أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عصام بن الشيخ - المراقبة التأمليّة الخبيثة، ومخاطر التجسّس على مجتمعاتنا ودولنا العربية: ولع دمج التكنولوجيا، وحياتنا في مجتمع -ما بعد الإنسانية-















المزيد.....


المراقبة التأمليّة الخبيثة، ومخاطر التجسّس على مجتمعاتنا ودولنا العربية: ولع دمج التكنولوجيا، وحياتنا في مجتمع -ما بعد الإنسانية-


عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر

(Issam Bencheikh)


الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 23:27
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


المراقبة التأمليّة الخبيثة، ومخاطر التجسّس على مجتمعاتنا ودولنا العربية:
ولع دمج التكنولوجيا، وحياتنا في مجتمع "ما بعد الإنسانية"
د/ عصام بن الشيخ
– الجزائر- 25/04/2020
****************************************************
مخاطر كبيرة جدا تهدّد حياة جيل الألفية Y (1980-2000) وما بعده من شريحتي الأطفال والمراهقين في بلادنا العربية، بسبب تنافس النشاطات التكنولوجية وتمارين وتدريبات البرمجة العصبية للتنمية البشرية إضافة إلى النشاطات الدينية النورانيّة الروحانيّة السريّة من أجل السيطرة والتحكّم "غير البريء" على البشر. فلقد كشفت الأسرار الغربيّة عن توظيف مختلف أنواع وتكنولوجيات السيطرة على البشر، لتأليتها وإخضاعها لتكنولوجيا الرقابة والسيطرة، ولعل آخرها الحملات العالمية ضدّ أبراج الأنترنت وما يمكن أن تؤدّي إليه حقولها المغناطيسية من إضعاف للمناعة الحيوية للبشر. فحملة Stop G5 تنتشر على استحياء لكنها تكبر ببطء. وسخرية الرئيس الأمريكي من وباء كورونا (الفيروس الصيني) وصلت إلى حدّ دعوته المواطن الأمريكيّ إلى حقن نفسه بالكحول القاتل للفيروسات والبكتريا؟؟، فما الذي أصاب البشرية حتى وصلت إلى هذا الجنون، ولماذا يتمّ تغييب الرأي العام العالميّ؟. فحملة "والت ستريت المناهضة للعولمة لعام 1999" سجلت في إطار جهود المنظمات غير الحكومية NGos و"المنتدى العالمي لمناهضة العولمة" الذي رأسه المصري الراحل سمير أمير زعيم الماركسيين الجدد المناهضين للعولمة.
يتعرّض إنسان الألفية الجديدة إلى تنافسات شرسة بين الشراهة التكنولوجية التجارية والبرامج التأملية التحكّمية والتجارب الروحانية النورانية. فيميل في أول الوهلة إلى تكذيب ما يقع فيه من تخبّط وسوء فهم لما فرضه عليه وباء اليأس والهزيمة كورونا 2019. فهل نقع في حالة "استحمار" عالميّ جديد كما سمّاها المفكّر الإيراني الراحل علي شريعتي تمارسه قوى الاستكبار العالمي ضد المستضعفين؟. أم أنّها "قابلية للاستعمار" ومقاربة (ما بعد كولونيالية) كما فضحها المفكّر الجزائري الراحل الأستاذ مالك بن نبي حين نستقبل كلّ ما هو وافد دون تثبّت، لنقع في حالة التيه والتخبّط والضياع. أم أنّها "إشكاليّة تحيّز إنسانيّ مركّب" كما وصفها المفكّر المصريّ الراحل عبد الوهاب المسيري حيث نتقبّل كل ما يأتينا من الخارج ونحن أسرى حالة الاستلاب والتصديق لكلّ ما هو وافد دون يقين من صحته أو سلامة مضامينه.
كتب المفكّر الأمريكيّ الراحل صاموئيل هنتغتون عن توصية السطر الواحد لخبراء اقتصاديين أرسلوا إلى كولومبيا لمعرفة سرّ جودة الجلود الكولومبية التي أحالت الجلود الأمريكية على المرتبة الثانية في الأسواق. تقول التوصية "أرسلوا أسرابا من البعوض"، بضع كلمات جعلت الأبقار الكولومبية تحكّ جلدها على السلك الشائك، حتى تربّعت الجلود الأمريكية على ريادة الأسواق مجددا. البراغماتية الذرائعية المحضة، هكذا يتصارع الكبار دون أيّ اعتبار للهوية أو البعد الإنسانيّ أو حتى حقوق الحيوان وبقية الكائنات الحيّة، لصالح تحقيق الأرباح والثروات.

أولا:
هل هناك رابط بين انتشار الفيروسات والأوبئة وتطور الاتصالات الرقمية لإضعاف الجهاز المناعي للإنسان؟. فتقنية الجيل الخامس (G5/2019) للاتصالات والأنترنت يجري ربطها بفيروس كورونا Covid-19 ونظرية المؤامرة في حملة عالمية (Stop G5)، وهي تنذرنا باحتمال ظهور فيروس آخر عام 2027 بإعلان تقنية الجيل السادس (G6/2027) لشبكة الاتصالات والأنترنت الصيني البديل للأنترنت الأمريكي. ففي أثناء الإعلان عن ظهور تقنية الجيل الرابع (G4/2009) تم الكشف الطبيّ عن فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1. وفي إعلان ظهور تقنية الجيل الثالث (G3/1998) للأنترنت والاتصالات تم الكشف الطبيّ عن الفيروسات التاجيّة المسبّبة للألفلونزا Sars-Cov2، وفي إعلان تقنية الجيل الثاني (G2/1990) عاد وباء الكوليرا Cholera للظهور مجددا في دول أمريكا الجنوبية. كما رافق إعلان ظهور تقنية الجيل الأول للانترنت والاتصالات (G1/1979) ظهور الإصابات الأولى لفيروس المناعة المكتسب الإيدز AIDS/HIV. ولا أعلم إن كان يوجد رابط بين أشكال الألفلونزات الحيوانية مثل مرض جنون البقر BSE وأنفلونزا الطيور H5N1 أو ايبولا Ebola Virus: FHV واستخدام التكنولوجيات أيضا. فلقد ظهر هوس جديد تجاه مادة سلاح الكيميترال Chemtrail (Chemical Warfare) للسحاب الأبيض المنتشر عبر السماء بخطوط مكثّفة تطلقها الطائرات تختلف عن دخان الطائرات Contrail وتقنيات مكافحة الحرائق الجوية أو الكتابة الدخانية في السماء أو تقنيات الاستمطار التحكّم في المناخ وإدارة أشعة الشمس. حيث يتم رشّ مواد كيميائية غير متبخرة كغيمة طائرة وفي شكل خطوط تثير الشكوك حول نوايا السيطرة على نسبة السكان، لما قد تخلفه من أمراض للجهاز التنفسيّ.
تعرّض الإنسان على مرّ التاريخ، إلى تجارب خطيرة لهدم نفسيته وتحطيم غريزة شعوره بالرفض، كيف يستسلم البشر ويذعنون للهيمنة بطريقة أسهل باستخدام المجالات المغناطيسية والحروب الشبحية غير المنظورة لتغييب الوعي؟، لقد كانت عمليات التعذذيب في سجن أبو غريب بعد الغزو الأمريكيّ للعراق عام 2003 جزء من برنامج أمريكيّ لتجريب آثار التعذيب والإهانة على البشر، ولم تتعلّق فقط بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، فبالنسبة لمنظمة العفو الدولية، فلقد كانت أول من يصدّق على المقولة أنّ: "العوام، تنسى كلّ 03 أيام". فلقد تمّ طيّ هذا الملف الخطير، واستمرّ تعريض الإنسان العربيّ لبرامج التشكيك، خاصة هذه التي تنتشر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر، لنشر الأفكار الخاطئة والأخبار الزائفة التحريض على الكراهية والتشجيع على العنف والإرهاب. والتلاعب بذكائه عبر تقنيات رسائل المغالطات وغريزة القطيع والتحكم في العقول وبرمجة الموجات الدماغية (المجال الكهرومغناطيسي للدماغ البشرية) وموجات الدماغ (بيتا Beta/ آلفا Alpha/ ثيتا Theta/ قاما Gamma) عبر الموسيقى أو موجات الهواتف والحواسيب أو الرادارات أو غاز كيميتريل في السماء؟.
فهل كان ابتكار وباء كورونا لوقف كلّ الاحتجاجات المنتشرة عبر العالم بضربة واحدة، لأنّها طالت العواصم الغربية أيضا، فلقد نسي العالم الاحتجاجات المنتشرة في شوارع باريس حيث كانت السترات الصفراء تخطط لإسقاط حكم الرئيس إمانويل ماكرون، فهل كان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين على صراع مع بنك روتشيلد الذي أهّل ماكرون لحكم باريس على يد جاك أتالي؟، وهل حقّا تمّ استخدام "الرجال المهذّبون" الروس سرّا لإشعال تمرّد السترات الصفراء في باريس؟.
تعرّض إنسان القرن العشرين إلى خديعة أن توماس أديسون مخترع المصباح هو مخترع التيار الكهربائيّ، فلقد أظهرت الحقائق أن عالما آخر من أصل كرواتي يدعى نيكولا تيسلا Nikola Tesla (1856-1943) كان مهندسا كهربائيا يشتغل في شركة توماس أديسون للكهرباء، قد قام باستغلال اختراعات هذا المهندس العبقريّ الذي تجاوز ذكاؤه عبقرية أينشتاين بعشرات المرات. لقد كانت أبحاثه تنصبّ على توفير الطاقة المجانية للبشر بالاستفادة من صاعقات البرق لتوليد الطاقة وتخزينها لتوليد الفولطات المجانية في خدمة مدن بأكملها، وكلما قدّم أبحاثا ثورية في هذا المضمار تمّ إفشال جهوده لتحقيق الأرباح، تعرّض تيسلا للاحتيال واختلاس الأفكار، فقد كان تيسلا هو مخترع الراديو (الترانزيستور) لنقل الصوت عبر الذبذبات، سرق منه الانتهازيون أفكاره، مما اضطره إلى العمل خفية حول أبحاث الأشعة السينية واللايزر والسيارات دون وقود، وقدّ ابتكاراته لمستقبل الطاقة التي كشفت أن أهرامات الفراعنة وحضارة المايا والصينيين القدامى ما هي إلاّ أبراج للطاقة كانت على تواصل مع مصفوفة الكون والطاقة العليا عبر (مفتاح الكون: من كلّ زوج إثنين).
جميع اختراعات تيسلا الخيّرة، تحوّلت كلّها تقريبا إلى تجارة رابحة ومضرّة للإنسان، أي عكس ما كان يخطّط. فلقد استخدمت الموسيقى عبر الراديو كمخدّر للدماغ وهو كان يريدها وسيلة للإخبار بالمعلومات عبر الأثير، حتى ظهر في عصرنا الحاليّ ما يسمى: "المخدرات الرقمية" عبر الموسيقى. كان يريد أن يقدّم لنا طاقة لاسلكية للتيار الكهربائيّ المجاني لكنّ المتآمرين فرضوا علينا الطاقة السلكية المفوترة بالأسعار والتي فرضت علينا نمط استهلاك حتميّ. توصل في أبحاثه إلى تقنية الفراعنة لصناعة آلات تلحيم وتقطيع باستخدام سلاح البرق الصناعي لتمرير طاقة السماء إلى الأرض كما فعل الفراعنة، غير أنّ تقنيته مغيبّة عنوة اليوم. كما يتمّ استخدام مشروع تيسلا الذكيّ للاستمطار الإيجابيّ بهدف آخر هو "التلاعب بالمناخ". كما أنّ رمز الماسونية مستوحى عن اكتشاف تيسلا لـ: (كود تيسلا Tesla Code) رقم 09. كما تمّ استخدام أبحاثه حول الصحون والأطباق الطائرة UFOs/ Soucoupe Volante /Flying Saucer لنشر الذعر عبر الأفلام الهوليودية الأمريكية التي تسعى لنشر الهزيمة لدى الآخرين والأغيار.
فالعالم كلّه يتحدث اليوم باستمتاع عن "لغز الانحناء المثالي" متسلسلة فيوبوناتشي (اللولب) The Fibonacci Sequence – الذي اكتشفه عالم الرياضيات الإيطاليّ ليوناردو فيبوناتشي Leonardo Fibonacci (1170 – 1250)م في القرن 13 عام 1202م- وإعلانه عن النسبة الذهبية Golden Ratio (الرقم: 137.5) الهندسة المقدسة للجمال عبر حرف (فاي/ )1.618 (الرقم المثاليّ للتفوّق)، سرّ كمال عبّاد الشمس والجمال في لوحة الموناليزا وأسرار شيفرات لوحات الرسام الإيطاليّ ليوناردو دافينتشي Léonard de Vinci (1452-1519)م، و"تأثير بلاصيبو/ L’Effet Placebo" (القدرة على علاج أنفسنا بالإيمان "العلاج بالوهم") الذي كشف عنه البيولوجي والفيزيولوجي الأمريكي جورج والد George Wald (1906-1997)م، عام 1984م.
فمن هو المستفيد من تشويش معلومات الجمهور، وكيف لا يتهم العالم الغرب بالتآمر على الإنسانية عبر آليات التضليل، وإساءة استخدام الأنترنت تحقيق أغراض احتكاريّة تقوم على الخداع؟، حيث يتمّ إشغال البشرية بالشواغل الصحيّة لفيروس كوفيد 19.

ثانيا: استخدام غرسات "الرقائق الدقيقة" للمراقبة البشرية:
لا خصوصية ولا حميمية مع تكنولوجيا التحكم الآلي.
كتبت جريدة The Guardian في (08 نوفمبر 2019) عن استخدامات تقنية إدخال تكنولوجيا الرقائق "الغرسات الدقيقة" Microbiochips تحت الجلد Under The Skin، تكنولوجيا متناهية الصغر تغني الإنسان عن حمل الأموال والهاتف والحاسوب وحتى بطاقة الهوية والأرقام السريّة، حيث تتمّ كلّ العلميات بحركة من اليد، للحصول على الأموال أو فتح بريدك الإلكتروني وتشغيل بطاقتك البلاستيكية المغناطيسية لدفع المشتريات. يتم مسحها ضوئيا لتعطي إشارات تحديد الهوية من تحت الجلد. تقنية معروفة سابقا حيث جرى استخدامها لأغراض طبية ناجحة ولأهداف ومقاصد خيّرة، لكن يجري التفكير في توظيفها حاليّا لأغراض أمنيّة ورقابيّة واقتصادية تجاريّة يلفّها الغموض والرفض. وقد ذكّر المقال أنّ هذه التقنية قد استخدمت لمراقبة الحيوانات الأليفة والضالّة وأسراب القطيع، فلماذا يتمّ تطبيقها على البشر، وهل سنتعرّض لها بالقوة العمومية مستقبلا.؟
وثّق صاحب المقال واقعة زرع رقاقة بحجم حبة أرز في يد 40 موظفا أمريكيا في ولاية ويسكنسن الأمريكية حصل أصحابها على قمصان تحمل كتابة (لقد حصلت على قطعة)، وبثّ فيديو خاص لعملية زرع الرقاقة بين الموظفين، ويمكنك أن تلاحظ ولعا بالتكنولوجيا لكنك، ربما قد تصاب بالرهبة لأنّ من يزرع الرقاقات يشبهون رسامي الوشوم، كما تمّت عمليات الزرع وسط أجواء تحفيزية حيث تمّ الحديث عن تسابق أمريكيّ فلندنيّ في هذه التجربة، إذ سبقت فلندا في مجال زرع الرقاقات لأغراض عمّالية، مع التغطية بالطبع عن موقف النقابات حول هذا الموضوع.
طرح المقال مسألة المراقبة المستمرة والحميمية للعمال، أثناء العمل وحتى في اوقات الاستراحة. فأينما يذهب العامل يتم معرفة معدلاته الصحيّة بدقّة، ولم يعد بالإمكان إخفاء تفاصيل الحياة الأسريّة للموظفين، وبسبب المخاوف من انكشاف الخصوصية، تمّ طرد موظفة قامت بمحو تطبيق تتبّع الموظف، وتمّ تسريح العمال الرافضين لتجربة زرع الغرسات، لأن التطبيق يستطيع التعرّف على حالات الاكتئاب والتعب والإجهاد والملل أيضا.
بالنسبة لساعات Fitbit التي تقيس درجة الحرارة ونبضات القلب وساعات النوم والتنفس.. بغرض تحسين بيانات صحة المستهلك. اهتمت هذه الشركة بهذه الرقاقة لغرض تجاري معروف، لكن بزرع تلك الرقاقة على الساعة من الأسفل، وليس على جلد الإنسان، لقياس النبضات والنوم والتنفس والإرهاق الرياضي ومتابعة إجهاد العضلات، ليقوم جهاز الهاتف أو الحاسوب بتقديمها في شكل جداول للبيانات عبر تطبيق بسيط. فلماذا يتم الحديث عن زرعها تحت الجلد مستقبلا؟.
لقد نجحت شركة ساعات Fitbit في تسويق منتجها بكل سهولة، لكن جريدة الغارديان سجّلت رفضا صريحا من اليمينيين في المجتمع الأمريكي لظاهرة "ثقب الجسد"، حيث يعتبرون أنها ستكون بداية لظهور "المسيح الدجّال".
فلماذا طفا هذا التفسير الدينيّ كملاذ أخير لرفض هذه التكنولوجيا الجديدة لمراقبة الإنتاج الصناعيّ الحديث؟، وكيف يتم تطبيع حالات (التجسّس مجانا، التعرّف على حالة الشارع، الدخول غلى أدمغة الجماهير، تجنيد العملاء والتحكّم في فكر الشباب).؟

ثالثا: حول حتميّة مراقبة صراع الطاقات "السيكولوجية، التأملية، النورانية الروحية":
لا لاستخدام الروح والنفس والجسد في ما حرّم الله:
قبل وفاته، حذّر العلاّمة الجزائري الراحل، البروفيسور الجامعي والشيخ المتصوّف محمد بن بريكة رحمه الله، في منتدى يومية الحوار الجزائرية بتاريخ (12 ديسمبر 2018)، حذّر من مخاطر تبادل المعلومات بين العقول عبر تقنية "التخاطر / Telepathy/ Télépathie" التي كشفها الباحث فريديريك مايلز عام 1882م. أشار بن بريكة إلى حالة المدرّب المصريّ الراحل إبراهيم الفقي الذي أطفأ هالات (الأورا "شيفرات الطاقة البشرية") الحاضرة يوم وفاته، وأرسل هالته بغرض التخاطر العقليّ للسيطرة على الحضور (عبر الصوت الداخليّ)، فتمّ اختراق هالته وإحراقه عن بعد. وحذّر المرحوم بن بريكة من برامج التدريب غير الوطنية ومخاطرها على الجوسسة على الجزائر، حيث يستغل أبناؤنا الصغار والمراهقون عبر سيل من التطبيقات الخطيرة لبرامج التخاطر بغرض الجوسسة على مجتمعهم ودولتهم، يخسر آباؤهم أموالا باهظة لامتلاك هالات "الدرع الواقي وتنشيط الذاكرة" وغيرها من برامج التنمية البشرية، لكنّهم يعزفون عن النصائح النبويّة المحمديّة عبر أكل عدد فردي من التمرات، أو التحصين بالأذكار لخلق الهالة النورانية (Le Bouclier Magnétique)؟. فهل نحن في صراع بين الطاقات الروحية والطاقات النفسانيّة، أم أنّها حالة من التسابق بين "الرياضات التأمليّة" و"العلوم الباراسيكولوجية" و"النورانيّات الروحانية الدينية"؟،
توفي العلاّمة بن بريكة فجأة عام 2019، ولم يفتح أحد هذا الموضوع لا في الجزائر ولا في أيّ بلد عربي آخر. لقد كشف هذا الموضوع عن تجارب تأمليّة خطيرة وليست مجرّد محاضرات كما يصوّر لنا البعض من المدرّبين، فالتخاطر نشاط تجريديّ محض، وسيبقى اختبار مسألة الضمير إن كان حاضرا أو غائبا على حسب المدرّب، وأهدافه ومقاصده. يستطيع هؤلاء المدرّبون أن يستخدموا قدراتهم للعلاج أو التهجّم على أعدائهم أو التحكّم في الأطفال والمراهقين أيضا. يمكن لهؤلاء المدرّبين تطوير قدراتهم لقراءة الأبراج (علم الأجرام "العلويّ والسفليّ") وممارسة علم التنجيم Astrology والكهانة Divination، والقيام بـ: "التحكم العقليّ / Psionics/ Pyrokinesis" لإنشاء نار أو السيطرة عليها، الاستبصار Précognition بدل "فراسة المؤمن" بهدف رؤية مشهد مسبق عبر إدراك غير اعتيادي يسبق الزمن، أو ممارسة "Vision a Distance/ الرؤية عن بعد" بدل الاستشعار والجلاء البصريّ، القيام بتجارب التنويم المغناطيسي Hypnosis وتمارين رؤية الأشعة السينية Xray Vision، تمارين التقمّص الوجدانيّ "التشاعر" Empathy، ومغامرات الإسقاط النجمي (Star Storm) Voyage Astral الذي يدخل الإنسان في حالة "خروج وسكر نفسي Ex taz"، يستهدف جيل الألفية Y من الأطفال والشباب لتحويلهم إلى جواسيس.
إذن، التخاطر خطر محض، يقوم بتوصيل الأفكار دون اتصال حسيّ، عبر إغماض العينين ودون تحدّث وباستخدام العقل، يقوم على تركيز الأفكار واليوغا والتأمّل، لإرسال رسائل معيّنة بعد تخيّل متلقي الرسالة، ويمكن مشاهدته بسهولة في حالة "تخاطر التوائم". فـ:"العين الثالثة" ناجمة عن استخدام سبعة مواضع في الإنسان تسمى "الشكرات" (كما تسميها العلوم الباراسيكولوجية)، يحذّر الشيخ بن بريكة من استخدامها في برمجة الإنسان في أداء أعمال عدائية كالجوسسة مثلا حيث يصبح المبرمج متحكما في الشخص الذي جرت البرمجة عليه لتسليطه على شخص أو مؤسسة أو مكان معين بغرض جمع المعلومات، فالعين الثالثة تنقلك إلى عالم بنفسجي يدخلك في عالم الإبصار والمشاهدة.
وإذا كان التخاطر يعتمد على العقل، فإنّ الروحانيات العرفانية الديني تنبع من النفس، فالنفس أصعب ما يوجد في الإنسان، أحاط الله بها، ولها عوالم متجذرة في باطن الإنسان، ولها تجليات مختلفة في سلوكات البشر (الاستبطان السلوكي)، وجب مراقبة كيفيات استخدامها للأمور الإيجابية، وليس من أجل الجوسسة وجمع المعلومات.
يميل المراهقون إلى مشاهدة الطقوس فوق الطبيعية كالتحليق والخفّة (الطفو والسباحة الهوائية) Lévitation وتمارينات اختلاس النظر Scrying، السفر عبر الزمن Voyage dans Le Temps والنكرومانسية Nécromancie لاستحضار أرواح الموتى وادعاء الخلود Immortalité، الشعوذات Sorcellerie لاستحضار القوى الشريرة لقوى الظلام، التحريك العقلي (الذيهنة) Psychokinèse ومشاهد نقل المواد عن بعد Téléportations، تحويل الأشكال والتخفّي Invisibilité، وإشعال النار باليد Pyrokinesis، الإدراك خارج الحواس (الحاسة السادسة) Perception Extrasensorielle، الرؤية عن بعد والنبوءات Prophéties وبعد النظر Clairvoyance في ألعاب الورق، وغيرها من فنون الوهم illusionnisme، التي تهدف إلى الإمتاع والدهشة. لكنها في مجالات سريّة أخرى، قد تقود المجرّبين إلى عوالم خطيرة ومؤذية.
الخوارق التي ظهرت في الدينات الآسياوية انطلقت من التأمّل وانفعال الأشياء والوجود، عبر الخوارق الجسمانية الباطنية للنفس، بتوظيفها لما هو داخل الإنسان (الروح / الجوهر). فالروح لها طاقات خارقة للعادة تفضي بالعبد إلى أحوال شريفة كما يقول المتصوّفة. و"خرق العادة" موجود في عقيدتنا الإسلامية التي تؤكّد ستة أنواع من الخوارق: (الإرهاص: (يحصل قبل بعثة نبي من الأنبياء). المعجزة: (يظهر على يد النبي للتحدّي). الكرامة: (تظهر على يد الوليّ بغير نية التحدّي). الإهانة: (تظهر على يد الشقيّ كما حدث لمسيلمة الكذّاب). الإعانة: (تظهر على جماعة من المؤمنين بغرض الإعانة والنصر ورفع المكانة). الاستدراج: وهي (ما سيكون من سحر المسيح الدجّال في آخر الزمان).)
تطوير الروحانيات إلى الحالات الشريفة بالنسبة للزوايا - أو "إسلام الريف" كما يحلو لبعض السوسيولوجيين تسميتها-، تقوم على التوصل إلى أحوال شريفة وعجيبة من العرفان الذي تأكّد ذكره في القرآن الكريم مثل: (قصة النبي سليمان، قصة السيدة مريم، كشف سيدنا عمر بن الخطاب.. وغيرها من الحوادث الأخرى). فالكشف Dévoile (بصرك اليوم حديد) كرامة تنتج عن الترقي الروحاني الذي يعكس الصفاء لكشف العوالم المختلفة عبر "الهواء السلجمي" للنظر بنور الله كما يقول العلامة الراحل بن بريكة. والجدير بالذكر أنّ العرفان الصوفيّ محلّ اهتمام غربيّ كبير، لما لقدرته على امتلاك الطاقات عبر (القلب والفؤاد والسرّ والخفيّ وأخفى) لامتلاك قدرات التجلية وتحقيق الانفساح، ومشاهدة العوالم (النظر بنور الله). فحالة الموت يكشف فيها الله عن عوالم لا يشاهدها الإنسان في حياته، ويجب المسلم أن يثبت في اختيار الجنة عند وجوده في وضع الاختيار (سكرات الموت).
فما الذي يريده هذا المقال بالأساس، لن تكون اشكاليته في الأخير، لأنّ هذا مخالف للتقليد العلميّ، لكن طرح التساؤل في النهاية له مقصد آخر.
هل يردّ الله سبحانه وتعالى على كلّ محاولات التحدي التي يقوم بها البشر، أم أنّ البشر أنفسهم يفشلون كلّ مرة في استباق الأحداث للتحكّم في سير الأمور ومجريات الأحداث.؟
عندما تأكّد لنا العجز الأمريكي عن مواجهة وباء كوفيد19، وبدأ العالم يتحدث عن نهاية عصر العولمة وانهيار النظام الليبرالي الغربيّ، كانت نبوءات المفكر الاقتصادي الأردني الفلسطينيّ طلال أبو غزالة في مقدمة التحليلات الأكثر منطقية. لقد تأكّد لنا عجز دونالد ترامب رئيس أقوى دولة في العالم، عن مواجهة هذا الوباء، فغرض الأمريكيين كان دوما السيطرة على العقول Mind Control وشعار: "نعم نستطيع/ Yes we can" محلّ تشكيك جماهيريّ أمريكيّ وعاميّ بأنّه تحية غريبة (تحاكي وسوسة الشيطان) عنوانها: "شكرا للشيطان/ Thanks to Satan" وهي رسالة معكوسة ومشفرة Reverse Speech؟.
صدقت قراءات طلال أبو غزالة وأمثاله من الباحثين الواقعيين الذين يدقّون أجراس الخطر حيال تهوّر إنسان الألفية الثالثة، والتنافسات غير العقلانية التي تهدم أواصر الأخوة الإنسانية التي فطرنا الله عليها. لذلك، علينا إتباع العلم والعلماء، ولنا في حياة نيكولا تيسلا ألف درس ومعنى.



#عصام_بن_الشيخ (هاشتاغ)       Issam_Bencheikh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاينة السياسة الخارجية الجزائرية بعد 100 يوم من أداء -قسم ا ...
- كيف يحمي وعينا الحقوقيّ المقبل -الساعة البيولوجيّة- لإنسان م ...
- الحراك العربي والتحديات الأمنية الخطيرة لاستخدامات -الإعلام ...
- هل استلهم دونالد ترمب فكرة -صفقة القرن- 2019 من أبحاث أكاديم ...
- إحياء الذكرى الأولى للحراك الشعبي الجزائري (الجمعة 22 فبراير ...
- همهمة أكاديمية: التعديل الدستوري 2020 في عهد رئيس الجمهورية ...
- مصيدة ربط الحقوق بالمفاوضة الابتزازية.. من بحث سياقات الفعل ...
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ...
- -ضيّع نفسك، تجدها-... إبراهيم الكوني، ومعضلة تحرير الإنسان ا ...
- الصمود المعرفي لأطروحات عبد الله الغذامي وأحمد الصرّاف: المج ...
- تفكيك بنية الأصوليّات البروتستانتية في العالم الإسلاميّ: مقا ...
- حول ظاهرة -انمحاء الأكاديمي- الاجتماعي، وتأثيراتها في الحالة ...
- ثالثة الأثافي... ساسة -دمية الميدان-: فقر فكريّ وفساد ماليّ ...
- أوروبا موحّدة ب: -وتائر- متفاوتة- لا -سرعات مختلفة-: وصفة مو ...
- بناءات ومقاصد الخطاب الغربيّ المعادي للإسلام قديما وحديثا: ت ...
- مشكلة تمويل صناديق التقاعد في دولنا العربية: محاورة لأستاذنا ...
- -إطحن أمو-... استحالة الهروب إلى الأمام في المملكة محسن فكري ...
- الانفتاح والانغلاق.. المواجهة السرمدية في السياسات العربية
- أحلام -هنري كيسنجر- والاختبار التركي... التخطيط للحرب العالم ...
- في نقد فلم: -فضل الليل على النهار/ Ce que le jour doit à la ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عصام بن الشيخ - المراقبة التأمليّة الخبيثة، ومخاطر التجسّس على مجتمعاتنا ودولنا العربية: ولع دمج التكنولوجيا، وحياتنا في مجتمع -ما بعد الإنسانية-