أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - نأسف لما فعله السفهاء يا حماة الوطن والأرواح.














المزيد.....

نأسف لما فعله السفهاء يا حماة الوطن والأرواح.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا لشقيقة النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية تعترف فيه بكون بنكيران رئيس الحكومة السابق والعثماني رئيس الحكومة الحالي تدخلا لدى وكيل الملك لإطلاق سراحها إثر اعتقالها بتهم خرق الحظر الصحي وعدم ارتداء الكمامة وإهانة موظف أثناء مزاولة عمله . ولم تكتف المعنية بالكشف عن الأطراف المتدخلة لفائدتها ، ولا بإقحام القصر الملكي في عملية الإفراج عنها، بل شتمت عون السلطة الذي طبق قانون الحظر الصحي في حقها متوعدة إياه بالانتقام منه . لم يشكك رئيس الحكومة ولا أمينة ماء العينين في مصدر الشريط ، ما يعني الإقرار بحقيقته وإن نفيا أي تدخل .أيا كان الأمر ، فالشريط يستدعي إبداء الملاحظات التالية :
1 ــ إن السلطات العمومية قامت وتقوم بواجبها لتطبيق الحظر على جميع المخالفين أيا كانت مراكزهم وأوضاعهم المهنية أو الاجتماعية .والواقع يشهد أنها اشد حرصا على حياة وسلامة المواطنين منهم أنفسهم .الأمر الذي يستوجب التنويه بالجهود والشكر على التفاني والتقدير لروح المواطنة العالية في مواجهة خطر الوباء .
2 ــ إن التهم الموجهة إلى المعنية لا تتعلق فقط بخرق الحظر الصحي بل بإهانة موظف أيضا، ما يضع علامة استفهام حول قرار الإفراج عنها بكفالة 1500 درهم فيما مئات من الحالات تُتابع في حالة اعتقال .
3 ــ إن الإفراج عن المعنية بتدخل من رئيس الحكومة وجهات أخرى ،وفق ما جاء في التسجيل الصوتي ، هو تعطيل للدستور الذي ينص على مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون وضرب لاستقلالية القضاء وخرق للفصل بين السلط . فأن يتدخل رئيس الحكومة في اختصاصات القضاء ليس له من معنى سوى تكريس وضعية اللامساواة بين المواطنين وتشجيع للاعتداء على رجال السلطة وإهانة موظفي الدولة .
4 ــ إن تهديد عون السلطة بالانتقام منه فقط لأنه قام بواجبه يضرب أسس دولة الحق والقانون وفصل السلط ويهز ثقة المواطنين ، وخاصة نساء رجال السلطة ، في الدستور والقانون والمؤسسات ؛ الأمر الذي من شأنه أي يضعف من مردوديتهم ويُشعرهم بانعدام أية حماية قانونية لهم سواء أثناء مزاولة وظائفهم أو بعدها. فإذا تسربت الخشية إلى نفوس رجال السلطة من ألا تحميهم سلطة مؤسساتهم فكيف سيكون عليه شعور بقية المواطنين ؟
5 ــ إن تدخل قيادة الحزب الذي يقود الحكومة في ملف شقيقة ماء العينين هو ضرب لأسس المواطنة وقيمها التي ناضل الشعب المغربي من أجل دسترتها وإقرارها على مدى عقود ، وعودة إلى عهود الاستبداد التي قطع معها المغرب . وطبيعي أن يحنّ البيجيدي إلى تلك الحقبة التي شرْعَنها وعرَض قادته خدماتهم لترهيب المواطنين ، وكذلك فعلوا في أكثر من مناسبة أو محطة تاريخية.
6 ــ إن الشريط الصوتي يسائل قيادة الحزب في مشروعها المجتمعي الذي تحمله وأوضاع حقوق الإنسان والمساواة في المواطنة ، كما يسائلها عن مدى التزامها بالمرجعية الدينية التي تأمر بالعدل ولو "كان ذا قربى". أكيد أن السلطة واستغلال النفوذ لا يخضعان للأوامر الدينية ولا للمبادئ الدستورية ، وهذا الذي سبق وأعلنه بنكيران بعبارته" لن نسلمكم أخانا" في تحد صارخ للقانون وللعدالة . واليوم يثبت أنه وفيّ لهذا التوجه التبخيسي للمؤسسات الدستورية .
7 ــ إن التهديد بالانتقام من عون السلطة يكشف عن تغوّل البيجيدي في مفاصل الدولة وصارت له أذرع يعبث بها ويبطش . فهو بهذا التغول خلق دولة داخل دولة وجعل أتباعه فوق القانون لا تسري عليهم النظم والتشريعات التي تسري علي بقية المواطنين . إن العبارة التي تفوّهت بها المعنية متوعدة عون السلطة " الله ينعل جد بوه الكلب..غادي نخرج على مو غير بلاتي " تؤكد هذا التغول والتمدد للحزب مما يحذر من خطورته على التعاقد الاجتماعي والدستوري وكذا أجواء المصالحة والثقة الحاصلة بين المواطنين والدولة بكل أجهزتها في ظل المعركة ضد وباء كورونا المستجد.
بعد هذا الشريط الصوتي الذي يفضح المستور هل تبقى من مصداقية لشعار "العدالة" الذي يرفعه الحزب ؟ لا يمكن للحزب أن يحدّث المواطنين عن العدالة وهو أول من عقرها في قضية ما كان لها أن تحصل لو أن أعضاء البيجيدي يشعرون أنهم متساوون في المواطنة مع بقية أفراد المجتمع .ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ما دامت عقائد الحزب ومرجعيته الإيديولوجية لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا تدين بالولاء لمؤسساتها وهم الذين دافعوا وانتصروا لمصالح تركيا الاقتصادية ضدا على مصالح المغرب وهاجموا كل من خالفهم الموقف والولاء . ومهما حاول الحزب التنصل من تدخل قيادته في ملف المعنية ، فإن الشريط في حد ذاته اتهام ودليل إثبات . أما التذرع بكون المعنية تعاني اضطرابا نفسيا فليس سوى محاولة يائسة بعد موجهة الانتقادات والغضب التي أثارها الشريط في مواقع التواصل الاجتماعي .فواقعة الشريط تقتضي من النيابة العامة فتح تحقيق عاجل لطمأنة عموم المواطنين على استقلالية المؤسسات وفعاليتها في ضمان الحقوق وكذا رد الاعتبار لعون السلطة وكل نسائها ورجالها الذين يواجهون الوباء بأرواحهم نيابة عنا وحماية لأرواحنا .جهود يقدرها الشعب المغربي ويثني على تفاني الأطر الأمنية والصحية والتعليمية في أداء الواجب الوطني والإنساني خدمة للمصلحة العامة .فشكرا لكم جميعا على تضحياتكم ونأسف لما فعله السفهاء .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الوزارة عن العنف الزوجي في زمن الكورونا.
- أبعدوا العثماني عن تدبير أزمة كورونا .
- الجماعة تختار أسلوب الابتزاز وتصفية الحسابات في زمن كورونا.
- المغرب الذي نريد ما بعد جائحة كورونا.
- حِكمَة الملك وغباء رئيس الحكومة .
- قفّتُكم فرصتنا .
- تفشت كورونا فعلّق العثماني الموظفين.
- كورونا يكشف عن كورونات بشرية أخطر.
- الخطر الوبائي والتوظيف الإخواني.
- أوقفوا مؤامرات الإسلاميين ضد الدولة والشعب.
- كورونا يفضح مصاصي الدماء وعديمي المروءة والوطنية.
- الإرهاب في زمن الكورونا.
- أوقفوا الإرهابي-أبو النعيم- فقد تجاوز المدى.
- يا ليت رئيس الحكومة ما نطق.
- في الأزمات تظهر أصالة الشعوب.
- جماعة العدل والإحسان والاستثمار في الجائحة.
- أين مُحرّمو قروض -انطلاقة- من أرباح شركات المحروقات؟؟
- البيجيدي يوظف التراث الفقهي البائد لمناهضة حقوق المغربيات.
- يتاجرون بالدين الوطن والإنسان وحتى بالحشيش.
- هل بنكيران والبيجدي مَلَكِيان ؟؟


المزيد.....




- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة
- -المسجد الإبراهيمي بين عراقة التاريخ وتحديات التهويد- انتصا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - نأسف لما فعله السفهاء يا حماة الوطن والأرواح.