شد الاحزمة

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1581 - 2006 / 6 / 14 - 08:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

شد الاحزمة .. شعار وجد مع وجود هذه الأمة وتناقلته اجيال وأجيال، ودفع ثمنه الملايين من ابناء هذا الشعب .. جوع وبؤس وأوبئة وامراض وقتل جماعي من أجل عروش نصبت على جماجم هذا الشعب .
شدوا لاحزمة .. ياأيها المحاصرون تحملوا عبء المؤامرات والدسائس والخطط الخمسية واعياد الميلاد ونشرات الاخبار وحوادث المرور والمآتم وقوافل الشهداء والمعدومين والمفقودين وضحايا المقابر الجماعية .
شدوا الاحزمة .. فالكهرباء ستستقر قريباً جداً - على هذا الحال - وسيصبح قطع الاعناق المبرمج يناسب الكثافة السكانية والنوعية والطبقية وحسب الابجدية والافضلية والمحسوبية والنسبة والتناسب وجدول الضرب على الرؤوس التي لا تقبل التغيير ورفاهية الديمقراطية .. وستوزع الحكومة النظارات الطبية مجاناً على اولادكم الذين لم ينهوا دراستهم الابتدائية والثانوية والجامعية لانها السبب في قصر نظرهم للمستقبل وللعملية السياسية وعدم تقبلهم لتغيير الجذري من السيء - الى الأسوأ - عهد اللالة والجولة !!
شدوا الاحزمة .. فالحصة التموينية مهددة بالانقراض .. قطاع الطرق والسلابة واعمال النهب المستمرة والصفقات الجانبية والهامشية والفساد الاداري الذي أصبح أحد مرادفات العملية الديمقراطية وأحد افرازاتها الخيرية ..
الغاء الحصة التموينية أفضل من بقائها .. فلا الطحين صالح للأستهلاك البشري والحيواني ولا الشاي يصلح لايقاظ ما افسده الدهر .
شدوا الاحزمة .. حتى تلتصق بطونكم علىظهوركم ولتصبحوا أنحف شعب في العالم .. وستدخلون سجل غينيس للأرقام القياسية لانكم تملكون أنحف خصر في العالم لا يطاله خصر هيفاء وهبي أو شارون ستون .
سنحل مشاكلكم ياأيها الشعب الصابر المجاهد .. سنخصخص أمور حياتكم وسنعمل على ترقيع جيوبكم ولملمة جراحكم وسنلغي الفساد الاداري ومسبباته - الحصة التموينية - لانها السبب الرئيسي في هذا الفساد إذ ان - دسامة - مفردات الحصة فتحت شهية ضعاف النفوس للتقاتل عليها ولفلفتها عليكم .
اعينونا ياأبناء شعبنا في أن تشدوا احزمتكم وتشدوا أزرنا فنحن بدون شد الاحزمة لا نقدر ان نكمل مشوار التغيير والقضاء على البطالة والعنف والقتل والخطف والدمار والابادة الجماعية والجوع ..
شدوا الاحزمة .. فالفساد الاداري انهككم ونخر الدولة العراقية واستشرى في مفاصلها وسنحاول ان نعالج هذا السرطان - وعلى مراحل - والذي ينتشر بصورة مخيفة في كل مجالات الحياة .. تحملوا وصابروا .. فأنكم شعب صلب، شجاع، اثبتم قدرة التحمل على المصائب والنوائب والحصارات بأنواعها، الغذائية والدوائية والعلمية والطبية والعمرانية والثقافية والسيكولوجية والعسكرية والبيولوجية والانثروكسية وعلب الماكنتوش والكيت كات وأقراص الفياجرا وحبوب منع الحمل وغيرها ..
شدوا الاحزمة، فتضحياتكم من أجل مستقبل اجيالكم، التغيير سيوفر حياة حرة كريمة لاحفادكم وسينعمون بالكهرباء بدون برمجة او بهرجة او تعكير مزاج والماء الزلال سيدخل صنابير بيوتهم مباشرة وستوزع الحصة التموينية المحسنة والتي تشمل اللحوم الحمراء والبيضاء والاجبان ومواد التجميل وقناني البيبسي كولا ومئة دولار لكل مواطن بدل عدوى انفلونزا الطيور وستلغى قوائم الكهرباء - النارية - التي استنزفت جيوبكم رغم ان رائحة الكهرباء يتنفسها المواطن من افواه المسؤولين عن هذا القطاع الكسيح الذي فقد قدرته عل الصمود ..
شدوا الاحزمة .. واحزموا امتعتكم ان كان هناك متاع كافٍ او اوقية طحين غير ملوثة ببرادة الحديد ليوم الضيق واستعينوا بالصبر ياأيها المحاصرون في كل زمان ومكان يحاصركم الصديق قبل العدو ..
شدوا الأحزمة ياأخوتنا في الايمان .. ولتكملوا مشوار حياتكم وسيكتب التاريخ على صفحاته بأنكم الشعب الوحيد الذي استطاع ان يطبق سياسة شد الأحزمة على مر العصور ولم يرخ جانباً أمام مؤامرات الاعداء ومزاجيات صناع السياسة والتغييرات الجذرية والثورية في زمن اللاأنسانية والعنجهية والطغيان .

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل