أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس














المزيد.....

اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


هل أنا مصاب ب" كورونا" حقاً؟
قلت ذلك في نفسي
وأنا أسعل، بحدة، وثمة احتقان وحساسية في حلقي وأنفي وضيق نفس شديد!
لا الأمر ليس مناماً أو كابوساً
كل أهل البيت بدؤوا يعلمون ذلك:
راجع غداً طبيبة البيت!
لا لن أراجع إنه الزكام فحسب
لأنه الزكام، عليك الذهاب الليلة أو غداً إلى الطبيب؟
كنت أخفي في داخلي خوفاً عظيماً إلا أنني ظللت أواجههم بابتسامة ماكرة:
لاتخافوا، فقط، ابتعدوا عن غرفتي ولاتقتربوا مني إلا وأنتم مكممون!
كيف التقطت الفيروس؟
أتذكر، أنه وإلى وقت قريب كان الحديث من قبل أي منا عن إصابته بالزكام- ولاأقول الأنفلونزا- أمراً في منتهى العادية، يجلس المصاب بيننا: يسعل. يعطس، و سائل المخاط يسيل من فتحتي أنفه، يتمخط في منديله الفلكلوري، أو محارمه الورقية بعد أن انتشرت، بينما هو يواصل حياته اليومية معنا في العمل، أو في المدرسة، أو البيت، أو المقهى، أو المطعم، وقد لايفكر كثيرون منا بترك مسافة أمان بينه والمريض، في ذلك الوقت الذي لم نكن كعوام نعرف شيئاً عن التلقيح الاستباقي السنوي لمقاومة- الرشح- الذي تعرفنا عليه في أوربا، ولأخصص: تعرفت شخصياً عليه في ألمانيا، بعد أن لجأت إليها، بل بعد أن تعرفت فيها على الرشح الحقيقي الذي لا أتذكر أنني أصبت به يوماً ما في الوطن، ولا في الخليج، إلا ذات مرة عندما عدت من ألمانيا إلى الإمارات وأنا أنال- شرف- الإصابة بسهام أول فيروس للرشح استغرق أسابيع، وليكون الشهرالعاشر في السنتين التاليتين بعد أن استقررت في ألمانيا محطة التحدي الزمني في حياتي، مع هذا الفيروس الأوربي اللعين الذي لاتفاهم معه، قبل أن تقول الممرضة الكردية نباز ابنة دهوك:
مام- أي ياعم- خذ إبرة لقاح هذه السنة! لأواظب على ذلك منذئذ وحتى الآن، أي منذ سنتين، فحسب، فيمربي الفيروس مرورالكرام، وأقول:
لولا اللقاح لكنت الآن طريح الفراش
مقاومتك ضعفت
لا اللقاح خفف الإصابة
بعد سماعي، كغيري، من بين سبعة مليارات إنسان في العالم أنباء انفلات فيروس كوفيد19 خارج جدار الصين العظيم، بدأت أحسب حسابي، على صعيد البيت، وعلى الصعيد الشخصي، ولكن ليس على نحو جدي إلا بعد انتشار أنباء وصول الفيروس إلى معقلنا الألماني الجديد، إذ بدأت أعد العدة، وأسمع كلام زوجتي وبناتي وأولادي:
لاأحد غيرك يأتينا بالفيروس
فنضحك
إلا أنني عاهدتهم أن أرابط في الدار، ولاأغادرها، إلا لموعد مع طبيب أو جهة رسمية، وعندها فإن لاحول لي ولاقوة-وسأتوكل على الله- كما يفعل الآخرون، وبدأت أغوص في قراءة ومتابعة أخبار كيفية تسلل الفيروس المخادع بن المخادع ، قاضض المضاجع، ومقتحم المخادع، لأعرف سيرته، وأصله، وفصله، تفصيلاً أكثرمنه، وأكثرمن مصدره إن كان ابن زنى مخبري- على ذمة جماعة عقلية المؤامرة الدولية- لأنني لما أزل أراه مسلطاً من لدن الله علينا، نتيجة إهمالنا كبشر لبيئتنا، ونظافتنا، وتعاملنا. قلت لهم:
انظروا، بعد أن خيم شبح كورونا على العالم غدت السماء صافية، وبدأنا نرى النجوم. الشمس باتت أجمل. القمر بات أجمل. الهواء بات أنظف!
هل أنت مصاب بكورونا
قالت ابنتي
لا، إنه زكام يابنتي
لوكنت أشك بأنني مصاب بكورونا لخرجت من البيت
هل كنت ستدخل المشفى
إجراءات تعامل المشافي مع المرضى باتت مرعبة.
قلت في نفسي:
هناك غرفة أو مستودع - الكراكيب-أوالكيلر في قبو المبنى يمكن المرء أن ينظفها ويعزل نفسه فيها، وكأنه في سجن، بعد أن يأخذ ما يلزم من مؤونة
الجيران لن يقبلوا، لأن لكل منهم مستودعهم، وهم لطالما ينزلون إلى مستودعاتهم في القبو لاستخراج أو إيداع غرض ما
لكنك يا بابا لم تخرج
كيف التقطت الفيروس؟
جاء عامل الصيدلية وسلمني- علبة دوائي في كيس ورقي- التقطه من يده أحد الجيران وسلمنيه بحذر، ورميت الكيس الذي وضعوه فيه في سلة المهملات. ركضت إلى الحمام غسلت يدي، ولكني عدت وفتحت العلبة، وتناولت حبة، وخيل إلي أن يدي شخص أو أكثر لمست علبة الحبوب
عندما طلبنا الدواء لم يكن متوافراً في الصيدلية فطلبوه من صيدلية أخرى
أنا أشك إذاً لن يفلح فيروس كورونا
كما أنني فتحت علبة البريد، وحملت مغلفاً وردني، وفضضته قبل أن أقطع مسافة خمسة عشر متراً من علبة البريد إلى شقتنا في الدورالأول!
ألم تغسل يديك بلى
ربما الفيروس اخترقت مسامات يدي!
لكنك، أبي، سلخت جلد يديك نتيجة غسله بالماء الحار، وتعقيمه. أنت أكثرنا حذراً
هل تعاني من ارتفاع الحرارة
لا
لم إذاً، كنت تهذي وتصرخ في نومك لقد هرعنا جميعاً صوبك؟
لأن أعراض الكورونا تشبه أعراض الرشح التقليدي
لاأدري، كيف نمت ليلتي، لأستيقظ، وأراني مربوط اليدين إلى السرير، وثمة ممرضون يريدون إخضاعي للتنفيس الاصطناعي
ألم تقل وسائل الإعلام: إنها طريقة إعدام؟!
أفتح عيني، أنظر جيداً لما حولي. أضحك. أضحك. أضحك مني:
لا، لا. إنها أنفلونزا عابرة، لاأكثر..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا يدخل بيتنا
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
- حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!
- منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
- من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...
- محاكمة أولى لدولة عظمى الصين في قفص الاتهام
- الكاتب في محنته الكبرى: وجريمة إعدام الآخر لذنب لم يرتكب
- سجون ومعتقلات الدكتاتور كورونا رؤساء وقادة ونجوم وهامشيون!
- في حرب كورونا الكونية العظمى أطباء وممرضون وطواقم صحية مقاتل ...
- مانفستو عالم رهن الانهيار كرة أرضية تتقاذفها أرجل فيروس لامر ...
- خلطة أمي لمعالجة كوفيد19
- السياسي الكردي وضرورة المراجعة الصادقة..!
- كورونا وأسئلة الوجود والعدم غياب دارالعبادة وحضورالله


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس