أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية














المزيد.....

التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يؤسفني ان لاامتلك موهبة الفن الكتابة الساخرة ولكن مؤتمر الوفاق العراقي المنعقد في القاهرة وفي مقر الجامعة العربية حفز ت مشاهده اعمق الاحساس بالكارثة التي يمر بها الشعب العراقي الى جانب اعظم كوميدية ساخرة كان بطلها رئيس الجمهورية العراقية جلال الطلباني وبقية الكومبارس ولاسيما رئيس جمهورية مصر مبارك ورئيس الجامعة العربية عمرو موسى، ومعظم الحاضرين من العراقيين سواء من السائرين في ركاب الاستراتيجية الامريكية التي تعيش احرج ازماتها بسبب الخسائر والتضحيات التي تتكبدها قواتها على يد المقاومة الوطنية التي اثارت الراي العام الامريكي وبلوغها الكونغريس الامريكي، علنا او المترددين واليائسين. فالحوار لايمكن ان يتم بين ممثلي الشعب العراقي الحقيقين المناضلين من اجل التحرر من الاحتلال وبين ادوات الاحتلال المنخرطين في تنفيذ استراتيجيته والمترددين . فجاء البيان الختامي معبرا عن التوافق بين الطرفين على ربط الجدول الزمني لسحب قوات الاحتلال ببناء اجهزة الامن العراقية القادرة على تحقيق الامن وهو بالضبط ما يطالب به بوش مستغلا رعب هذه الادوات من مجرد تصور خروج القوات الامريكية ويحاولون زرعه في قلب كل من يطالب بجلاء قوات الاحتلال رغم علمهم باستحالة جلاء قوات الاحتلال بدون خوض جميع اشكال المقاومة الجبارة لشعبنا وبدون مساندة الراي العام العالمي ولاسيما الشعب الامريكي. وكلنا يعلم كيف يجري اعداد قوات الامن العراقية وكم يقتل من المجندين وحتى من المتطوعيين والتقييمات التي يعطيها القادة العسكرين الامريكان للمتدربين فضلا عن ما تقترفه هذه القوات المدربة من جرائم وحشية بحق الشعب العراقي من غارات ومشاركة قوات الاحتلال بالحرب المتنقلة من مدينة الى اخرى وفضائح السجون السرية بالنسبة للشعب العراقي وليس لقوات الاحتلال واستخدامها لتعميق الصراع الطائفي.
لقد اختار جلال الطلباني لنفسه دور بطل المسرحية. فهل احصى المشاهدون من العراقيين والعرب وغيرهم كم مرة قال فيها "انا رئيس الجمهورية العراقية" "انا رئيس جمهورية كل العراق" انا رئيس جمهورية كل العراقيين" "انا مسؤول عن كل العراقيين بما فيهم المجرمين القابعين في السجون " "ومستعد للتحدث معهم " والمقصود صدام حسين وفلوله وهو يضن بان المشاهدين من العراقيين وغيرهم قد نسوا لقائه مع صدام حسين عندما كان رئيسا للجمهورية في وقت كان يخوض حربين دمويتين واحدة مع ايران والاخرى ضد الشعب الكردي ، والعناق الحار معه وتبادل القبل، والاتفاق معه على تنفيذ اشنع عملية ارهابية ضد الشيوعين من العرب والاكراد في بشتئاشان ولقتل العشرات من الكوادر العلمية العائدة من اوربا على الحدود لقاء الاقرار بزعامته على الشعب الكردي فقط!!.. وعلاقاته المستمرة قبل الحرب وحتى اليوم مع فلول النظام الصدامي وايواء بعضهم وتهريب اخرين. وبلغت الكوميدية اوجها في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الجمهورية. فبعد ان شرح بعض الصحفين عمق التراجيدية التي يعيشها الشعب العراقي ولخصها اخيرا بالمأزق الذي يمر به الشعب العراقي، صرح الرئيس المبجل:" انا رئيس الجمهورية العراقية لا اشعر باي مأزق!!" فاثار ضحك الحاضرين جميعا... فالكل يعلم بما يتمتع به من امن ومخصصات ومن جولات حول العالم كسفير للاستراتيجية الامريكية . ومع ذلك فهو في مأزق وإلا لما كان في حاجة لتكرار عبارة" انا رئيس جمهورية كل العراق"..
ان مؤتمر الوفاق العراقي هو واحد في سلسلة الجهود التي يبذلها حسني مبارك وحاشيته لخدمة الادارة الامريكية والتخفيف من ازماتها في الشرق الاوسط فكم عقد مؤتمرات في شرم الشيخ والقاهرة لترويض الانتفاضات الفلسطينية وفرض الحلول الاستسلامية تحت شعارات الحلول الوسط او خفض التوتر. وكم يبذل من جهود الى جانب امثاله من الحكام العرب في صياغة مقررات القمم العربية ومواقفهم في هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن..
اما الشعب العراقي الذي يمر في احلك فترة في تاريخه فلم تتح له الكوارث التي يتحملها يوميا حتى التمتع بهذه المسرحية التراجيدية الكوميدية .. لانه يعلم كنه هذه المؤتمرات، وان السبب الرئيس لكل معاناته هو الاحتلال وان كل ما عاناه على يد الدكتاتورية وما يعانيه من قتل وتعذيب وحرب الى جانب ما يعانيه من ارهاب دموي وقتل على الهوية على ايدي المليشيات الطائفية وسجونها هو اجراءات حتمية لتنفيذ استراتيجيته لتركيع الشعب العراقي وقبوله صاغرا للهيمنة الكاملة للامبريالية الامريكية وتقديمه مثلا لشعوب العالم التي تجرأ فقط على التفكير في رفض الهيمنة الامريكية. ولكن هيهات!! فرغم تخلي الكثير من قادة الحركات الوطنية عن دورها الطليعي في قيادة النضال الوطني في اقسى محنه فان الشعب العراقي المعطاء استطاع من خلال المقاومة العفوية التي نشأت منذ اليوم الاول للاحتلال ان يربي من خلال التجارب العملية قيادات سياسية جديدة تتعلم من تجاربها وتجارب شعبنا وشعوب العالم بان الجماهير هي مصدر وجودها وقوتها وضمان تحقيق اهدافها فلابد من التلاحم معها من خلال تنظيمها وتوعيتها وتعبئتها على مختلف اشكال النضال السلمي وتدريبهاوالتعاون معها على حمايتها من الارهاب. ان معركتنا مع الاحتلال صعبة ولايمكن الاستهانة بقدرات اوحش اعداء البشرية من اسلحة عسكرية واقتصادية وايديولوجية وتجارب غزيرة فضلا عن مختلف اشكال المنخرطين في خدمته . ولكننا على ثقة تامة بقدرة شعبنا على التحرر وبناء العراق الديموقراطي باسناد ومؤازرة شعوب العالم ومنظماتها الوطنية والعالمية.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لمؤتمر الحركة النقابية الديموقراطية العراقية
- مجلس الامن يقرطلب الجعفري اضافة سنة اخرى من الفوضى الخلاقة و ...
- نعم الانتخابات القادمة تنجز مرحلة تأسيس هامة وربما الاهم في ...
- ستبقى ثورة اكتوبر تسجل فجرعصرنا عصرتحرر البشرية من جميع اشكا ...
- الاسباب الرئيسية لاخفاق الاحزاب الديموقراطية واليسارية في ال ...
- الشعب العراقي بحاجة الى نضالات جماهيرية لانقاذه من الكوارث ا ...
- الوطنية والاممية والعولمة الانسانية في عصر العولمة
- مع ماركو قاسم استحلف الشيوعيين العراقيين النزول الى الشارع و ...
- الحرب والارهاب ادوات الادارة الامريكية لتحقيق الهيمنة على ال ...
- اثبت اضراب عمال فرنسا في 4/10/2005 حيوية النظريات الاساسية ل ...
- الفوضى الخلاقة اداة الادارة الامريكية لتحقيق استراتيجيتها في ...
- الماركسية نظرية ونهج وممارسة متطورة دائما و ليست هوية فكرية ...
- الشعب العراقي يتحدى قوات الاحتلال وادواته الارهابية والسياسي ...
- خيارات الادارة الامريكية للشعب العراقي وسياسة اهون الشرين ال ...
- رجال الدين الوطنيين يعيدون امجاد شعبنا في ثورة العشرين
- بوش يرفض طلب معظم دول العالم التمييز بين الارهاب والمقاومة ا ...
- خليل زادة يفقد صبره واعصابه امام ارادة الشعب العراقي والشعب ...
- السباق بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على نيل الحضوة لدى ا ...
- رسالة من امهات الحنود الامريكان الثكالى الى الامهات العراقيا ...
- انقاذ السجناء الصحراويين المضربين عن الطعام في سجون المغرب م ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية