أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الشقاقي - استثمار ام بيع














المزيد.....

استثمار ام بيع


لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)


الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمعت من احد اصدقائي ان الدولة قد باعت باحة احد المدارس في منطقتهم لغرض اقامة مول تجاري، ولما استفسرت عن الموضوع تبين ان هناك مدرسة وجمعية تعاونية مجاورة لها تعود لوزارة المالية قد بيعت وباحة المدرسة لمستثمر لاقامة مول تجاري. وتذكرت ندوة كنت حضرتها في احدى الوزارات خلال زيارتي للعراق العام الماضي تتمحور حول الأستثمار الأمثل لأموال الوزارات والشركات والهيئات الحكومية، وكان المتكلم الابرز فيها ومدير الندوة دكتور “ك” ومعه لفيف من المدراء العامين في وزارة المالية، شرق هذا الدكتور وغرب عن الاستثمار وعن العجز في الموازنات والرواتب التي تأكل الموازنة كل عام وعن رؤيته لحل تلك الازمة من خلال خبرته المتراكمة ودراسته خارج العراق ولقائه بعدد من المختصين في الشأن الاقتصادي على مستوى العالم، وكيف تربطه علاقة عائلية بوزير اقتصاد في احدى دول امريكا اللاتينية واخر في دولة اوربية واخر من افريقيا واسيا والخ، وطرح رؤيته تلك وضرب امثله تثبت صحة فكرته ونجاعتها ونجاحها اذا ماطبقت هنا. كانت فكرته تتمحور حول خصخصة الشركات واستثمارها وبيع عقارات وآليات القطاع العام للناس والخ ، والامثلة التي إتى بها كانت عن دول متخلفة واقتصادها منهار ويتحكم به تجار ورجال اعمال، المشكلة ان اغلب الحاضرين كانوا منبهرين بالاستعراض الذي قدمه ولم يكلف احدهم نفسه عناء البحث عن اسماء المختصين او عن اقتصاديات الدول التي ذكرهم. ذكر هذا الدكتور النحرير حالات عن تحويل دوائر احدى الوزارات الى نظام الشركات وتحدث عن مزايا التحول من مديرية الى شركة “وهذا صحيح لكن الوضع الحالي لايسمح بالتحول لان اغلب دوائر الدولة تعمل وفق نظام التمويل المركزي ولايمكن تحويلها لنظام التمويل الذاتي لعدم قدرتها على الانتاج ولان كادرها قد تضاعف عدة مرات عما كان عليه قبل احتلال العراق ولايوجد اقتصاد حقيقي او سوق استهلاكي للمنتج المحلي او خطة للتصدير حتى تتمكن الدوائر من تمويل نفسها” وذكر حالات عديدة لتعظيم موارد الشركات وكانت اولى الحالات بيع اراضي عائدة للدائرة وذكر كيف ان احدى الدوائر مدينه لوزارة المالية بمبالغ كبيرة “على شكل منح وقروض التي تقدمها وزارة المالية لشركات الدولة لتسديد رواتب موظفيها ولولا تلك المنح لأعلنت الشركات افلاسها وتسريح جميع العاملين فيها” وعند البحث والدراسة وجد ان تلك الدائرة لديها مخازن غير مستخدمة في احدى المحافظات وفي افضل منطقة فيها تصل قيمتها لمليار دولار تقريباً، واقترح عليهم بيعها وتسديد دين المالية واستغلال المتبقي “فهل الحل ان تبيع الوزارات ممتلكاتها حتى توفر رواتب لمنتسبيها وهل هذا هو حل” مع انه حل لمشكلة لكنه حل وقتي وليس جذرياً وحل خاطئ. واقترح خلال الندوة على تلك الوزارة حصر آلياتها ومكائنها واراضيها لغرض تقييمها وبيعها لتسديد ديون المالية وخصخصة الشركات وعرضها للاستثمار، وعندما سأله الحاضرون عن مصير الموظفين العاملين تهرب من الاجابة ولف ودار وذهب الى موضوع اخر ولما حاصره الحضور وكرروا نفس السؤال اجابهم”هذا مو شغلي اني عليه شغلة الخصخصة والاستثمار وبس” ورجع ليضرب امثلة بالدول التي ذكرها في بداية استعراضه كيف استطاعت ان تنتشل نفسها وتنهض باقتصادها من خلال تلك الاجراءات والافكار، ولو استعرضتم تلك الدول لوجدتم انها دول تعيش على بيع المخدرات ويعمها كل انواع الفساد ويتحكم بها رجال الاعمال وهم من يرسم سياسة الدولة ويقودون الدفة نحو مصالحهم فقط بحجة الخصخصة والاستثمار وهي بوابتهم التي دخلوا منها. كانت هذه سياسة الوزارة السابقة وتوجه العبادي وحكومته هو توفير المال وبيع مايمكن بيعه واستثمار وخصخصة اي قطاع او شركة او مجال، وعلى عبدالمهدي وحكومته ان يعيد النظر في ملف الخصخصة والاستثمار وبيع اموال وعقارات الدولة قبل ان يمضي السيف ويذهب العذل. فلا يمكن ان تحول حديقة مدرسة وان كانت خرائب الى مول تجاري ولا يمكن ان يمتلئ العراق بالمطاعم ومحلات الازياء والمولات ولايمكن بيع اي شيء يمكن بيعه بحجة الاستثمار الامثل لموارد الدولة، لأن هذا يعني رهن ارادة الشعب والحكومة بقرار المستثمر وتخريب السوق وقتله لجعله سوقاً استهلاكياً ريعياً غير منتج او مُصنع لاي شيء. نحن الان كمن يطير بطائرة لا رادار فيها ولا جهاز اتصال او تعقب ولاتعلم الى اين تتجه ولا احد يعلم ماهيتها، تطير لا تلوي على شيء ولا يُعرف عنها شيء، وكل من فيها يعمل لنفسه ويعمل ما يحلو له، فهذا يريد ان يخرق خرقاً وذاك يحاول فتح النافذة والاخر يهرع للمطبخ واخر يدخن في الحمام والربان هائم تارة ونائم تارة اخرى فرحان ومنتشي ببدلة الطيار ولكنه لا يعرف كيف طار ولا كيف واين ومتى سيهبط ؟



#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 4/9 ذكرى احتلال العراق بعد 17 عام
- ليلة معركة المطار بكى فيها القمر
- فاجعة العبارة الموصلية
- ومن يخرج من داره في زمن الكورونا مجرم
- جرد حسامك و ابدأ التقتيلا
- صفاء ابن ثنوة لم يقتل
- وطن الانبياء والغرباء
- باسل و مغوار أنت يا أبا هاشم
- النبراس في الظُلمُ
- راح ابو ضحكت الحلوة
- درة التاج يوسف عمر
- الحافظ خليل اسماعيل
- رسالة من اب مفجوع
- شكراً لكم لأنكم معنا
- كالوطن انتِ
- ربطت وماتت اللعبة
- ايران لن تخرج من عباءة امريكا
- ازدحام بغداد .. اما بعد
- يويمات شهيد
- رسالة الى الوالي


المزيد.....




- من محمد علي حتى العصر الحديث: ما هي الاستراتيجية المصرية لكب ...
- صحافة عالمية: مسؤول إسرائيلي يتمنى تدخل ترامب لإنهاء حرب غزة ...
- واشنطن تتحرّك: طلب أميركي مفاجئ لإسرائيل بشأن سلاح حزب الله ...
- ترامب يحتفل بـ-نصر كامل- بعد إلغاء محكمة أميركية غرامة باهظة ...
- الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أوامر للمستشفيات بنقل المرضى من شم ...
- ترامب: سأخرج مع الجيش والشرطة في دوريات بواشنطن
- الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
- -إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام ...
- مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع ...
- تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الشقاقي - استثمار ام بيع