أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -














المزيد.....

- سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 00:49
المحور: المجتمع المدني
    


عزيزي سعد جابر

لم يسّبقْ لي أن جاهدتَ نفسي لأكتبَ عن أحدِ أعضاءِ الحكومةِ، أو مَن يُمثِّلها، ولَم أفرضْ على مُخيِّلَتي يوماً أن تسّكُبَ لهُم الكَلِمات، ولَم أكُ أتوقَّع بأنّهُ سيأتي يوم، وأنهالَ بالمديحِ على أحدِ أصحابِ القرارِ في هذه الدولةِ ؛ وذلكَ لأنّني إعتدتُ على رؤيةِ مَن لا يملكونَ القرارَ في مراكزِ صُنعِ القرارِ، واعتدّتُ على مشاهدةِ الحقائبَ الوزارِيةِ وهي تُوزّعُ لفئةٍ مُعيّنةٍ، تسعى إلى شيّطنةِ السّياسةِ في الدولةِ، وتطويقَ المواطنَ بالجوعِ والخوفِ، وإرغامهِ على القبولِ بالخنوعِ والذُلِّ تحتَ أذرعٍ كثيرةٍ.. حقّاً بأنّني لَم أكُ أُفكّر بفعلِ كُلِّ هذا !


وكما مِن حقِّنا أن ننتقِدَكَ إنتقاداً بنّاءً عندَ كُلِّ تقصيرٍ، فمِن حقِّكَ - أيضاً-أن نُشيدَ بجهودِكَ، ونكتُبَ عنكَ عندما تُديرَ أزمةً - كهذه- بعقلانيّةٍ وجِدِّيةٍ، حتى لو أنّه كانَ فيها أخطاء، لكن معرفةَ الأخطاءِ والإعتراف بها ومن ثمَّ تصويبها، هي دلالة كافية على الحكمةِ بالتصرُّفِ .

أيُّها العزيز سعَد:

يا مَن دخلتَ القلوبَ قبل أن تدخُلَ البيوت، ويا مَن كانَ لاسمهِ نصيبٌ كبيرٌ في قُلوبِ مَن أحبّوه، ويا مَن أدّى التحيّةَ لتُرابِ الوطَنِ، قبلَ أن يؤديها إلى الأشخاصِ، ويا مَن إرتدى "القايِّش العسكريِّ" الذي يُشْبِهنا، ويا مَن لهجَتهُ مليئةً بالحُبِّ الصّادقِ للوطنِ المُعذَّب.
اليوم،سأكتُبكَ كحبيباً للشّعبِ، وغيوراً عليْهم، ومُهتماً بأدقِّ تفاصيلهم، تُخيفكَ نبضاتُ قلوبِهم إن أصابَها التّسارع، ويؤرِّقكَ سُعالَهم بشكلٍ كبير، وتُضعفكَ درجاتُ حرارتِهم إذا ارتفعَت، وتُبكيكَ أقدامَهم إن سارَتْ في طريقٍ كنتَ قَد حذّرتهم منّه كثيراً.
سأكتبكَ كأبٍ لهُ إحدى عشرَ مليون ابناً، يجتمعُ بهم عند السّاعة الثامنة من مساءِ كُلِّ يوم، يجلسونَ مُستمعينَ لما يتحدَّث بهِ والدُهم، يقرأون معالمِ الفرحِ والحُزنِ في وجهِه، ويُفكّرونَ في الإرهاقِ والتّعبِ اللّذانِ يفرضان سطوتَهما على وجّههِ وجسدِه، يُشاهدونَ النُّعاسَ وهو يُطارده بوسادةِ الرّاحةِ، لكنّهُ يُدرك بأنَّ الراحةَ ليّسَت بالنّومِ، بل بإبعادِ الخطر عَن كُلِّ إبنٍ مِن أبنائه .
سأكتُبكَ اليوم، حبّاً وشُكراً وثناءً على ما تبذِلهُ من جهودٍ جبّارةً، لَم نعتَدْ عليْها مِمّن سبقوك.
سأكُتبكَ ؛ لأنّنِّي وجدتُ بكَ قدراً كافياً من الصّفاتِ الحسَنةِ التي تُجبرُ شابّاً مثلي أن يُطلقَ أجنحةَ كلماتِ مدحٍ إحتفاءً بصفاءِ روحك ..!
سأكتبكَ ؛ لأنَّني أحد هؤلاءِ الأبناءِ الَّذين يُحاولونَ الكتابةَ عنكَ، لكنّهم لا يجِدونَ الكلماتَ التي تُعبّرُ عنكَ، أو لأنَّ الكثير منهُم يخشَوْنَ من خسارةِ جمهورِهم الذي كسبوه في أوقاتٍ لا يصلُحَ الحديثَ عنّها الآن ..
بشاشةُ وجهِك، الدُّعابةُ في حديثكَ، كلماتكَ التي تخترِق غشاء القلبِ بسلاسةٍ، حُرقتُكَ التي تشتعلُ خوفاً على أبناءِ هذا الوطن، رجاؤك الدائم للأبناءِ للحفاظِ على أنفُسهم،شخصيتك الصلبة، بساطتُكَ، أمانتُكَ التي تؤدّيها بكُلِّ تفانٍ وإخلاص ..كُلّ هذه الأمور تجّعلني أُعانقُ قلمي لأكتُبَ عنكَ، مع أنّني أعلَم بأنّني لَن اوافيك حقّكَ، ولَن أستطيع أن أُعبّرَ عن كُلِّ مشاعري تجاهك ..

لا أنتظرُ مُقابلاً لهذا الكلام، ولا أعتقِد بأنّني إرتديتُ لباسَ المُبالغةِ بالحديثِ، ولا أنّني إستلّيْتُ قلمَ النّفاقِ، فكُلُّ ما كُتبَ هُنا، قد جاء من مشاعرٍ صادقةٍ ومُقدّرةٍ للجهودِ المبذولةِ..

السّعَدُ يَشبهُنا، ويا حبّذا لو يقتَدي بهِ كُلُّ أعضاءِ الحكومةِ الباقين، ويكُفوا عن مُناكفاتِهم الهزيلة..



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...
- قرابة 1000 لاجئ سوداني يفرون من مخيم للأمم المتحدة في إثيوبي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -