عالم ما بعد الكورونا ، والشريحة العجيبة.

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انسان ما ب الكورونا سيكون حاملا لشريحة إلكترونية مرتبطة بمركز بيانات تخزن كل معلومة عنه ، من فصيلة دمه ....وضعه الصحي ...تحصيله العلمي ...، وما إذا كانت لديه ميول شاذة ام لا.....وغيرها

وقبل الشروع في تنزيل خدمة الشريحة ، كان لزاما على خلق حدث رهيب، فكان الكوفيد 19 الذي رأى النور في مدينة ووهان الصينية، ثم انتقل بعدها لايران عبر الحاضرة الروحية " قم" ، ثم اوروبا عبر بوابة الفاتيكان وباحة القديس بطرس، ثم امريكا حيث هوليود المرعبة .

كان لزاما تشغيل آلة و اذرع الاعلام الرهيبة لتخويف الناس و جعلهم يمكثون في بيوتهم لينتابهم الهلع من الكارثة العظمى التي بانتظار البشرية جمعاء مالم يتوصل العلماء لاكتشاف مصل ناجع يقضي نهائيا على ملك الاوبءة الفتاك .

تجتمع الأسرة في سمر ليلي ، او جلسة غذاء و اعين افرادها مركزة على نشرة الأخبار التي ستذيع اخر مستجدات فيروس الكورونا بخصوص الاصابات الجديدة ، عدد الوفايات ..عدد حالات الشفاء ....

كل الاهتمام منصب على برامج تعمل على تحسيس المواطن باتخاذ الإجراءات الإحترازية لتفادي الإصابة ...من قبيل غسل اليدين بالمعقم او الصابون والمكوث في المنازل ، و احترام المسافة القانونية بين البشر سواء في متاجر التبضع او المرافق الادارية والخدماتية .

بابا ،هل صحيح انهم اكتشفوا المصل لانقاذ حياة الناس،؟؟ ، ماما ,هل كورونا يقتل الاطفال ؟؟ . بابا ,متى ساذهب إلى المدرسة ؟؟ متى سنخرج للنزهة ؟؟ متى سنزور جدتنا الوحيدة ؟؟

قريبا قريبا يابنيتي ..لن يستمر الوضع كثيرا . لنذهب للنزهة و نزور الجدة ...لكن قبل هذا يجب غسل اليدين جيدا ، وقراءة قصة جميلة قبل النوم ، ومراجعة درس اليوم وانجاز تمارين الرياضيات ..

الزوجة تهمس في اذن زوجها في مكان منعزل ، هل صحيح انهم يريدون قتل البشر ؟؟ هل صحيح ان كوكب الارض لم يعد يطيق حمولته البشرية ؟؟ فيجيب ليس لهذه الدرجة حبيبتي .

وهناك من الاذكياء الفطنين من يهمس في اذان بعضهم البعض ، سوف يتم تشميع المعابد الحجرية جوامع ام كناءس كانت و مواسم الحج ومراجم الشيطان . لانها لن تعود صالحة في عصرنا الحاضر ،عصر الشريحة...

استراتيجية التحكم في انسان المستقبل يقتضي اولا ارهابه و تخويفه ليس باشباح الوادي السحيق وارواح الكهوف الشريرة ، بل بالموت الفعلي وجعله يراه ويلمسه عن قرب و فقدان الاهل والأحبة ، والجثت المتكدسة التي تحرق و تطمر دون طقوس ومراسيم الجناءز.

واعطاء الأمثلة بان الوحش الكاسر لا يفرق بين فقير او امير وبين عامل ووزير ...فها هو ابن ملكة بريطانيا يصاب و رءيس الوزراء جونسون ...ووزراء وامراء و رجال اعمال لم تستثنيهم الضربة ...

الكل سواسية امام ملك الاوبءة .....

المصل سيكون حاضرا خلال شهور ، لكن عبر شريحة إلكترونية يتوجب على كل ادمي حملها داخل جسمه ....حينها و امام رؤية الموت و الجثت المتكدسة فلن يكون خيار امام الناس الا القبول بحمل الشريحة العجيبة، التي ستنظم حياة الإنسان ما بعد كورونا ...لنصير منضبطين ومنظمين مثل سرب الطيور العابر للجبال المتجمدة على شكل سهم في اتجاه الجنوب حيث المراعي الفسيحة وحبوب الذرة والبحيرات الدافءة ..

لا خيار لنا في فرصة الحياة الا بحملها ، اي حمل الشريحة ، حتى وان كانت نوايا حاكم العالم هي الضغط على الزر لتعقيمنا او ايقاف نبضات قلبنا ما إذا ارتأى امبراطور العالم ان نفعنا قد انحسر وانتاجنا قد قل و سنصير كلفة زاءدة على عالمنا.

من منكم يرفض حمل الشريحة ؟؟

احملوها وكونوا منتجين نافعين و بناءين مهرة ...لا مكان للفوضى و الوقفات الاحتجاجية العقيمة....

من انتم ؟؟

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل