رائد عمر
الحوار المتمدن-العدد: 6561 - 2020 / 5 / 12 - 00:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما كان متوقعاً , فقد جرى إعفاء لواء ركن عبد الكريم خلف " الناطق العسكري بأسم القائد العام السابق عبد المهدي عادل " من منصبه , حيث كان هذا الضابط من أشدّ المتحمسين ضد المتظاهرين في ساحة التحرير وساحات الإحتجاج الأخرى في المحافظات , وقد تعرّض في حينها الى عملياتِ نقدٍ لاذع في بعض وسائل الإعلام واكثر من ذلك في السوشيال ميديا , وكانَ محط رفض جماهيري واسع لإنحيازه المتطرف لعبد المهدي ضد الحركة الإحتجاجية , وكانت احدى اسباب انحيازه " على ما يبدو " هو محاولة الحفاظ على منصبه او موقعه , سيّما أن سبق وجرى اعفاءه من عمله في وزارة الداخلية في حقبة ولاية نوري المالكي .
في الواقع أنّ مهمة التصديّ للجانب الإعلامي في القوات المسلحة او تولّي مهمة الناطق العسكري للقائد العام , هي مهمة شاقّة وليس بمقدور ايّ ضابطٍ او قائد ان يتولاها , وتتطلب أن يتحلى الناطق بثقافة عامة واسعة في ميادين الإعلام والسياسة والمتطلبات العسكرية الأخرى , وأن يقيم توازناً دقيقاً في تصريحاته لما يتطلبه الرأي العام واقناعه بمصداقية تصريحاته , ووفق مستلزمات السلطة .! , وقد فشل لواء عبد الكريم في ذلك فشلاً ذريعاً .. وقد تمّ اليوم إناطة منصب الناطق العسكري الى العميد يحيى رسول " الذي أقاله عبد المهدي في الأسابيع الأخيرة من ولايته المضطربة.
العميد يحيى رسول " الذي تأخرت ترقيته الى رتبة لواء لأسبابٍ مبهمة " , يتّسم بالجدية والموضوعية في تصريحاته واحاديثه عن الجوانب العسكرية , ويتجنب الأنحياز الى طرفٍ ضدّ آخر , وقد لاحظته في بعض المؤتمرات يتحدث بأنكليزية عالية المستوى الى بعض الصحفيين الأجانب حتى في اللقاءات الجانبية .
على العموم فأنّ تعدد الناطقين الرسميين في اجهزة الدولة العسكرية بدءاً من قيادة العمليات ومروراً بوزارة الدفاع وانتقالاً الى وزارة الداخلية والأجهزة الأخرى , يعتبر حالة او ظاهرة غير صحية , وخصوصاً في فترة المعارك مع داعش والقاعدة ومرادفاتها ومشتقاتها الأخرى وفي اكثرِ من نطاق .!
OOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOO
R
#رائد_عمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟