النضال الجماهيري سبيلنا الوحيد للتحرر

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

يزخر تاريخ شعبنا بالتجارب الرائعة وتشهد شوارع مدننا ولاسيما شارع الرشيد بانها كانت وستبقى شراين النضال التي تسقي شجرة الحرية . كما يزخر تاريخ البشرية وكافة الشعوب وحتى يومنا هذا بان النضال الجماهيري على اختلاف اشكاله واساليبه هو السبيل الوحيد لتحقيق الاهداف الوطنية والعالمية من ابسطها الى ارقاها.واستطاع شعبنا بمساعدة طلائعه الثورية ان يقاوم كل اسلحة وادوات اعدائه لقتل سليقته الثورية وشل ذاكرته وتخدير يقظته سواء من خلال تضليله بمعتقدات سلفية ام بسياسة الانتظار السلبي.. ولاشك بان اساليب اعداء شعبنا من المحتلين وادواتهم تطورت لتتناسب مع تطور وعي شعبنا وتضامن شعوب العالم معه . فهي لم تكن يوما ما اقل هولا ووحشية نسبيا عما هي اليوم . ومع ذلك استطاع شعبنا تحديها والانتصار عليها ولو لفترات قصيرة. ولم يكن خسران انتصاراته نتيجة اخطائه فقط بل لان العوامل الذاتية والموضوعية على الصعيد العالمي لم تكن ناضجة لتحقيق نصر حاسم ونهائي لاي شعب من الشعوب وبالتالي للبشرية.. فحتى النصر العظيم على الفاشية الذي تمر ذكراه اليوم كان وقتيا فقد لجأت علاقات الانتاج الراسمالية الى الفاشية التي نعيشها اليوم، ثانية لحل ازماتها. ولكن لاشعبنا ولا البشرية يمكن ان تفقد ثقتها بنفسها ولا بتجاربها. فقد كانت ثقة شعبنا بقدرته على الانتصار وتحديه لكل اساليب ووسائل اعدائه لا تتزعزع . فمن اعماق السجون كانت تصدح الاغاني والاناشيد الثورية . وفي شوارع العراق تبتدع الاهازيج الشعبية التي سرعان ما تنتقل من مدينة عراقية الى اخرى بل وتتناقلها الشعوب العربية .
ومن تلك الاناشيد الحية الى يومنا هذا:
جبهة الشعب وحدي كادحيه ووطدي
بالنضال قوى الشعوب في سبيل السلام
والارض والخبز والعمل قد كفى الشعب ما احتمل
ان اعداءنا الوحوش اثقلوا كاهل الوطن
بالمطارات والجيوش فالنهب جميعنا
نحطم الذل والقيود وليزهو ربعينا
ونشيد اخر :
با جموع الشعب ياجيش الجياع قد سئمنا العيش في ظل الطغاة
فهلموا اسسوا عيد الوفاق اجمل الاعياد في ارض العراق
الى الامام الى الكفاح الى السلاح للانتصار
سلب المستعمرون الغاصبون خبزنا وانتهكوا اوطاننا
واقاموا حفنة من خائنين نهبوا الارض ومصوا دمنا
الى الامام الى الكفاح الى السلاح للانتصار
ايها العمال يا قلب الحياة هذه اخر ايام الصراع
فارخصوا الموت لكي تزهو الحياة
الى الامام الى الكفاح الى السلاح للانتصار
وعشرات الاغاني والاناشيد التي كانت تصدح بها حناجر المتظاهرين في الشوارع متحدين القتل والاعتقال، والمناضلين في السجون متحدين الموت تحت التعذيب او بالقتل بالرصاص ، وفي المحاكم متحدين احكام الاعدام والاحكام لسنوات الطويلة .
ان نصف قرن من الصبر والانتظار السلبي في ظل الارهاب والقتل والتجويع والمرض والتجهيل اعيت حتى اعداء شعبنا عن ابتكار المزيد من هذه الوسائل والاساليب واعيت ادواتهم ولاسيما مؤدلجيهم ووسائل اعلامهم في نشر مختلف اساليب التضليل وتخدير اليقظة وشل الذاكرة وإذ نجحت في تجفيف شوارع العراق ولاسيما شارع الرشيد شريننا الابهر الذي يغذي جميع شوارع مدن العراق بطاقات النضال الجبارة من اجل وطن حر وشعب سعيد.. ولكنهم لا ولن يتمكنوا من قتل سليقة شعبنا الثورية ، فهاهي المقاومة الباسلة تتصاعد رغم كل وسائل قتلها بعزلها عن الجماهير من خلال اتهامها بالاعمال الارهابية التي تنظمها قوات الاحتلال و باحباط كل نضال جماهيري يمدها بالقوة والدماء الجديدة الواعية، دع عنك بمحاربتها بكل وسائل الفتك الجبارة . وها هي ترغم الادارة الامريكية بما تكبدها به من تضحيات بشرية ومادية ومن هيبة دولية وسمعة ادبية، ان تغير تاكتيكاتها تحت ضغط شعوب العالم ولاسيما الشعب الامريكي.
فالى شعراء شعبنا وادبائه وفنانيه اتوجه بالنداء ان يلهبوا مشاعر شعبنا الوطنية وان يتغنوا بامجاده الثورية وادعوهم للنضال من خلال فنونهم التي تحفز طاقات شعبنا للكفاح والتحرر من اليأس والاحباط. ففي الكفاح فقط تتحرر الشعوب. وبذلك فقط يستطيعون ان يكرموا شهدائهم ويريحوا ضمائرهم بتسخير طاقاتهم في خدمة الوطن والشعب ويخلدوا ذكراهم في تاريخ الوطن وضمير الشعب
واتوجه الى نساء العراق الى بطلات العراق اللاتي طرزن تاريخ شعبنا بالامجاد من فتاة الجسر الى العشرات ممن قارعن الامبريالية والدكتاتورية والاحتلال.. اتوجه اليهن لتوعية وتعبئة صفوف النسوة للنضال من اجل تحرير شعبنا من الكوارث والمحن التي يراكمها المحتلون فوق رؤوس شعبنا عامة ونسائنا خاصة والتي لم يعد يسترها بل وحتى قد يبالغ بها الى جانب النضال من اجل حقوقهن بالمساواة في جميع المجالات . ففي الامس اعلنت الصحف عن تسجيل وزارة شؤون المرأة العراقية وجود ثماني ملايين امرأة ارملة في العراق وانهم يشكلون ثلث الشعب العراقي واصبح العراق يسمى بلد الارامل، ونسيت ان تقول انه يعني قتل ثمانية ملايين رجل أي ثلث سكان العراق، وثمانية ملايين ام ثكلى ، ويعني ان هناك ما يزيد عن 16 مليون طفل يتيم . كل ذلك لحقن المزيد من الحزن القاتل واليأس المبلد. ولكن شعوب العالم ومنها شعبنا لم ينسى ان ارامل الحرب العالمية الثانية استطعن ينضالهن ان يساهمن في تقرير مصير الحرب والسلم في الحرب العالمية الثانية وان تنظيم مظاهرة لهذه الملايين من الارامل العراقيات يستطعن ان يؤججن مشاعر الشعب العراقي وزجه في نضالات جماهيرية جبارة تعيد لشعبنا امجاده فضلا عن حريته والتمتع بخيراته وتستطيع المرأة عنئذ فقط ان تتمتع بما حققته بنضالها الصعب من حقوق وامكانيات ظلت وقتية وشكلية طالما بقي الوطن محتل.
ان شعبنا يمر بمنعطف تاريخي حاد ولا خيار سوى الابادة على يد المحتلين وادواتهم او الكفاح الجماهيري، والبدء بابسطه واطلاق طاقات الجماهير وابداعاتها في تطوير وسائل واساليب الكفاح، فالجماهير هي صانعة التاريخ .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات