أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - نايف عبوش - فايروس كورونا المستجد وإعادة تشكيل عالم مابعد الجائحة














المزيد.....

فايروس كورونا المستجد وإعادة تشكيل عالم مابعد الجائحة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 15:51
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لقد لخصت الآية الكريمة (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) في سابقة عجيبة كل التداعيات السلبية التي يعيشها العالم اليوم، بما فيها الفساد الاجتماعي، والافلاس القيمي، والأخلاقي، والتلوث في البيئة، والإساءة إلى الطبيعة. ولعل أهم ماتجدر الإشارة إليه في هذا المجال ، هو أن أشد أنواع الفساد خطورة، هو توظيف العلم للشر، في تخليق أجيال جديدة من الكائنات الجرثومية المجهرية، مثل فايروس كورونا المستجد، وغيره، للفتك بالإنسان، والإضرار بالطبيعة معا.

ولا ريب أن الاتهامات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وما يلف أسباب انتشار فيروس وباء كورونا من غموض مريب ، قد يشي بشكل أو آخر ، بان الفايروس ربما يكون ناجما عن حرب جرثومية غير معلنة بينهما. فالصين من جانبها اتهمت جنودا امريكان، بإدخال الفايروس إليها، بينما اعتبر الامريكان من جانبهم انه فايروسا صينيا، وعبروا عنه بفيروس الصين.

وبغض النظر عن أن الفايروس كان قدرا، وانتشر بشكل طبيعي، أم أنه كان معدلا جينيا ومستحدثا ، بقصد التوظيف في الصراع بين القوى الكبرى على المصالح، والاستفادة منه، لأهداف سياسية أو اقتصادية او اجتماعية، فإن انتقال الفايروس السريع من الصين، ليغزوا العالم بهذا الشكل المفزع والمريب، قد هز عروش الديموقراطيات الغربية المهووسة بحقوق الإنسان ، بعد أن مرغ تشدقها بالقيم والمثل الانسانية بصديد تداعيات الكارثة المأساوية، وكشف مدى الانهيار الأخلاقي والاجتماعي مع انتشار الفايروس المروع، وبهذا الشكل المفزع، والعجز  التام عن الوقاية منه.

ولا ريب أن ما صرح به رئيس وزراء بريطانيا من أن على العائلات ان تستعد لفراق احبتها، ثم ما حصل في ايطاليا  من ترك وإهمال لكبار السن ليموتوا، ويواجهوا مصيرهم، وتحويل الاجهزة الانعاشية الى الشباب المصابين،كان إفلاسا للقيم الديمقراطية الغربية الزائفة، وامتدادا لسلوك مالثوسي بشع، قامت عليه الرأسمالية المتوحشة.

في حين كانت الصورة أكثر بشاعة في امريكا، حيث مشهد السطو والاعتداء والجرائم، صار مشهدا مألوفا في الشارع الامريكي، وانهار نظامها الصحي تماما، فلا معدات وقائية طبية، ولا مستشفيات تكفي، وترك الفقراء، ليلاقوا مصيرهم المحتوم.

أما في دول العالم الثالث فكان الوضع مأساويا ومقرفا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وذلك بسبب ضعف الإمكانات المتاحة، المادية والعلمية ، عندما انهار الأمن الصحي بالكامل، واضطر الناس للحجر البيتي التلقائي، لمواجهة المصير ألمحتوم، أو بانتظار  حصول معجزة الفرج الإلهي، بصرف الوباء والبلاء والغلاء عنهم.

 ومن هنا فإن الأمر يتوجب أن يأخذ العالم، المتقدم منه، والنامي، على حد سواء، العبرة، ويستوعبا الدرس من تداعيات هذه الجائحة، سواءً كانت مصطنعة، بمعنى أنها بيولوجية مشتقة ومستجدة، ومستحدثة في المختبرات، من شفرات الأحماض الأمينية للكائنات المجهرية، بدافع الصراع على المصالح، بذريعة جرثومية، أو أنها كانت قدرا حتميا ، وان يتم الشروع بتبني استراتيجيات جديدة على مستوى دولي، تحرم استخدام العلم بشكل منحرف عن مقاصده النبيلة في خدمة الإنسانية، والتركيز على عدم السماح بتوظيفه للشر، والدمار الشامل، تحت أي ذريعة، والعمل على بناء عالم جديد، يقوم على القطبية المتعددة والمتكاملة، وليس الهيمنة والقطبية الاحادية، والتركيز على تناول مستجدات التطور العلمي والتقني، بأبعادها العلمية والفلسفية والدينية والحضارية، ومراعاة منعكساتها الإيجابية على الإنسانية، والعوالم الأخرى، والبيئة، بمنظور أخلاقي يتجاوز حسابات دافع الربح المجرد ، واسدال الستار على سباق التسلح بكل أشكاله، الساخنة منها، والباردة .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الثورة الجزائرية
- إشكالية تناول اللغة العربية بالمناهج التفكيكية والحداثوية
- ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد
- المصادر الأولية لتغذية التلاميذ بالمعرفة
- عصرنة صاخبة.. وحياة مكتضة بانشغالات فارغة
- سلامات الشاعر الكبير ابو يعرب
- التضخم وتآكل المدخرات
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. تمظهرات التغني بالديرة و ...
- مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض
- إشكالية تدني مستوى التعليم
- احمد علي السالم أبو كوثر.. شاعر مبدع يستحق التكريم بجدارة
- الإبداع في كتابة النصوص
- جلساء من ذاكرة ريف أيام زمان
- العصرنة.. ضرورات التكيف وتحديات الإستلاب
- الأدب بين الإسهاب والإطناب والتكثيف والإيجاز
- ظاهرة تهافت الجيل الجديد من الشباب على التقليعات الحديثة
- نزعة الحنين إلى الماضي هروب وجداني من ضجيج العصرنة
- الأديب إبراهيم المحجوب.. ومناقب الكرم عند آسية الضاحي في نظم ...
- الشيخ مطلك الصالح الحسن الحمادة.. وإعداد القهوة العربية أيام ...
- أخلاقيات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - نايف عبوش - فايروس كورونا المستجد وإعادة تشكيل عالم مابعد الجائحة