أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - سامى لبيب - إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل















المزيد.....

إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 18:42
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


بداية لست خبيراً بأوضاع الشعوب العربية الداخلية ولكن يمكن تلمس الخطوط العريضة لحراك الجماهير فى الدول التى تشهد حراكاً شعبياً نشهده الآن على الساحة من خلال ماتبثه الفضائيات والصحف عن التداعيات والحراك .

- كل الإحترام والتقدير لحراك الشعوب العربية فى لبنان والعراق والجزائر فهى إحتجاجات عفوية تخطت الأحزاب والقوى السياسية والطائفية فى تلك الدول , ليكون حجر الزاوية لإنطلاقها هو تردي الأحوال المعيشية , فهذا هو أساس الإنطلاق وإن لم يمنع من رفع شعار مقاومة الفساد والمفسدين فى السياق بإعتباره عامل مؤثر فى التردى , وكشرارة أولى لإدراك الجماهير للصراع الطبقى بشكل عفوى .

- يجب أن لا نبنى قصور من الخيال والوهم أو أن نحلل ونأمل من الأمور أكثر مما لا تحتمل , فهناك مزاج شعبى عارم وفتنة بمقولة الثورة ليتم تصوير هذه الهبات وتلك الإنتفاضات بأنها ثورات كما حدث فى حراك مصر وتونس والسودان , وليتردد الآن كلمة ثورة فى العراق ولبنان والجزائر , بينما الأمور بعيدة كل البعد عن مفهوم الثورة التى تعنى تغيير جذرى طبقى فى المجتمع بإزاحة طبقات وحلول طبقات إجتماعية بديلة وهذا ما لم يحدث ولن يحدث , فالأمور لا تعدو سوى هبات وغضب شعبي يأمل فى تحسين الأوضاع فقط .

- يجب إدراك أن تلك الإنتفاضات الشعبية فى لبنان والعراق والجزائر هى إنتفاضات عفوية فلا توجد أحزاب وبرامج سياسية وراءها , لذا يمكن إعتبارها حراك لغضب شعبى لا أفق له يمكن إجهاضه سريعاً , فغياب البرنامج والأفق السياسى يعنى إمكانية تخدير الجماهير من خلال تقديم كبش فداء وبعض التنازلات , ليبقى الوضع كما هو عليه .

- إذا كانت التظاهرات العربية عمل عفوى غير مُسيس أسير بعض المطالب كتحسين الأحوال المعيشية ومقاومة الفساد , فهناك جانب إيجابى يظهر كنبت أخضر من وسط هذا الحراك برفع شعار لا للطائفية ولا للمخاصصة لنرى هذا الشعار فى لبنان الطائفى والعراق المذهبى , ليطفو سؤال هل سيستمر هذا الشعار قائما ً أمام القوى الطائفية والمذهبية بل أمام الجماهير المنتفضة ذاتها .

- نتيجة غياب مشروع وقوى سياسية قادرة على ضبط حراك الشارع فى إطار مشروع ونهج سياسى , فمن هنا ستنحصر مطالب الجماهير فى أمور هامشية يمكن إرضائها أو قل إجهاض حراكها بسهولة .. فالجماهير تعتنى بسقوط رمز من رموز النظام أو الحكومة أو رئاسة الوزارة بينما الوعى السياسى يفترض أن يتم الإحتجاج على سياسة نظام وتقديم مشروع سياسى جديد ليكون الإصلاح حقيقياً وهذا غير حادث لغياب الأحزاب والقوى السياسية التقدمية .

- لابد من وجود وجوه سياسية نزيهة تتقدم الجماهير أو تكون هى أملها ومشروعها للتغيير الحقيقى , وهذا غير حادث للأسف لغياب القوى والأحزاب والوجوه ليظهر هذا فى إعلان السلطة العسكرية فى الجزائر عن نيتها إقامة إنتخابات رئاسية مبكرة لترفضها الجماهير الواعية فهذا يعنى إستنساخ للقوى السياسية القديمة لعدم وجود أحزاب ورموز جديدة قادرة على ملأ السلطة معبرة عن تطلعات الجماهير .. هذه الجماهير الجزائرية أدركت درس التاريخ من مصر عندما عَجل الجيش لإنتخابات رئاسية وبرلمانية لتقع السلطة فى يد النظام البائد أو الإخوان كقوى بديلة للنظام .

- للأسف الشديد سينعدم أى آثار إيجابية للإنتفاضات الشعبية فى الدول العربية فالأمور لن تراوح مكانها , فالسلطة كما هى ستقدم بعض التنازلات لن تخلو من تخفيف وطأة الفساد فى أحسن الأحوال وذلك لإرضاء وتخدير الجماهير وليبقى الوضع كما هو عليه , ولنسأل هنا إذا كانت الحكومات العربية تعترف بوجود الفساد فلماذا لم تحاربه قبلاً وإذا كانت تعترف بقبح المخاصصة الطائفية والمذهبية وأن البديل حكومة كفاءات من التكنوقراط فلماذا لم تنهج هذا النهج بدون أن تجبرها التظاهرات .

- فى ظل هذه الصورة العدمية لواقع المجتمعات العربية يكون من الصعب توصيف هذه الحالة الضبابية المعتمة فقط فهذا سيدعو لليأس والقنوط والإحباط , لذا أقدم رؤية متوسماً فيها أن تحمل قبس نور وسط العتمة وكطوق نجاة لشعوب يتم التعامل معها كالقطيع سواء بإرادتها أو بإرادة ومخططات خصومها .

- أرى الحل فى ضرورة وحتمية ظهور أحزاب علمانية ويسارية بكل ألوان الطيف الفكرى والمؤسساتى تكون هى الرائدة وصاحبة البرنامج السياسى التى تقود الجماهير وتحول دون تخديرها وإجهاض حراكها بل تجعل الحراك خدمة لمشروع سياسى وليس لمطالب آنية يمكن أن تتحقق أو يتم الإلتفاف حولها .

- الأحزاب العلمانية حتمية فى المجتمعات التى تعانى من الطائفية والمذهبية المقيتة كما فى لبنان والعراق فلابد من تنحية المذاهب والطوائف والمرجعيات جانباً لتبقى المواطنة أولا , وليقود المسيرة أصحاب الكفاءات وليس أصحاب الولاءات والمرجعيات , ولينتهى إلى الأبد التمايز والفوقية الطائفية والمذهبية ليزول معها كل الإحتقانات الطائفية .

- لابد أن يقود حراك الجماهير أحزاب يسارية فهى المؤهلة لذلك بإعتبار أن كل الهبات الشعبية بلا إستثناء تعلن عن رفضها لتردى الأحوال المعيشية وإستياءها من الفقر والفساد وتطلعها لعدالة إجتماعية وهذا ميدان اليسار وحجر الزاوية فى فكره ونهجه لذا يجب أن يقود اليساريين حراك الجماهير لتحقيق مطالبهم وفق برنامج سياسى والحيلولة دون إجهاض الحراك أو الإلتفاف حوله أو تخدير الجماهير ببعض المنح والهبات والتنازلات بل يستمر إستثمار الجماهير دوماً لتحقيق سياسات تتصدى للرأسمالية المتوحشة وأنصارها من النخب السياسية والطائفيين والمذهبيين .

- لابد من تربية الشعوب على مشروع وبرنامج سياسى فلا يكون حراكهم عفوياً إنفعالياً أو باحثاً عن تطلعات بسيطة ما تلبث أن تتبدد على يد أنظمة تعيد إنتاج نفسها وكأنك يازيد ما غزيت , كما يجب ان يرتب اليسار أوراقه وترتيباته وبرنامجه فلا يكون نهجه وفكره الإعتناء بالتجربة السوفيتية وترديد شعاراتها أو تبريرها أو رفع شعارات عريضة ببغائية ليس وقتها بل بالإنخراط والبحث فى تاريخ وحاضر شعوبها وخريطته الطبقية والبحث عن القوى الطبقية الحليفة مع تحديد القوى الرجعية فيه .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تتمة 400 حجة تُفند وجود إله - وهم المنطق
- فكر فيها -400 حجة تُفند وجود إله -من369إلى390
- الدين عندما يُفقدنا المصداقية والمعنى والإنسانية
- فوقوا بقى – الشذوذ والسذاجة والتهافت فى النص الدينى
- تأملاتى وخواطرى ووجدانى .
- العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر
- المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا
- أنا فهمت الآن ماهية العشوائية والجمال والنظام
- أنا فهمت الآن سر الحياة والوجود والأوهام
- سيكولوجية وذهنية وسلوك الشعب المصري
- تأملات ومشاغبات وخربشات ساخرة
- تأملات فى أسئلة-400 حجة تُفند وجود إله
- دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - سامى لبيب - إشكاليات الإنتفاضات العربية..العلمانية واليسار هما الحل