أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في الإفطار الجماعي وفتوى الإمام الأب..!














المزيد.....

في الإفطار الجماعي وفتوى الإمام الأب..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


فصل الصحون الطائرة:
اعتدنا منذ أن اغتربنا عن الوطن، وكنا فيه أنا وأبنائي وبناتي، من قبل، أسرة واحدة، قبل أن نفترق في جهات الأرض، ويجتمع أكثرنا في محطة المهجرالألماني، لتكون لنا اجتماعاتنا آخرالأسبوع، تعدُّ أم العيال منذ أن لحقت بي ما تيسرمن وجبات طعام للأسرة التي توزعت على بيوت عدة، لأن جميعهم تزوج بعد هجرتنا خارج الوطن. نمضي جميعاً ساعات جميلة، في كل لقاء، ليس لأنني أستعيد دكتاتوريتي، طوال ساعات اللقاء، بل لتبادل جرعات الحنان، وحل ما استجد من إشكالات الحياة اليومية، والتخطيط للغد، لاسيما إن هجرة الأهل جاءت بعد اشتداد وطيس الحرب!
كان لرمضان موقعه الخاص ضمن هذه الاجتماعات البيتية، إذ إننا كنا نلتقي فيه على نحو يومي، حول مائدة الإفطار، إلا من كان له مسوغه وارتباطه بموعد آخر في البيت، أو بيت قريب أو صديق، ليواصل اجتماعات الإفطار في اليوم التالي.
نلتقي الأحفاد، والأبناء والبنات، وأزواجهم، وبعض الأقرباء. تستعيد أمهم بعضاً من رائحة الماضي، يمارس الأبناء بعض نقدهم بحقي حول بعض ما يخصني:
عدم تعلم اللغة- عدم ممارسة الرياضة- التخلف عن بعض المواعيد لاسيما مواعيد الأطباء التي أنساها- الجلوس ساعات طويلة حول الكمبيوتر
وأصغي إليهم، باهتمام جم، أعدهم أنني سأحاول أن أجد حلولاً لكل ذلك، بينما ساعة الزمن تسيرعقاربها، وها نحن في السنة السادسة بعيداً عن وطننا، بل في السنة الثالثة عشرة منذ أول محاولة للسفرإلى الخارج، وإن كنت سأعود ذات مرة إلى الوطن في إجازة، فتمنعني زبانية النظام من السفر أشهرعدة!
مع بداية رمضان هذا العام، وجدنا أنا وأم العيال، وابنتنا هلز، وابننا الصغيرأيان آخرالعنقود أننا نفتقد الإفطارالجماعي
أمهم قالت:
لاأعرف أن أفطر السنة كيف أبنائي وبناتي لايأكلون معي؟
وفيما قبل كانت مع كل لقاء أو إفطارتقول: ليت ابنتنا نوشين المتزوجة في أربيل/ هوليربيننا!
مضى أسبوع كامل على هذا الحال. حاولت أن أكسرالحجرالصحي، وأقنع سفارات البيت:
أن تعالوا نتناول الإفطار معاً! إلا أنهم ونتيجة حرصهم علينا: أنا وأمهم ككبيرين في السن- هل نحن كبيران في السن حقاً؟- ونعاني بعض المشاكل الصحية، أقنعونا بأنهم لا يأتون لأجلنا
قلت لهم: إذاً، التقوا، أنتم، في ما بينكم....!!!؟
كان قد مضى حينها حوالي خمسين يوماً في إذعاننا الطوعي والإلزامي للحجرالصحي
قال فائق:
أهي فتوى منك ياأبي؟ قلت نعم
وتناهى إلى مسمعي أن بعض حالات كسرالحجرالصحي تمت بين الأخوة والأخوات، ولكن على نطاق محدود، ففرحت بذلك، واعتبرته بداية فأل خير
قلت لأم العيال:
لندعهم غداً إلى وجبة طعام عامة!
بعد أن علمت بأن أكثرهم كسرالحجر الصحي، إثر فتواي الشهيرة
فائق وأسرته جاءا إلينا ذات ليلة، في وقت الإفطار، وتناولنا الطعام على نحو سريع، مطبقين قاعدة التباعد الأسري
كرم وزوجته
أيهم وزوجته
آراس وزوجته كانوا حريصين علينا واعتذروا من المجيء
سنعوضها بابا...!
سنعوضها عمي...!
سنعوضها خالي...!
فكرت بمؤامرة أخرى، لاسيما بعد أن تذكرت- الصحون الطائرة- التي كانت تنتقل في قريتنا تل أفندي بين البيوت، إذ إنه يكاد كل سكان القرية الصغيرة يتناولون على مائدة واحدة، بالرغم من أن كلاً منهم لايغادر بيته، إذ تكلفنا الأمهات بإيصال صحون الطعام إلى بيوت الجيران، وكان هؤلاء يفعلون ذلك معنا..
العادة نفسها، كانت موجودة في- قامشلي- التي انتقلنا إليها في منتصف السبعينيات، وإن على نحو أضيق قليلاً، وكنا نتبعها مع بعض الجيران والأهل. نرسل لهم صحوناً من الطعام، ويفعلون كذلك معنا.
كتبت في غرفة الدردشة العائلية:
من غد أمكم ستستعيد عادة" الصحون الطائرة"، وأضفت: الطعام الساخن في منجى من أية- فيروسات- لاسيما عندما يعد بشكل جيد.....
أعجبت الفكرة الأولاد والبنات، على عكس ماتوقعت، وأعدت لهم أمهم بعض الأطعمة- التراثية- التي يحبونها، وتجيد إعدادها، في الليلة التالية، بعد موافقة برلمان الأسرة بشكل كامل، وباتوا في كل ليلة يذكرونها:
ماما أعدي لنا كذا...!
واختتمت رسالتي قائلاً: ألا تلاحظون أن الألمان، ولا أحد في العالم منع المطاعم من إيصال الأطعمة إلى الناس؟
وتبتهج أمهم بطلباتهم تلك، ونوزع الصحون على بيوتهم واحداً واحداً، وصاروا يفعلونها، وباتت طاولتنا تحمل رائحة الأبناء والبنات
جار ألماني عجوز قال لإحدى بناتي:
يعجبنا جداً تماسك أسرتكم، ولما كانت ابنتي تدرس- علم الاجتماع- فقد قالت له:
هل تشعربأن ذلك مهم؟
فرد: آه، لو أن بناتي وأبنائي كانوا مثلكم!
يقول آراس:
أبي، هل من فتوى أخرى؟
يقول أيهم: فتواك كانت مهمة.....!
يقول كرم: فتواك حررتنا من بعض مخاوفنا...!
فتواك عمو. فتواك خالو كانت ضرورية...!
الآن، لانزال في منتصف شهررمضان، أحاول البحث عن فتوى أخرى، لنستضيف أسرة أو أسرتين، من الأهل والأقرباء، في كل مرة.

*ملاحظة بعد يومين صدر قرار بالسماح بالزيارات بين عائلتين!
قلت لهم مازحاً: لنجتمع كلنا-في الأصل- أسرة واحدة.....



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعاليات ثقافية عائلية: مسابقات ومعارض تشكيل ومسرح
- رابطة/ الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد ودعوة مبكرة لأحز ...
- وداعا أيها البلبل الكردي الشادي بافي بيكس
- سقوط النظرية التقليدية
- طائرُ يفكُّ الحجرَ الصحيَّ
- فيلم كوني طويل
- صالة - أونلاين- رياضية!
- دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أض ...
- هكذا كانوا يدفنون ضحايا الجائحة!
- جهاز التنفس
- احتفالية النصر في الحرب الكونية الجديدة قاعة وأضواء ومعدات ب ...
- أجراس!
- قف، لاتصافحني! -نصوص ميكروسكوبية.....-
- استشرافية التفاؤل: في مواجهة شبح كوني
- لاتؤجل- كورونوية -اليوم إلى الغد!
- اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس
- كورونا يدخل بيتنا
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في الإفطار الجماعي وفتوى الإمام الأب..!