أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعاد خيري - حوار مع الحوار المتمدن نافذتنا الفكرية 2














المزيد.....

حوار مع الحوار المتمدن نافذتنا الفكرية 2


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:40
المحور: مقابلات و حوارات
    


السؤال الثاني، للاستاذ فهد الناصر: كل يوم ثمة تغييرات تحدث في عالمنا، المعلومات والتقنيات والمجتمعات، قيم ومعايير ما بعد الحداثة والعولمة ونهاية التاريخ .. سعاد خيري المناضلة الشيوعية كيف تنظر الى عالمنا اليوم، خصوصا وهي تنتمي الى اناس قالوا بحتمية تغيير هذا العالم الى عالم اخر فيه مساحات شاسعة للانسان وكرامته؟ اين انت من مفاهيم ومقولات حتمية الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا والصراع الطبقي والمساواة والعدالة الاجتماعية؟


انه من اهم الاسئلة الراهنة في عصرنا ويمكن الجواب على جميع نقاطه المتعددة بكتاب او عدة كتب تضم مئات الصفحات . فقد سبق ان عالجت بعض نقاطه في كتابي "العولمة وحدة وصراع النقيضين : العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية " مثل الحتمية التاريخية و الصراع الطبقي. ومع ذلك ساحاول الاجابة عليه في مداخلتي هذه.
تمر البشرية اليوم بمنعطف تاريخي خطر نتيجة عجز الحركة الشيوعية العالمية في نهاية القرن الماضي عن تطوير الماركسية وفقا لمتطلبات العصر، وعن استيعاب الثورة العلمية التكنولوجية والتسلح بها ماديا وفكريا لتحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية فانهارت وفسحت المجال للراسمال العالمي استغلال الثورة العلمية التكنولوجية لفرض عولمته على العالم والتسلح بها ماديا وفكريا لفرض هيمنته على العالم، معولما ازماته وحروبه وكل جرائمه بحق البشرية وفارضا قيمه الموغلة بالرجعية المغلفة بعناوين ومعايير مثل "ما بعد الحداثة " و"نهاية التاريخ" و"التفويض الالهي لنشر الديموقراطية وحقوق الانسان في العالم" و..الخ دون ان يستطيع القضاء على ازماته وتناقضاته البنيوية ولاسيما بين العمل والراسمال وتصاعد الصراع الطبقي، الذي تطور الى التناقض والصراع بين الراسمال وعموم البشرية و بقي شغيلة اليد والفكر يحتلون المركز الطليعي في هذا التناقض والصراع. فنهضت المنظمات العالمية على مختلف عناوينها الانسانية والبيئية لمناهضة العولمة الراسمالية . وتصاعد تضامنها ودعمها لجميع الشعوب والقوى التي ترفض الخضوع للهيمنة الامبريالية والتي ادخلتها الامبريالية الامريكية في قائمة "من ليس معنا فهو ضدنا". ورغم كل محاولات اقطاب العولمة الراسمالية من اختراق هذه القوى وتشتيت قواها وتثبيط عزائمها عن طريق مختلف انواع ادواتها فان هذه القوى تتسع وتتطور وسائل نضالها واساليبها ولكن نشاطاتها بقيت بحدود ردود الفعل على جرائم العولمة الراسمالية من حروب واحتلال ومؤتمرات لتنظيم سرقة الشعوب واستعبادها. ولذلك بقيت هذه المنظمات والحركات بحاجة الى القيادة الماركسية لتشكل عمودها الفقري و لضمان استمرار وتصاعد نضالاتها واتساع قاعدتها الاجتماعية، وذلك من خلال الربط بين نضالها الوطني والعالمي ، وبين النضال من اجل الاهداف الانية لشعوبها ولعموم البشرية وبين نضالها من اجل التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء الاشتراكية . وبذلك ايضا تتعزز القاعدة الاجتماعية للحركة الشيوعية وتكتسب دماء جديدة وتجارب غزيرة تكون منطلقا لتطوير الماركسية واساليب ووسائل كفاحها وفقا لمقتضيات العصر ووفقا لخطورة وجسامة مهمتها التاريخية في قيادة نضال البشرية من اجل التحرر الكامل من علاقات الانتاج الرأسمالية القائمة على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج واقامة عالم اخر ليس فقط، فيه مساحات شاسعة للانسان وكرامته بل وخاليا من جميع اشكال الاستغلال والاضطهاد عالم الحرية والتطور غير المحدود. ولذلك نجد بان ادراك الطرفين لحاجة بعضهما للاخر تجسد في اتساع الحركات المناهضة للراسمالية وتصاعد نضالاتها والى انتعاش الحركة الشيوعية وتطور نهجها ونظرياتها الماركسية في خضم نضال عنيد ضد السيل الجارف من التشويه النظري والسياسي للماركسية ولمحتوى العصر (الانتقال من الراسمالية الى الاشتراكية) ليس بافضع اجهزة الاعلام التي شهدتها البشرية ، بل ومن اختراق تلك الاحزاب بقيادات وكوادر ترويج للسياسات والافكار التحريفية التي تضلل الجماهير وتحبط ثوريتهم وتشتت قواهم .
ان الانعطاف التاريخي الذي يشهده العصر احدث اصطفافا فئويا جديدا بين صفوف الشعوب، عمل اقطاب العولمة الراسمالية استغلاله لاضافة ادوات جديدة الى ادواتهم القديمة. ففي العراق مثلا لم تستغني قوات الاحتلال عن جميع ادواتها من اقطاب النظام الدكتاتوري بل واضافت اليهم فئات جديدة كانت في صفوف المعارضة للنظام الدكتاتوري وبعضها ساهم في مراحل سابقة في النضال الوطني. ولذلك يشتد الصراع الفكري على الصعيد الوطني والعالمي ومن خلاله تتطور وتتسع الحركة الشيوعية والحركة المناهضة للراسمالية. الامر الذي دفع اقطاب العولمة الراسمالية في اوربا الى دق ناقوس الخطر والدعوة الى مكافحة الشيوعية وتحريمها.
وهكذا نجد ان الحتمية التاريخية التي اكد عليها ماركس هي ليست حتمية عفوية او تلقائية، بل هي ضرورة تاريخية ونتيجة حتمية للتطور التاريخي لوعي ونضال البشرية الذي يفرض تطوير الماركسية وفقا لنهجها المادي الديالكتيكي وتطوير وسائل واساليب كفاح الحركة الشيوعية واتساع صفوفها و قاعدتها الاجتماعية وشمولها جميع البشرية ولاسيما منظماتها وحركاتها المناهضة للراسمالية . ان الصراع الطبقي باعتباره المحرك للتاريخ يشغل الجوهر الاساسي للصراع بين البشرية والراسمالية وتحتل شغيلة اليد والفكر مركز الطليعة . اما مفهوم دكتاتورية البروليتارية الذي اكد ماركس ولنين على استحالة الانتقال الى الاشتراكية بدونها في عصر الامبريالية واثبتت صحتها في ثورة اكتوبر. فاليوم حيث تشهد النظرية الماركسية تطورات فرضها محتوى العصر وستشهد مزيدا من التطورات من خلال الممارسة العملية للانتقال الى الاشتراكية في حينها وستستطيع البشرية عموما وطليعتها الحركة الشيوعية ايجاد الوسائل والاساليب الملائمة للانتقال الى الاشتراكية بمسميات يفرضها الواقع المتطور .
سعاد خيري في 17/3/2006



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الحوار المتمدن، نافذتنا الفكرية 1
- السليقة الثورية للشعب العراقي وتجاربه التاريخية تحطم كل اسلح ...
- استنفار بوش ادواته ووسائله لتصريف ازماته الداخلية والدولية ا ...
- رسالة اخطأت العنوان وجماهير العالم تستعد لدعم نضال الشعب الع ...
- التنظيم والنضال الجماهيري الواعي السبيل الوحيد لتحقيق اهداف ...
- اكثر مراحل الرأسمالية تعفنا هي العولمة الرأسمالية ممثلة بقطب ...
- الاهمية الوطنية والعالمية لقضية الاكاديمي كمال السيد قادر
- سيبقى الشعب العراقي في طليعة النضال من اجل التحرر وطنيا وعال ...
- هل ستسمح البشرية للادارة الامريكية الايغال في قتل شبيبة واطف ...
- احدث سوق للمزاد العلني في اربيل
- هدايا الادارة الامريكية وادواتها للشعب العراقي
- تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية
- الحوار المتمدن والحتمية التاريخية
- مسرحية محاكمة احد اعتى مجرمي العصر
- هل توقف نزف دماء الشيوعيين في ظل الاحتلال
- التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية
- تحية لمؤتمر الحركة النقابية الديموقراطية العراقية
- مجلس الامن يقرطلب الجعفري اضافة سنة اخرى من الفوضى الخلاقة و ...
- نعم الانتخابات القادمة تنجز مرحلة تأسيس هامة وربما الاهم في ...
- ستبقى ثورة اكتوبر تسجل فجرعصرنا عصرتحرر البشرية من جميع اشكا ...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعاد خيري - حوار مع الحوار المتمدن نافذتنا الفكرية 2