|
الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 20:09
المحور:
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد فيه ستتغيير الكثير من انماط الفهم و التفكير و الايدولوجيات في كل العالم أحسب ان مرض فيروس كورونا او ( كوفيد – 19 ) قد بدأ فعلياً في كتابة عهد و تاريخ جديد . نعم فمن بعد عامنا هذا العام 2020 م سيبدأ العالم الحديث اصطلاح جديد للتاريخ يطلق عليه تاريخ ما قبل و بعد جائحة الكورونا . فهذه الجائحة او الفيروسة الصغيرة الغير مرئية تأكد يوماً بعد يوم لجميع بني البشر بأنهم مخلوقين و مجلوبين من مادة الطين البسيطة الرخيصة . و تمضي كورونا في طريقها بثبات كل يوم لتثبت للناس بانهم ضعفاء لا حولة لهم و لا قوة و انهم ليس بأكثر من تراب و انهم الي التراب أصلهم سيرجعون . في تاريخ ما بعد الكورونا سيحتاج كل البشر الي اعادة صياغة تفكيره بجدية و مراجعة شاملة لمجمل حياته الوقتية القصيرة . هذا ما نحتاجه كأفراد و جماعات قبائل و شعوب و أمم و ديانات و ملل و دول و قارات . التفكير و الامعان و التأمل في كيف نعيش مع بعضنا في عالمنا هذا او قريتنا الصغير . فالعالم اليوم اضحي بحق و حقيقة قرية صغيرة جداً ليس كما كنا نظن في عهد ما قبل الكورونا . لابد من تغيير في الفهم و التفكيرنا بتنشيط الذهن لأعادة انتاج فهم جديد يتوائم التغييرات الجديد التي طرأت علي عالمنا . لم تعد الصحاري البحار و المحيطات تفصلنا و فالفضاء الغلاف الجوي أضحي هو القاسم المشترك بيننا و يربطنا . فكم واحد منا كان يعرف او سمع عن مدينة ووهان الصينية قبل ثلاثة اشهر من اليوم . شخصياً لم اسمع عن هذا المكان المسمي ب ووهان قبل نهاية مارس المنصرم . لكن في غضون شهرين فقط صارت ووهان المغمورة اشهر مدن العالم ملء السمع و البصر تناهز في شهرتها و ترديدها في الالسن و الوسائد اكثر من نيوريوك و لندن و باريس و مدريد و روما . ووهان هذه الصغيرة بين مدن العالم هي التي صدرت فيروس كورونا لكل العالم واغلقت مئات بل الاف المنازل و البيوت في شتي بقاع العالم . يتمت ووهان و رمل و ثكلت كثيرين من البشر وراء البحار والصحاري و المحيطات عبر الغلاف الجوي . عليه فعالم اليوم عالم مشترك ان لم يكن في السراء فهو عالم مشترك في الضراء شئنا هذا ام رفضنا . فلا يوجد من بعد الكورونا لايوجد افضلية لعرق او لدين او لون في قرية ما او مدينة لا دولة او قارة في الزمان و لا المكان . فالعدو اليوم عدو مشترك لا جنس له و لون له ولا دين له و هو لا يعرف هذه التباينات الكثيرة بين بني البشر بل يعرف الانسان كأنسان و هذا هو عدوه اللدود . و عليه يجب ان تتضافر و ان تتضاعف جهود كل البشر و ان تتعاون لمحاربة هذه الجائحة و كل الاوبئة و الفيروسات في المستقبل لصحة و سلامة كل البشر . يجب أعادة التفكير و الفهم في الامكانيات و الموارد الطبيعية و البشرية لخير و فائدة كل البشر . كما يجب اعادة التفكير في الترسانات و الاساطيل و مصانع انتاج الاسلحة النووية و البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية و غيرها و غيرها . فكل هذا اسلحة ذي حدين فبأمكانك ان تقتل بها عدوك و بأمكانها ان تقتلك دون أرادتك كما يحدث اليوم . فهل من بعد الكورونا سيتعلم البشر شيئاً مفيداً من هذا الدرس القاسي و يعملون جهدهم لما فيه الخير . ام سيتمادون فيتوهانهم و غيهم و يواصلون عداواتهم حروبهم و قتالهم لبعضهم . أظن من بعد تاريخ كورونا كل الامور باتت مجهولة و لا يوجد كبير مطلق فالامكانيات الكبيرة المهولة احياناً تقف عاجزة متحيرة و غير قادرة . عندما يقف العلماء مكتوفين الايدي مذهولين و في حيرة من أمرهم و تعجز العقول و المعامل عن انتاج دواء او عقار علاج او وقاية . عندما يقف رؤساء الدول الكبري خائفين من المجهول مضطربين او عندما يصابون بهذا الداء و يحجرون و يحظرون . و عندما يقف الاغيناء امام ثرواتهم مرتجفين من ملاك الموت و يعجز المال الكثير عن فعل أقل القليل لخلاصهم و نجاتهم . في النهاية أحسب ان الكوروبا واحدة من أعظم موازين العدالة الالهية بين البشر . لأنها لم تفرق بين جنس ولون او دين و دين . بل ساوت بين الدول العظمي الغنية جداً الصغيرة الفقيرة المعدمة . أذلت الكورونا الكبار و الصغار معاً و جعلتهم يتواضعون أمام الموت طلبين الرحمة و الغفران . و بحسبي سيكون للتاريخ عهد جديد و من 2020م سيأرخ بتاريخ ما قبل الكورونا و من بعد الكورونا ميلاديه .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبقرية هارون الفاشلة للهروب من السجن بالكورونا المظلومة !
-
الكورونا كبس كبس كبسا ... !!!
-
الوصفة الافريقية المجانية للوقاية من وباء الكورونا
-
تحذير احمد الجبر العائد من جهيم كورونا
-
أمنعوا الاطفال والشباب من حمل السكين .
-
البرهان علي الحدود السودانية المصرية سنترد كل أراضينا .
-
بانوراما 6 ابريل يحبنا و نحبه .
-
ايقونة الثورة السودانية دسيس مان من السجن معتذراً
-
الحكومة الانتقالية و الفشل الذريع ..!
-
لملائكة من الاطباء و كل الكوادر الصحية في زمن الكورونا الف ت
...
-
الحرية ل بشري غردون كومي أسد الجبل الاسود الرابض !
-
الحرية ل بشري غردون كومي أسد الجبل الاسود الرابض
-
قراءة متأنية لأاستقالة وزير الدولة استيفن امين ارنو
-
التحية و التجلة و الانحناءة للأمهات
-
السودان يراوح مكانه بين القوت و الوقود . !
-
اخيراً المخلوع المجرم القاتل البشير و زمرته الي لاهاي .
-
خواطر زول سوداني : تداعيات لقاء برهان نتنياهو !
-
عشر وصايا لدولتي الرئيس برهان و حمدوك
-
رضي وارتياح في الشارع السوداني بلقاء برهان نيتنياهو
-
الصادق المهدي يتهاوي في نيالا ويسقط السقطة الاخيرة
المزيد.....
-
وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا
...
-
مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
-
استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
-
عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
-
بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
-
الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
-
ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا
...
-
-بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات
...
-
الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
-
سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين
...
المزيد.....
|