أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي: أسئلة من أجل عالم بلا إرهاب















المزيد.....

مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي: أسئلة من أجل عالم بلا إرهاب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي:
أسئلة من أجل عالم بلا إرهاب


إبراهيم اليوسف

كان يوم11-11- 2019 أسود، دامياً، كارثياً، حزيناً، شؤماً على مدينة- قامشلي- فمنذ ساعات الصباح الأولى تناولت شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام خبراً حزيناً عن استشهاد الأب هوسيب حنا بيدرويان-راعي كنيسة الأرمن الكاثوليك وأبيه، وهما في الطريق مابين مدينتي الحسكة وديرالزور، ليتبنى تنظيم داعش تنفيذه العملية الإرهابية، ولتشهد قامشلي ثلاثة تفجيرات إرهابية، في مركزها، - عن بعد- من بعد ظهر اليوم نفسه، بوساطة تفخيخ سيارتين ودراجة نارية، وليستشهد ستة أشخاص منهم: أربعة مدنيين واثنين من شرطة السير الذين كانوا قريبين من أحد أمكنة التفجير، ناهيك عن حوالي خمسين جريحاً، حروق وإصابات بعضهم جد خطيرة!
واستهداف المتشددين الراديكاليين الإسلامويين العروبويين، أي: بعض الفصائل الارتزاقية التي نسبت نفسها إلى"الجيش الحر" ملغَّمةً لتجهزَ على فكرة تأسيسه: فكرة تأسيس الجيش الحر، بالإضافة إلى أشباههم الجبهتنصريين والدواعش، استهدافهم المسيحيين بدا واضحاً، وعلى امتداد رقعة سوريا، إذ إنه تم خطف كل من المطران يوحنا إبراهيم رئيس أساقفة الأرثوذكس و الأب بولس يازجي رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس، وذلك في 22 نيسان 2013، قرب المنصورة في ريف حلب، وظل مصيرهما مجهولاً ، بالرغم من الشائعات التي أطلقت على أنهما حيين، ولربما قيل أنهما في الباغوز، بل بالرغم من أن مكتب المكافآت للعدالة في أمريكا خصص خمسة ملايين دولارات لمن يعطي معلومات عن شبكات الاختطاف لدى داعش-بشكل عام- وبشكل خاص عن المطرانين و الأب باولو، كاهنين آخرين وهما: ماهر محفوظ وميشيل كيال، اللذين خطفا، بينما كانا في حافلة في طريقهما إلى دير كفرون في يوم 9 شباط 2013، مادعا الأب باولو للتوجه إلى الرقة، ليكون باستضافة أسرة رقية، ويذهب- بدوره- للقاء بأمير داعش، للمطالبة بإطلاق سراح المطرانين والكاهنين المذكورين، ليغيب في تمام الساعة الواحدة من يوم 29 تموز2013، بعد أن أوصله طبيب رقي مقرب من الأسرة المضيفة إلى دار الحكومة التي تم احتلالها من قبل داعش، وعندما ذهب ناشطان رقيان بعد مرور ثلاث ساعات لمقابلة الأمير والاستفسارعن مصيره فقد قيل لهما لم نر المذكور، فعلما مصيره، وأعلنا الخبر بعد ذلك، وفق وصيته، وليسلما بعض ودائعه الموجودة عند الأسرة المضيفة إلى القنصلية الإيطالية في غازي عنتاب/ تركيا، أما حقيبة ملابسه فبقيت في منزل الأسرة المضيفة الذي استولى عليه داعش، في مابعد!
وإذا كان هذا ماحدث بالنسبة إلى رجال الدين المسيحي، مع الخلايا ماقبل الداعشية التي كانت على اتصال بداعش، وسلمته المطرانين والكاهنين، أو كانت هي من داعش، أصلاً، فإنها لم توفر مناضلاً حقوقياً كرس حياته لمنوأة النظام السوري وهو: خليل معتوق، وحتى مصوراً صحفياً هو سمير كساب الذي خطف مع زميل آخر له من أسرة سكاي نيوز عربية في أكتوبر2013، ممن غطوا معاناة السوريين، في أخطر مرحلة بل لم توفر حتى المواطنين الآشوريين المسيحيين في ريف تل تمر، إذ تم خطف حوالي 270 آشورياً، من رجال ونساء وأطفال في أواخرشباط 2015، كما تم تفجير برجي جرس كنيسة مريم العذراء في تل نصري من قبل داعش لتحويلها إلى جامع، ناهيك عن دوادث خطف أرمنيات منها الأرمنية الدمشقية راشيل ديال16 عاماً، والتي زُوجت- قسراً- لخمسيني من قبل التنظيم في الرقة، وسلمتها الإدارة الذاتية لمطرانية الأرمن مع أرمنيتين أخريين- بعد تحريرالرقة- وقد كانت في مخيم الهول، وقد دلت راشيل قوات ب ي د عليهما.
هذا بالنسبة إلى مسيحيي سوريا، ومن دون أن ننسى التفجيرات التي تعرضت لها مطاعم المسيحيين ودور عبادتهم من قبل داعش في قامشلي مثلاً، وكان يستشهد في كل مرة أعداد من المسيحيين وأخوتهم: الكرد والعرب وغيرهم، في هذه التفجيرات الإرهابية!
بعد هذه المقدمة المستفيضة التي حضرت ذاكرتي- وهي غيض من فيض- بل هي ليست الأرشيف الكامل في هذا المجال، وإنما في حدود ما ظل عالقاً في ذاكرة متابع مثلي لشؤون الثورة السورية- كما كانت في بداياتها- ومابعد ذلك، ولقد تمت أرشفة جميعها من قبل فيدرالية حقوق الإنسان، والمنظمات السورية المتابعة، التي تعمل ضمنها كل من منظمتينا: منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف التي انطلقت منذ العام 2004، وباسم لجنة حقوق الإنسان الكردي، قبل أن أقترح تغييراسمها في أول مؤتمر تال في قامشلي، ولتتم موافقة المؤتمرعليها ويكون اسمها: منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، وهكذا منظمة روانكه التي أطلقتها في العام2005، لتكون معنية بالاعتقالات والاختطافات من قبل النظام، وكانت المنظمات السورية التي نعمل ضمن منسقيتها من أولى المنظمات السورية التي تابعت الشأن السوري، ليتم توثيق الانتهاكات- كاملة- سواء أكانت من طرف النظام، أو المعارضة، التي ستتحول في وجهها الائتلافي الرسمي إلى ارتزاقية تابعة لتركيا، لم يعد همها إسقاط النظام، ولاتحرير أي شبر من سوريا، وإنما احتلال المناطق الكردية، لأجل ترسيخ أمن تركيا- المزعوم- خارج أرض خريطة تركيا المصطنعة، ونسيان دماء وأنات ملايين السوريين: شهداء، وجرحى، ومعذبين في السجون، بل ومجهولي المصير، ومهجرين تجاوزت أعدادهم نصف سكان سوريا!
ما أريد قوله: إن رئيس تركيا أردوغان اعتبرته منظمة العفو الدولية- هيومن رايتس، مجرم حرب، وهو مايصنفه في مقام أبي بكرالبغدادي، لاسيما إننا ندرك الكثيرمن الشبهات، ولربما الأدلة من قبل المراقبين على ضلوع أردوغان في تنظيم داعش الذي يستهدف من اعتبرهم الفاشيست التركي أعداء: الأرمن والمسيحيين والكرد، ناهيك عن أن داعش كان عدواً للثورة السورية، كما فعل أردوغان.
إن العالم لمطالب الآن، بأن يضع نصب عينيه استئصال الإرهاب، من جذوره، وهوما لايمكن إلا بإسقاط المجرم أردوغان، ومن حوله من البطانة التي تعتبر إحدى الحواضن الرئيسة للإرهاب في المنطقة، بالإضافة إلى ضرورة إسقاط نظام إيران، وذلك بالتنسيق، على نحو استراتيجي، لاستئصال داعش، وأشباهه من الراديكاليين، إن كان هناك ثمة عالم يخطط للسلم الدولي، وليس مجرد منفذين لما قرأناه من قبل المفكرين اليساريين عن العولمة التي تسعى للتأسيس لمجتمع المليارين من البشرية، أو مجتمع الثلث، عندما كان عدد سكان العالم ستة مليارات- فحسب- وهو مجتمع العباقرة المخترعين. مجتمع العقول الذي لامكان لأمثالنا فيه.
إن مدينة قامشلي، التي تأسست من خلال التقاء مكونات أديان مختلفة: الإسلام- المسيحية- اليهود- الإيزيدية، ومن قوميات متعددة: الكرد- العرب- السريان- الأرمن- الآشوريين إلخ، تمثل إحدى لوحات التآخي بين مكونات البلد الواحد، وكانت أمثولة في التفاهم والسلام، ولم يشهد تاريخها. تاريخ المنطقة، أية خلافات ذات طابع عام بين هذه المكونات، باستثناء حالات طفيفة حاول النظام السوري- حزب البعث- تغذيتها، بعيد انتفاضة آذار2004 في قامشلي، وتم تطويقها، من قبل حكماء وعقلاء المنطقة، وكانت المدينة-برمتها- عبارة عن بيت واحد، في السراء والضراء، لافرق اجتماعياً بين أحد، بالرغم من أن النظام العنصري كان يحاول ضرب المكونات بعضها ببعض، والاستعداء على الكرد.
وإذا كانت أمريكا تخصص ملايين الدولارات لأجل إطلاق سراح رجال دين مسيحيين، وهكذا بالنسبة لمكافحة الإرهاب، شأن دول التحالف، والعالم الحركله، فإن هناك بؤراً لابد من استئصالها، باعتبار تكرس ثقافة إفراغ المنطقة من مكوناتها الرئيسة، فبعد هجرة اليهود من المنطقة، تم تهجير الكرد والمسيحيين، والإيزيديين الكرد بشكل عام، كما يعلن أردوغان بالسعي للتغيير الديمغرافي في المنطقة، من خلال مطالبة المجتمع الدولي ببناء مجتمعات من اللاجئين، في مستوطنات خاصة في المنطقة، وما أحداث ترويع المسيحيين، إلا في خدمة ذلك المشروع!
إن مايجري- الآن- في مناطق تواجد الكرد، من مواجهة بؤر داعش، التي خلع أعضاؤها أقنعتهم، وملابسهم السوداء، وارتدوا ملابس- الجيش الوطني- بإدارة دمية في الحكومة المؤقتة التابعة، للائتلاف التابع لتركيا، بل وبعد أن بدلوا علم الثورة براية داعش هوبداية استيلاد النسخة مابعد الداعشية، لاسيما إن العالم كله رأى كيف أنه يتم غزو بيوت الكرد الآمنين، والاستيلاء عليها، ونحر الناس، ليس من أجل هدف وطني سوري، وإنما من أجل أجندة تركية، وأمن تركيا التي باتت نواياها التوسعية تتضح- وهي المؤسسة على خريطة تلفيقية- لاسيما بعد الحديث عن :غزو الموصل، بل وعن اعتبار ليبيا من ميراث تركيا، وأية تركيا كانت حين كانت تأسست ليبيا؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة أحذية الكرد بين الرمزية والاستراتيجيا
- محاولة إرهابية أخرى لاغتيال مدينة اسمها: قامشلو..!
- الكرد يهزمون ترامب؟!
- حين تخسر كثيراً حين تربح كثيراً.. كشف حساب شخصي
- غوبلز تركيا وكتائب إعلامه التضليلي المرافق
- في غياب شخصية القائد السياسي الجامع: كردستان سوريا مدرسة للو ...
- حذاء عامودي، حذاء أفقي
- لواء المنتصر بقلمه: إبراهيم محمود، عن بسالاته، وعنا جميعاً
- الكاتب و أولويات حالة النفير العام
- عضوية النادي الإقليمي الدولي لعداء الشعب الكردي
- في غياب آخر مؤسسي الحزب الكردي الأول: القائد السياسي عبد الح ...
- ما العمل؟ إزاء احتلال مكاننا، وتشريد إنساننا، ومحاولات محونا
- ماالذي على المثقف أن يفعله إزاء حرب شاملة تستهدفه بين عدو مج ...
- بيشمركة روج ولو الكردية غير الجازمة
- هؤلاء الذين يصيبون بصمتهم؟
- مشروع أمريكا/ تركيا لوقف الحرب و محاولات تحويل الانتصار إلى ...
- رداً على صمود بطلات وأبطال قلعة-سري كانيي- تركيا تستخدم الأس ...
- السهل صديق الكرد
- في إشاعات الحرب:
- ملحمة سري كانيي/ رأس العين العظمى


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي: أسئلة من أجل عالم بلا إرهاب