4 - الله .. يضل ولا يهدي !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 4 - 20:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الحلقة الرابعة : الانعام 33 - 45

(33) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
1- سبب الظهور :
النبي محمــد: جالس وحيد حزين
جبريل سأله : ما سبب حزنك يا محمد ؟
النبي : كذّبني هؤلاء ( أهل مكة )
جبريل: إنهم يعلمون أنك صادق .. فظهرت الاية
2- المعني : الله يقول للنبي .. قد نعلم حزنك بسبب تكذيب أهل مكة لك و لرسالتك ، وادعائهم أنك لم يوح اليك ، ولكنهم يكذّبونك عناداً و تكبراً
جامع البيان في تفسير القرآن .. الطبري
3- السؤال : ماذا تعني جملة ( قد نعلم ) .. هل الوجه الثاني لها ( وقد لا نعلم ) ؟

4- تنويه : نعلم .. ضمير متكلم ، بآيات الله .. ضمير غائب

(34) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ
1- المعني : أن سائر الأمم كذَّبوا أنبياءهم لكنهم صبروا حتى فازوا ، وأنك أولى بالصبر لان الله وعدك بالنصر ، ولقد عرفت من القرآن أخبار بعض الرسل وكيف أنجيناهم ودمرنا أقوامهم ، و الاية تعزيه و تسليه وتزيل الحزن عن قلبه
مفاتيح الغيب .. الرازي
2- السؤال : نصرنا (ضمير متكلم ) ، ولا مبدل لكلمات الله (ضمير غائب) .. لماذا لم يقل ولا مبدل لكلماتنا لتتوافق مع ضمير نصرنا ؟

(35) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
1- المعنى: اذا كان تكذيب مشركي مكة لرسالتك .. شديد الوطأة علي نفسك ، فاحفر نفقا في الارض أو اصعد الي السماء بسلم ان استطعت ، لتأتيهم بآية تقنعهم بترك الكفر ، ولو شاء الله لجعلهم مؤمنين ، ولكنه لم يشأ لتعارض ذلك مع تكليف الله للانسان واعطائه حرية الاختيار و تحمل المسئولية ، فلا تجزع من كفرهم بعد علمك بإعراضهم عن الإيمان ، فلن يستجيب لك الا من يسمع منك الايات و يتفكر فيها ، ومن لم يتدبرها فكأنه لم يسمع
مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
2- الاسئلة :
A- ما الفرق اللغوي بين تكونن وتكن في القرآن ؟
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَــــمَ ( وَلَا تَكُونَنَّ ) مِنَ الْمُشْرِكِينَ / الانعام 14
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ( وَلَا تَكُن ) مِّنَ الْغَافِلِينَ / الاعراف 205
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُــــــــــدَى ( فَلَا تَكُونَنَّ ) مِنَ الْجَاهِلِــينَ / الانعام 35
ٱلْحَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــقُّ مِن رَّبِّكَ ( فَلَا تَكُن ) مِّنَ ٱلْمُمْتَرِينَ / آل عمران 60
B - هل الله يتحدي النبي أن يحفر نفقا في الارض أو يصعد للسماء ( بسُلم ) ولو حتي علي سبيل التعجيز .. ليأتيهم بآية ؟
C - ( في ) السماء أم ( الي ) السماء ؟
D - هل الصعود الي السماء يكون ( بسلم ) ؟
3- تنويه :
A- عليك ، استطعت ، تبتغي ، فتأتيهم ، تكونن .. ضمائر مخاطب ( هناك من يتحدث - الى - النبي )
B - ولو شاء الله ، لجمعهم .. ضمائر غائب (هناك من يتحدث - عن - الله)

(36) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
1- المعنى: سيؤمن بك .. من يصدقون رسالتك ، أما موتي القلوب فسوف يبعثهم الله بعد الموت ، ليحاسبهم علي أعمالهم
2- السؤال : يبعثهم ، اليه .. ضمائر غائب .. فمن يتحدث عن الله ؟
تفسير القرآن .. الفيروز ابادي

(37) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
1- المعني : أن مشركي مكة لم يؤمنوا بالقرآن ، وعجزوا عن الاتيان بسورة من مثله ، وطلبوا نزول الملائكة علي النبي ، فأمره الله أن يجيبهم بأن الله قادر على أن إنزال آية تضطرهم إلى الإيمان ، ولكنه لم يشأ لتعارض ذلك مع تكليف الله للانسان واعطائه حرية الاختيار و تحمل المسئولية ، ولانه لو أنزل آية فسوف يعاقبهم إذا لم يؤمنوا فورا
فتح القدير .. الشوكاني
2- تنويه : وقالوا ، قل .. ديالوج بين الكفار / الله / النبي
فالقول للكفار والنقل لله أو القرآن ( وبالتالي القرآن حديث وليس قديما ، لانه لو كان قديم ، فالكفار قدماء قِدم الله )

(38) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
1- المعني : ان المخلوقات نوعين .. إما تدب على الأرض أو تطير في الهواء وكلاهما أمة مثل بني آدم ، فهي تعرف الله وتوحده وتسبّحه وتصلي له كالبشر ، وتفهم وتألف بعضها بعضا ، وتسعي في طلب الرزق ، وسوف تُبعث وتُحاسب يوم القيامة
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال : ما فرطنا (ضمير متكلم) ، ربهم (ضمير غائب) .. ماذا لو تم توحيد السياق كالتالي .. ثم ( إلينا ) يحشرون ؟

(39) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
1- المعنى : أن الذين كذبوا بآيات الله كالأصم الذى لا يسمع ، والأبكم الذي لا يتكلم ، و الأعمى الذي لا يبصر ، ومن يشأ له الله الضلالة يجعله يسير علي هواه لانه أعرض عن الحق ، ومن يشأ الله له الهداية يهديه لأنه اتبع الحق
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. الشيخ محمد سيد طنطاوي
2- الاسئلة :
A- بآياتنا (ضمير متكلم) ، يضلله ، يجعله (ضمائر غائب) .. من المتحدث عن الله ؟
B- ماذا لو تم توحيد السياق كالتالي : وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ نشَأِ نضْلِلْهُ وَمَنْ نشَأْ نجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ؟
B - لماذا أضل الله من كذبوا بالايات بالاية (39)
مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
التكذيب بالايات ( إرادة بشرية) يمكن الرجوع عنها .. لكن ارادة الله بضلال المكذبين .. يستحيل تغييرها
C - لماذا جعل على قلوب المشركين أكنة وفي آذانهم وقرا أن يفهموا القرآن بالاية (25)
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا
وصف المشركين لانشقاق القمر بالسحر ( ارادة بشرية ) يمكن الرجوع عنها .. لكن ارادة الله بوضع حجاب علي قلوبهم وفي آذانهم سدا أن يفقهوا القرآن .. يستحيل تغييرها

سؤال : اذا كان الله قادر أن يهديهم .. وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ( 35 )
واذا كان الله قادر أن ينزل آية تجعلهم مؤمنين .. إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً ( 37 )
ولكنه رفض في الحالتين لتعارض ذلك مع تكليف الله للانسان واعطائه حرية الاختيار وتحمل المسئولية .. فلماذا تدخل وزادهم ضلالا ولم يتركهم ويعاقبهم في الاخرة .. مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ (39)

(40) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
1- القراءة : الكسائي قرأها .. أريتكم
2- المعني : الله أمر النبي ان يقول للكفار .. ماذا لو أتاكم عذاب الله كما اتى الكافرين من قبلكم كقوم عاد ، هود ، ثمود أو آتاكم الموت ؟
هل تدعون الاوثان التي لا تنفع نفسها ولا غيرها أم تدعون الله الذي هو خلقكم ويملك ضركم ونفعكم؟
التبيان الجامع لعلوم القرآن .. الطوسي
3- تنويه : عذاب الله ، أغير الله .. ضمائر غائب

(41) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
1- المعني : أنكم أيها الكفار سوف تستغيثون بالله ليكشف عنكم الضر اذا شاء ذلك ، فإذا أتاكم العذاب .. تنسون شرككم
تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه .. مكي بن أبي طالب
2- تنويه :
A- اياه ، فيكشف ، ان شاء .. ضمائر غائب للحديث عن الله
B - تدعون ، ما تدعون ، تنسون ، تشركون .. ضمائر مخاطب للمشركين
هناك طرف ثالث يتحدث عن الله والمشركين

(42) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
1- المعنى : ولقد أرسلنا من قبلك يا محمد رسلا إلى أقوامهم وكانوا أعتى من قومك فى الشرك ، فعاقبناهم بالفقر والبلاء لعلهم يرجعون عن كفرهم .. والآية تسلي النبي وتذكر له أحوال الأمم الماضية
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. محمد سيد طنطاوي
2- سؤال :
A- هل الله يعاقب الكفار في الدنيا لاجبارهم علي الايمان أم يحاسبهم علي كفرهم في الاخرة ؟
B- لعلهم .. تعني ان الله لا يعلم رد فعلهم .. هل سيتضرعوا أم لا ؟
2- تنويه :
A- ارسلنا ، فأخذناهم .. ضمير متكلم ( الله )
B - قبلك .. ضمير مخاطب ( النبي )
الكلام مباشر من المتكلِم ( المرسِل / الله ) الي المخاطَب ( المرسَل اليه / النبي )

(43) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
1- المعني : وقد جاءهم عذابنا ، ولكنهم لم يؤمنوا وقست قلوبهم ، وزين لهم الشيطان الكفر والمعاصي
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال : هل انتصر الشيطان علي الله في هذه المباراة ؟
3- بأسنا .. ضمير متكلم

(44) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ
1- المعني : أن المشركين لما لم يتعظوا بما ذكروا به من العذاب والشدة وأعرضوا عن الايمان ، استدرجناهم وفتحنا عليهم أبواب الخير حتي فرحوا وظنوا أن حصولهم علي الخير لأن كفرهم كان صواباً .. فأخذناهم فجأة وهم غير متأهبين ، فحزنوا بعد فرحهم
فتح القدير .. الشوكاني
2- السؤال : هل يعقل أن ينصب الله للمشركين فخا ليأخذهم بغتة وهم غير متأهبين ؟
الله قادر ويمكنه أخذهم في أي وقت
3- تنويه : فتحنا ، أخذناهم .. ضمير متكلم

(45) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
1- المعنى : أن الله قد قطع نسل المشركين واستؤصلوا فلم تبق لهم ذرية ، و الحمد لله على هلاكهم
الجامع لاحكام القرآن .. القرطبي
2- سؤال : لماذا بني ( فقطع ) للمجهول .. رغم ان القاطع معلوم وهو الله ؟

للمزيد .. شاهد اليوتيوب التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=VZsgghrIGLs&t=2237s

#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات