أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز














المزيد.....

الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز


فراس يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تًقيم الشعوب مثقفيها وعلمائها بحسب عوامل ومعطيات عديدة، منها علمية وثقافية وفكرية ومواقف وطنية وغيرها، لكن اهم ما يُركَز عليه هو مقدار التضحية التي تُقدمها تلك الشخصية في سبيل القضية الوطنية التي يؤمن بها،لذلك نرى المقاومين والشهداء في طليعة الاعلام والرموز التي تمجدها وتقدسها الشعوب،لأنهم غالباَ ما يضحون بحياتهم في سبيل قضاياهم الوطنية،حيث أنها تضحية لا يضاهيها ثمن.
لكن قلما نرى مزيج من كبر الهمة وغزارة المعرفة و وفرة الموروث العلمي و التبني المطلق للقضية والتضحية بالنفس مجتمعة في شخصية واحدة تعطي كل ما يمكن لفرد ان يجود به في مسيرة حياته، كما حملها الشهيدين الصدرين قدس.
وبحسب المناسبة، أرى ان شخصية بمقام السيد محمد باقر الصدر (قدس) ظلمت ايما ظلم كونها نبتت في هذا المجتمع ، حيث تلاشت الرموز وأسقطت الاعلام، فعلى مدى تاريخ هذا الشعب مورست كل انواع التسقيط لرموز ثقافية و وطنية ودينية ولأسباب عديدة، حتى انني استطيع ان اقول بأنه لا توجد جهة واحدة ثمنت وادامة دور الشهيد الاول قدس واخته العلوية الطاهرة داخل العراق، وقد رايت البعض ممن لا يفقه ان يكتب سوى ما يقرأ، يطعن بمدى اهمية كتبه ومستواها العلمي، نعم قد نجد ضعفا او ثغرة في مكان ما هنا او هناك في اعظم كتب العلم والثقافة ،لكن هذا لايدل على ضعف المؤلف ،بل هي سنة ترتكز على قاعدة التطور والنمو الفكري الذي كلما تقدم يكتشف بالمجمل امور تكون غائبة في حقبة ماضية،لذلك يتوسع الادراك وبالتالي تختلف النظرة للامور وتتبلور افكار قد تغير التوجه من ناحية الى اخرى، وهذا كما نلحظه في كتب تفسير القران الكريم مثلا ، لكن يخفى على هؤلاء ان ابتداء الصنعة واقتداح الفكرة و شجاعة طرح المواضيع هي بحد ذاتها سابقة تسجلها الشعوب وكبار معاهد العلم لمن اسهم في طرحها..ثم ظلمه الأكبر من طبقة تاجرت بأسمه كثيرا حتى اوصلها الدهر الى مقاليد حكم العراق فوضعته لافتة كبيرة جدا مكتوب عليها اسمه وموضوع عليها صورته ومن خلف اللافتة بداوا يأتون بكل فاحشة ممكن ان ياتي بها بني الانسان على وجه الارض
ويمكن ان يرى البعض ان في حركته (قدس) شيء من الاستعجال او المغامرة،وهذا ممكن ان يجاب عليه بشقين:
الاول انه (قدس) وان اعتُقٍد بعد حين انه غامر بحياته وحياة مريديه ،فذلك واقعا ان صح هو مجرد تقديم وتاخير في التوقيتات، حيث شئنا ام ابينا فان البعث المجرم وهدام كانوا ليقوموا بنفس ردت الفعل ،والدليل انه وبعد حوالي ٢٠ سنة اقدموا على نفس الفعل مع ابن عمه الشهيد الصدر الثاني قدس، وهو قد كان في قمة الحذر والابتعاد عن التصادم مع الجلاوزة،فالتتيجة اشبه بان تكون واحدة من حيث المصير وبعيدا عن مدى التأثير لأختلاف الظرف..
الشق الثاني،على الباحث ان يعي ان الاحداث التي مرت في ذلك الوقت،ليست بتلك الاريحية التي يمكن معها معرقة ردت الفعل من السلطة الظالمة التي كانت في اوج قوتها وجبروتها وكانت متعطشة للدماء وغير مبالية باي جهة كانت عشائرية او دينية، اضف الى ذلك التغير الجيوسياسي في ذلك الوقت و انتصار الثورة الاسلامية ومن ثم توجيه الغرب لحزب البعث بالتحرك نحو أسكات الثورة في ايران.
ماذا عنا نحن؟ لماذا لم يستطيع المجتمع أن يستفيد من شخصية أحذت مساحة كبيرة في جغرافياه الاجتماعية والسياسية؟ لماذا غاب عن الجميع ان أمة بلا رموز لن تعيش طويلا، امة بلا قيادات تاريخية بارزة تجمعهم لا يمكن ان تستمر متماسكة، فالرمز الوطني هو ركيزة اساسية من ركائز المواطنة ،هو الحقيقة الثابتة التي يجب ان يجتمع الجميع حولها في ذكرى تلتف حولها الاطياف لتكون لونا واحدا يمثل عمق الامة وحجمها الذي يقاس بقدر ما تقدمه شعوب من عظماء و أعلام عبر التأريخ...



#فراس_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قداسة المحاربين و دماء الغنائم...
- الحكومة في معسكرٍ للتدريب
- ٩ نيسان ... بين سقوطين
- المرجعية تحت طائلة الشفافية ...... حكومات العراق أوراق خريف ...
- للملحدين مع التحية
- عجيب قضاء غريب قضية..
- السياسة وسيكولوجية الفرد
- يونان من حوت الخرافة الى حوت الزيدي
- قطر والفرصة الاخيرة
- المهدي الموعود...بين الولادة و الخلود
- هل قتل هارون موسى...؟؟؟
- عيد العمال...عيد الأهمال
- رسائل الى رئيس الوزراء...2- غسيل الأموال أم غسيل النفوس
- رسائل الى رئيس الوزراء...1- بين المركزي والرافدين
- أنا وصديقي الملحد...!!!


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس يونس - الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز