أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - تأملات في زمن الكورونا (٣)














المزيد.....

تأملات في زمن الكورونا (٣)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 01:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-٤٧
300 ألف سنة والإنسان يدب على وجه الأرض ولم يستطع ترويض الطبيعة بعللها وظواهرها الفتاكة والمدمرة (الأمراض، الأعاصير، المجاعات..)، أبدع دينيا واسطوريا وفلسفيا وعلميا، ولكن لا هذه أو تلك روضت الطبيعة وبقي الكون مجهولا، سواء تعلق الأمر بالكون الميكروسكوبي (الذرات، الفيروسات، الكوارك)، أو الكون الماكروسكوبي (المجرات، الثقب الأسود)، الفيلسوف التوحيدي يقول: لقد أشكل الإنسان على الإنسان والآن لقد أشكل الإنسان على الطبيعة، لم يعد الإنسان مفهوما ولا الطبيعة مفهومة، ولذلك بقي سؤال يحيرني: هل من الممكن أن تصعد بعض الحيوانات وتحتل عرش الإنسان ؟ وهل هي قادرة على ذلك ؟ أم علينا أن ننتظر نزول كائنات من الفضاء مثل الانوناكي* من السماء لقيادة الأرض لفهم الطبيعة كما جاء في الأسطورة البابلية والسومرية ؟
------
* تحكي الأسطورة البابلية أن كائنات نزلت من الفضاء تدعى انوناكي، أخرجت النهار من الليل وزرعت الأرض ، و اغدقت الخير والمال على الناس، وأحلت العدل.
-٤٨
ما يبعث على الحيرة، هناك الكثير من القلوب في العالم الإسلامي تدعو الله من أجل إيجاد علاج أو لقاح للكورونا صباحا مساء. وهذه القلوب تقول لك:(لا يجوز الدعاء على ضحايا الكورونا غير المسلمين). القلوب المسكينة هذه التي ينتمي عقلها إلى عصر ابن تيمية في القرن 13 لا تعرف أنها ملقحة بلقاح العالم الفرنسي لويس باستور وبفضل علمه صرنا محصنين من أمراض كثيرة. ولعلكم تلاحظون الآن كم تقيدنا نصوص ترجع إلى عصور ولت. افتحوا النوافذ قليلا !!
-٤٩
كيبقا يتساءل محمد أركون في الصفحة 296 من كتابو( نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية ): علاش اليهود قدرو الفيلسوف ابن ميمون ورفعو من الشأن دالو وتبنوه كمعلم فكري وروحي لليهود في العالم وحنا مازلنا نعادي علماءنا ومفكرينا بحال الطبيب والفيلسوف ابن رشد، كيقول محمد أركون أنه : في الجزائر و في السبعينات سمعت بأذني شيوخ الإسلام مثل البوطي ومحمد الغزالي يلعنون ويدينون مفكر قرطبة الكبير ابن رشد قاضي القضاة (نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية ص 292). وأنا سمعت بأذني في القرن 21 من سلفيين يقولون بأن ابن رشد غير مسلم مخاصش الشباب يقراوه . شفتو المفارقة .
-٥٠
صرخة الأم (ج) تدمي القلب، تحرك اللواعج المدفونة والمنسية والثاوية في اللاشعور، نقبت عن كلمة البتر في معجم المعاني، فوجدت أنها تعني الاستئصال والنزع، إن الصرخة تعبر عن كينونة منزوعة وعن وجود مستأصل، اليد يا صديقي هي التي أخرجت الإنسان من إسار الطبيعة إلى حضن المجتمع، من العالة على الآخرين إلى الاستقلالية وأي حياة في ظل يد مبتورة؟ وأي شغل واليد مستأصلة؟ لكن التعبير الدال والقوي وجدته في معجم روبير الفرنسي، لقد عثرت على كلمة la coupure التي تعني: (la Blessure faite par un instrument tranchant) : (جرح ناجم عن أداة حادة)، أيها الجرح الذي طاوحته السنين، لست جرحا فيزيقيا وحسب، إنك جرح عابر للتاريخ واللاشعور والمجتمع والجندر، فصرت جرحا اجتماعيا وسياسيا. إنه جرح طبقي وجندري أدمى كائنات ضعيفة لا تملك إلا صوتا واهنا كسرته عوادي الدهر.
-٥١
هناك صفحة فايسبوكية تابعة لمنظمة طلابية تضع عناوين كتب تنتقد الإلحاد. من الجيد تشجيع القراءة في هذا المجال، لكن من الناحية البيداغوجية ينبغي قراءة كتب الملحدين (هاوكينز، داوكنز، المزوغي، كارل ساغان، القصيمي...) أولا قبل قراءة كتابات نقدية تنتقد هذا التيار المعرفي. هذه هي المعرفة المقلوبة والموجهة التي تسير على رأسها، والتي تخشى عقلانية داوكنز وموسوعية المزوغي المتسلح بعدة معرفية لا مثيل لها والقارئ الجيد للنصوص الدينية، ناهيك عن تفكيكيته التي لا يضاهيها إلا فولتير عند الفرنسيين، أما القصيمي فحدث ولا حرج ينثر شذرات وقبسات وحكما تخلب الألباب ويسائل الأرض والسماء عن علة المكنونات ومنتهاها . ولذلك تخشى هذه المنظمة الطلابية أن يهرب لها الطلبة، وقررت البدء من النقد قبل القراءة والاحتكاك بالنصوص المنتقدة !! إن المنطلق واضح والغاية واضحة: رفض الآخر، وفي الوقت نفسه وضع سياج وثوقي حول المجموعة.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في زمن الكورونا (٢)
- تأملات في زمن الكورونا (١)
- الشغل بين الحرية والاستلاب
- الشغل بين التحرر والاستلاب
- هل هناك فلسفة أم فلسفات ؟ حوار مع كتاب (ما الفلسفة؟) للمفكر ...
- صندوق العجائب : رواية بصبغة إثنوغرافية
- نحو فلسفة غيرية، إنسانيا وإيكولوجيا
- هزيمة العرب أمام اسرائيل هزيمة ثقافية وتكنولوجية
- عرس في دوار أولاد عزوز
- مهرجانات قروية : رؤية نقدية
- نحو قبائل آيت بوكماز : رحلة محفوفة بالمخاطر
- مدينة الرحمة قبل الرحيل
- عالمة الاجتماع حكيمة لعلا (2): احتجاجات الريف وجرادة تعبر عن ...
- السوسيولوجيا ليست محبوبة في المغرب (1) قراءة في حوار عالمة ا ...
- مناجاة لفراشة تأبى الطيران
- إدغار موران والقضية الفلسطينية: التزام أبدي
- خمس ملاحظات لفهم الهدر الإنساني
- اليسار الأعمى
- القهر والثورة: أية علاقة ؟ (5) قراءة في كتاب: «التخلف الاجتم ...
- رسائل ساحلية : أورانوس / غايا : الأفق ينفتح


المزيد.....




- حريق في طائرة يجبر المسافرين على الهروب إلى المدرج.. شاهد ما ...
- لحظة إطلاق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا وإلقاء القبض على ا ...
- -من على بعد أمتار-..-القسام- تستهدف قوة إسرائيلية راجلة بقذي ...
- الخارجية الأمريكية: واشنطن غير مستعدة لتثبيت مبدأ عدم استخدا ...
- وزيرا الدفاع الروسي والبيلاروسي يبحثان في اتصال هاتفي التعاو ...
- بايدن وترامب وجها لوجه بمناظرة في يونيو -دون جمهور-
- بوتين في برقية لرئيسة سلوفاكيا: الهجوم على فيتسو جريمة وحشية ...
- -حزب الله- يشن هجوما جويا بمسيّرات انقضاضية على قاعدة -إيلان ...
- مجازر جديدة بغزة والاحتلال يتكبد المزيد من الخسائر بجباليا و ...
- عقوبات أميركية على قائدين بالدعم السريع ومعارك بالنيل الأبيض ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - تأملات في زمن الكورونا (٣)