أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تاريخنا بين الماضي والحاضر .. لا فرق إن كنت عميلاً لأردوغان أو أتاتورك!















المزيد.....

تاريخنا بين الماضي والحاضر .. لا فرق إن كنت عميلاً لأردوغان أو أتاتورك!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 18:53
المحور: القضية الكردية
    


إن كان أتاتورك -مصطفى كمال- هو مؤسس الجمهورية التركية الأولى فيمكننا القول؛ بأن أردوغان -رجب طيب- يعتبر مؤسس الجمهورية الثانية والتي تسير على خطى الأولى -على الأقل في معاداتها للكرد ووجودهم التاريخي بالمنطقة- وبالتالي يمكننا التأكيد بأن محاولة كلا الجمهوريتين كان -وما زال- القضاء على ذاك الوجود التاريخي حيث تخبرنا المصادر التاريخية؛ بأن أتاتورك وبعد أن ساعده الكرد في إنجاح حركته ضد آخر خلفاء الدولة العثمانية، إنقلب عليهم وتنكر لكل تلك الوعود التي كان قد قطعها لهم وذلك بالمشاركة معاً في إدارة الدولة وبأن تكون تركيا للشعبين الكردي والتركي، مما دفع ببعض القيادات العسكرية والدينية الإقطاعية أن تتحرك لتشكيل نواة حركات تمرد داخل المجتمعات الكردية للتصدي لسياسات أتاتورك حينها وبالتالي نشوب العديد من المعارك بين الطرفين والتي أنتهت جميعها وللأسف بإنهزام تلك الحركات والثورات وذلك لضعف البنية المجتمعية الكردية وإنقسامهم داخلياً بين عدد من الولاءات العشائرية القبلية وكذلك لقوة الحملات العسكرية الضخمة والتنظيم السياسي والعسكري لها بالإضافة إلى توفر المساعدات الخارجية -الاتحاد السوفيتي مثالاً في مرحلة ما- مما جعلت بأن تنتهي جميعاً بالخمود والتي على أثرها أرتكب الجيش التركي "الأتاتوركي" المجازر والكوارث والمآسي بحق شعبنا.

وبخصوص تلك المرحلة الهامة في حياة شعبنا ونضاله وما أرتكب فيها من مجازر وويلات وكوارث فقد كتب الكثير ومؤخراً قام الكاتب طه عبدالناصر رمضان بنشر مقالة تحت عنوان؛ "هكذا قتل الأتراك 15 ألف مدني كردي في يوم واحد!" ونشرتها موقع العربية يوم 10 أكتوبر 2019م حيث يقول الكاتب:
"٤-في الخارج، نظّم العديد من المناضلين الكرد حركات مقاومة ضد الأتراك وأعلنوا خلال شهر تشرين الثاني/أكتوبر 1927 عن نشأة منظمة Xoybûn التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي وتطلعاته وجعلوا من إحسان نوري (Ihsan Nuri)، الذي عمل سابقا بالجيش العثماني، جنرالا وقام برفقة خيرة من الكوادر المتدربة نحو 20 من رفاقه بالذهاب لمنطقة أرضروم.
٥- تم تأسيس صحيفة أغري (Aigrî) وأعلنوا عن نشأة جمهورية أرارات (Republic of Ararat) الكردية واتخذوا من قرية كوردافا (Kurdava) القريبة من جبل أرارات عاصمة مؤقتة لهم
٦- وطالبوا المجتمع الدولي بمساندتهم للحصول على حقوقهم.
وبعد جملة من المحاولات لإنهاء الخلاف بين الطرفين، اجتمع الرئيس التركي، مصطفى كمال أتاتورك، أواخر العام 1929 بوزرائه وعدد من قادة الجيش ليعلن قرارا نهائيا تضمّن عملية عسكرية ضد الأكراد بجبل أرارات وعدد من النقاط والأهداف الرئيسية، كطرد الأكراد من بعض قراهم وإجبارهم على القبول بالتهجير نحو غرب تركيا أو طردهم نحو إيران وإنشاء نقاط للجيش قرب جبل أرارات والمناطق الكردية الحساسة. كما وقع الاختيار على أواخر شهر حزيران/يونيو 1930 لبدء العملية العسكرية وكلّف الفيلق التاسع بمهمة إنجاحها.

٧-خلال شهر آذار/مارس 1930، عيّن الجنرال التركي صاليح أومورتاك (Salih Omurtak) قائدا للفيلق التاسع لتنطلق العمليات العسكرية بعد نحو 3 أشهر بحلول يوم 11 حزيران/يونيو 1930.

٨- نداء من منظمة Xoybûn ودعوتها لتوحد جميع الكرد في وجه الأتراك لاقى ترحيبا وإقبالا واسعا، حيث عبر المئاتالكرد من الحدود الإيرانية التركية (قادمين من إيران) وشنوا حملات على خطوط تلغراف الجيش التركي بين جالديران ودوغبايزيد كما أغار آخرون على عدد من مراكز الأمن التركية.
ومطلع شهر تموز/يوليو 1930، تحدّث الجنرال التركي صاليح أومورتاك عن وجود مئات المقاتلين الكرد قرب منطقة باتنوس شمال نهر (وان )و تحصّنهم قرب القرى الكردية هنالك.
٩- حشد الأتراك الفيلق التاسع ودعموه بنحو 80 طائرة حربية ليبدؤوا عمليتهم العسكرية ضد الكرد والتي انتهت بالقضاء على جمهورية أرارات. وفي خضم هذه الأحداث، عرفت الحملة على جمهورية أرارات
١٠- أسفرت المزبحة عن سقوط آلاف القتلى. فما بين يومي 12 و13 تموز/يوليو 1930،بعدما اقدم جنود الترك على إبادة الآلاف من سكان القرى الكردية عند منطقة وادي زيلان (Zilan) و اتهامهم بالخيانة والانفصال
١١-اختلفت المصادر حول عدد القتلى، فنقلت جريدة جمهوريات (Cumhuriyet) التركية في عددها الصادر يوم 16 تموز/يوليو 1930 أن عدد القتلى تجاوز الآلاف بزيلان وأن المنطقة عجت بالجثث المتناثرة، بينما تحدّثت مصادر ألمانية خلال الفترة التالية عن تدمير الأتراك لما يقارب 200 قرية كردية وقتلهم لحوالي 15000الف من سكانها خلال يوم واحد ، كان من ضمنهم عدد كبير من النساء والأطفال والشيوخ".

وهكذا إنتهت مرحلة تاريخية مهمة من حياة شعبنا مع القضاء على ثورة آرارات وديرسم وقبلهما ثورة شيخ سعيد بيران وخالد جبري لتسود مرحلة من القمع الدموي والتغيير الديموغرافي للمناطق الكردية بحيث يتم تهجير أغلبية شعبنا وذلك بعد أن كانت تحرق وتدمر قراهم ويباد الكثير من سكانها وبالأخص في تلك المناطق التي شهدت حالات ثورية وحركات تمرد تدعو لإعطاء الكرد حقوقهم الوطنية. وهكذا وبعد أن تمكن أتاتورك من قمع تلك الحركات والثورات وقام أحد أعضاء حكومته بوضع إسم كردستان على شاهدة قبر وكتب الإعلام التركي موضحاً؛ "هنا قبرنا كردستان"، فقد خبى تلك الروح الثورية لدى المجتمع الكردي وذلك بعد أن أثخن أتاتورك وجيشه وحكومته الجراح بالجسد الكردي قتلاً وتدميراً وتهجيراً للكثير -إن كان لداخل تركيا أو لخارجها ومن يعرف الخارطة الديموغرافية لشمال كردستان يدرك جيداً هذا الواقع المرير- حيث تم ترحيل الكثير من أبناء شعبنا وبالأخص تلك العوائل التي كان يُحسب لها الحساب في المجتمع الكردي وبذلك استطاع أتاتورك تخميد الحركات المناهضة لسياساته القوموية العنصرية ليصبح الكرد في عرف تركيا وثقافتها؛ "أتراك الجبال" وفعلاً أستطاعت تركيا مع سياساتها القمعية تلك تتريك الكثير من البيئات الكردية ومن يعرف واقع شعبنا في تركيا يدرك تلك الحقيقة المرة كما سبق وقلنا.

لكن وكما يقال؛ "دوام الحال من المحال" حيث ومع بروز دور حركات التحرر العالمي بعد التحولات الثورية في عدد من المجتمعات والدول وبالأخص لشعوب دول البلقان وتحررها من الدولة العثمانية وتأثر بعض النخب الكردية، داخل وخارج تركيا، بتلك المبادئ والأفكار الثورية اليسارية، فقد أستطاعت تلك القيادات من إعادة تنظيم صفوفها مجدداً لتصبح نواة لحركات سياسية والتي تحولت فيما بعد للعمل الثوري المسلح مع تبني حزب العمال الكردستاني للكفاح المسلح وذلك إبان الإنقلاب العسكري الذي قاده كنعان إيفرين عام 1980م لتكون بداية مرحلة تاريخية في حياة شعبنا يمكن القول؛ بداية نهضة جديدة وذلك بعد أن كان أتاتورك وجيشه وحكومته قد كتب على "قبر" القضية الكردية؛ "هنا دفنت" .. وهكذا يمكننا القول؛ بأن الولادة الكردية الجديدة في باكوري كردستان (تركيا) بدأت مع هذا التحول في المسار التاريخي لشعبنا والذي يحاول أردوغان إعادة ما فعله أتاتورك سابقاً ولو تحت مسمى وأيديولوجية تختلف في الظاهر شكلاً ولكن تتفق تماماً مع سياسات أتاتورك مضموناً وجوهراً حيث القضاء على الوجود الكردي وليس فقط إنهاء الطموح السياسي الكردي بإنشاء كيان وطني لهم أسوةً بشعوب العالم، فهل سينجح أردوغان في حفر قبر جديد لنا ليدفننا فيها -وبالمناسبة هو قالها حرفياً وذلك في تماهي غير مدرك منه لمشهدية شاهدة القبر تلك والتي كتب عليها في زمن أتاتورك؛ "هنا قبر كردستان"- وبالتالي فهل سيقدر هو الآخر دفن القضية الكردية قرناً آخراً؟

كلمة أخيرة نقولها للجميع؛ ربما فعلاً ينجح أردوغان بترحيل أو "دفن" القضية الكردية لمرحلة ما -رغم يقيني بعدم قدرته على تحقيق ذاك النجاح وإعادة التجربة الأتاتورية وذلك لأسباب عدة تتعلق بالشرطين الذاتي الداخلي المتعلق بالكرد وأيضاً الخارجي والمتعلق بالوضعين الدولي والإقليمي- إلا أنه سيبقى لكل الذين قاوموا سياسات أردوغان والفاشية الإسلامية الأخوانية شرف المقاومة والكرامة وذلك كما كان لأجدادهم الذين تصدوا لسياسات أتاتورك سابقاً أمثال؛ شيخ سعيد بيران، خالد جبري، الجنرال إحسان نوري باشا، أوصمان صبري، العائلة البدرخانية .. وغيرهم الكثيرين، بينما سيكون من نصيب من تعاون مع أردوغان والتحالف والرضوخ له ولسياساته المعادية لشعبنا وقضاينا الوطنية، بل ووجودنا التاريخي .. كل الخزي والعار والخيانة وذلك كما كان سابقاً من نصيب بعض العملاء والخونة الذين كانوا يعملون مع أتاتورك ضد أبناء شعبهم وقادتها وحركاتها المناوئة لسياسات تركيا العنصرية المعادية .. نعم لا فرق إن كنت عميلاً لأردوغان أو أتاتورك.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطابات أردوغان تكشف إنهزام سياسات تركيا
- المطلب الكردي في سوريا فيدرالية
- أردوغان وحماقات المستبدين
- الكرد والإستراتيجيات الأمريكية.
- القضية الكردية واللجنة الدستورية.
- -إسرائيل الكردية- الكرد إنفصاليين وإن قالوا؛ لا نطالب بدولة ...
- اتفاق ترمب أم محاولة إنقاذه في اللحظة الأخيرة؟!
- الكرد مواطنون ب”المواطنة وليس الأصالة”!
- تهديدات أردوغان الأخيرة ولعبة -الروليت الروسي- أو لعبة الموت ...
- الرئيس بارزاني وملابسات الاستفتاء على استقلال كردستان
- هل حانت لحظة الحقيقة للإعتراف بالوجود والدور الكردي؟!
- المجلس الكردي والحمل -أو الحلم- القومي الكاذب.
- تحرير كردستان مرتبط بتحرير الإنسان الكردي.
- تركيا وإنعدام الخيارات
- أمريكا وعلاقتها مع الشريك الكردي
- كردستان الحمراء قربان المصالح الإشتراكية
- -زمن عتونو راح- والكرد باتوا شركاء بالوطن
- ماذا قدمت لنا الأمريكان؟
- أخاك قد يقتلك أما أعدائك سيبيدونك .. وهذا هو الفرق!
- ما هو الحل لصراعاتنا الحزبية؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تاريخنا بين الماضي والحاضر .. لا فرق إن كنت عميلاً لأردوغان أو أتاتورك!