أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامى لبيب - العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر















المزيد.....

العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 22:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لماذا نحن متخلفون (72) .

- إنطلقت مظاهرات محدودة فى بعض مدن مصر بعد إنتهاء مباراة الأهلى والزمالك فى السوبر المصرى ليلة 20 سبتمبر , لتبدو شديدة التهافت قبل المباراة عندما ضمت عدة أفراد يتواجدون فى ميدان التحرير ليرسلوا رسائل عبر فضائيات الجزيرة والإخوان تحث الشعب على النزول والتجمهر لإسقاط حكم السيسى , مُشيرة إلى أن الأمن المصرى لا يقوم بأى دور فى مطاردتهم وإعتقالهم , وذلك لحث الجماهير على الإطمئنان والتظاهر ورغم ذلك ظلوا على أعدادهم المحدودة فالشعب مُنشغل بمباراة الأهلى والزمالك !

- إنضم الكثيرون للمظاهرات بعد إنتهاء المباراة وذلك تحت إلحاح دعوة القنوات الفضائية وترويجها أن الأمن المصرى يقوم بدور سلبى فهو يمتنع عن قمع المتظاهرين وإعتقالهم , ليكون الدافع نحو الصراخ والإحتجاج هو الدافع للتظاهر الذى جلب كثير من المتظاهرين بدون أن يتواجد أى مشروع وبرنامج سياسى بل تستمر نفس شعارات مسرحية 25 يناير كماهى ,"الشعب يريد إسقاط النظام" ومع إستبدال إرحل يا مبارك بإرحل ياسيسي .!

- ماحدث ليلة 20 سبتمبر من تظاهرات نفخت فيها فضائيات الجزيرة والإخوان وعظمتها , ليرجع ظهور تلك المظاهرات لسببين : الأول قد يكون لرؤية أجهزة الأمن أنه لا داعى لقمع تلك المظاهرات وإستخدام العنف المُفرط معها فهى لن تزيد عن أعداد قليلة من الجماهير فى النهاية وفق تقديراتهم , لذا فلا داعى لنفخها ومنح أسباب لحيويتها وإستمرارها بوقوع ضحايا ومعتقلين فستستمد حينئذ المزيد من الزخم والتأييد المناهض لحكم السيسى فلندعهم يصرخون وينصرفون .

- أرى هذا المشهد يحمل تصور آخر كمقدمة لإنقلاب ناعم من المؤسسة العسكرية تجاه السيسى وذلك بإعادة الكَره بإستنساخ لمظاهرات 30 يونيو أى أننا أمام إنقلاب من السلطة العسكرية على السيسى وتحديداً من داخل المؤسسة العسكرية وذلك بغية تقديم صورة جديدة بديلاً عن الصورة المحترقة , أو قل هو صراع داخلى على السلطة , أو قل هو الضغط للإشتراك فى الصورة والغنيمة .. هذا الإحتمال وارد بقوة من عزوف قوات الأمن عن الضرب العنيف لتفريق التظاهرات عكس توجهاتها وتاريخها , كذا تلك المناشدات التى قدمها المناهضين للسيسى لقيادات الجيش والشرطة بالإنضمام للشعب فى تظاهراته مما يعطى السيناريو المطلوب للإنقلاب الناعم بدعوى الإنحياز لمطالب الجماهير , ليتكرر سيناريو 30 يونيو بلا أى تعديل مع شعب يعانى من الخيبة وذاكرة سمكية لينقاد كالقطيع وفق مخططات الكبار .

- لو تحقق سيناريو خلع السيسى من قِبل قيادات المؤسسة العسكرية والدولة العميقة فهذا سيكون تكرار لسيناريو 30 يونيو كذا السيناريو الأكثر تعقيدا لحراك 25 يناير , فالأمور لا تزيد عن مخططات ورؤى وإرادة المؤسسة العسكرية ليكون صراخ الجماهير فى الشوارع والميادين من باب شرعنت الإنقلاب وكديكور لإكمال الصورة وإضحك تطلع الصورة حلوة .

- سيناريو الإنقلاب على السيسى قائم شريطة قوة الأجنحة العسكرية المناوئة للسيسى فى التخطيط وإنتهاز اللحظة المناسبة للإنقلاب .. أما أن يقوم السيسى بإستئصال وعزل تلك القوى والقيادات أو مهادنتها فى سبيل حصولها على جزء من الكعكة , فحينها سيبقى السيسى فوق الأعناق ولا مكان لصراخ جماهير مُتحمسة بإرحل يا سيسى والشعب يريد إسقاط النظام .

- الشعب المصرى شعب طيب ساذج لا يفهم ألف باء سياسة وهذا يرجع لأسباب عديدة , أولها الجهل التام وإنشغاله بلقمة عيشه فلن تجد حديث عن أهمية الحريات والديمقراطية وكل هذه الأمور , أضف لذلك إنعدام وجود أى قوة سياسية على الساحة منذ 67 سنه , فلا وجود لأحزاب ذات فعل وتاثير , فكل الكيانات الحزبية هزيلة ضعيفة كرتونية ليس لها أى تأثير أو حتى معرفة لدى رجل الشارع بأسمائها , وما كان متواجد يتنفس كالوفد والتجمع والناصرى والشيوعي إنقرض وإنعدم حضوره إما نتيجة تخاذل تلك الأحزاب وضعفها أو تأقلمها مع مناخ القمع والتضييق فآثرت السكينة , فلم يتبقى سوى الإخوان المسلمين الذى تم قمعهم بشدة علاوة على كراهية المصريين لهم لإرهابهم وإنتهازيتهم وقفزهم على مايطلق عليه ثورة 25 يناير بينما الأمور لم تزيد عن رغبات أمريكية فى وجود إسلامى بإستخدام سلطة المجلس العسكري حينها كمُحلل .

- فى ظل هذا المناخ تتضائل بل ينقرض أى حضور نشط وسياسى للشعب المصرى ليكون حراكه فى دعم وتأييد النظام من منطلق أن الطبلة تُجمعنا والعصا تُفرقنا أو التحرك كالقطيع معلنة عن الرغبة فى الصراخ والنباح بلا أى مشروع وبرنامج سياسى , وكل هذا تحت ذقن السلطة فلنجعلهم يكتفون بالصراخ والتهليل بمقولة "الشعب يريد إسقاط النظام" و"إرحل إرحل يا سيسى" . !

- لا توجد قوى فى الشارع قادرة على حشد الجماهير فينعدم وجود تاثير وشعبية لأى قوى حزبية أو جماهيرية لذا لا أمل فى التغيير السياسى فكما ذكرت أن الأحزاب المدنية سواء من اليسار أو اليمين كرتونية هزيلة لا أمل من ورائها , أما حركة الإخوان المسلمين فقد تقلص وجودها نتيجة المطاردة والقمع وبعد أن فقدت ماكانت تروجه من بريق فى الشعب المصرى , لذا أى حراك جماهيرى سيكون خادماً ومنساقاً لرغبات المؤسسة العسكرية وأجنحتها المتصارعة تحت فكرة أن الصفارة والطبلة تُجمع الشعب المصرى .

- قد يتبادر فى ذهن القارئ أننى أعرض رؤية تشاؤمية إحباطية , وهى كذلك بالفعل مالم تتحرك القوى السياسية لتعليم وتربية وتدريب الشعب المصرى , لأرى الحل من وسط هذا الظلام الدامس والمستنقع الآسن فى قوى اليسار يتقدمهم الماركسيين فهذه فرصتهم الذهبية للحضور والتأثير وإعداد الشعب المصرى لعمل وحراك ثورى حقيقى وليس تنفيس عن الغضب بمتعة الصراخ والنباح , فالشعب المصرى كل ما يعنيه لقمة عيشه وبعد أن وصل معدل الفقر ل40% فلا يعنيه قصة تيران وسنافير وغيرها من الأمور , ومن هنا يكون حضور اليسار فاعلاً جاذباً إليه الجماهير بحكم إنحيازه للعمال والفلاحين والطبقات الشعبية ضد الإجحاف والإستغلال والفقر .

- حان الوقت أن يخرج المصريون من مخططات السلطة الحاكمة كذا مخططات المخابرات الأمريكية وميديا الأخوان , فبدلا من الغرق فى الصراخ والنباح وترديد شعارات خايبة كإرحل يا مبارك أو إرحل يا سيسي , فرحيل أحد لا يعنى حضور وجه وطنى جديد بل نسخ وتجميل فقط , لذا فلينطلق حراكه لتغيير جذرى يحقق مصالحه وعدالته الإجتماعية المنشودة تحت راية الماركسيين بعد أن يتخلصوا من غرقهم فى التنظيرات الأيدلوجية والدراسات عن عظمة الحالة السوفيتية السابقة .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المختصر المفيد فى أسباب التخلف العتيد
- ألف باء نقد .. تأملات وأسئلة شكوكية
- ثقافة قالوا وقاللولي - لماذا نحن متخلفون
- الإله والإباحية
- تأملات فى أوهام الإنسان العتيدة
- -الهول- وثقافة القهر والكراهية .. مفيش فايدة
- تأملات فى أنا فهمت الآن
- أنا فهمت الآن الخلل الذى أنتج الخرافة والميتافزيقا
- أنا فهمت الآن ماهية العشوائية والجمال والنظام
- أنا فهمت الآن سر الحياة والوجود والأوهام
- سيكولوجية وذهنية وسلوك الشعب المصري
- تأملات ومشاغبات وخربشات ساخرة
- تأملات فى أسئلة-400 حجة تُفند وجود إله
- دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة
- خربشة ومشاغبة عقل .. تسالى رمضانية.
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 61 إلى 83
- فى المنطق -400 حجة تُفند وجود إله
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 41 إلى 60
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 21 إلى 40
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 1 إلى 20


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامى لبيب - العزف على خيبة شعب..ماذا يحدث فى مصر