أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - جنس الإنترنيت ووهم اللذة.














المزيد.....

جنس الإنترنيت ووهم اللذة.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 08:51
المحور: كتابات ساخرة
    


كررت دائما في هكذا لقاء بأن ما تثيره من الجدل كلمة "جنس" لم تثيره أية كلمة أخرى، والدليل على هذا عليك النطق بكلمة جنس أو ممارسة جنسية أو تفخاض أو تشيات أو شو على كرّ ـ مؤخرة ـ عندها، فلاحظ انتباه الآخرين، الجنس في مجتمعاتنا ظل من الممنوع والقاعدة تقول: "كل ممنوع مرغوب فيه"، فالسؤال المطروح كيف يتم تحيق هذه اللذة الممنوعة أو المقموعة؟ فمنع هذه اللذة من التحقق تم على مستوى العالم الواقعي الذي يفترض بالفعل وجود طرفين حقيقيين للتواصل حول شروط اللذة وكيفية تحقيقها هل بكيفية مشروعة أم غير مشروعة أو ما يصطلح عليه بالممارسة المسروقة كما التي تتم بين الطلاب في الجامعات أو مراهقين المدارس أو على مستوى شاطئ البحر أو داخل الطوبيسات، لكن لم يتم منعها من التحقق على مستوى العالم الافتراضي (الأنترننيت)، هذا الأخير لعب دورا مهما في قبول كل الدعوات من مختلف الأعمار وكيف ما كانت حالة الشخص سويا، معاقا، قاصرا، مريضا.. الذي يؤمن به الحاسوب هو أن تكون لديك الرغبة للتعلم، تعلم الضغط على الزر.
بطاقة التعريف الواقعية أو الحالة المدنية تقتضي منا التعريف الحقيقي بأنفسنا والشجرة التي ننحدر منها، لكن الإنترنيت لا يطلب منا هذا حتى وإن طلبه منا لا يقتضي أن يكون حقيقيا بل المهم يعتمد على ملئ الفارغ بما يناسب.. على مستوى العالم الحقيقي ممارسة الجنس تتطلب خطوات مهمة من قبيل البحث عن الفتاة والبحث عن المنزل ـ البرتوش ـ بلغة الشباب، وللفتيات اليوم شروطا باهظة من قبيل وجود المال أو اللّنغوس توفر سلامة جسدية وليس إعاقة.. يعني حضور الصورة والشخصية لتحقيق هذا الفعل الجنسي، في الأنترنيت تنعدم هذه الشروط خصوصا الصورة والسن والسلامة الجسدية.. تواصل لا سلكي يتم بين المرسل والمرسل إليه تنتج عنه رسالة مشفرة يقرؤها هما معا. في الأنترنت كل شيء مباح لا وجود للممنوع والمقدس القداسة طقس اجتماعي تفرضه الجماعة الراشدة على الجماعة القاصرة؛ هذه الأخيرة للهروب من هذه السلطة فكرت عن جد في ابتكار عالم افتراضي يحقق أحلامهم، فالصرامة المفرطة لنظام العائلة يجعل من الشخص (مراهق ـ مراهق ـ طفل ـ معاق ـ شيخ..) ينفلت من هذه الرقابة بوجود الأنترنت. فبفضل هذا الأخير صارت الممارسة الجنسية على مستوى الأنترنت جد سهلة، فبمجرد الضغط على الزر أوكي تنقشع أمامك أضواء الكاميرا السحرية ويرخي الليل سدوله فيبدأ العشق الممنوع. الغاية من هذه الوسيلة هو تحيق اللذة. لكن السؤال المطروح هل بالفعل تتحقق لذة أم يمكن الحديث عن لذة وهمية؟
كما تبين التجربة الواقعية وليس الأبحاث هو أن اللذة تنتج عن احتكاك بين طرفين، بين جسدين بين قضيب ومهبل.. وهذا الاتصال المباشر والتعبير عن هذه اللذة عن طريق الممارسة ليس فقط عند نظام الإنسان وإنما نجده حتى عند الحيوان فيمارسه بطريقة سليمة وسلمية لا وجود للعنف أو الصراع على مستوى الممارسة. انطلاقا من هذه الفروض التي تسلم بأن اللذة تنتج عن اتصال مباشر، فالنتيجة عكسية إذن في جنس الأنترنت؟ لماذا لأن الهوة شاسعة بين الطرفين سواء الفاعل أو المفعول به. على سبيل المثال نجد اتصال جنسي يتم بين طرفين واحد في المغرب والأخر ألمانيا أو فرنسا.. المشكل ليس هوة فقط وإنما قارات تقطعها هذه اللذة.
انطلاقا من هذه الفرضيات نخلص إلى القول المشهور "الجنس محرك التاريخ"، أقول بأن تأثير الجنس يقوى على جميع اللذات أو الغرائز (أكل ـ استحمام ـ نوم ت سفر ...) يمكن للشخص أن يمتنع عن الأكل لكن الجنس لا يقبل ذلك. إذن نحن اليوم كمجتمعات إسلامية يجب عليها استيعاب هذا البراديغم الجنسي السائد وتحسن التعامل معه، ليس عن طريق الرفض والمنع كما نجذ في نصوص دينية واضحة "الزاني والزانية فجلدوا كل واحد منهما..." فإن كنا نسلم بوجود حقوق فردية وحريات فهذا منافي لحرية الفرد، فمن حق كل واحد أن يعش لرغباته وغرائزه وخير دليل على قوة هذه الغرائز قول الرسول (صلعم) "لا تلومني فيما لا أملك." صعوبة احتكام العقل في التعامل مع اللذة. فالخطاب الإسلامي اليوم مطالب باستيعاب مختلف المرجعيات من حقوق إنسان وحريات فردية.. قد يقول قائل: "تنتهي حريتك عندما تبتدئ حرية الآخرين" اتفق معك هذا الممارس للجنس لا يعتدي على أحد يمارس طقسه الطبيعي، لكن غالبا يحرم منه لسبب ثقافي وليس سبب منطقي عقلاني.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.
- فكرة العدالة عند أفلاطون.
- الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.
- رجل بدون قضيب n homme sans phallus
- في الجنس ينعدم الوعيي.
- مرض الاكتئاب وأنواعه.
- لماذا صحبة الحيوان؟؟
- التديّن اللامشروع .
- لماذا الفلسفة؟؟
- مهاجرون إلى بلاد الحرية.
- من أنا؟ حوار مع الفلاسفة.
- من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.
- فوبيا الامتحان phobie de lexamen
- الحكام العرب وفكرة الطوطمية.
- الحقيقة الغائبة عن المواطن المغربي.
- سيكولوجية الانفعال


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - جنس الإنترنيت ووهم اللذة.