لماذا صحبة الحيوان؟؟

الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    

يعتبر هذا السؤال: لماذا صحبة الحيوان من بين عدة أسئلة المطروحة كمجال لنقاش تعكس واقع اجتماعي، لأننا اليوم أمام ظاهرة غريبة مقارنة مع العصور السابقة، هو أن الانسان فضل صحبة الحيوان على الإنسان. لماذا؟ الاجابة على هذا السؤال تتطلب منا الوقوف على علاقة الانسان بالإنسان، تاريخيا نجد هذه العلاقة بين بني البشر مبنية على الصراع و الغدر واتخاذ الحيطة و الحذر، حيث يقول ط.هوبز هنا "الانسان ذئب لأخيه الانسان". ومفهوم الانسان هو مفهوم مركب يضم بين طياته الأنا ـ الغير؛ بمعنى أن الأنا فقد الثقة في الآخر وهذا الأخير بدوره فقد الثقة في الأنا، ولم يعد كل واحد منهما في حاجة الى الآخر، لأن أساس هذه الصداقة مبني على المنفعة وتحقيق المصلحة الفردية، و الجعل من الأخر مطية لتحقيق متطلبات ورغبات الأنا. رغم الفلسفات الأخلاقية التي تغطي هذا الصراع اللاشعوري الغريزي بين الأنا و الغير، نجدها تروج لشعارات المساواة واحترام الأخر كذات... لكن عندما يحاول كل من الطرفين (الأنا ـ الغير) السطو على ممتلكات الآخر الغريزة هنا تقول كلمتها، بحيث يصير البقاء للأصلح و الأقوى. ومفهوم الانسان يضم كذلك الجنسين (ذكر ـ أنثى) فكلاهما صادق الأخر لأنها صداقة مبنية على تحقيق اللذة و الإشباع، لكن الذي كان وراء نهاية هذه الصداقة ليس هو الاشباع وإنما عدم حفظ السر وكتمانه وهذا هو السر و الجميل في الحيوان، من هنا فضل الانسان صداقة الحيوان وقاطع صداقة الانسان. الحيوان إذا صادق وفا وإذا عاهد لم يخالف، الحيوان كان دائما الصديق الوفي و المخلص للإنسان من أخيه الإنسان. لنأخذ مثال حي اليوم في واقعنا: المرأة مثلا صادقت وعاشرت الانسان لكن هذا الأخير لم يحفظ سرها ولم يصون شرفها، بل بلغ عنها وزج بها في دور الدعارة، لكن الحيوان ضاجع المرأة ولم يفشي سرها ولم يقل يوما ما أن هذه المرأة زانية، الخير كل الخير في غير العاقل و الشر كل الشر للعاقل.
ختاما، يمكن القول علينا ن ندفع ثمن جرائمنا التي ارتكبناها في حق الإنسانية وعلينا أن نتعلم الدروس من الحيوان، دروس في الصداقة و الاخاء والمحبة والحنان... الحيوان اتهم تاريخيا بأنه غير عاقل وجاهل، لكن الدليل التاريخي يبرهن عكس ذلك، على اعتبار أن الأمانة عرضت على الحيوان فأبى أن يحملها وحملها الانسان كان ظلوما جهولا، فنقول عن إنسان عاقل إذا احترم أخيه الانسان وصان شرفه وحفظ لسانه. لذا قلت نحن اليوم في أمس الحاجة الى دروس وعبر حيوانية.

#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات