أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سعيد الكحل - في الأزمات تظهر أصالة الشعوب.














المزيد.....

في الأزمات تظهر أصالة الشعوب.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 02:59
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


خلفت الإجراءات الاحترازية المتتالية التي اتخذتها الحكومة المغربية (إغلاق المؤسسات التعليمية ،وقفت الرحلات الجوية من وإلى عدد من الدول الأوربية ، منع التجمعات والمواسم ...) ذعرا لدى فئات من الشعب تحول إلى هستيريا شراء وتخزين المواد الغذائية لدرجة نفاذها من الأسواق الممتازة والمحلات التجارية في أجزاء من الساعة . سلوك مرفوض من أساسه لأنه يعبر عن خلفية ثقافية ارتبطت بفترات المجاعة والسيبة حيث تتعطل قيم المواطنة وتغيب المصلحة العامة. من المفروض ،في مثل هذه الظروف ، أن تغيب الأنانية وتتغلب الأثرة والغيْرية ويستحضر المواطنون تجارب الشعوب مع الأزمات والظروف الاستثنائية . لكن الواقع الذي أفرزته جائحة كورونا كشف عن حقائق مرّة على الدولة وكل مؤسساتها أن تراجع سياساتها التربوية والإعلامية والدينية والثقافية مراجعة جذرية تجنبا للأسوأ لا قدر الله. فمن خلال هوس المواطنين "بالنهب" القانوني للمواد الغذائية بالأسواق الممتازة والمحلات التجارية يمكن تحذير الدولة من التالي:
1 ــ هستيريا التسوق وجنون التخزين صارا سلوكا شبه عام وميولا جماعيا خرج عن التحكم فيه من طرف المواطنين أنفسهم الذين اجتاحهم سُعار "نهب" محتويات المحلات التجارية وكأن البلاد في حالة مجاعة أو حرب لم يعد للدولة وجود . فالوازع الديني والحس الوطني فقدا أي مفعول على سلوك وتفكير فئات واسعة من المواطنين الذين اختلطت عليهم الأمور فتوهموا أن قرار إغلاق المدارس يسري على كل المحلات التجارية والإنتاجية.
2 ــ استعداد المواطنين لممارسة كل أساليب النهب والتخريب في حالة اضمحلت الدولة أو انهارت لا قدر الله. ذلك أن الهوس الذي استبد بالمواطنين لتخزين المواد الغذائية قادر على أن يحوّلهم إلى مخرِّبين وقطاع طرق ينهبون كل شيء امتدت إليه أيديهم . ومعنى هذا أن المواطن المغربي مستعد للعودة إلى حالة الطبيعة وانعدام القيم والأخلاق والقانون . فندرة المواد الغذائية أو افتقادها في السوق أو غلاء أسعارها سيزيد من ذعر المواطنين ويؤجج سخطهم على الدولة التي لم تعد قادرة على حماية قدرتهم الشرائية وتركتهم فريسة للمحتكرين والمضاربين.
3 ــ أي تساهل مع هستيريا التسوق والتخزين سيترتب عنها استغلال التجار لارتفاع الطلب باحتكار السلع ورفع أسعارها الأمر الذي يزيد المواطنين ذعرا وهلعا مما يفقدهم الإحساس بالأمان ويدفعهم إلى الإقدام على أي سلوك يرونه كفيلا بتأمين ما يحتاجونه من مُؤن ، فيتساوى لديهم الحق والعنف ، المشروع واللامشروع.
إن المسؤولية المباشرة تقع على عاتق الحكومة التي عليها أن تتخذ الإجراءات التالية :
أ ــ طمأنة المواطنين عبر البلاغات اليومية على وجود المواد الغذائية بوفرة وتنوع في كل المتاجر والأسواق والمحلات التجارية .
ب ــ توعية المواطنين بالانعكاسات السلبية لهستيريا التسوق على مخزون المحلات التجارية وعملية تزويدها بالمواد الاستهلاكية وكذا الأسعار التي يرفعها المضاربون والمحتكرون .
ج ــ وضع خط أخضر جديد أو تفعيل السابق ، الذي ثبتت عدم جدواه، رهن إشارة المواطنين للتبليغ عن الزيادات غير القانونية في الأسعار أسوة بالخط المخصص للتبليغ عن الرشوة مع تفعيل لجان المراقبة وزجر الغش للقيام بمهامها في مجموع التراب الوطني.
د ــ إعداد برامج ووصلات إشهارية عن وفرة المواد الاستهلاكية بالمحلات التجارية لطمأنة المواطنين مع تحذير المضاربين والمحتكرين بالعقوبات المشددة ضدهم.
هـ ــ إجبار إدارات الأسواق الممتازة والمحلات التجارية بتحديد كمية المشتريات من كل منتوج حتى يتأكد المواطنون من حماية الدولة لهم من أي استغلال أو احتكار .
و ــ تحسيس المواطنين بأهمية قيم التكافل والتعاول والتضامن بينهم في مثل هذه الظروف التي تستوجب ترشيد النفقات الأسرية .
ز ــ إطلاع المواطنين على تجارب بعض الشعوب في التعامل مع فيروس كورونا ، وخاصة التجربة الصينية التي نجحت في تجاوز الخطر وتطويق الفيروس. ومن إبداعات الصينيين ، على اختلاف دياناتهم بمن فيهم المسلمين: اقتناء فقط ما يحتاجون من المواد الغذائية ، فتح مطاعم والتبرع بالوجبات ، التطوع لتقديم الخدمات لكبار السنة أو من هم في حاجة إلى مساعدة ، الالتزام بالتعليمات والنصائح الطبية.
إن الدرس الذي على الدولة استخلاصه من جائحة كورونا وانعكاسها على المجتمع وسلوك المواطنين هو مراجعة البرامج التعليمية والإعلامية والدينية لإشاعة قيم المواطنة وتربية النشء عليها حتى يستعيد المجتمع تماسكه ويقوي لحمته لمواجهة النزعات الفردانية المدمِّرة خصوصا في الأزمات والظروف العصيبة.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والإحسان والاستثمار في الجائحة.
- أين مُحرّمو قروض -انطلاقة- من أرباح شركات المحروقات؟؟
- البيجيدي يوظف التراث الفقهي البائد لمناهضة حقوق المغربيات.
- يتاجرون بالدين الوطن والإنسان وحتى بالحشيش.
- هل بنكيران والبيجدي مَلَكِيان ؟؟
- لا تُفاخِر بما ليس لك فضل فيه السي العثماني.
- حبل الكذب يلف عنق بوليف.
- فتوى بوليف وتواطؤ الإخوان .
- -أطردوا الفقهاء من حياتنا اليومية-.
- حين تكون -قلوب وسيوف- البيجيدي مع الأردوغانية.
- أسْلمة المسيرات إساءة للقضية الفلسطينية.
- مؤتمر الأزهر وتكريس منظومة التطرف الديني.
- بلاغ وزارة الأوقاف أقبح من الزلة.
- حين يوظف بنحمزة إمارة المؤمنين لخدمة الوهابية.
- من يحرّر الجامعات من قبضة الإسلاميين ؟
- متى تكفّ الجزائر عن معاداة الوحدة الترابية للمغرب؟
- الخوانجية ملّة واحدة.
- لما يعطّل البيجيدي القانون بمباركة من بعض القضاة.
- ولاء الإخوان لأردوغان ضد مصالح الوطن.
- خلفيات مهاجمة الريسوني للحموشي.


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف دبابات في الريف الغربي للسويد ...
- مصر: تسجيل صوتي منسوب لوزير النقل ينتقد فيه -هشاشة البنية ال ...
- دولة جديدة تلوح في الأفق، ماذا نعرف عن استقلال كاليدونيا الج ...
- نتنياهو يرفض خطة إقامة -مدينة إنسانية- جنوبي غزة ويتّهم حماس ...
- بين الذاكرة والمخاوف: -لبنان الكبير- والتحديات القادمة من -ب ...
- الأنظار تتجه إلى بروكسل.. اجتماع دولي يضم وزيري خارجية فلسطي ...
- حدثان أمنيان في غزة ووسائل إعلام إسرائيلية: العثور على جثة ج ...
- فرنسا: إلقاء القبض على سجين فر من سجن بضواحي ليون داخل حقيبة ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو أطال الحرب لدوافع حزبية
- تردي الوضع الصحي لحسام أبو صفية في سجون الاحتلال


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سعيد الكحل - في الأزمات تظهر أصالة الشعوب.