أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامرئي















المزيد.....

مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامرئي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


مانفستو عالم رهن الانهيار
كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامرئي

إبراهيم اليوسف

لم يتفق أحد بعد، على توصيف نهائي لطبيعة فيروس كورونا المتحور، في نسخته مابعد الحداثية، الأكثر شهرة بين أوبئة وآفات وأمراض التاريخ، والمسماة: كوفيد19، إذ تم الحديث، مع بدايات ولاداته، عن أنه ميت، أي أنه ولد ميتاً، ولايخترق جسد ضحيته إلا عن طريق: الفم- الأنف-العين، عن طريق وسيط مغفل، إذ يستقر بعد ئذ في إحدى شقق فندق الحلق أربعة أيام، قبل أن يبلغ قوته الفتاكة العظمى، ليجهز على ضحيته، عبر تدمير رئته، أو ينهزم، بعد أن يلحق به الكثير من الضرر، ولربما شلِّ قدرته الجنسية، كأقل أثر، مسبباً له المزيد من المعاناة، والقلق، والرعب.إنه أكثر من أفعى، غدارة، متربصة بأي امرىء منا، أجل. هوتهديد عام، يتربص بنا كلنا، ولا أحد خارج دائرة الرعب والخطر!
ثمَّة مدرستان ظهرتا، بل أكثر من مدرسة، للتحدث عن كيفية انتشار، أو التقاط الفيروس، ولقد أقنعنا عدد هائل من الأطباء، والخبراء، ومتطوعو الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن بينها: أداة الواتس آب. إحدى هاتين المدرستين رأت أن هذا الفيروس الميت يرتمي على الأسطح، جثَّة هامة، وقد يزول أثرها بعد أجل محدد، بحسب الجهة التي استضافته، ولذلك فلا بد من أن يتم إعلان النفيرالكوني، بحيث لا إنسان أو حيوان، خارج دائرة التهديد، لذلك فمن اللزام تقوية الجبهة الداخلية- لا الجبهة التقدمية الميتة- في داخل جسد الإنسان لمواجهة الفيروس إن اخترق السدود و المتاريس والحواجز المقامة.
ولقد أكد هؤلاء أن هذا الفيروس الميكروي" والذي يتراوح حجمه مابين 400-500" مايكرو، ثقيل، قياساً إلى سواه، فهو يرتمي أرضاً- بحسب اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية- لذلك فإن الهواء لاينقله البتة، بل هو قد ينتقل بوساطة الرذاذ، فإن الكمامة- أو الماسك- لابد من وضعها لمنع تعرضنا لرذاذ الأشخاص الذين نلتقيهم عن قرب، وثمة من قال: ابتعد عن سواك متراً، إلا أن هناك من عدل المسافة الاحتياطية، وجعلها مترين!!
أما المدرسة الثانية، فقد ظهرت مؤخراً، ويمكن تسميتها بالمدرسة الأمريكية، إذ رات أن هذا الفيروس يحلق في الأجواء، كخفاش صغيرغير مرئي، بعد أن سممته أفعى، ويبقى معلقاً لبضع ساعات في الأجواء، وأن إبقاء مسافة مترين، فحسب، بين المرء والآخر غير ضامنة للسلامة، بل لابد من ترك مسافة لاتقل عن خمسة امتار بينهما، في أقل تقدير، لتنسف تحذيرات هذه المدرسة تعليمات غيرها، وتسقط نظرية أقل خطراً، ويحل مكانها نظرية أشد رعباً.

كما أن الحديث عن فتك "الخوف" بالإنسان في رأس قائمة التحدذيرات من قبل جميع الجهات الصحية المسؤولة، وهي مسؤولية الإعلام الذي تناول هذا الوباء، بطريقة غيرمدروسة، بل اعتباطية، بحيث غدا الخو-تأشيرة مرور – هذا الوباء الفتاك إلى أجساد الضحايا، ولربما أن المريض الذي تتم معالجته في المشافي، وسط حالة إجراءات وقاية الطواقم الطبية الضرورية، تساهم بدورها في مضاعفة هذا الخوف، وهومايحتاج إلى دراسات مطولة. إنه خوف الكائن الآدمي الذي تفاقم بعد إعلان يأس الطب، على المدى المنظور في معالجة ضحايا هذه الجائحة، ناهيك عن الحديث عن إمكان تعمير الفيروس في العالم، واستمرارعيشه، ليس إلى جانب الإنسان، بل على حساب وجوده؟
لاأحد منا الآن، يعرف أي المدرستين على صواب، ولكن لنفترض أن هذه المدرسة الأخيرة هي أكثرصواباً من الأولى في تقديرها لمسافة الأمان، فإن هذا الوباء الذي باتت تمر بضعة أشهرعلى انطلاقته أصيب به الملايين. أجل الملايين، لأنهم نفذوا، وطبقوا توجيهات المدرسة الأولى، وثمة من فقد حياته نتيجة تلك التعليمات الخاطئة، فمن المسؤول عن حيواتهم المهدورة تلك؟ نحن هنا أمام قضية في منتهى الخطورة، حيث أن من أصدر هذه التعليمات مسؤول عما لحق بالناس، من أضرار، بسبب تطبيقها، على امتداد قارات العالم!

زد، على ذلك كله، أن الإجابة على السؤال ظلت عصية على الإجابة، فلا أحد فكَّ اللغز الكوروني، لنعرف من هوصانعه؟، أهو الخلق؟، أم الخالق؟، لاسيما إن لاخلق يطلق هكذا- فيروس- إلا ويكون"غبياً" " أو مريضاً"أعني إلا ولايكون أفراد أسرته. ذووه. جيرانه. أحبته، بل هونفسه، خارج هذا الخطرالكوني المحدق الذي من شأنه تحويل العالم كله إلى مسرح من جثث، لاديدان. لاذئاب، كي تلتهم أشلاءهم المتفسخة التي ستغسلها أمطار الكون، قبل أن تتحول هذه الأجساد إلى- بترول- من نوع جديد، بعد حقب زمنية أخرى، لتظهر كائنات أخرى، أشدّ ذكاء، أو أغبى، تحل مكان "شافطي" النفط. قادة العالم، لكي تشتغل على منظوماتها الأخلاقية الجديدة، بعد نضوج حالة الوعي لديها، وهي تدير مركبة الحياة!
وباعتباري غدوت طبيباً، إلا قليلاً: باختصاص أنتي كوروني، بدءاً من جعل الذات مختبراً لكل التعليمات المتناقضة، المتعددة من: شعبية، وخرافية، وطبية كردية، وطبية عربية، وعالمية، ومروراً بالعناية بنشرالثقافة الصحية العامة على من حولي، بل وعبرأوسع دائرة، كونية، ألا وهي صفحتي الفيسبوكية، وليس انتهاء بفرض بعض الوصفات على الأسرة، وقبول شرطها منذ ثلاثة أسابيع بعدم مغادرة البيت، بل وحتى الحذر من المكالمات الهاتفية المكورنة، حتى وإن كانت نسائية، فها أنا أخرج باكتشافي الخطير في مستقبل- كورونا المتحول- كورفيد19، إذ إن عقل الإنسان الكوني هوهدفه الأهم، ولذلك فإنه عبر خصيصة المكر لديه قد يصيب الدماغ. المخ، ليصاب المرء بآفة عقلية، وهكذا فإن العالم قد يصحو ويجد نفسه قد فقد عقله، كما في مسرحية" نهرالجنون" لتوفيق الحكيم، ليتغير عنوانها، ويصبح: عالم الجنون، بانتظار مخرج جدير كوني، كي يمسرح النص، عما قريب.
وإذا كنت أهزأ، هنا، من ذاتي على هذا الاكتشاف، باعتباري- أميَّاً حقاً في مجال الطب- وسأظلُّ كذلك، فإنني لأعترف بحقيقة إمكاناتي المتواضعة، بعكس عشرات الآلاف من الخبراء، والعلماء، حول العالم، ولربما مئات الآلاف، أيضاً، الذين تركوا سكان العالم، تتلاعب بكرتهم الأرضية أقدام كورونا، ولربما من وراء كورونا، من أنامل للطبيعة، أو الخلق، وليس- من داء إلا وله دواء- بحسب خلاصاتي الحياتية، غيرالدقيقة، أحياناً، وإن تركهم حبل-كورونا- على غاربه ألحق المزيد من الضرر بجملة تراكمات حياتية إيجابية، كما أنه من شأنه أن يخلص العالم- في المقابل- من جملة تراكمات سلوكية سيئة، تبدأ من ذات الكائن الآدمي، وبيته، وتمر بالبيئة، والفضاء، وحتى الشرخ الذي تركه كل ذلك في"ثقب أوزون"!
نظرية- جنون العالم- عنوان جذاب، أبهرني- حقاً- وهو جدير بالاشتغال عليه، ولا أدري هل من مؤلف سبقني إليه أم لا؟. لاضير، حتى لو أن أحداً استخدمه من قبلي، فليكن لي مؤلفي الخاص، بالعنوان ذاته. ثمة أفكار كثيرة يمكن قولها، هنا، ومنها أن فيروسات للجنون، كثيرة. كثيرة جداً، عرفها العالم، منذ أول قطرة دم آدمية سالت على الأرض وحتى الآن، ولعل إيقاع هذا الجنون، بات يرتفع على نحو هائل، باطراد، مع كل تطورعلمي، كما إن ماتخبئه لنا مرحلة مابعد" المابعد حداثة" على صعيد أسلحة الدمار، وتزاني السيدين: التكنولوجيا والإعلام بات يدق آخر مسمار في"نعش" الوجود، لاسيما بعد سقوط نظرية توفيرالحياة ل"مجتمع الثلث" مجتمع المليارين، من دون سواهم، أي على حساب موت البشر، وفق إحصاءات نهايات القرن الماضي الذي خطط له في- القيادة الكونية العميقة- وكشفه المفكرون اليساريون، وما كنا لنسمعهم البتة.
حقيقة، إنه عالم- على مفترق الطرق؟- لا أحد يعرف إلى أين وجهته، وهوأعظم تحد لكابتن النظام العالمي الجديد، الآفل، المتحطم، أخلاقياً، ومن في- كبين قيادة المركبة- كما حال النظام العالمي السابق عليه. إذ ثمة صمت مطبق. صمت من لدن شركاء الكابتن الذين يدفعون الآن، ثمن تواطؤاتهم، وغيهم، وعربداتهم. حول مصير مجهول يرسم أمام الأعين. لهذا العالم ذاته، عالم متجبر يهدده فيروس غيرمرئي، بعد أن انهار خزان الثقة. خزان الطمأنينة، باستقرار البشر، في ظل من نصب نفسه راعياً كونياً، وهو يزيح أنداده، ممن لم يشتغلوا إلا على مصالحهم، كما يفاقم الفعل، في ترجماته، بعيداً عن كل القيم، المنادى بها. القيم التي باتت نفسها تستخدم من أجل هيمنة القتلة، واللصوص، على عالمنا، باسم المطالبة بعالم عادل، لاأحد فيه يستغل الآخر، أو يسرق وطنه، أو خيرات وطنه، وطاقات وطنه، بعد أن باتت الأوطان وشعوبها تستخدم قرابين من أجل غريزة الغطرسة لدى رعاة القطب الأعظم اليتيم!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلطة أمي لمعالجة كوفيد19
- السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!
- كورونا وأسئلة الوجود والعدم غياب دارالعبادة وحضورالله
- ماقبل كورونا مابعد كورونا
- قيامة كورونا: إعلام خارج التغطية
- الموت في زمن ال-كورونا-
- الطبيب الأمي
- إنها الساعة
- زوجتي تقود العالم
- المفكر السوري إبراهيم محمود وكتابه المهم: كورونا كورنر:
- درس أول في الكتابة الساخرة
- الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بعض من حكاية ا ...
- 2020
- رواية شنكالنامة للكاتب إبراهيم اليوسف تحظى باهتمام نخبوي وشع ...
- حوار مع أمير البزق سعيد يوسف
- رحيل الشاعرالبدوي الجميل في وداعية أبي سلام- فاضل فهيم الحسو ...
- هكذا كتبت عن مهاباد وآيات الله وبشار الأسد قبل أربع عشرة سنة ...
- توابع منظومة ب ك ك و بوادر استحالة إمكان التغيير من جديد.. خ ...
- توابع منظومة ب ك ك و بوادراستحالة إمكان التغيير خطف تسعيني س ...
- مطارنة وآباء وكهنة قرابين مسيحية على النطع الداعشي: أسئلة من ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامرئي