أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الرابع _ الباب الأول مع فصوله الثلاثة















المزيد.....



الكتاب الرابع _ الباب الأول مع فصوله الثلاثة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6557 - 2020 / 5 / 7 - 11:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


....
الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1 ...البديل الثالث
البديل الثالث النمطي ، تقبل الخسارة والحياة الحقيقية ، كما تحدث بالفعل ، وليس فقط كما نرغب أن تكون عليه...
البديل الثالث السلبي وقواعد قرار من الدرجة الدنيا مترادفان ، أو تسميتان لفكرة وخبرة واحدة
1
توجد وضعيات عديدة في الحياة بدون بديل ثالث ، سلبي أم إيجابي .
هكذا أسلافنا جميعا ، وما نزال نعتبر بعض الثنائيات من حقائق الحياة والوجود الثابتة .
ربما ينجح الأحفاد بتكوين البديل الثالث ، كعتبة _ مشتركة للإنسان وللمجتمعات القادمة .
أو كقواعد قرار من الدرجة العليا ، وتكون متاحة للشخص متوسط درجة الحساسية والذكاء !
....
اللذة بطبيعتها مزدوجة ، طعم وأثر .
جانبان منفصلان ، ومستقلان ، مع أنهما مشتركان مثل وجهي العملة الواحدة ، يتعذر اختزالها أو دمجها ، لا طعم بدون أثر والعكس صحيح أيضا .
مع ذلك يتعذر تكوين بديل ثالث بين جانبي اللذة .
أنواع اللذة عديدة ومتنوعة ، وانصح بقراءة كتاب " الانسان لأجل ذاته " لأريك فروم ، فهو يناقش بشكل منطقي وواضح أنواع اللذة ، وبصورة موضوعية وشاملة كما أتذكر .
والمفارقة... مع كتاب " الفكر العلمي الجديد " ل غاستون باشلار ، المقابل لكتاب فروم ، بنفس الفترة الزمنية ، أحدهما مرجعه ليبرالي والثاني يساري ، وأعتقد أنهما توأمان شقيان ، بالفعل .
....
التدخين عادة جدلية طوال القرون الثلاثة الأخيرة خاصة ، ومع هذا القرن بدأت تخسر أنصارها وأصدقائها الكلاسيكيين ، كالشعراء والموسيقيين والروائيين وغيرهم أيضا .
لا يوجد بديل ثالث للتدخين ، مع تعدد المواقف منه :
1 _ الفرد غير المدخن .
2 _ الفرد المدخن .
3 _ حالة التوقف عن التدخين .
4 _ الإقلاع والعودة ، بشكل متكرر ، أو بحسب الظروف .
ويمكنني أن أضيف الموقف الخامس " التدخين كهواية ، وفعل إرادي في أوقات معينة " ، وهو مصدر الرضا بحياتي الشخصية_ بالتزامن _ مع اكتشاف اتجاه حركة الزمن ، أيضا سرعته ، والجواب على سؤال هايدغر الأهم : ما الذي تقيسه الساعة ؟! .
....
القانون أيضا لا يقبل البديل الثالث .
موقف الانسان ثنائي من القانون ، يحترمه أو لا يحترمه .
كل فرد بالغ ، ويفشل باحترام القانون ( قانون الآخر _ ين ) ، ما يزال في طور الادراك فقط ، أو بمرحلة ما دون الوعي .
المقصود بالقانون النموذجي ، قانون دولة أو حزب أو دين .
والمقصود بعدم احترامه ، الغش أو الكذب والخداع ، وليس النقد الموضوعي .
للقانون أهمية نفسية ، وعقلية خاصة جدا ، حيث مستويان للفرد يتناقضان مع القانون الاجتماعي ، النرجسية والموضوعية ، عتبة وسقف للشخصية الفردية الحالية .
الفرد النرجسي ، يشعر ويعتقد أن الحق كان معه في الماضي ، وهو معه الآن ، وسوف يكون معه في المستقبل . ( وبالنتيجة الشخصية النرجسية لا تحتمل أي موقف خارج سيطرتها ) .
الفرد النرجسي هو ضد المجتمع بطبيعته ، وضد مختلف أشكال التسوية والحلول الوسطى والمتوسطة ، كما أنه يعجز عن فهم فكرة وخبرة الحياد أو الموضوعية .
الفرد الموضوعي ، موقفه نقدي بالضرورة تجاه نفسه ، بالتزامن مع المجتمع الذي يعيش فيه .
أيضا ، الفرد الموضوعي يقبل التسوية أو الحل الوسط على مضض ( لا يختاره ) .
2
البديل الثالث السلبي ، ميزة الشخصية الأنانية وعرضها الثابت بالتزامن .
تتميز الشخصية الأنانية عن سابقتيها النرجسية والدغمائية ، بالمقدرة الفعلية على إدراك وفهم الواقع الموضوعي بأحداثه ، وحوادثه ، المنفصلة عن وعي الانسان ورغباته .
لكنها بالمقابل ، تتخلف عن الشخصية الموضوعية ، التي تستبدل التوقع بدلالة الرغبة والمشاعر ، بالتوقع الموضوعي وبدلالة الأداء والمعايير الواقعية والتجريبية .
....
البديل الثالث السلبي ، يتوضح بدلالة أنواع الكلام أو مستوياته الثلاثة : الثرثرة والجدل والحوار . حيث يتمثل البديل الثالث السلبي بالجدل البيزنطي أو حوار الطرشان ، الشخصية الأنانية تدرك القوانين وتحترمها بحسب مصلحتها الآنية فقط ، وتتجاهلها عدا ذلك .
3
الحقيقة _ الحقائق قاسية ، وغير مريحة بطبيعتها .
أكثر من ذلك ، يتعذر تقبل الوقائع والأحداث الإنسانية الروتينية : كالموت الاعتباطي ، أيضا الحوادث والأمراض العشوائية ، وكل ما هو خارج التوقع والمنطق ومؤلم أو متناقض .
....
بعد فهم التناقض الموضوعي والثابت ، بين اتجاه حركة الحياة واتجاه حركة الزمن تتوضح الصدفة ومبدأ عدم اليقين بشكل تجريبي أيضا ، خاصة مصدرها ، وكيف تتشكل من الواقع الاحتمالي للمستقبل بصورة دورية ومستمرة .
( اليوم التالي _ خلال 24 ساعة القادمة بشكل دينامي ومتكرر يجسد المستقبل ، ويوضح بشكل نظري وتجريبي معا كيفية تشكل الصدفة بدلالة الاحتمالات المفتوحة للحاضر الإيجابي ) .
4
أقرأ في كتاب البديل الثالث .... بمتعة ولكن ،
أقل بكثير ، من بقية كتبك التي أتيح لي المجال لقراءتها .
تحياتي
....
....
الكتاب الرابع _ الباب الأول
المقدمة الثانية
عندما يكون الماء وسخا أكثر من اليدين " البديل الثالث السلبي " .
1
في العصور الحديثة تقود الرياضيات العالم ، بالمعنى الحرفي لا المجازي فقط .
بينما تمثل الفلسفة " البديل الثالث السلبي ، لأسباب عديدة ، سوف تكون موضوعات هذا الكتاب خلال الفصول القادمة بدلالة الزمن ( الوقت ) .
يتعذر تعريف الرياضيات إلى درجة لم يحاول أحد ، على حد علمي ، تعريفها بشكل فعلي .
الأمر معكوس تماما مع الفلسفة .
والسبب بسيط للغاية ، ماهية الفلفسة ومادتها الأولية الجدل والايحاء " عدم الدقة " .
بينما ماهية الرياضيات ومادتها الأساسية العدد والأرقام والتجربة " الدقة " .
....
من يجد صعوبة في فهم الفقرة أعلاه ، سوف تتزايد صعوبة الفهم لا العكس .
بعبارة أوضح ، القارئ _ة المفترض لهذا الكتاب في المستقبل لا في الماضي أو الحاضر .
2
البديل الثالث معروف من خلال كتب ستيفن ر كوفي ، وله الفضل في تعميمه .
لكن خلال المراسلات التي حدثت مع الدكتور خاصة ، تبلورت فكرة البديل الثالث السلبي .
....
الفلسفة محور المعرفة الكلاسيكية والتقليدية بالتزامن .
الرياضيات محور العلوم الحديثة بالمقابل .
خلال القرن العشرين جمعت الفلسفة بين الاختلاف والابداع والشذوذ بالتزامن .
وتحولت إلى نوع من ألعاب الخفة ، والسحر ، الفلسفة العربية خاصة ، والفرنسية أيضا مع فوكو ودريدا أكثر .
خلال القرن العشرين انعزلت الرياضيات ، وابتعدت عن الفنون والآداب والشعر والموسيقا .
واليوم تحول الشقيقان الشقيان ، الرياضيات والفلسفة ، إلى بديل ثالث سلبي بالفعل .
3
علاقتي بالفلسفة قديمة ، كما يعرف زملائي في السنوات الجامعية الأولى ، بينما اختار غالبيتهم السياسة أو الأدب " والشعر بالتحديد " ، وقلة الموسيقا أو الرسم ، ولا أحد العلم .
مرت مياه كثيرة تحت الجسر !
من الفلسفة إلى الشعر إلى اليوغا وعلم النفس.... ، وعلم الزمن أخيرا على باب الستين .
....
" فتشت في المرآة عن طفولتي
يخيل إلي ، أحيانا
الصورة هي الأصل "
كتبت الفقرة منذ أكثر من ثلاثة عقود .
لكن اهتمامي ، بالحاضر ، ثم تحوله إلى هاجس كان بفضل هايدغر بالتحديد :
" كما يحدث لنا نحن البشر ، حين نقيم في الكلام ، متورطين في انتشاره ، بحيث نكون عاجزين عن الخروج منه والنظر إليه من مكان آخر . كذلك فنحن لا ندرك انتشار الكلام ، إلا في انجذابنا إليه واكتشافنا لذواتنا من خلاله . وهذه المعرفة المستحيلة ليست نقصا بل ميزة ، نعني حظوة ، أننا نحن من يقيم في هذا الحيز ، فالمقال ، كما يقول هولدرلين ، هو النشيد الأخير للإنسان ، بعد اختباره لأمور أخرى عديدة ومتنوعة " ... تلك مقدمة أشباه العزلة ، في بداية تسعينات القرن الماضي .
من كتاب انشاد المونادا لهايدغر وترجمة الشاعر الخالص بسام حجار لروحه السلام .
" كل الكتب مقدسة
وكل النساء مريم "
ملحق
رسالة من ستيفن ر كوفي
عزيزي حسين...
يسعد أوقاتك
أعتذر عن التسرع في الرسالة السابقة ، لا أعرف كيف تهيأ لي أنك دون الثلاثين .
وأشكرك على اهتمامك ، وصبرك ، وأرجو أن تقبل اعتذاري الصادق .
وأما بالنسبة إلى الموضوع الذي تريد مناقشته ، فقد أثار شجوني وحماستي معا .
....
البديل الثالث السلبي ، تحديده وتعريفه مقدمة ضرورية لفهم البديل الثالث الإيجابي ، كما تقول ، والذي يدور حوله كتابي الذي تقرأه الآن وترغب بمناقشته أيضا . مع أنك تشترط ضمنيا بأن يكون نقاش كتابي بعد مناقشة نظريتك للزمن !
أظنك فهمت سبب تجاهلي لرسائلك السابقة ، فهي كانت على درجة من الالحاح والعجلة التي تميز صغار السن والشباب المبكر .
رسالتك الأخيرة تجسد عقلية البديل الثالث ، وخاصة تلخيصك لما ترغب أن يدور حوارنا حوله ، مع أنها تبدو كاستعراض ثقافي أكثر منها مقدمة لحوار ( معرفي ) كما تقول .
....
ملحق 1
الحل بالنكوص أو البديل الثالث السلبي ، يتمثل بالغرق في التفاصيل أو القفز فوق المتناقضات ، بينما الحل الصحيح لمشكلة الأضداد عبر البديل الثالث الإيجابي ، وعرضه الثابت المقدرة على التفكير تحت التوتر الشديد كالخوف والاثارة والصراخ والطمع .
ملحق 2
هل يتوسع الكون بالفعل ؟!
أعتقد أنها حركة الزمن التعاقبية ( التي تقيسها الساعة ) ، تلك التي ترصدها أدوات القياس الفضائية والفلكية .
ملحق 3
الماضي الجديد لم يصله الزمن بعد .
والمستقبل الجديد لم تصله الحياة بعد .
هذه الفكرة توضح مفارقة العمر ، السلبي خاصة .
ملحق 4
عمر الانسان 3 مراحل
1 _ العمر الإيجابي فقط ، أو الوجود بالقوة ( قبل الولادة ) .
( المستقبل قبل وصول الحياة ) .
2 _ العمر السلبي فقط ، أو الوجود بالأثر ( بعد الموت ) .
( الماضي بعد نهاية الحاضر الدينامي أيضا ) .
3 _ العمر الحقيقي أو الوجود بالفعل ( بين الولادة والموت ) .
( الحاضر عبر مستوياته الثلاثة بالترتيب : الإيجابي ، الدينامي ، السلبي ) .
ملحق 5
وصية فرويد
( ضرورة الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع ) أو من اللذيذ إلى المفيد .
....
البديل الثالث مزدوج بطبيعته سلبي أو إيجابي .
مثاله الأوضح والأبسط ، عملية المطابقة البصرية المستمرة .
نقوم بها بشكل لاشعوري ، بل كمنعكس عصبي آلي ، قبل أن ننتبه ، وبسبب المرض غالبا .
تتوضح ، في الحالة السليمة مع النظر إلى الغيوم :
المشهد الذي تراه العين اليسرى يختلف عن الذي تراه اليمنى ... والبديل الثالث ، أي عملية الرؤية نفسها تختلف عن الاثنتين السابقتين ( الرؤية المنفردة بإحدى العينين فقط ) .
في حال المرض أو فقدان البصر بإحدى العينين بمفردها ، يكون النكوص ( او البديل الثالث السلبي ) ، حيث الرؤية بعين واحدة أفضل من مشاركة الثانية ، التي تسبب التشويش فقط .
....
الحياة بطبيعتها هنا ، والزمن أيضا بطبيعته هنا ، لكنن يمكننا الاستنتاج المنطقي والتجريبي أن مصدرهما هناك بالتزامن ( الحياة من الماضي ، والزمن من المستقبل ) .
نحن لا نستطيع أن نخبر الزمن بدون حياة أو وعي ، والعكس صحيح أيضا .
والسؤال الكلاسيكي في الفلسفة : لماذا يشعر الانسان بالعكس دائما ؟!
أعتقد أن النظرية الجديدة للزمن ، لديها ما تضيفه بالفعل .
مع أنها ما تزال في طور التشكيل والاعداد ، أعرف وأطلب مساعدتك ومشاركك .
....
هذه الرسالة تختلف عن سابقاتها ، وهي تبين أنك قطعت الأمل من ردي ومني أيضا .
ربما جاءت بوقتها ، يسعدني أن تقبل صداقتي ، ويرضيني أن أكون _ ليس شريكا في النظرية الجديدة للزمن فقط _ بل من تهدى له نسختها الأولى ، إنه شرف كبير لا أستحقه .
مع أطيب تحياتي
المخلص ستيفن ر كوفي
....
....

الكتاب الرابع ب 1 ف 2 مع التكملة
خلاصة ما سبق _ عودة إلى المربع الأول : السرعة والحركة ( كلمة أو مصطلح ) اثنان مختلفان ، ويتعذر دمجهما ، مثل وجهي العملة الواحدة .
يمكن أن يكون للحركة أكثر من سرعة ، وهو الوضع العام ( المثال النموذجي حركة الكائن الحي والفرد الإنساني خاصة ) .
بينما السرعة حالة خاصة للحركة ، أو أحد صفاتها فقط .
( هذه البؤرة الأساسية في فهم الزمن أو الوقت ، أو الحاضر أكثر ، وسوف أعود لمناقشتها خلال الفصول القادمة نظرا لأهميتها في فهم طبيعة الزمن وماهيته ) .
....
السهولة قانون الزمن ، والصعوبة قانون الحياة .
تتطور الحياة من البسيط إلى المعقد ، ومن الجهد الأدنى إلى الأعلى ...
على النقيض من حركة الزمن ، من المعقد والغامض إلى البسيط والواضح ، أو من الجهد الأعلى ( المستقبل ) إلى الجهد الأدنى ( الماضي ) .
1
الزمن كمفهوم فلسفي كلمة غامضة يتعذر فهمها أو تحديدها ، وهي من مرتبة المطلق والكينونة والحد ، وغيرها من المفاهيم ( الميتافيزيقية) بدون بداية أو نهاية .
غالبية البشر يتوقفون عند هذا المستوى من التفكير في الزمن ( وغيره) طبيعته وماهيته وحدوده .
مثال تطبيقي على ذلك ستيفن هوكينغ الفيزيائي الشهير مؤلف كتاب " تاريخ موجز للزمن " ، حيث يسأل مرات عديدة : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل !
من لا يستطيع التمييز ، بثقة ويقين راسخ ، بين الماضي والمستقبل ؟
أنصحه بعدم تكملة القراءة ....
( الماضي خلفنا والمستقبل أمامنا _ حقيقة موضوعية ومطلقة ) .
....
يوجد خلط خطير ، موروث ومشترك ، بين العلم والفرد ( أو بين العلم والعالم _ ة ) ، ما يقوله ( أو يكتبه أو يفكر فيه أو يعبر عنه ) ستيفن هوكينغ واينشتاين وأنت وأنا ، مجرد رأي شخصي ، وهو يحتمل الخطأ والصواب بنفس الدرجة ، في المستوى الشعوري والانفعالي .
في هذا المستوى الأولي ، والمشترك بطبيعته ، لا فرق بين الرأي والمعتقد والمعلومة .
وفي هذا المستوى اقترح ابن رشد ، الحد المعرفي الثاني ( المنطق المشترك أو وحدة العقل البشري ) بين الانسان والطبيعة والكون ، بعدما رسخ سقراط المبدأ الفلسفي الأول " المصداقية " أو الموضوعية عبر تفضيله للموت على الكذب .
" من غير المعقول أن يخلق الله قوانين الطبيعة ، ثم يناقضها بالمعجزات " .
تكفير ابن رشد قبل ألف سنة ، لا يختلف عن تكفير السيد القمني أو محمد شحرور أو غيرهم اليوم ، أو بعد ألف سنة ! ربما .
بينما لم يكفر داعية مسلم واحد( على حد علمي ) العمليات الانتحارية في العراق او أفغانستان أو سوريا ، سواء من القاعدة أو داعش ، أو غيرهم .
2
الفكر الفلسفي والصدق علاقة جدلية ، مثل الشكل والمضمون .
الفكر الدعوي ( الديني أو السياسي أو ...) مستوى أولي ، ومشترك بين الصدق والكذب .
كلام الداعية ( السياسي أو الديني وغيرهما ) منفصل عن حياته بالفعل ، وهو ربما يكون صادقا ويسعى لتحقيق الانسجام بين القول والفعل ، أو قد يكون كاذبا عن سوء نية ، أو يخلط بينهما بحسب حالته المزاجية كما يحدث غالبا .
المستوى المشترك بين سقراط وابن رشد وسبينوزا ونصر حامد أبو زيد وغيرهم ، تحقيق المصداقية أولا . ( أن يتكلم الفرد بحدود تجربته وخبرته ) .
المستوى العلمي أو الفكر العلمي ، يتقدم خطوة ثانية ( أو مستوى ) أعلى من الفلسفة والصدق حيث التجربة أو ( الدليل ) ، والكلام تاليا .
قد يكون الفيلسوف صادقا ، لكنه ببساطة لا يعرف .
....
تعريف باشلار للعلم يغني عن الكلام الكثير :
العلم تاريخ الأخطاء المصححة .
3
قام اينشتاين بالخطوة الأولى ، في الطريق الطويل لتحويل الزمن ، من مفهوم فلسفي إلى مصطلح علمي ، ليتحدد بالتجربة والدليل .
شاركه ستيفن هوكينغ ، بشرح عملية تحويل الاحداثية إلى حدث ( من الفلسفة إلى العلم ) .
ناقشت هذه الفكرة ، بشكل تفصيلي ومتكرر في الكتاب الأول ، وسأكتفي بالتذكير بها :
كل نقطة في الكون احداثية ، وتتحدد بثلاثة أرقام : طول وعرض وارتفاع أو عمق .
الاحداثية تتحول إلى حدث بعد إضافة البعد الرابع وهو الزمن .
وهذه عتبة النظرية الجديدة للزمن : كل حدث يتحرك في اتجاه ثابت من الحاضر إلى الماضي ، ثم الماضي الأبعد فالأبعد وبسرعة ثابتة ، هي التي تقيسها الساعة .
4
كان العلم من أيام نيوتن ، قد تجاوز الخطوة الأولى بالفعل ، عبر تحديد الزمن بدلالة السرعة والمسافة .
لكن هنا المغالطة الفكرية ، الخلط بين السرعة والحركة .
السرعة صفة للحركة ونتيجتها ، والعكس غير صحيح .
مغالطة أكثر تعقيدا ، تحملها معرفة الزمن بدلالة متحولين ( نفس الأمر بالنسبة للمسافة أو السرعة ) . في الحقيقة هي وهم معرفة أو معرفة شعورية وحدسية أو معرفة أولية فقط ، وقبل المعرفة المنطقية ، ودون المعرفة العلمية بالطبع .
بعبارة ثانية وأوضح : المعرفة العلمية تتضمن كل ما سبقها ، والعكس غير صحيح .
المعرفة العلمية تتضمن المعرفة المنطقية والعكس غير صحيح .
بدورها المعرفة المنطقية تتضمن المعرفة الدينية وغيرها ، لكنها دون المعرفة العلمية .
5
كل شيء يحدث ، يعاش ويختبر ، في الحاضر فقط ( الحياة والزمن ) .
الحاضر هو المرحلة الثانية للزمن ، بعد المستقبل ( الغد يحدث أولا بدلالة الزمن ) .
أيضا الحاضر هو المرحلة الثانية للحياة ، بعد الماضي ( الماضي يحدث أولا بدلالة الحياة ) .
بدون فهم ، وتفهم ، هذا الموقف الجديد من الزمن والواقع بالعموم ، يتعذر فهم الحاضر أو الجانب المباشر من الواقع .
ملاحظة ختامية :
العلاقة بين الحركة والسرعة تشبه علاقة الدخان والنار أو المطر والغيم ، أو العلاقة بين المقدمة والنتيجة . أو الوجود بالقوة والوجود بالفعل .
الوجود بالقوة شرط لازم وغير كاف للوجود بالفعل .
بينما الوجود بالفعل ، هو مرحلة ثانوية مزدوجة بطبيعتها ، وتتضمن المرحلتين بالتزامن ( المثال التطبيقي فترة الشباب تتضمن الفولة والمراهقة بالإضافة للشباب طبعا ، بينما ينقصها الكهولة والشيخوخة . ونفس الاستدلال مع الشيخوخة فهي تتضمن مختلف مراحل العمر ) .
لا يمكن أن تتضح الصورة والموقف الفلسفي الكلاسيكي ، قبل إضافة البعد الثالث " الوجود بالأثر " ، حيث ينتظم الترتيب الوجودي للحياة والزمن ، بالتسلسل :
1 _ الوجود بالقوة .
فكرة واحتمال ، أو صدفة ، وهي من طبيعة الزمن نفسه ( مجهولة بطبيعتها ) .
2 _ الوجود بالفعل ، الحاضر .
3 _ الوجود بالأثر ، الماضي .
أو الوجود بدلالة الزمن ... 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي .
على النقيض من الوجود بدلالة الحياة ... 1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل .
الخطأ الموروث ، والمشترك ، ليس على مستوى اللغة والفكر فقط ، بل على مستوى الواقع الوجودي _ الموضوعي والمطلق .
....
وهكذا يتكشف الحل العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) ، لأسئلة الواقع الثلاثة ، كما طرحها بالتسلسل نيتشه وفرويد وهايدغر :
1 _ لا يوجد واقع بل تأويلات .
2 _ سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
3 _ يجب تحليل الحضور ، طبيعة الحاضر وماهيته .
اينشتاين وستفن هوكينغ وغيرهم من علماء الفيزياء في القرن العشرين ، استمروا في تكرار الموقف المشوش من الواقع والزمن خصوصا ( والمتناقض غالبا ) .
6
طبيعة الواقع ؟!
1 _ الماضي لا يتغير . يوجد خلف الحاضر بطبيعته ، حدث سابقا ، وهو فكرة ثابتة وتكرار .
2 _ المستقبل أمامنا ، صدفة أو خليط احتمالات بطبيعته ، ويتعذر توقعه بشكل مسبق .
3 _ الحاضر نتيجة وصدفة بالتزامن ، وهو الحد بين الماضي والحاضر .
....
الواقع ثلاثي البعد في الحد الأدنى : حياة ( أو وعي ) وزمن ( أو وقت ) ومادة ( أو مكان وإحداثيات ) .
7
الحركة التعاقبية للوقت وللزمن أيضا ، هي التي تقيس سرعتها الساعة بدقة ، وموضوعية .
وهي تحدث بالتسلسل : من المستقبل والغد ، إلى الحاضر واليوم ، وأخيرا الأمس والماضي .
الحركة التزامنية للوقت والزمن ، تتضمن عملية التواقت المتعددة على الكرة الأرضية .
بعبارة ثانية ، الحركة التزامنية موضوعية ومطلقة ، وتتحدد سرعتها بدلالة سرعة الضوء ، وتتجاوزها على الأرجح ( هذا سؤال المستقبل ورهانه ) .
8
نتعلم الحياة بأصعب ، واقسى الطرق أحيانا ، ثم يطلب منا الوصول إلى أفضل النتائج .
والأسوأ من ذلك ، أن هذا ما نطلبه من أنفسنا بلا رحمة .
....
الانتقام أسهل من التسامح ، ليسلكه معظمنا بغياب القانون .
....
....
الكتاب الرابع _ باب 1 ف 2 ، الحاضر كبديل ثالث

اصطدم بها
اصطدم بخديعة العتبة دائما .
ايف بونفوا بترجمة أدونيس .
....
العتبة تجسد البديل الثالث السلبي ، ولا تمثل البديل الثالث الإيجابي سوى في حالات طارئة وكنوع من الحل المؤقت ، والمحدد زمنيا بشكل مسبق .
مع أنها ، فكرة أو خبرة العتبة دينامية ، ومتحولة بطبيعتها ، وهي مزدوجة أيضا .
....
الحاضر يجسد البديل الثالث الموضوعي ، والكوني كما أعتقد .
بدروه أيضا ثلاثي ( بعد التصحيح ) ، الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) يمثل البديل السلبي للوقت ، وبالمقابل الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) يمثل البديل الثالث الإيجابي .
أيضا الوقت ( أو الزمن ) يمثل البديل الثالث الوجودي ، بالتزامن مع الحياة والمكان .
....
من رسالة سابقة
تعترض على افتراضي المضمر بأن سبب الصراع سوء الفهم ، وليس تناقض المصالح ... وتقول أن المشكلة العقلية ( المشتركة ) يمكن تحديدها بدلالة الزمن ( بعد فهم طبيعته واتجاهه الثابت والوحيد كما تؤكد ) ، وأنها تتمثل بمحاولة جمع الحاضر والمستقبل ، وهما متناقضين في الاتجاه بطبيعتهما . ويصل الأمر في بعض الحالات الحدية بمحاولة دمج الماضي أيضا ، وهذه الحالة القصوى للمرض العقلي الفردي أو الاجتماعي .
وتكرر نفس الفكرة بدلالة النضج النفسي _ العقلي ، الانتقال من موقف الانكار أو موقف الضحية إلى موقف المسؤولية عبر الوعي والالتزام . وتضيف الانتقال من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع ، فكرة فرويد المحورية ، تمثل البديل الثالث .
أيضا عملية المطابقة البصرية ، تصلح كنموذج مشترك للبديل الثالث .
نقوم بعملية المطابقة بشكل لاشعوري بين العينين ، وتتحول إلى فعل إرادي بسهولة مع النظر إلى الغيوم . المشهد الذي تراه العين اليسرى يختلف تماما عن الذي تراه اليمنى بمفردها . والمشهد الحقيقي أو البديل الثالث الذي نراه من خلال المطابقة يختلف عن الاثنين .
لكن ، بحالة مرض ( أو فقدان كلي ) إحدى العينين ، يكون البديل الثالث السلبي ، حيث الرؤية بعين واحدة أفضل من المشاركة ، حيث يقتصر دور الثانية على تشويش الرؤية والمشهد .
( محتوى الرسالة الواردة )
....
وكان الرد كمثال من الحياة الشخصية ، فترة المراهقة والشباب ....
يتمثل المرغوب اجتماعيا من الفتى المراهق _ة بالطلب المباشر أو غير المباشر ، بتحقيق توازان قلق وصعب بطبيعته ، بين القوة والضعف وبين العنف واللطف .
القوة الناعمة ، تشجع عليها الفتيات بصراحة وإلحاح . مقابل الصرامة والحسم التي يطالب بها الشبان الذكور في المجتمعات المغلقة خاصة .
والمرغوب اليوم في المجتمع العالمي ، يتمثل عبر مزيج بين الحد الأدنى من القوة والإصرار مع تحقيق الاحترام ( الوقت ، والجهد ، والقوانين ، والمال ) بالتزامن .
قبل ذلك ، يصطدم الطفل _ة دون العاشرة بمزدوجة : الخجل _ الوقاحة .
في العائلة التي تحبذ العنف ، يعتبر الخجل نوعا من العار . وعلى العكس في عائلة لطيفة ، حيث تعتبر الوقاحة بمستوى الجريمة .
....
ملحق هام وضروري
طبيعة الزمن كما يراها ستيفن كوفي واينشتاين وغيرهم ؟ّ!
الحركة التعاقبية للزمن ، يصعب فهمها بشكل مباشر ، لكن يمكن تبسيطها بالحركة المعاكسة لها ، وهي حركة الحياة ( رد فعل عليها ) ؟!
للحياة نوعين من الحركة المزدوجة ، وتشبه حركة الزمن ( التعاقبية والتزامنية ) إلى درجة تقارب بالتطابق . وتصلح كمثال توضيحي لحركة الزمن التعاقبية ، والتزامنية أكثر .
....
الحركة التي نعرفها للحياة _ التي نراها ونختبرها بالحواس وعبر المعايير الموضوعية _ هي الحركة التزامنية فقط : من حاضر 1 إلى حاضر 2 ، إلى حاضر 3 ...الخ .
بينما الحركة التعاقبية للحياة ، يمكن استنتاجها فقط ، وهي تعاكس الحركة التعاقبية للزمن .
وبالطبع هي تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء ، الأمر الذي ينقلها إلى مستوى قانون علمي .
للبحث تتمة
....
....

الكتاب الرابع _ باب 1 ف 3 _ اليوغا كبديل ثالث

كتبت أكثر من مرة عن التشاطر السوري ( إسقاط المشكلات والعيوب الذاتية على الآخر _ مرض الحاجة إلى عدو ) .
بالطبع لا أحد يشعر أو يعتقد بغبائه ، وأنه _ ها وفي مستوى البلاهة ، سوى العباقرة .
( مثال ديستوفسكي وتولستوي ) .
1
صدر منذ سنوات عديدة ، قرار حكومي في سوريا لجعل اليوغا رسمية في البلاد ، وتابعة للاتحاد الرياضي السوري .
السماح الرسمي مؤكد ، وأن تتبع ( اليوغا ) للاتحاد الرياضي السوري لست متأكدا .
المحزن في الموضوع السوري ، أن الحرب الأهلية التي دمرت كل شيء ( كل شيء نعم ) ، ما تزال في المربع الأول _ على الأرض وفي العقول والنفوس أكثر .
لا يعرف غالبية السوريين سوى أنها ثورة ياسمين ، من السلطة النصر على المؤامرة أو المعارضة اكتشاف طبيعة النظام !!
ليس الموضوع سياسيا ( توجد بلاهة كاملة في السياسية السورية برأيي المتواضع ، في الداخل أو الخارج ، وعلى الجانبين بنفس الدرجة الحدية في التخلف العقلي _ المعرفي والأخلاقي ) .
الموضوع عن اليوغا ، والتشاطر السوري على سبيل المثال لا الحصر .
يدفعني بعض أصدقائي _ وصديقاتي أيضا ( الأغيار) من الجانبين ، لإعلان انتمائي الصريح ( والقطعي ) للوطن بلغة النظام وللثورة بلغة المعارضة .
جوابي بالمختصر المفيد والواضح ، الصديق أو الحليف الجاهل أسوأ من أسوأ عدو بالفعل ، فهو لا يتكلم عنك فقط ، بل يحولك إلى شبيه أو حرب الوجود : كل شيء أو لا شيء .
....
تتميز اليوغا عن الرياضة وعن الدين أيضا ، في أنها تجمع فضائلهما بلا استثناء .
بالتزامن ، تتخلى عن أخطر مساوئهما وأمراضهما المختلفة ( المزمنة أو المستجدة ) .
كل دين معروف إلى اليوم ، تحول إلى أداة سياسية لدى قادته .
يوجد استثناء في البوذية الدلاي لاما :
" عندما يتعارض الدين مع العلم ، على الدين أن يغير موقفه "
ويوجد استثناء في الإسلام ( لم أسمع بغيره ) آية الله السيستاني :
رجل الدين في خدمة الشعب عند الحاجة ، وفي حالات الطوارئ فقط ، عدا ذلك مكانه الفعلي في بيوت العبادة .
2
اليوغا بديل ثالث منذ نشأتها .
كلمة يوغا تعني وحدة الروح والجسد .
بلغة اليوم تعني وحدة العقل والجسم أو الفكر والشعور .
اليوغا بديل ثالث عن جدلية الدين والايمان .
أيضا بديل ثالث عن جدلية الصحة الجسدية والعقلية .
غاية اليوغا التوصل إلى ايمان عقلاني متوازن ومتبادل ، بالنفس والعالم .
....
البديل الثالث يجسد الحل الصحيح ( المنطقي والعلمي معا ) للقضية الجدلية .
البديل الثالث يمثل الإضافة في المزايا والمحاسن ، والتحرر من الأوهام والأمراض .
كمثال بين الشجاعة والحكمة ، حيث أغلبنا يعتبرهما نقيضين .
حتى اليوم وأنا في الستين ، لا أستطيع التفريق والفصل الحقيقي بين المغامرة والشجاعة .
أيضا لا أجيد التمييز بين الحكمة وبين التخاذل ( الصمت السلبي والأخرس ) ، أو التقية وبلع اللسان بالعامية .
ولا أعرف مفكرا في الثقافة العربية الحالية ، تطرق إلى هذه الموضوعات ( بالطبع المثال النموذجي _ اليتيم _ الكواكبي وطبائع الاستبداد ) !
3
التركيز والتأمل صلاة اليوغا .
بالنسبة للطعام ، لا تتدخل اليوغا ، على حد علمي .
مع أنها تستحسن الغذاء النباتي ، وتفضله بصراحة .
....
أعتذر عن التكلم عن اليوغا ، يوجد معلمات ومعلمين كثر في سوريا أيضا ، ولهم حق الكلام عن اليوغا ، ودوري الاستماع والقراءة .
4
اليوغا والزمن ....
بفضل التركيز والتأمل _ بالتزامن مع قراءاتي لكثيرين ذكرت أسماؤهم وكتبهم ، مع الحوار المفتوح أيضا عبر صفحتي على الحوار المتمدن وعلى الفيسبوك _ أعتقد أنني اكتشفت الاتجاه الصحيح لحركة الزمن ، أيضا توصلت إلى الجواب الصحيح لسؤال هايدغر :
ما الذي تقيسه الساعة .
ملحق
مكافأة الغلط أو الخطأ ، تعني وضع المستقبل أيضا في خدمة الماضي ( الوهمي بطبيعته ) .
وهو الاتجاه العام للدولة التسلطية ، وللعائلة الفاشلة ، وللفرد المريض _ة عقليا .
كل الخوف أن يكون اتجاه عالمي ، خلال النصف الثاني لهذا القرن !
....
حركة الحياة وحركة الزمن جدلية عكسية فعل ورد فعل ، والسؤال أيهما الأول والمصدر ؟!
استعارة السمك والماء لا توضح علاقة الانسان والزمن ، بل تشوشها وتزيدها غموضا .
علاقتنا بالزمن أكثر تعقيدا من علاقة السمك بالماء ، ومن علاقة الحياة بالأكسجين .
العلاقة بين الانسان والزمن ، هي من نوع العلاقة بين جزء محدود وكل مجهول وشامل .
العلاقة بين الانسان والحياة ظاهرة ، ومباشرة ، وهي ضمن مجال الحواس وتقبل الاختبار بشكل مباشر وملموس .
لكن العلاقة مع الزمن بمعظمها غير مباشرة ، فهي تحتاج إلى التفكير والاهتمام والاستدلال .
1
بعدما تتحول الاحداثية ثلاثية الأبعاد بطبيعتها ( طول وعرض وارتفاع ) ، إلى حدث رباعي الأبعاد ( بطبيعته ) تظهر حركة الزمن مباشرة ، ويمكن ملاحظتها بشكل دائم ، وبدون استثناء عبر مختلف الأحداث والأفعال ( في اتجاه ثابت ووحيد : من الحاضر إلى الماضي الأبعد ، فالأبعد ، كما يمكن الاستنتاج المنطقي أن المستقبل هو المصدر والبداية ) .
المثال المباشر ( والمكرر ) حدث قراءتك لهذا النص .
خلال الأزمنة الثلاثة وبالتسلسل 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي :
1 _ قبل لحظة القراءة كان النص إحداثية فقط ( غير زمني ) .
وحدث ( أو فعل ) القراءة نفسه كان في المستقبل ( لا بالماضي ولا في الحاضر بالطبع ) .
2 _ مع بدء عملية القراءة ، في الحاضر يدخل عنصر الزمن ، وتتحول الاحداثية إلى فعل وحدث .
3 _ الحدث أو الفعل ، له حركة ثابتة ( وسرعة ثابتة أيضا هي التي تقيسها الساعة ) وهي من الحاضر إلى الماضي ، ثم الماضي الأبعد ، فالأبعد ( ونفس السرعة التي تقيسها الساعة ) . ويمكن الاستنتاج بثقة ، أن المصدر ( الزمني ) هو المستقبل ثم الحاضر والماضي أخيرا .
الآن صارت تلك العملية بمجملها : من الماضي وفي الماضي ( وجود بالأثر فقط ) .
الماضي خلفنا بطبيعته ، وهو حدث سابقا ، مثاله التطبيقي اليوم السابق .
المستقبل أمامنا بطبيعته ، وهو لم يصل بعد ( لم يحدث ) ، مثاله التطبيقي اليوم التالي .
بينهما الحاضر ، حيث ظاهرة " استمرارية الحاضر " عتبة الفهم الصحيح لطبيعة الزمن وسرعة مروره ، وهي شرط لازم وغير كاف .
....
الحركة التعاقبية للأحداث والأفعال المتنوعة والمتعددة بدلالة الوقت ( الزمن ) أوضح من الحركة بدلالة الحياة ( مع أنها واحدة ) ، ويمكن ملاحظتها من الجانبين .
بدلالة الحياة : الماضي أولا ، ثم الحاضر ثانيا ، والمستقبل أخيرا .
على النقيض بدلالة الزمن : المستقبل أولا ، ثم الحاضر ثانيا ، والماضي أخيرا .
قبل فهم هذه الجدلية العكسية بطبيعتها ، وهي توضح مفارقة الجد _ة والحفيد _ة ...
مثال أدعوك لاختباره ، عملية التمييز بين الرغبة والتقدير :
محاولة معرفة زمن القراءة لهذا النص ، كعملية مقارنة بين رغبتك وتقديرك
أولا بدلالة الساعة البيولوجية ، ثم بدلالة الساعة الموضوعية ؟
من خلال تقديري العام غالبا لهذا التمرين ، الممتع والمفيد معا ، يوجد فارق واضح بين رغبتي وتقديري ، غالبا ما أشعر وأعتقد ( أقدر ) أنني بذلت وقت ( وجهدا أيضا ) أكثر من الواقع الحقيقي . هذا تمرين جيد للتدريب على الموضوعية .
....
بالنسبة للحركة التزامنية ، الأمر يختلف .
سرعة الحركة التعاقبية للزمن تقيسها الساعة بدقة وموضوعية ( ولا يختلف عليها اثنان ) .
لنتخيل شخصية ( امرأة أو رجل ) لا تعترف بالساعة الموضوعية ، وتطلب منك _ منا تصديق تقديرها للوقت فقط ( شعورها واعتقادها ) ؟
هذا هو الموقف النرجسي المثالي كما أفهمه .
لكن سرعة الحركة التزامنية للزمن ما تزال غير معروفة ، وفي مجال غير المفكر فيه .
وقد أوضحت أكثر من مرة ، أنها مشكلة شديدة الأهمية ، وإغماض العينين لا يحلها .
وأعتقد أن سرعتها يمكن أن تتحدد بدلالة سرعة الضوء ( وتتجاوزها على الأرجح ) .
والتوقيت المتباين في العالم يعطي تصورا معقولا عن الحركة التزامنية للزمن .
لكن لحسن الحظ ، هي واضحة مباشرة بدلالة حركة الحياة .
2
هنا تبدأ مغامرة جديدة ، وفي مجال مجهول تماما ...
محاولة التعرف على الحركة التزامنية للوقت ، وتحديدها ، بدلالة حركة الحياة .
عندما ننظر حولنا لا نرى سوى الماضي فقط .
المستقبل لم يصل بعد ( أو يتحقق ) ، تشبه رمية حجر النرد ، بوضع ما تزال في اليد .
يد الله أو الغيب أو المطلق أو المستقبل أو العلم ( بحسب معتقدك ) .
والحاضر انتهى مع لحظة الادراك .
وهذه المفارقة ، تعذر الفصل والتمييز بين الحاضر والمستقبل ، أيضا بين الحاضر والماضي ، تفسر بشكل منطقي ، وواضح ، التناقض بين فيزياء الكم وفيزياء الفلك .
....
أيضا أفكار مثل توسع الكون أو السفر في الزمن ، وغيرها تتضح بدلالة التزامن .
ويبرز السؤال الثاني ، ( بعد معرفة ما الذي تقيسه الساعة ) :
ما الذي يبعد الماضي عن الحاضر ، في كل لحظة ، وبنفس السرعة التي تقيسها الساعة ؟!
للبحث تكملة
.....
.....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الثالث _ الباب الرابع ف 3
- الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 2
- الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1 تكملة
- الكتاب الرابع _ الباب 1 ف 1
- الكتاب الرابع _ البديل الثالث السلبي
- الكتاب الثالث _ الباب الثامن بفصوله وخاتمته
- الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 3
- الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 2
- الكتاب الثالث _ الباب الثامن ف 1
- الكتاب الثالث _ الباب الثامن
- الكتاب الثالث _ الباب السابع مع مقدمة الباب الثامن
- الكناب الثالث _ الباب السابع ف 3
- الكناب الثالث _ الباب السابع ف 2
- الكناب الثالث _ الباب السابع ف 1
- الكتاب الثالث _ الباب السابع ...الحاضر هو الأصل
- الكتاب الثالث _ الباب السادس مع فصوله وخلاصته
- الكتاب الثالث _ الباب السادس ف3
- الكتاب الثالث _ الباب السادس ف2
- الكتاب الثالث _ الباب السادس ف1
- الكتاب الثالث _ الباب السادس مقدمة عامة


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الكتاب الرابع _ الباب الأول مع فصوله الثلاثة