هل نصبح نحن الكرد الطفل الأمريكي الجديد -المدلل-؟!

بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)

الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 20:53
المحور: القضية الكردية
    

يبدو أن هناك مساع أمريكية جادة، في الفترة الأخيرة، لجعل كرد سوريا وعلى غرار أشقائهم في إقليم كردستان طرفاً سياسياً ضمن المعادلة السورية وذلك بعد أن أستعان بهم في الفترات السابقة كقوى عسكرية منظمة لمحاربة الجماعات السلفية التكفيرية وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإرهابي؛ "داعش" وقد سبق للأمريكان القيام بعدة محاولات، لكن كانت دائماً تفشل نتيجة عدم الثبات في الموقف الأمريكي من الملف السوري وكذلك لتعنت القوى الكردية على بعض المواقف التي كانت تزيد من تشرزم السياسات الكردية ولكن يبدو مؤخراً هناك مساع جادة، كما أشرنا، لتجاوز عقبة الانقسامات الحزبية وبهذا الخصوص فقد ذكر موقع فدنك وعلى لسان سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، ما يلي: "وبخصوص اجتماع التحالف الوطني الكردي في سوريا (HEVBENDÎ---) مع وليام روباك وممثلي الخارجية الأمريكية أكد نصرالدين ابراهيم لمراسلة فدنك نيوز أن اللقاء جاء في سياق السعي الأمريكي لتحقيق التقارب الكردي الكردي من خلال البدء بحوارٍ جاد و مثمر هذه المرة فيما بين الأطراف الكردية, وأن الوفد الأمريكي أكد على استمرار التحالف الدولي بدعم قوات قسد, و البقاء في سوريا لحين إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية".

إن ما سبق هي تأكيدات أمريكية لايجاد حل سياسي يكون فيه الكرد لاعباً كامل الحقوق وأن دورهم لا يقتصر فقط بالجانب العسكرية في محاربة القوى الراديكالية، كما كان يتمناها البعض من العنصريين الحاقدين على شعبنا وإنما سيكونون جزءً أساسياً من الحل السياسي المستقبلي، كما أن (موقع الحل)، وفي فترة سابقة، ذكر من جهته بلقاء جمع كل من روباك مع قيادات المجلس الوطني الكردي وناقلاً عن هذا الأخير ما يلي: (قال “المجلس الوطني الكردي” في بيان له، إن وفداً من هيئة رئاسة المجلس التقى يوم أمس الثلاثاء بالسفير الأميركي ومستشار التحالف الدولي “وليم روباك” بناء على طلب من الأخير) مضيفاً؛ (إن “روباك” أكد للوفد على دعم الولايات المتحدة لوحدة الموقف الكردي، “لما له من انعكاسات إيجابية على الحل السياسي العام في #سوريا، وصياغة #الدستور بما يضمن حقوق كل السوريين ومن ضمنهم الكرد” .. كما أشار البيان إلى أن اللقاء بين الجانبين بحث أيضاً نتائج جولة وفد المجلس إلى #تركيا، والمساعي حول وحدة الموقف الكردي، وأن السفير الأميركي أكد على أهمية عودة النازحين إلى ديارهم في #عفرين و #تل أبيض و #رأس_العين). ويمضي الموقع قائلاً؛ (وكانت قيادات من #المجلس_الوطني_الكردي قد نقلت عن #وليم_روباك قوله إن “اتفاق المجلس مع #قوات_سوريا_الديمقراطية سيجعل من وجود المجلس في #اللجنة_الدستورية كممثل لجميع الأطراف السياسية الكُـردية”).

وهكذا ومن خلال ما سبق من لقاءات وتحركات أمريكية ومساعيها لوحدة القوى والأحزاب الكردية، ندرك بأن هناك أفاق جديدة لايجاد حل سياسي قريب في سوريا وبأن الكرد باتوا يشكلون رقماً حقيقياً في السياسات الأمريكية الخاصة بالمنطقة وربما أحد أهم الأطراف التي تتلقى دعماً أمريكياً مستقبلياً -طبعاً يبقى لإسرائيل موقعها الخاص في الإستراتيجيات الأمريكية- لكن ومع آخر المستجدات يمكننا القول؛ بأن الكرد قد يصبحون الطفل الأمريكي الآخر -"المدلل"- إلى جانب إسرائيل في المرحلة الحالية والقادمة وأن الدعم الأمريكي لشعبنا وقوانا السياسية ربما لن يقتصر على الإقليمين الغربي والجنوبي -أي روجآفا وإقليم كردستان- بل يمتد خلال السنوات القادمة لكل من شرق وشمال كردستان وذلك في إعادة لرسم خرائط المنطقة وفق خرائط سياسية جديدة -ولو على شكل أقاليم وفيدراليات- تحقق أولاً المصالح الأمريكية وإستراتيجياتها بالمنطقة ويحقق شعبنا الحقوق الوطنية التي أغتصبت من قبل دول إقليمية وبمساعدة غربية إستعمارية وبذلك تكون أمريكا قد صححت بعض الخطأ الذي وقع به أجدادهم البريطانيين، حينما حرموا شعبنا من حقوقه الوطنية على جغرافيتهم التي سلبت منهم بإرادات إستعمارية.

وبالأخير نعيد سؤالنا المعنون به المقال؛ هل نصبح نحن الكرد الطفل الأمريكي الجديد "المدلل"؟! أم أن القضية ليست إلا حشد أمريكي جديد لنا لاستخدامنا في محاربة أعد أعدائها حيث هذه المرة تكون محاربة إيران، كما حاربت بنا سابقاً داعش.

#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل