أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - كورونا وإعادة النظر في التعريفات.














المزيد.....

كورونا وإعادة النظر في التعريفات.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 01:18
المحور: كتابات ساخرة
    


عُرّف الإنسان على أنه كائن اجتماعي، أي يميل بالفطرة إلى الاجتماع والتعاون مع بني جنسه(ابن خلدون)، لكن مع كورونا الوضع اختلف، وعلينا إعادة النظر في هذا التعريف ليتلاءم مع ظروف الحجر الصحي، حيث أصبح الإنسان يعيش منعزلًا، بعيدا عن الجماعة ووحدتها ولُحمتها، مما فقام من وضعه النفسي المتأزم، وكأننا أمام عقاب إلهي، بنفس العقاب الذي تحمله "بروميثيوس" عندما سرق النار من الآلهة ومنحها عطفا منه للبشر، فواقع كورونا ينبئ "بثورة كوبرنيكية" ستقع في نظام الطبيعة، ستتغير التعريفات وموازين القوى، وسيعاد طرح سؤال ما الإنسان؟ في أبعاده الوجودية، والروحية، والاجتماعية والاقتصادية، سيعاد النظر فالأولويات داخل الحكومات، والنظم السياسية، هل الأولوية للتعليم والصحة أم للفن والرياضة؟
فمن تتبع المشهد السياسي سيدرك أن القيمة ينبغي أن تكون للعلم في مناحيه المتعددة، وخاصة الجانب الذي يخدم الإنسان في بعده الطبي، أي الاهتمام بالصحة، لكن قد يتساءل أهل السوسيولوجيا، أن الاقتصاد لا ينفصل عن الدين (ماكس فيبر)، يعني الاهتمام بالعلم وبالاقتصاد، ينبغي أن يوازيه اهتمام بالبعد الروحي، أي حقوق الإنسان، لن تكتمل إلا بإدراج الجانب الروحي، التعبدي في قائمة حقوق الإنسان، وهنا نجد اليوم الدين يعود بقوة إلى الساحة، ولا أقصد هنا الاستغلال السياسي للدين، وإنما أقصد حق الإنسان في تعبد روحي، يحضرني صراع "محمد أركون" وسط المناخ الفكري والجامعي الفرنسي، كان يصرخ دائما أن "العلمانية الناقصة" حرمت الفرنسيين من بعدهم الروحي، فجعلت منهم كائنات مادية، ينقصها الجانب التعبدي الشعائري كحق من حقوق الإنسان، لذا كان يدعو (أركون) إلى "علمانية منفتحة"، منفتحة على الدين وعلى القيم الروحية الأخرى.
فالمدخل الأساسي لتحقيق مطلب إعادة النظر في التعريفات، هو فتح المجال للسوسيولوجيين والانثروبولجيين، لرسم خريطة الإنسان ما بعد العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بحيث ظهرت قيم جياشة عند الأفراد، على سبيل المثال نجد في المغرب تعاطفا مصطنعا أو مبالغ فيه في زمن كورونا، فانتشرت قيم التضامن والغيرية، كما انتشرت أيضا قيم الأنانية والفردانية السلبية، عندما تخوف المغاربة من كورونا وتوجهوا إلى المحلات التجارية، فأفرغت عن بكرة أبيها، وكأن الفرد لم يبال بالجار غير الموظف، غير الحكومي، الذي يكسب رزقه من تعبه اليومي، فهنا السوسيولوجيا كعلم قائم بذاته يمنحنا فرصة لتشريح المجتمعات ما بعد كورونا.
قلت السوسيولوجيا هي المدخل لمقاربة المسألة الدينية في المجتمعات، حيث التعبد الشعائري للأفراد تأثر أيضا بفيروس كورونا، حيث ثم إلغاء كل المناسبات الدينية، سواء عند المسلمين، كصلاة الجمعة أو الصلوات الخمس في المسجد، أو أيضا فريضة الحج، كطقس تعبدي أساسي عند الفرد المسلم، وأيضا أُلغيت التجمعات الدينية عند اليهود والمسيحيين، كنتيجة لتفشي وباء كورونا. فالسوسيولوجي لا ينبغي أن يتسرع في الحكم، وإعطاء نتائج سريعة، وهذا ما يميز السوسيولوجي عن الصحفي، هذا الأخير مطالب بتقديم تعليقات يومية وسريعة عن الحالة المجتمعية، أما عالم الاجتماع يتوخى الحذر في إصدار الأحكام، وبالتالي متى يصبح الوباء ظاهرة سوسيولوجية؟ كجواب سريع هو عندما تكون الظاهرة قابلة للتكرار، ويمكن عزل عناصرها المدروسة.
من وجهة نظري، أن واقع ما بعد كورونا سيكون أصعب، لذا نحن في أمس الحاجة إلى قيم إنسانية نبيلة، أو إلى "دين الإنسانية" حسب تعبير "أوجست كونت"، لأن في لحظة الألم، تنتفي الخلافات والأيديولوجيات ونتوحد لخدمة الوطن، ولخدمة الإنسان.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة والعيش والفن: أية علاقة؟
- القنب الهندي عشبة توصلك إلى الله
- في فلك الممنوع .. اليسار المغربي إلى أين؟
- فصل المقال فيما بين العقل المنغلق والمنفتح من اتصال
- فصل المقال فيما بين الفلسفة ورداءة الخطاب السياسي من اتصال
- علاقة المغاربة بداعش .. مقاربة في علم النفس الديني
- سياستنا مريضة في حاجة إلى -طبيب الحضارة-.
- الفلسفات ما قبل الأفلاطونية: قراءة نيتشه أنموذجاً.
- أسس البيداغوجيا الرشدية: أهمية صناعة المنطق في التربية.
- فلسفة الضحك؛ أو كوميديا المدرس.
- تفكيك الخطيبي لخصوصية الجسم العربي عبر الثقافة الشعبية.
- مفهوم الشهادة كتجاوز للكوجيطو الديكارتي.
- المرأة وسلطة القضيب عبر التاريخ.
- حوار على القمم بين طالب فلسفة وطالب متديّن : حول قضايا علمية ...
- مجتمع ما بعد التحرش.
- الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.
- قراءة في كتاب -السلفية والإصلاح-، لدكتور عبد الجليل بدو.
- التأصيل لمفهوم الفضاء العمومي ودوره في استنبات فكر حر وديمقر ...
- حضور الأسطورة في الكتاب المدرسي ودورها في تبليغ الدرس الفلسف ...
- جنس الإنترنيت ووهم اللذة.


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - كورونا وإعادة النظر في التعريفات.