أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - سامى لبيب - الكورونا يفضح بشاعة النظام الراسمالى العالمى















المزيد.....

الكورونا يفضح بشاعة النظام الراسمالى العالمى


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 23:25
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


- نعيش أجواء مولد "سيدي كورونا" فلا حديث فى العالم الآن سوى عن كورونا لتنطلق الميديا تتعقب هذا الفيروس اللعين من خلال الفضائيات والإعلام والصحف والكتاب والمحللين بتناول آثار الكورونا .. لا توجد مشكلة من التحذير بهذا الفيروس القاتل ولكن لا يجب أن تقتصر على المناحة والبكائيات والخوف , فهذا الفيروس ألقى بحجر ضخم على ثقافتنا ووعينا , ووضعهما على المحك ليحرك الثورة على كل مناهجنا وثقافتنا ومنظورنا البائس .

- كتبت مقال سابق عن كورونا بعنوان : الكورونا وثقافتنا البائسة , فمتى نستفيق . لأنطلق من هذه المصيبة التى تضرب الإنسانية إلى نقد الفكر الجمعى الدينى الذى يفسر مثل هذه المصيبة بالإبتلاء الإلهى مسلماً ومستلسماً لفكرة لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
كان هذا المقال فضح للثقافة والفكر الغيبى الخرافى ودعوة للإستفاقة منه ووضعه على المحك لأختم مقالى بالقول : ليكن حضور فيروس كورونا بداية الإستفاقة من كل خرافاتنا وظنوننا , فنحن أمام طبيعة بكل قسوتها وحنوها , بكل جمالها وقبحها , فلا يجب علينا أن نمجد ونسبح جمالها وحنوها ولا أن نلعن قسوتها وجموحها ولا أن ننسب الجمال والقبح لكيان خرافي , بل نتحدى القسوة والقبح بكل قوة بعيداً عن فكرة أن الأمور منظمة مرتبة وراءها عاقل مريد .

- ليست الإستفاقة فى هذا الجانب فحسب , مما دعى الأستاذ حميد فكري فى مداخلته المعنونة : كورونا تفضح أيضا طبيعة النظام الإجتماعي العالمي . للقول : لقد كشف عن هشاشة النظام الإجتماعي الإقتصادي السائد عالميا بما هو نظام رأسمالي مبني على المصلحة الذاتية الضيقة ، سواء أكانت مصلحة قومية محلية ، أم مصلحة فردية خاصة ويظهر هذا بالخصوص في ساحة الإتحاد الأوربي ، حيث لا تعاون ولا تضامن بين دوله .. وليعقب الأستاذ هانى شاكر فى مداخلته بعنوان : زمن الكورونا هو زمن المراجعات . بإدانته للسياسة الأمريكية وأن الأمور سيحدث بها مراجعات .

- مقالى اليوم يفضح النظام الرأسمالى العالمى من خلال تداعيات مشهد كورونا , فنحن امام نظام يبغى الربح والإستثمار فقط ولا يعنيه الإنسان والإنسانية والتطور الحضارى .. قد يعتبر الكثيرون أن السعى وراء الربح ليس عيباً فهو الحافز للتقدم والإزدهار , وأن تقدم الدول الرأسمالية جاء من حافز الربح والمكسب كمحرك لعجلة الإنتاج والتطور .. ولكن هذا المبدأ سيعارضه الإشتراكيون والشيوعيين من منطلق أن العمل قيمة إنسانية وليس وسيلة للإكتناز والأنانية , ليحقق فيها الإنسان ذاته ووجوده مطوعاً جهده لخدمة الإنسانية والإنسان .

- قد يرى البعض أن فكر الشيوعيين مثالى يتوارى أمام برجماتية وحافز الرأسمالية والرأسماليين التى تبغى الربح والمكسب فلا يبقى لنا سوى أن نفضح النظام الرأسمالى بالنظر إلى سياساته تجاه الأمراض والأوبئة .
شركات الأدوية العالمية ومراكز الأبحاث التابعة لها هى جزء من مكونات ونهج وايدلوجية النظام الرأسمالى , فهى لا تعمل من أجل صحة الإنسان والبشرية فهذا الكلام لا يعنيها ولا يجعلها تُقدم على خطوة واحدة لتقديم عقار جديد يواجه فيروس , فالجدوى الإقتصادية من إنتاج هذا العقار هو المعنى وما يقدمه من أرباح خيالية فقط .

دعونا نستعرض تاريخ وسياسة شركات الأدوية فى تعاملها مع الأمراض والأوبئة :
- مع بداية انتقال فيروس كورونا الجديد في يناير الماضي من الصين إلى كثير من دول العالم ليتحول إلى ما يشبه الوباء , توقع كثيرون أن انتشار هذا الفيروس التاجي القاتل هو بمثابة مفاجأة سارة لشركات الأدوية الكبرى التي ستتسابق على تطوير لقاح مضاد للفيروس تربح بفضله مليارات الدولارات , ولكن هذا ليس واقع الحال فحتى الآن لم تعلن أي من شركات الأدوية العالمية الكبرى المعروفة عن توجهها لتطوير لقاح مضاد للفيروس الجديد.. هذا التقاعس وصفه مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة الدكتور "أنتوني فوشي" : بأنه شيء "صعب جدًا ومحبط للغاية" .

- بينما يقف العالم أجمع اليوم مترقباً في انتظار ظهور علاج للفيروس الجديد بإمكانه وضع حد للمأساة لا يزال الكبار بقطاع الأدوية غير متحمسين للمضي قدماً في عملية تطوير لقاح للفيروس الذي أطلق عليه مؤخرًا اسم "كوفيد 19"، فما السر؟ ببساطة شديدة تخشى شركات الأدوية الكبرى أن تنتهي أزمة كورونا بسرعة كما حدث مع أوبئة أخرى ظهرت خلال العقدين الماضيين ! وبناءً على ذلك لن يكون اللقاح مفيدًا من الناحية المالية لمطوريه إلا إذا استمرت أزمة كورونا لفترة طويلة تتجاوز العامين أو لو عاد الفيروس للانتشار مرة أخرى بعد انحساره وأصبح مرضًا مستوطنًا مثل الإنفلونزا الموسمية.

- هذا أدى إلى إمتناع الكبار بصناعة الأدوية عن الاستثمار بكثافة في تطوير لقاح مضاد لكورونا , واكتفت شركات مثل "جلاكسو سميث كلاين" و"جونسون آند جونسون" بتقديم الدعم للمؤسسات التي تقود جهود مكافحة كورونا ,وهذا بالمناسبة ليس سلوكاً جديداً, فقد كان هناك تجاهل شبه تام من قبل شركات الأدوية الكبرى للأوبئة الفيروسية التي ظهرت فجأة خلال العقدين الماضيين , فمن بين فيروسات "سارس" و"ميرس" و"إيبولا" و"زيكا" لم يتم تصنيع سوى اللقاح الخاص بفيروس "إيبولا" والذي تمت الموافقة عليه العام الماضي , ومن غير المرجح أن يحقق هذا اللقاح أي أرباح للشركة المطورة له.

- هذا يدعونا لتذكر تقاعص شركات الأدوية الكبرى على إنتاج عقار يعالج ويقي فيروس الأيدز , فقد وجدت تلك الشركات أن معظم مصابى الأيدز من دول إفريقية فقيرة لن تقدر على دفع ثمن هذا العقار مما يعنى أن الإستثمار فى الأبحاث المنتجة لهذا العقار غير مجدى .

- ببساطة لن تستثمر شركات الأدوية الكبرى أموالها ومواردها إلا في الأمراض واسعة الانتشار والمستمرة التي يمكن أن تبيع علاجها للناس إلى الأبد , فالصيد الثمين بالنسبة لهذه الشركات والذي يستحق المخاطرة هو لقاح مثل "جارداسيل" المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري والذي أصدرته شركة "ميرك" في عام 2006 وتجني بفضله اليوم حوالي مليار جنيه إسترليني سنوياً .

- وبالمناسبة فشركة "ميرك" – التي تعد ثالث أكبر شركة أدوية في العالم من حيث القيمة السوقية هي أيضاً واحدة من الشركات الكبرى التي ترفض حتى الآن المضي قدماً في استثمار مواردها في تطوير علاج لفيروس كورونا الجديد ,باختصار فعملية تطوير لقاح طويلة ومكلفة وما لم يكن هناك سوق كبير لذلك العقار فإن الأمر من وجهة نظر الشركات الكبيرة لا يستحق أى عناء .

- في عام 2009 تحمس عدد من شركات الأدوية الكبرى لتطوير لقاح مضاد لإنفلونزا الخنازير , وتم الانتهاء منه بسرعة ولكن ليس بالسرعة الكافية , فمع بدء انحسار رقعة انتشار الفيروس قامت الكثير من الحكومات التي تعاقدت مع شركات مثل "جلاكسو سميث كلاين" لشراء كميات كبيرة من اللقاح بفسخ عقودها , مما أثر سلباً على أرباحها.وما زاد الطين بلة بالنسبة لـ"جلاكسو سميث كلاين" هو اضطرارها لسحب لقاحها الخاص بإنفلونزا الخنازير الذي تم إعطاؤه لستة ملايين شخص من السوق بعد أن اكتشف لاحقًا أنه يسبب "الخدار" وهي حالة مرضية تتسبب في أن يدخل الشخص في نوبات نوم مفاجئة عدة مرات في النهار.

- في عام 2014 وقعت نفس الشركة في أزمة بسبب مرض فيروسي آخر , فبعد استثمارها لسنوات في تطوير ثلاثة لقاحات لفيروس "إيبولا" اضطرت الشركة للتوقف بعد وصولها للمرحلة النهائية من التجارب السريرية وذلك على خلفية تضاؤل عدد المصابين بالفيروس بشكل كبير قرب نهاية عام 2014. ومع عدم وجود إمكانية تحقيق أي أرباح استسلمت "جلاكسو سميث كلاين" في نهاية المطاف وسلمت النتائج لمؤسسة غير ربحية بالولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه التجربة بمثابة عبرة لشركات الأدوية الكبرى الأخرى والتي أصبحت تفضل التركيز على علاجات الأمراض التي يوجد لها أسواق مضمونة كالسرطان والسكر .

- في حديثه للتلفزيون السويسري لخص رئيس الاتحاد الدولي لمصنعي الأدوية الوضع قائلاً إن الشركات تخشى أن يكون مصير "كورونا" مثل "سارس". وتابع : "قبل نحو 17 عامًا كانت هناك شركات بدأت في تطوير لقاحات لعلاج سارس، ولكن عندما حان وقت إجراء التجارب السريرية لم يكن هناك المزيد من المرضى لأن الفيروس قد رحل" .
باختصار، لم تلق شركات الأدوية الكبرى حتى الآن بثقلها في عملية تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد لأنها لا تزال لا تمتلك الضمانات الكافية لأن تحقق أي أرباح معتبرة إذا ما قررت الخروج في هذا الطريق وصرف مئات الملايين من الدولارات في ذلك المسعى.

- حتى لو تحمست شركات الأدوية الكبرى فجأة لتطوير لقاح لكورونا وفق رؤية نفعية برجماتية , فإن العمل عليه قد يتوقف في أي لحظة إذا ما انحسرت رقعة انتشار الفيروس هذا بالضبط ما حدث خلال أزمتي فيروسي "سارس" و"ميرس" اللذين ينتميان إلى عائلة كورونا الفيروسية، حيث توقف العمل على تطوير لقاحات لهما بمجرد انتهاء الأزمة بعد عدة شهور .
المصادر: أرقام – بلومبرج – الجارديان – بي بي سي – نيويورك تايمز – إذاعة سويسرا العالمية – فاينانشيال تايمز

ليس بالربح يعيش الإنسان .
- بعد هذا العرض عن نهج وإستراتيجية شركات الأدوية العالمية التى هى جزء من الرأسمالية العالمية ينفضح بشاعة النظام العالمى الراسمالى , فالأمور لا تخرج عن الربح وماذا سأجنى عندما أقدم مئات الملايين من الدولارات فهل سأربح مليارات الدولارات أم الامور لا تستحق الجدوى والعناء كون السوق لن يكون مستمراً ومجدياً ولا عزاء للبشرية .

-هذا المشهد يفضح الرأسمالية البرجماتية المتوحشة فهى لا يعنيها الإنسان وحال البشرية بل ما ستجنيه من دولارات , لنضع الحل الشيوعى أمام هذه البشاعة والأنانية والبرجماتية متمثلا فى إشراف المجتمعات الإنسانية على مراكز البحوث للتغلب على الأمراض والأوبئة غير ناظرين لجدوى إقتصادية وحسابات المكسب والخسارة , فالإنسان والحياة هما المكسب .

-مشهد إضافى شديد القبح والبشاعة وهو أن المجتمعات الإنسانية التى تنهج الفكر والأداء الراسمالى تكون الصحة والشفاء لمن يمتلكون المال فالعناية مكلفة أما الفقراء فدعهم يموتون فى صمت وبلا جلبة .

دمتم بخير .
الآن صار لشعارى الشيوعى معنى إضافى :"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورونا وثقافتنا البائسة , فمتى نستفيق
- إنه الترويض والتقديس..لماذا نحن متخلفون
- هل هى أخطاء إلهية أم نصوص بشرية يا أحمد
- أوهام البشر .. الجن والعفاريت والأشباح
- إنها نصوص دليفري حسب الطلب يا أحمد
- بشرية وتهافت الأديان فى حوارى مع أحمد
- أنا وأحمد فى حوار حول الفنتازيا الإلهية
- تأملات فى أسئلة
- رحمة الله عليك يا صدام
- حل إشكالية التردى بمناهضة الإسلام السياسى المؤدلج
- الحب بين فعل كيمياء الهرمونات ووهم الوجدان
- تأملات فى الحب والجنس - جزء أول
- فوقوا بقى..الأديان بشرية الفكر والخيال والتهافت
- تأملات وخواطر فى الحالة الفكرية والثقافية والنفسية لمجتمعاتن ...
- إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل
- تتمة 400 حجة تُفند وجود إله - وهم المنطق
- فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390
- الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية
- فوقوا بقى – الشذوذ والسذاجة والتهافت فى النص الدينى
- تأملاتى وخواطرى ووجدانى .


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - سامى لبيب - الكورونا يفضح بشاعة النظام الراسمالى العالمى