جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 6546 - 2020 / 4 / 25 - 00:30
المحور:
الادب والفن
وحدي أتململ في غرفتي فزعاً
لم يبقَ الاّ الشعر زائرا عابرا يأتيني لماماً
يدخل خلسةً ، يضع لثاما لئلا يفضح وجهه
فأغلق نافذتي ، أتسامر معه برهة
نهزج معاً ، يشتمني وأشتمه ضاحكَين
أقفز على السرير مرِحاً ، مهللاً بضيافتهِ
مثل فأرٍ آمنٍ في مكانٍ ساكن
حتى يوّلي الأدبار مودّعا
كأني عاشقٌ يطارده العاذلون
فأعود كسيرا ملوماً محسوراً
أطرق ألف بابٍ مغلق ولا أحد يجيب
أنادي الربيع النيسانيّ متوسّلا كي يؤنسني
فتسّاقطُ أوراقُه الخضر عناداً
أفتش في الريح لعلّ سلاما منسياً يـبعثُـه نسْلي
لا شيء غير صفير الرياح
أفتح كوّة نافذتي لأوسعَ صدري
فيرتطم رتاجُها في وجهي
أنبش في حاسبتي لعلّ ذكرا يشير إليّ
ضحكةً تائهة تأوي الى سكوني
كتاباً يغمرني بفيضـهِ
لا بشارة سوى أملٍ مضرّجٍ باليأس
سوى كوفيد التاسع عشر يهزأ بي
لكنه يخاف شيخوختي العنيدة
أيها الشاعر العجوز
صه عن ثرثراتك الشعرية
وما ملكتْ قريحتُـك
كفاك عنجهيةً ومكابرةً وأنت الهزيل الخائف
كثرت سقطاتك كلما قويَ جناحك
أيها المهيض الجناح
ليتك بلا خَـوافٍ ، بلا قوادم
لتقع مرة واحدة
أما سمعتَ قبلاً ما نفثوا من أقاويل :
لكلِ جوادٍ كبوة
ولكل حزينٍ خلوة
ولكلِ عالٍ هُــوّة
جواد غلوم
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟