تتمة إنقلاب8 آذار 1963الذي أسموه زوراُ ثورة .- على جدار ثورتنا المغدورة .رقم 258

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 18:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

بعداستيلاء الإنقلابيين القادمين من جبهة الجولان مع العدو الإسرائيلي على دمشق ووصلوا ساحة الأمويين دون إطلاق أية رصاصة ..إحتلوا الأركان العامة ولم يعتقلوا اللوء زهر الدين قائد الجيش الذي كان متواطئاً معهم كماإحتلت مغاوير سليم حاطوم مبنى الإذاعة والتلفزيون ليذيع البلاغ العسكري : رقم واحد بعد عزف الموسيقا العسكرية الجنائزية وليعلن للمواطنين : قام جيشكم الباسل بعون الله - وتلبية لإرادتكم بضرب أعدائكم الإنفصاليين الفاسدين وعملاء الإستعمار... بالإستيلاء على السلطة إنتصاراً للحق والعدالة والوحدة العربية ...وقل إعملوا ...إلخ - ثم أصبح حاطوم نجما من نجوم الإذاعة والتلفزيون وحامي النظام البوليسي ودونجوان الأغاني الثورجية مع ( لودي شامية ) ومن قاسيون تطل يا وطني ....إلخ
وتوالت برقيات التأييد الجاهزة في مضافات مخاتير القرى وأحياء المدن والإنتهازيين من كل حدب وصوب :
( سيروا ونحن من ورائكم , وأضربوا بيد من حديد يا أبطال جيشنا الباسل أعداء الشعب والوطن والمفسدين ونحن والله معكم ... )
إستسلمت القطعات العسكريةالتي فقدت القيادة مع الأسف بإستثناءسلاح الطيران بقيادة العميد ( هيثم المهايني ) إبن حي الميدان الوطني الدمشقي وإبن شقيق أستاذنا في المحاماة المرحوم " نوري المهايني - رفض الإستسلام للإٌنقلابيين وتمركز في قاعدة " ضمير " الجوية شرق دمشق ...وبقي يومين يحلق بطيرانه فوق دمشق وفوق وزارة الدفاع والإذاعة والمراكز العسكرية مهدداً الإنقلابيين منتظراً تحرك القطعات العسكرية البرية ضد الإنقلابيين لكن دون جدوى مع الأسف ولم يبق أمامه سوى الإستسلام ...وقيل فيما بعد أن الإنقلابيين إعتدوا على عائلته وخطفوها وهددوه بقتلها حتى إستسلم لهم ...لكنني غير متأكد من ذلك ..رغم أن الإنقلابيين الذين كان يشرف عليهم السفير الأمريكي بدمشق ( إلسوب ) عدو جميع الوطنيين السوريين ليس بعيداً عنهم إرتكاب مثل هذه الجرائم....
ثم سلم هيثم المهايني نفسه ورفض الهرب مع رفاقه الوطنيين الذي كان متاحاً لهم ..وإعتقلوا
في سجن المزة بدمشق وهم الضباط الوطنيين التالية أسماؤهم :
-فايز منصور -- مهيب هندي - هشام عبد ربه - موفق عصاصة -- عبد الغني عثمان -- جورج محصّل -- بسام العسلي -- زياد علاف -- عبد الغني النابلسي -- تيسير الطباع - فايز الرفاعي - وغيرهم .....
كان موقفهم في السجن وطنياً صلبا رغم التهديد والإرهاب والوحشية وتهديدهم بالإعدام ,,بشهادة سمعتها من سجانهم ( أمين الحافظ )سمعتها منه في بغداد ....وكان لي إخوة أعزاء بينهم ورفاق دراسة في ثانوية -- إبن خلدون - بدمشق....مثل زيادعلاف - وبسام عسلي - وفايز الرفاعي - وعبد الغني النابلسي ...
في اليوم الثاني للإنقلاب هبطت في مطار المزة العسكري طائرة عراقية تقلُّ وفد القيادة البعثية العراقية بقيادة سفاح العراق ( علي صالح السعدي ) أمين البعث القطري في العراق وعصابته لتهنئة الرفاق البعثيين بإنتصارهم القومي العظيم .. وكان في إستقبالهم صلاح البيطار والقيادة القطرية السورية العتيدة ...وفي إستراحة المطار أخرج السعدي مسدسه من جيبه وقدمه هدية لصلاح البيطار قائلاُ بأعلى صوته : لقد قتلت بهذا المسدس أكثر من مئة شيوعي ..فصفق له البيطار وجميع الحاضرين ..
وكان أول ما أصدرته قيادة الإنقلاب المشؤوم الأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 آذار 63- الذي فرض حالة الطوارئ - والأحكام العرفية على سورية الذي صادر الحريات العامة وأبسط حقوق الإنسان وألغى إستقلال القضاء ..وإستبدله بالقوانين والمحاكم اٌلإ ستثنائية الفاشية التي لاتخضع لقانون أصول المحاكمات الجزائية والمدنية - كالمحاكم العسكرية ومحكمة أمن الدولة - التي لاتخصع أحكامها للطعن ...والتي لاتزال حتى اليوم تغتال شعبنا وأبنائه وأبسط حقوقه وحرياته .....
وأول ما أصدره إنقلابيو 8 آذار 63 أيضاً ترفيع أنفسهم خارج القانون والمبادئ العسكرية في جميع جيوش العالم في الفضائح التالية ....
ترفيع لؤي أتاسي ممثل الناصريين في اللجنة العسكرية . الذي عينوه رئيساً لمجلس قيادة الثورة - و رئيساً للدولة - من رتبة عميد - إلى رتبة فريق قفزة واحدة . وعين راشد قطيني رئيس المخابرات السابق نائباً له بعد ترفيعه من عقيد إلى لواء - كما رفع زياد الحريري نفسه من مقدم إلى لواء ...وعين رئيساُ للأركان العامة --كما رفع صلاح جديد - وحافظ أسد نفسيهما من مقدم إلى لواء دفعة واحدة وغيرهم في سوق النخاسة العسكرية البوليسية الفاشية هذه ...وللبحث بقية

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل