عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 19:20
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
إن شراسة وحدة التخاطب السياسي الأخير الذي فرضهُ على الساحة الدولية العدو الأول للبشرية والمختفي خلف كل شيئ في المدارس في الجوامع في الكنائس في النوادي في المدن في الأرياف في الجامعات حتى في المقابر لدى الدول المسجلة تحت مسميات الامم المتحدة وتتخذ من نيويورك وجنيف مقرات لها ومراكز إعلامية عند الحاجة . لكن الواقع الحقيقي للعدو فيروس الكورونا الذي فاجئ الكبار قبل الصغار ، وهنا المقصود الدول المنطوية والمعترف بإدعاءاتها انها مدنية؟ " 193 دولة مسجلة لدي الامم المتحدة " جلها تتطلع الى إصدارات وقرارات وبيانات تخص هذا الجيش الجرار الذي يُداهم البشرية جمعاء دون أوامر من احد او بدون قائد !؟ لكن السؤال العنيد يبقى وحدهُ سيد الموقف حول الإجابة عن ما تستطيع الدول تلك تقدمهُ . الحكومات القوية التي تغزو العالم حرباً وليس سلماً وصولاً الى بعضها إكتشافات كالوصول الى القمر نهاية الستينيات من القرن الماضي. وصاعداً حيث تم التوافق على الإكتشافات النووية الخطيرة قد تدمر العالم وربما إضمحلت إمبراطوريات ونمت مكانها دول تدعى المدنية فقط لتنفيذ أغراضها العنصرية الفتاكة .
في الماضي والحاضر والمستقبل نجدها تتنافس لكى تتخذُ وتتصدر الموقع الاول لأي طارئ مهما كان لا بد التعامل مع حالاتهِ من تلك الأبواب والنوافذ النافذة في التسلط والجبروت . لم يُجنب هذا الفيروس المتصاعد اي منطقة في العالم الا وتم التسجيل والإمضاء اليومي للوقائع وللمرور الذي القي بكل ظلهِ ورعبه وخوفه على البشرية مما دفع الكثير من الرؤساء في اجتماعاتهم المعهودة وإبتساماتهم المُصطنعة بإنها سقطت تحت هول احداث الجائحة العاصفة التي ربما تتموج في الهواء بكل حرية تاركة الإنتشار حسب الرياح المنتظرة يكتسح شتىّ الاصقاع بما فيها انتشاراً انسانياً وبشريًا !؟
ماذا أراد دونالد ترامب عندما هاجم منظمة الصحة العالمية إحدى اكبر الوكالات التابعة لمنظمة الامم المتحدة التي تأسست عام 1948 مقرها في سويسرا جنيف .وان المدير العام لها الأن ""الإثيوبي تيدروس ادهانوم غبيريسيوس الأسود"" الذي اعلن عن الذهول التام لما يتم تجاوزه وتناسي ما قد يحصده الداء القاتل من الناس. وقدم عرضا مبسطاً حول تاريخ إنجازات المنظمة متطلعاً الى الوصول للقضاء العاجل على المرض .
" 2،5 مليون " شخص طالتهم الجرثومة وربما حوالى " 150 الف " من الذين لاقوا حتفهم ، والأعداد والأرقام تزداد يوما بعد يوم وساعة تلو الأخرى. خصوصًا في الدول الغنية والمعتادة على الوقوف في وجه اية حالة طارئة سواء كانت بيئية او نتيجة غضب الطبيعة "كالبراكين والتسونامي وخلافهُ " ، او حربية تصنعها الإمبراطوريات اياها ام مرض او وباء داهم.
"" جائحة الكورونا - كوفيد 19 "" غدّت الصدمة والصفعة واللطمة الأولى للمجتمع الدولى الذي يُنادى ويتعامل بكامل الحرية الواسعة في إطار التحكم والتمكن بمقدرات المسكونة او على كوكبنا الكرة الارضيّة حيث يعيش ""7،7 مليار "" من البشر معظمهم او نصفهم على الاقل قد وصلت اليهم بوادر الإنذار للداء الخطير الذي لم يفرق الى اللحظة بين الإنتشار للجرثومة سواء كان في "الصين بلد الإكتشاف والإنتشار والتزايد للبروز " ، في الخارج او حتى في عواصم العمق الاوروبي في "روما إيطاليا ،ومدريد اسبانيا ،وباريس فرنسا ،" او حتى حتى عواصم ومدن أوروبية غربية كانت قد نسيت او محاولة الأمحاء من الذاكرة اعادة القارة الأوربية الى عهود أمراض "الطاعون " على سبيل المثال وليس الحصر ما حصل في "لندن " عندما كانت في اعنف واعتى وضع وارفع مستوى لأسطولها الذي يغزو العالم حتى صارت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس . لرغبتها في الإستيطان والإستعمار والاستبداد والاحتلال . للدول والمناطق التي " تختزن الثروات والخيرات مثل الذهب والنفط والغاز " وصولاً الى مناجم الفحم تحت عمق الاراضي لإمداد اساطيلها . برغم كل تلك الوقائع والاحداث كان الطاعون قد شكل حدثا غريبا ودخيلا ً آنذاك تسبب في موت العشرات من الملايين من تأثيرات المرض وليس من الغزو والإحتلال وخوض الحروب.
أعاد الكورونا الدول المُنتجة الكبرى الى اعادة أولوياتها في التعامل والتعاطي مع هذا"" المسجل الخطر "" الذي يُداهِمُ البشرية جمعاء ويتنقل بحرية ممكنة بأمكانه الدخول الى "ردهات البيت الأبيض" مركز اصحاب اكبر قرار في الولايات المتحدة الامريكية ، او قد يدخل خلسة الى "الكرملين" مقر قيادة الأتحاد السوفييتي السابق والروسي الجديد والحالى بلا سؤال.كذلك مؤكداً كانت قصور ومقرات باريس ولندن ومدريد وروما وبروكسل مقر الناتو قد ترافقت وتلقت الصفعات الغير متوقعة على الإطلاق في مداهمتها في عقر دارها لتلك الأحجام في التوخى والخوف والحذر حتى وصلت أعداد الضحايا في مراكز وملاجئ العجزة الى مستويات إستدعت الإستنفار للطواقم الطبية ،
من عدوة هذا الذي يأخذ بلا إستأذان ويحصد الارواح بلا نظر الى اهمية ومقدرة ورفعة وكبر وعلوّ شأن ضحاياه!؟
دونالد ترامب يحارب الصين اليوم ويتهمها بإنها اقدمت على " توريد اي إصدار " الجرثومة الى الولايات المتحدة الامريكية رداً على التأكيد الصيني نتيجة الأبحاث لمكافحة المرض بإن الجرثومة قد تم العثور على ثوابت مؤكدة ان الأمريكان هم من ارسلوا بداية بوادر الجرثومة الى بلاد ""السور العظيم للصين "" وبلاد الكتاب الأحمر وبلاد ""ماو تسي تونغ"" .
لم يُسجل على مدى التاريخ منذ الحربين الاولى والثانية العالميتين الكبيرتين حيث تشكلت وقائعها اتجاهًا متواصل بين عقد واخر . ولم يتم إقفال أماكن العبادة الكبرى التي يزورها المؤمنون وكافة الناس في مواسم "الحج" المتوقع إلغاء كافة المراسم حسب التقديرات الأولية . وإن ما اقدمت عليه الدول اليوم في زرع بقايا الحصار والتوهم والتوخى من الكورونا هو تمام إقفال "مكة " هذا العام امام حجيجها الى اللحظة . وهناك من يرى في إقفال "حاضرة الفاتيكان" التي تم إلغاء مراسم البهرجة في هذا الموسم كدليل أساسي عن انتظار غير مسبوق للتوقعات من "انتشار الألام فوق الألام السابقة" للمسيح. غياب الإبتهالات الان عن المراكز المهمة الدينية المسيحية ربما تصبح في المستقبل القريب كخطة لا يمكن تجاوزها ويجب التعامل مع الكورونا بكل حيطة وحذر حتى لو ادى ذلك الى غياب ""العظات ،والخطب ،ورجرجة الرؤوس والهامات "".
كما ان المفارقات الكورونية المستحدثة هي التطورات السريعة في قضية الحصار المفروض على ايران من قبل الولايات المتحدة الامريكية والغرب بشكل عام .
ها هي ايران تعاني الامرين من نفس المرض العصري الحديث الذي ادى الى حذو اتخاذ إجراءات للخطر الداهم منها منع التجوال حتى وصولاً الى إلغاء الاحتفالات في المراقد حول مراقد الأئمة.
مما كان ملحوظاً بعد ما تم التواصل مع السفارة السويسرية في طهران كونها تمثل تصريف الاعمال والتواصل مع واشنطن . الى ان ابرق المرشد الإيراني الى دونالد ترامب في التمني عليه في رفع الحصار الإقتصادى عن ايران رأفةً في الارواح التي تُزهقُ وتزداد بعد ازمة مرض الكورونا .
نستخلص في ختام هذا العرض حول عدم الوثوق بتلك الأنظمة كافة المصطنعة التي تغارُ على سلطتها واستبدادها في ممارستها لكل الأساليب ومنها ضخ الميزانيات للأنتاج للسلاح الفتاك النووي وغيرهُ.
في سبيل البقاء والسيطرة والهيمنة وفرض كل الغالي للبقاء في صوامع السلطة من منظار القوة .
ماذا فعلت القواعد العسكرية الضخمة للولايات المتحدة الامريكية المنتشرة هنا وهناك لمصالح امنية، ولغيرها من الدول الإستعمارية.
ها هم الاهالى للجنود يتوسلون في السماح لهم للعودة السريعة والغاء اعتبارهم احجاراً للعبة الشطرنج التاريخية المزمنة .
من اهم مكافحة الوباء "" الحجر المنزلي"" والإنزواء كرد مفروض لمقاومة هذا الدخيل علينا لكي لا يفوتنا قطار العمر .
ان اللعبة الأليمة مع الكورونا هي كيفية التسامح والصفح والعمل على تواصل مشترك لإيجاد مسالك حديثة بعد كورونا يعتمدها كبار الخبراء في نفوذهم تحقيق العدالة للجميع بإقل الخسائر لصون وإحترام الإنسان والنوع الآدمى للبشرية جمعاء . اثبتت قوة الجرثومة بأنها قد تصيب الكائنات البشرية وربما الحيوانية والنباتية وقد يتحول العالم الى صحراء خاوية او مُحيط تغرق الناس في مياههِ الضحلة .
فلذلك ماذ ننتظر وماذا يؤخرنا عن الإعتذار للأخطاء الجسيمة الماضية المنسية والحاضرة المغيبة والمستقبلية المجهولة.
عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 19 / نيسان / 2020 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟