتنقلب الآية، فور أي إعلان جديد: الصين تتعافى، الصين تخلصت من الكورونا، إذ بات بعض هؤلاء يفكر بالهروب إلى الصين، بدلاً من أنه كان يعد السفرإلى الصين: انتحاراً، بالرغم من أن الصين قدم أعظم التحديات في عالم الصناعة والتجارة، بالرغم مما على هذه الصناعات من ملاحظات يمكن تلافيها.
الحديث عن أووهان، يعني الحديث عن-أزمة أخلاق العالم- هذه الأزمة العصية التي لابد من مجابهتها، ومن جديد، وهوأمر لا يمكن تحقيقه، في ليلة وضحاها، بعد هذه الأزمة العالمية الكبرى التي نمربها، بل يمكن الاتكاء على نتائج هذه الازمة التي لانزال في بدايتها. بداية تصاعد أرقام مرضى هذا الوباء، محطة محطة، بما يدفع إلى الهله والرعب!
ليس لدينا، الآن، وصفة متكاملة لهذا الخلاص الأخلاقي، لأنه مرتبط بظروف خريطة متناقضة من المصالح، بين جبهني الشر والخير، بل إن جبهة الخير ذاتها، قد تغيرموقعها. علامتها. سِمَتهَا، وسِمْتها، وهي تواجه الشر المحدق، بما يمكن أن يسجل عليها دفاعها عن الذات، وحتى العالم!
حسبنا، أن نؤكد، وننشر عنواناً مقترحاً لثقافة مابعد كورونا، ومفاده هو أننا مطالبون بالدعوة إلى عالم آخرمابعد كوروني، وليس مابعد كولونيالي، كما روج، بحيث نتخلص من أوبئة الثقافة الماقبل كورونية، ونؤسس لثقافة أخرى تدعو إلى أن العالم قرية واحدة، إلا أن لكل بيت خصوصيته وأن هذه الخصوصية توثق وشائج بيوتات القرية المتناثرة، ولاتكرس العزلة، لاسيما إن العزلة التي يعيشها العالم الآن مرعبة إلى حد جد كبير، وليس أعظم من فرار الابن من الأب والزوج من الزوجة ، وهلمجرا...
نحن، الآن، على مفترق طرق: أن نكون ولا نكون. تلك هي المسالة، و لمايزل حريق كورونا في أول البيدرالإنساني، ولعل طبيعة هذه الآفة تتيح لها أن تتطور وتفتك بالعالم كله، وليس بثلثي العالم، إذ إن مجتمع الثلث نفسه لا نجاة له البتة، ولاضمان لحياته. مصائر الكوكبيين كلهم مرتبطة ببعضها بعضاً، ولابد لكل منا أن يعمل من جهته لإطفاء هذا السعيراللهبي المجنون!


أرسل المقال ل" ضفة ثالثة" وطال انتظار نشره، فها أنشره هنا!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيامة كورونا: إعلام خارج التغطية
- الموت في زمن ال-كورونا-
- الطبيب الأمي
- إنها الساعة
- زوجتي تقود العالم
- المفكر السوري إبراهيم محمود وكتابه المهم: كورونا كورنر:
- درس أول في الكتابة الساخرة
- الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بعض من حكاية ا ...
- 2020
- رواية شنكالنامة للكاتب إبراهيم اليوسف تحظى باهتمام نخبوي وشع ...
- حوار مع أمير البزق سعيد يوسف
- رحيل الشاعرالبدوي الجميل في وداعية أبي سلام- فاضل فهيم الحسو ...
- هكذا كتبت عن مهاباد وآيات الله وبشار الأسد قبل أربع عشرة سنة ...
- توابع منظومة ب ك ك و بوادر استحالة إمكان التغيير من جديد.. خ ...
- توابع منظومة ب ك ك و بوادراستحالة إمكان التغيير خطف تسعيني س ...
- مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي: أسئلة من ...
- انتفاضة أحذية الكرد بين الرمزية والاستراتيجيا
- محاولة إرهابية أخرى لاغتيال مدينة اسمها: قامشلو..!
- الكرد يهزمون ترامب؟!
- حين تخسر كثيراً حين تربح كثيراً.. كشف حساب شخصي


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ماقبل كورونا مابعد كورونا