صرخ هدى يستصرخ ضمير البشرية ويدمي القلوب ويمزق الاكباد

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1579 - 2006 / 6 / 12 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صراخ هدى يستصرخ ضمير البشرية
و يدمي القلوب ويمزق الاكباد!!
ايتها البشرية ان صراخ هدى هو صراخ مئات الملايين من اطفال العالم الذين تسلبهم العولمة الراسمالية بقيادة الامبريالية الامريكية وحليفتها اسرائيل الصهيونية ليس فقط سبل الحياة بل ومن اخر لحظة عطف ولفتة حنان ، من اخر حضن ومن اخر ولي امر .. انها صرخة المستقبل ، مستقبل البشرية عموما الذي يشكله اطفال عصرنا الذين تمتص رحيق حياتهم الشركات الاحتكارية والمتعددة الجنسية عن طريق استغلال ذويهم وتحويل الملايين منهم الى حثالات مهمشة او الى ادوات لاخضاع شعوبهم او شعوب اخرى.. وتشوههم باسلحتها الذرية والكيمياوية والبايولوجية وبتخريبها البيئة وتلويثها بمختلف السموم. وتشوه سايكولوجيتهم بما يقترفه ادواتها من انظمة دكتاتورية وعصابات ارهابية من جرائم وما تبثه من رعب . فلم تعد تكتف كما كانت في القرن الماضي بنشر الرعب واشكال القتل والابادة عبر افلام هوليود المرعبة بل عن طريق اقترافها في الشوارع والبيوت ومدارس الاطفال وتكررها لعدة مرات على شاشات التلفزيون وتسهب في وصفها الصحف لترسيخ تأثيرها على نفسية الاطفال وحرمانهم حتى من الاحلام الجميلة والنوم الهاديء.
ان صرخات هدى هي تعبير عن صراخات مئات الملايين من اطفال العالم ، صرخات الطفل الفلسطيني الذي يمر في رحلة العذاب منذ ولادته سواء داخل الوطن المحتل او في الشتات والذي يخنق صوته برصاص جنود الاحتلال التي توجه الى صدور المدنيين دون حسيب او رقيب فاجهزة الاعلام العالمية التي تديرها الراسمالية لا تعتبر الطفل الفلسطيني الا مشروعا ارهابيا يستحق الجندي الاسرائيلي مكافأة على تخليص البشرية منه. فلم تكلف الادارة الامريكية نفسها في مواجهة جريمة قتل جميع افراد عائلة هدى المكونة من اربعة اطفال والوالدين سوى بثني اسرائيل عن القيام بمثل هذه الاعمال !! لانها تثير الرأي العالمي!! وليس لانها جريمة بحق البشرية.
وصرخة هدى تعبر عن صراخات الملايين من اطفال العراق الذين اخمدت اصواتهم مختلف امراض السرطانات جراء قصف العراق لعدة مرات باليورانيوم المنضب ومختلف التشويهات الخلقية وقتلت مئات الالاف منهم قبل ان يولدوا. وشلت طاقاتهم حتى عن الصراخ امراض سوء التغذية لعقود من الحروب والحصار واخيرا الاحتلال!! فضلا عن هيمنة النظام الدكتاتوري على جميع وسائل الاعلام ليسخر الاطفال لدعاياته تارة باظهار حب الاطفال له والتطوع للدفاع عن نظامه بتجنيدهم بفرق فدائي صدام وتارة لعرض مئات قتلاهم كوسيلة لرفع الحصار الاقتصادي عنه.اما قوات الاحتلال الامريكية فهي للسنة الرابعة توغل في اقتراف واختراع انواع الجرائم بحق اطفال العراق. يبدأ الطفل العراقي يومه بمشاهد القتل والدماء المسفوحة في الشوارع واصوات القنابل وانواع التفجيرات ويترصده الموت في المدرسة وفي البيت والشارع وليس من وسيلة تشغله عن الرعب والخوف اذ يحيط به رعب الام وخوفها عليه ورعب الاصدقاء وحرمانه من اللعب في الشارع ومع الاصدقاء دع عنك زيارة الملاعب العامة والحدائق بل ويحرم من الذهاب الى المدرسة فاي مستقبل ينتظر الشعب العراقي، الشعب الذي سجل صفحات مشرقة في تاريخ الحضارة البشرية وينتشر اليوم علماؤه في جميع انحاء العالم ويحرمون من خدمة شعبهم واطفاله تحت طائلة مختلف اشكال القتل الوحشي.
انها صرخة اطفال القارة الافريقية التي تباد بها شعوب باكملها في حروب وجرائم ابادة من اجل الهيمنة على ثرواتها وتجري على شعوبها تجارب مختلف الاسلحة البايولوجية وتدمير البيئة ونشر المجاعات ومختلف الامراض الفتاكة ، وصرخة اطفال جنوب شرقي اسيا وامريكا اللاتينية .
ان صرخة هدى هي ناقوس خطر لتنبيه جميع الشعوب وعموم البشرية . فهل يكفي الاحتجاج والادانة؟؟ وهل يكفي التظاهر على الصعيد الوطني والعالمي؟
انها تتطلب على الصعيد العالمي تطوير وسائل واساليب الكفاح لحماية البشرية ومستقبلها عموما والطفولة خصوصا . فلابد اولا من ممارسة مختلف اشكال الكفاح لفرض تقديم الادارة الامريكية والحكومة الاسرائيلية الى محكمة دولية كمجرمين بحق البشرية ومستقبلها، تمهيدا لتـاسيس هيئة امم ومجلس امن حقيقيين ينتخب اعضائهما من قبل الشعوب وليس من قبل حكوماتها ومن بين بيروقراطييها. و محكمة عالمية منتخبة من قبل ممثلي المنظمات الانسانية المناهضة للعولمة الراسمالية لاشخاص مسلحين بالعلم والقوانين الانسانية . فضلا عن اجهزة مدنية عالمية تدير هذه المحكمة وتنفذ قراراتها . وعلى الصعيد الوطني يتطلب تطوير وسائل واساليب الكفاح من اجل حماية الطفولة وربطه بالنضال ضد العولمة الراسمالية وادواتها : الانظمة الدكتاتورية وقوات الاحتلال والارهاب واجهز ة الاعلام والايديولوجيات المعادية للبشرية وعصابات الاجرام والافساد وتجار الاطفال واعضائهم وتجار الجنس والمخدرات و..الخ
ولهدى حب جميع البشر عسى ان يعوضها عن لحظة حب عائلتها
ولهدى كل العطف عسى ان يعوضها عن لحظة دفء عائلتها
سعاد خيري في 11/6/2006

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات