أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - مجتمع ما بعد التحرش.














المزيد.....

مجتمع ما بعد التحرش.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 01:36
المحور: كتابات ساخرة
    


أصبحت اليوم ظاهرة التحرش كالهواء الذي نستنشقه، والحال ليس هواء طبيعيا وإنما هو هواء يفتك بجسد المجتمع كما تسطوا النار على الهشيم. فظاهرة التحرش ليست ظاهرة فلكية أو طبيعية وإنما هي ظاهرة مجتمعية، نتجت عن بعد علائقي بين أفراد المجتمع، على اعتبار هذا الأخير جمعا من الأفراد تربط بينهم علاقات. لكن السؤال المطروح هو ما نوع العلاقات التي تتم بين أفراد المجتمع. هل هي علاقة استغلال وسيادة أم علاقة انسجام واحترام؟
هذا المقال يعكس استجابة مجتمعية بأن نحي مجتمعا بدون تحرش؛ من هنا عنونت مقالي "بمجتمع ما بعد التحرش"، أي مجتمع الحقوق: حق الطفل في الحياة، حق المرأة في التعبير والتجول، حق الرجل، حق الزوجة، حق البنت البكر في التمتع ببكرتها.. هذه الحقوق ما هي إلا جزء من كل. فشبح التحرش أصبح يخيم على مجتمعنا فوّلد لدينا ما يسمى بفوبيا (الخوف) الخروج من المنزل، وفوبيا التعارف وفوبيا العزلة... لأن في عزلتك قد تجد من يفسد عنك هذه العزلة، إن لم نقل يفتك بعرضك. السؤال المطروح: كيف نطهر مجتمعنا من هذه المسلكيات الشاذة؟ وكيف نحيا مجتمعا بدون تحرش؟ تعددت المداخل في الإجابة على هذه التساؤلات نحصرها في مدخلين: المدخل المؤسساتي والمدخل الفكري الثقافي.
الكثير من فعاليات المجتمع المدني أكدت على ضرورة إنشاء مؤسسات زجرية في التعامل مع ظاهرة التحرش، أي الإحالة على مؤسسة القضاء هي من لها كامل المشروعية في إصدار أحكام يقرها القانون، تعطي لكل ذي حق حقه، وسيكون هؤلاء الأشخاص الذين صدرت في حقهم عقوبات عبرة لبقية أفراد المجتمع. وبهذا سنكون قد ضمنا بطاقة العبور إلى مجتمع ما بعد التحرش أي مجتمع الحقوق. لكن هل سجن أفراد المجتمع كفيل بإنهاء ظاهرة التحرش؟ هذا السؤال يعكس جوهر المدخل الثاني المتمثل في ما هو ثقافي فكري. المدخل الثاني ينطلق من وضعية أن التحرش فيه درجات، فمثلا إلقاء التحية في أماكن العمل أو في الأماكن العمومية من قبيل: صباح الخير، جا معاك لوين، نهار منور..إلخ. هذه الكلمات تدخل في الغزل وهو شيء محبوب لدى الجميع بل هو من يؤسس للعلاقات الإنسانية؛ لأن "الإنسان اجتماعي بطبعه"، يميل إلى إلقاء التحية ومعاشرة الأخر. هذا الوجه الإيجابي في التحرش (الغزل) بشهادة النساء والرجال محبوب؛ لأنه بدونه لا يمكن للمرأة أن تعيش أنوثتها، تحس بأنها أنثى، تستثمر جمالها. لكن الوجه السلبي في التحرش (المادي) هو الذي ينزع تلك اللذة بالقوة مثل ما نراه في أماكن مظلمة أو في محطات طرق أو ما تتعرض له النساء العاملات أو الرجال العاملون (نقصد رجل يشتغل عند إمرة مسنة تتحرش به). قلت هذا الوجه مرفوض بالإجماع لأنه لا يعبر عن تراضي الطرفين هنا بالفعل يجب تدخل القانون.
فمرتكزات المدخل الثقافي الفكري هو أن نؤسس لمجتمع الثقافة على غرار ما نجده في الغرب، مجتمع القراءة، مجتمع وعي الأفراد بحقوقهم وبواجباتهم، أي أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وكما لا تحب أن يهتك عرضك أحد لا تهتك أعراض الناس. الوصول إلى مجتمع ما بعد التحرش لن يتم بسرعة الضوء وإنما بالتأسيس الفعلي للثقافة بمختلف أنوعاها: ثقافة الاختلاف، ثقافة التعامل مع المرأة، ثقافة الحقوق..



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.
- قراءة في كتاب -السلفية والإصلاح-، لدكتور عبد الجليل بدو.
- التأصيل لمفهوم الفضاء العمومي ودوره في استنبات فكر حر وديمقر ...
- حضور الأسطورة في الكتاب المدرسي ودورها في تبليغ الدرس الفلسف ...
- جنس الإنترنيت ووهم اللذة.
- نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.
- فكرة العدالة عند أفلاطون.
- الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.
- رجل بدون قضيب n homme sans phallus
- في الجنس ينعدم الوعيي.
- مرض الاكتئاب وأنواعه.
- لماذا صحبة الحيوان؟؟
- التديّن اللامشروع .
- لماذا الفلسفة؟؟
- مهاجرون إلى بلاد الحرية.
- من أنا؟ حوار مع الفلاسفة.
- من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.
- فوبيا الامتحان phobie de lexamen
- الحكام العرب وفكرة الطوطمية.
- الحقيقة الغائبة عن المواطن المغربي.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - مجتمع ما بعد التحرش.