أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - القنب الهندي عشبة توصلك إلى الله














المزيد.....

القنب الهندي عشبة توصلك إلى الله


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 22:01
المحور: كتابات ساخرة
    


على خلاف شيوخ القبيلة لم تغر عمي أحمد طقوس التعبد كما تنشرها القنوات الفضائية القادمة من الخليج، ولم يرتدي يوماً لباسا خليجيا حتى ولو هدية من حاج من سكان قريته قادم من الحج، كل هذه الطقوس في نظره لا توصل إلى الله، بقدر ما هي ثقافة شعب خليجي تصلح لهم ولا تصلح لبدوي يسكن شمال افريقيا، لأن الصلاة هي اتصال روحي بين الخالق والمخلوق، أي رفع الوساطة بين الفرد المتعبد والله، وعمي أحمد كان يعتقد بمحض وعيه الفطري أن ممارسة التدين على شاكلة إخواننا في الخليج هو فرض للوصاية، أي للوصول إلى الله ينبغي التدين بالطريقة الوهابية على اعتبار أنها الفرقة الناجية من النار كما قال الرسول من بين ثلاثة وسبعين فرقة. عمي أحمد شخص بسيط في لباسه عميق في أفكاره، يمثل رأسمال ثقافي شفوي جدير بأن يُدوّن مدام يعلم جيدا تاريخ القرية وتاريخ المقاومة.
ظل عمي أحمد يردد في كل مجالسه أو في إجابته على متسائل لماذا لا تقلع عن التدخين؟ وخاصة تدخين "الكيف"، أي القنب الهندي، فيجيب أن القنب الهندي عشبة ربانية طبيعية توصل إلى الله. عندما أستنشقها أصبح فريبا من الله أكثر، أدرك حقيقة وجوده، الله وحده من يعلم قيمتها ولماذا خلقها، فنحن مجرد بشر مخطئون ننفد أوامر الله، فالله أمرنا بالعبادة ولم يجبرنا على طريقة الوصول إليه، يكفي أن تتأمل مسيرة الأنبياء في التعبد، يظهر لك الاختلاف جلي، وظاهر. يضيف عمي أحمد لا أريد أن أحدثكم عن قيمتها من ناحية المرض، يكفي أن تأتي بطفل صغير لا يتراوح عمره ثلاثة سنوات مريض بالشم وهو مرض يعرفه المغاربة، لأنفخ على وجهه فتراه يستيقظ وكأنه لم يكن به شيئا، وهناك من يقول بأنه العديد من الدول تسمح بزراعة القنب الهندي، لأنه يصلح لعلاج داء السكري والسرطان.. عمي أحمد يقدم مثلا بنفسه أنا الآن أبلغ السبعين من عمري ولازلت أدخن ولم أصاب بأي مرض، فقط أسناني هي من تضررت يقول هذا مبتسما، ولحم أسنانه يظهر للحضور، ملطفا الجو بأنه سيعمل على تركيب أسنان اصطناعية لكن زوجته ستغار منه لو فعل ذلك سيصبح شابا من جديد.
أتذكر ونحن أطفال صغار في القرية كيف كان المصلين من شيوخ القرية يمارسون طقوسهم التعبدية خاصة في شهر رمضان، وليلة القدر، يسهرون الليل بكامله، قياما وقعوداُ، لكن أي قيام وأي قعود، قيام في المسجد، وقعودا خارجه، يشعلون النار وعلى لهيب خافت يضعون أبريق الشاي، ويجلسون على الحصير قرب المسجد، ويدخنون الكيف حتى يصبح المزاج جيدا (حتى يتقاد لمجاج بالدرجة المغربية)، ثم يدخلون المسجد، ومنهم من يصلي فقط ركعات قليلة، أي يصلي العشاء والفجر فقط، أما همه هو ليالي الأنس التي يقضيها إلى جانب شيوخ القبيلة، وشخصية عمي أحمد مرحة ينبش الفيقه بكلمة ويقول له هذا حالنا الله يعرفنا ونحن نعرفه، ندخن الكيف لكن نؤمن به، والله خير متسامح، الحقد والكراهية في الجنس البشري، يقدم أمثلة من قصص الأنبياء وماذا حدث لهم من كيد وضغينة.
في الأخير رحم الله عمي أحمد الله يعرفنا ونحن نعرفه فلماذا كل هذه الدماء باسم الرب، الله ليس في حاجة خليفة يسفك الدماء (الآية ..)



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فلك الممنوع .. اليسار المغربي إلى أين؟
- فصل المقال فيما بين العقل المنغلق والمنفتح من اتصال
- فصل المقال فيما بين الفلسفة ورداءة الخطاب السياسي من اتصال
- علاقة المغاربة بداعش .. مقاربة في علم النفس الديني
- سياستنا مريضة في حاجة إلى -طبيب الحضارة-.
- الفلسفات ما قبل الأفلاطونية: قراءة نيتشه أنموذجاً.
- أسس البيداغوجيا الرشدية: أهمية صناعة المنطق في التربية.
- فلسفة الضحك؛ أو كوميديا المدرس.
- تفكيك الخطيبي لخصوصية الجسم العربي عبر الثقافة الشعبية.
- مفهوم الشهادة كتجاوز للكوجيطو الديكارتي.
- المرأة وسلطة القضيب عبر التاريخ.
- حوار على القمم بين طالب فلسفة وطالب متديّن : حول قضايا علمية ...
- مجتمع ما بعد التحرش.
- الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.
- قراءة في كتاب -السلفية والإصلاح-، لدكتور عبد الجليل بدو.
- التأصيل لمفهوم الفضاء العمومي ودوره في استنبات فكر حر وديمقر ...
- حضور الأسطورة في الكتاب المدرسي ودورها في تبليغ الدرس الفلسف ...
- جنس الإنترنيت ووهم اللذة.
- نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.
- فكرة العدالة عند أفلاطون.


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - القنب الهندي عشبة توصلك إلى الله