هل تعتبر أمريكا عدوة العالم ومتورطة في جراءم ضد الإنسانية بعد اعتراف واشنطن بصناعة فيروس كورونا ؟ هل فعلا صدقت تنبؤات الصين وإيران ضد أمريكا..؟

محمد الرضاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 21:54
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

* محمد الرضاوي:إسبانيا.
أمريكا هي قائدة الظلم والطغيان والجبروت في هذا العصر، بدون منازع بحيث أنها استخدمت أموالها التي مكنها في ظلم البشرية في مشارق الأرض ومغاربها ، تاريخ أمريكا تاريخ أسود على كل المستويات ، وفي شتى أنحاء العالم من خلال تورطها بصناعة وتمويل داعش مرورا بصناعة فيروس كورونا القاتل .
قبل ثلاث سنوات اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، بأن الإدارة الأمريكية هي من قامت بتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وما يطلق عليه “داعش”؛ بهدف تقسيم منطقة الشرق الأوسط. حيث كشفت “كلينتون” في كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة»- عن تنسيق بين واشنطن وجماعة “الإخوان المسلمين” لإقامة هذه الدولة في أرض سيناء المصرية، مضيفة أن أمريكا دخلت الحرب العراقیة واللیبیة والسوریة وكان کل شيء على ما یرام بحسب وصفها . أمريكا تثبث أنها عدوة العالم والتاريخ يشهد على ذلك من خلال تورطها أيضا في صناعة الفيروس القاتل ، حيث أثار انتشار فيروس كورونا خلافا عميقا بين أمريكا والصين في مجلس الأمن الدولي، بسبب إصرار واشنطن على نسب هذا الفيروس للصين، وتضمين مشروع قرار أممي نصا واضحا بهذا الشأن.
شبكة "أن بي سي" التلفزيونية كشفت أيضا ،نقلا عن أربعة دبلوماسيين لم تشر إلى أسماءهم ، عن إصرار الولايات المتحدة، على تضمين نص قرار مجلس الأمن الذي يتم التشاور بشأنه حاليا عبارة "الأصول الصينية لفيروس كورونا".
ما أثار هذا الإصرار الأمريكي هواجس بكين وسط محاولات مجلس الأمن الدولي تطوير استجابة مشتركة لوباء COVID-19.

سردية الإعلام الروسي ركزت أيضا على نقطة واحدة بشكل متكرر، وهي أن النخب السياسية الغربية، خاصة الأمريكية، تقف وراء هذا الوباء.

ووصل الأمر بالقناة الحكومية الأولى، أحد أبرز القنوات التليفزيونية، تخصيص فقرة ثابتة لتناول "المؤامرة الغربية" بشأن فيروس كورونا، في برنامج الأخبار المسائي "الوقت".

وعرضت القناة الأمر بطريقة تبدو وكأنها ساخرة وسخيفة، لكنها تترك لدى المشاهدين إنطباعأً بأنها تحتوي على بعض الحقائق.

إيران بدورها دعت واشنطن إلى كشف دورها في صناعة ونشر كورونا حيث دعا الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الولايات المتحدة إلى الرد على الاتهامات الدولية بشأن دورها في إنتاج ونشر فيروس كورونا "COVID-19".
كما انعقدت قمة أوروبية «عن بعد» لبحث انتشار فيروس كورونا الذي بات وباء عالمياً، وتسبب بوفاة أكثر من 7 آلاف شخص حول العالم. وبينما يجرى سباق دولي محموم على تطوير لقاح طبي من شأنه أن يكافح هذا الوباء الفتاك.. لم تتردد الصين عن توفرها إثباتات تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقف وراء تخليق وانتشار فيروس كورونا القاتل.. وفجر الاتهام الرسمي الصيني للولايات المتحدة «حرب تصريحات ساخنة» وتبادل الاتهامات بين واشنطن وبكين.

الاتهامات الصينية لواشنطن بالوقوف وراء إصابة البشرية بوباء الكورونا، جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، موضحا «وجود اثباتات تؤكد على أن وكالة المخابرات المركزية هي التي نشرت فيروس كورونا في الصين».. وأشار الدبلوماسي الصيني، إلى وجود أدلة تؤكد أن فيروس COVID-19 تم إنشاؤه من قبل علماء أمريكيين عام 2015.
وفي مواجهة التصريحات الرسمية الصينية، التي تؤكد امتلاك الإثبات القاطع أن أمريكا أنتجت «فيروس كورونا»، وتورّط الولايات المتحدة في تفشي الفيروس ،جاء تحذير وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، للصين من نشر معلومات مضللة حول فيروس كورونا المستجد.
كما لم تنف واشنطن اتهامات الحكومة الألمانية، للولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب شخصيا، بالسعي لوضع اليد على مشروع لقاح طوّره مختبر ألماني، حيث تصدت ألمانيا لمطامع ترامب بشأن لقاح لكورونا محذرة بأنها ستبذل كل ما بوسعها حتى ينجح المشروع في أوروبا.وزير الخارجية ،هايكو ماس، صرح بدوره أن «الباحثين الألمان يلعبون دورا أساسيا في تطوير أدوية ولقاحات ولا يمكن أن نسمح لآخرين بالسعي لحيازة حصرية نتائجهم». وبينما أكد الرئيس الأميركي: «نحن متقدمون على أوروبا ولدينا سياسة احتواء للفيروس».
وبعد أن كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، امتلاك الصين الإثبات القاطع أالذي يدين أمريكا ، تتحدث الدوائر السياسية والإعلامية في بكين عن «إنقلاب السحر على الساحر»، عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، وضع وزير الدفاع الأمريكي، مايك إسبر، ونائبه دافيد نوركيست، تحت الحجر الصحي، فيما اتخذت السلطات الأميركية إجراءات مشددة لوقاية المسؤولين الكبار من الإصابة بفيروس كورونا الذي تحول إلى وباء عالمي.. وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان، إن الفحوصات أظهرت إصابة 18 من أفراد الجيش الأمريكي حتى الآن بالفيروس.
تصريحات المسؤول الصيني التي وصفت بـ «الخطيرة جدا »، تزامنت أيضا مع اكتشاف خبراء الصين في الأرشيف، مقالة منشورة عام 2015 في مجلة Nature Medicine، تؤكد على أن علماء الولايات المتحدة تمكنوا من الحصول على نوع جديد من فيروس كورونا، له تأثير مباشر في الإنسان، وأن فيروس المصدر لـ COVID-19 كان فيروس SHC014، الذي عثر عليه في الخفافيش، وعلى أساسه، تم إنشاء «فيروس خيمري» (فيروس يمتلك تجمعين أو أكثر من الخلايا والأنسجة المتميزة جينيا)، يتكيف مع جسم الإنسان .

تنبؤات واتهامات الصين لأمريكا كانت على صواب حيث صدر، أول اعتراف رسمي من قبل الحكومة الأميركية بمسؤوليتها عن انتشار فيروس كورونا، وبأن الفيروس صناعة أميركية بامتياز؛ وهي التهمة التي كانت الصين وجهتها للولايات المتحدة منذ بداية انتشار الفيروس.
وجاء الاعتراف الأميركي الرسمي على لسان وزارة العدل الامريكية ، بأن الفيروس مصنع أميركياً كسلاح بيولوجي.
وقالت الوزارة، في بيان، اعترافها، أن بروفسوراً يعمل في جامعة هارفرد، مسؤول عن الأسلحة البيولوجية، لم تشر إلى إسمه، ومرتبط بعقود عمل مع وزارة الدفاع الأميركية، تم اعتقاله بعد أن تأكد للسلطات أنه قام بنقل وتهريب الفيروس إلى ووهان في الصين، بالتعاون مع مركز دراسات وأبحاث هناك.
وأضافت وزارة العدل الأميركية: «غير أن عملية النقل لم تكن آمنة؛ مما أدى إلى انتشار السلاح البيولوجي»؛ ما يعد اعترافاً بأن كورونا سلاح مُصنّع أميركياً.
ولا تُعرف بعد تداعيات مثل ذلك الاعتراف من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية بمسؤوليتها عن تصنيع الفيروس الذي حصد إلى الآن أرواح الآلاف في شتى دول العالم، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الإصابات تنتظر الموت وتعيش حجراً صحياً مرعباً في مستشفيات العالم ،فهل يعتبر اعتراف امريكا بصناعتها للفيروس القاتل بأنها دولة متورطة في جراءم ضد الانسانية بفيروس كاد أن يدمر العالم ويتسبب في شلل الحركة الاقتصادية عالميا بمافيها إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية..؟

#محمد_الرضاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل